علم الاثار
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB :: البــحـــــــث العـلـمــــــي :: رســـــائـل ماجستــــير و دكتــوراه البحــــث العلمــــــي و بـحـوث جـامعيـة جـاهــزة :: الموسوعة العلمية الشاملة
صفحة 1 من اصل 3
صفحة 1 من اصل 3 • 1, 2, 3
علم الاثار
علم الآثار
تعريف علم الآثار
كانت مسألة تحديد تعريف لعلم الآثار يشمل مفهوم دراسة القديم من الموضوعات التي أرقت المهتمين بذلك النوع من الدراسة ، وتبدأ تلك المسألة عندما كان العالم الفرنسي " جاك سبون" في القـرن السـابع عشر حائراً أمـام لفظين "أركيولوجي Larchaeologie للتعبير عن علم الآثار قاصدا ذلك العلم الذي يهتم بدراسة جميع الأشكال المادية والملموسة التي تحفظ لنا آثار النشاط البشري سواء أكانت هذه الآثار جميلة أم لم يهتم الإنسان بتجميلها ، فكان منه أن رجح استخدام كلمة أركيولوجي والتي اصطلح عليها ـ فيما بعد ـ في سائر اللغات الحديثة لتنسحب على ذلك العلم الذي يهتم بدراسة الحضارات القديمة مزدهرة كانت أم مندحرة،عظيمة كانت أم بدائية ، فإن كهفا أو كوخا بسيطا سكنه إنسان ، أو حفرة بسيطة دفن فيها موتاه هي أثر لنشاط كائن يدل على حضارة بعينها ، كما أن قصرا أو معبدا ضخماً زين أو مومياء حنطت أو رصعت وزينت هي أيضاً أثر يدلل على حضارة أخرى بمستوى آخر في حقبة زمنية تعكس مدى التقدم الذي حققه هذا الإنسان.
مجمل القول :" إن كل ما خلفه نشاط إنساني في مكان ما خلال حقبة ما من الزمن هو أثر يخضع لدراسة علم الآثار " أي أن علم الآثار هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة كل ما خلفه لنا الإنسان من قبيح وجميل في مكان ما خلال حقبة ما.
واقع الأمر إن قوام ما خلفه لنا الإنسان بصفة عامة ينقسم إلى قسمين رئيسيين الأول منهما تلك المخلفات المادية الملموسة ، والثاني منهما هو تلك الكتابات والنصوص التي تركها لنا الإنسان ، لذا جاء علم دراسة الأشياء المادية وهو علم الآثار توأما لدراسة اللغة والنصوص والكلام والذي يصطلح عليه باسم فيلولوجي philology، ويأتي تلازم هذين العلمين لدراسة نواحي الحضارة المختلفة أمراً ضروريا فمن المستحيل دراسة العمارة الرومانية القديمة دونما الرجوع للكتاب الذي تركه لنا المهندس الروماني "فيتروفياس Vitrovius" بعنوان "عن العمارة " De Architectura" كما أنه يتحتم لدراسة النحت اليوناني الرجوع لما كتبه المؤرخ الروماني" بليني الأكبر" في كتابه التاريخ الطبيعي والذي خصصت فيه أجزاء للمعادن والفنون كما أدرج به جدولاً بالفنانين الإغريق القدامى وأعمالهم التي ذاع صيتها في العالم القديم.
ويظهر التداخل بين علمي الآثار واللغة جليا في كثير من الأعمال الفنية والمعمارية التي تحمل نقوشا وكتابات كتلك التي تغطي جدران المعابد المصرية أو شواهد القبور أو اللخافات Ostraca التي دونت عليها كتابات بالحبر الملون أي أن المعبد هو أثر معماري لا تنفك طلاسمه إلا بقراءة الكتابات المدونة عليه وكذلك الحال بالنسبة لشواهد القبور وغيرها من الآثار التي تحمل نقوشاً أو كتابات فغالباً ما تفسر هذه الكتابات تاريخ الأثر أو الشخص الذي بناه أو الذي أهداه.
ولا يقتصر علم دراسة اللغة على هذه النقوش فقط بل يشمل أيضاً علم الكتابات على قراطيس البردي المعروف اصطلاحاُ باسم البابيرولوجي Papyrologyوالذي يهتم بجوانب الحياة المختلفة من عقود وقوانين ومراسلات وتسجيلات وغيرها من مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأحياناً أخرى يلقي الضوء على مجالات الفنون والعمارة وغالباً ما كان يعثر على قراطيس البردي منفردة في المقابر أو المنازل أو المعابد وأحياناً كانت تلف بها المومياوات كغلاف مقوي لحمايتها وغالباً ما تكون البرديات غير ذات فائدة عند استخدامها كلفائف للمومياوات لكنها تبقى مصدراً للمعلومات الهامة للأثريين الآن.
ويدخل علم دراسة النقوش في نطاق علم اللغويات (وعلم النقوش يعرف اصطلاحاً بعلم الأبيجرافي Epigraphy) وهو يهتم بدراسة أنماط الخط والكتابة وأشكال الحروف الهجائية وتطورها ومحاولات تجميل الخطوط المختلفة ولا يمكن لعالم الآثار أن يغفل هذا العلم بل هو في المقام الأول أحد وسائل التأريخ الهامة.
إن التعبير عن علم الآثار بمصطلح "أركيولوجي archaeology" " صار أسيراً للمعنى الذي استخدمه الفرنسي جاك سبون في القرن السابع عشر حتى أنه صار يستخدم للتعبير عن دراسة القديم وصار موصولاً بأصله ويتعدى نطاق دراسة تاريخ الفنون ليشمل سائر نشاطات الإنسان وكافة مظاهر حضارته المختلفة ،ولعل تطور الحضارات واندحارها واختفاء الأعمال الفنية الجميلة فضلاً عن العوامل الطبيعية وفعل الزمن وعواديه ذات التأثير السيئ والمدمر أحياناً على الآثار فلا تترك مجالاً لدراسة تاريخ الفن بل تبقى الأطلال والخرائب مادة درسها علماء الآثار في مختلف المجالات.
إن علم الآثار لا يقتصر على عمليات البحث والتنقيب بل يمتد إلى مجال النشر العلمي للمكتشفات الأثرية والدراسات المتخصصة التي تميط اللثام عن ماضي مجهول وتقدم معلومات جديدة من المادة القديمة ، وتعتبر عملية التسجيل العلمي الدقيق لمراحل الكشف الأثري أهم مراحل التنقيب وهي الذاكرة الحقيقية لهذا العمل، فإن علمية التنقيب هي في الواقع تدمير للطبقات لا يمكن إعادتها لشأنها الأول ولا تحتمل الخطأ ذلك لأن الخطأ يدمر حقبة من تاريخ أمة وحضارتها لذا فانه على الأثري أن يكون على دراية وعلم يؤهلانه للحفاظ على هذه الأمانة التي أودعتها الأمة إياه وتعتبر مهمة المنقب من أسمى وأجل الوظائف البشرية التي تستوجب النزاهة والخبرة.
مجمل القول إن علم الآثار هو العلم الوحيد الذي يجمع بين المعول والحاسب الآلي ماراً بعلوم أخرى كثيرة وعلى الرغم من ان علم الآثار مفرد اللفظ إلا أنه يشمل عدة علوم في آن واحد. فهو يضم العديد من علوم الآثار ذات المساحة الزمنية والمكانية المحددة منها على سبيل المثال:
- علم آثار ما قبل التاريخ Prehistoric Archaeology
- وعلم الآثار المصرية القديمة (المصريات) Egyptology
- وعلم الآثار الكلاسكية Classical Archaeology
- وعلم الآثار الإسلامية Islamic Archaeology
- وعلم الآثار الهندية Indian Archaeology
- وعلم الآثار الشرق الأدنى Near East Archaeology
- علم الآثار المكسيكية Mexican Archaeology
وغيرها من علوم الآثار .. التي تنسب إلى شعوب قطنت أماكن بعينها واستقرت فيها وتفاعلت مع بيئتها إيجابياً فأفرزت حضارة ذات طابع خاص خلال مرحلة زمنية بدأت فيها من المرحلة البدائية وتدرجت إلى أن بلغت قمة الحضارة ثم ما لبثت أن تهاوت لتعود إلى الصفر من جديد.
كان انتشار الإنسان معمراً وقاطناً وتاجراً ومرتزقاً في شتى أنحاء المعمورة ، واستقراره هنا وهناك في آونة متزامنة مطوراً أساليب حياته باحثاً عن الأفضل ولم تكن مظاهر نشاطاته ثابتة أو مكررة فحينما كان نظيره في أوروبا بربرياً مرتحلاً لذا فليس من الضروري أن تتزامن مرحلة حضارية لشعب ما مع شعب آخر.
علوم الآثار التخصصية:
يأتي التقسيم التاريخي أو المكاني كأحد المساحات التي تحدد مجال دراسة علم الآثار والتي ينبغي على المنقب أن يكون ملماً بالمعلومات الأساسية عنها وعن مميزات كل حضارة وفن لتساعده على فهم المكتشفات والطبقات . وفي كثير من الأحيان تأتي التقسيمات الزمنية متوافقة بين حضارة وأخرى لكنها يتعذر أن تتزامن بينهما . ويأتي علم آثار ماقبل التاريخ كقاسم مشترك بين شتى علوم الآثار . ثم تأتي بعد ذلك العصور التاريخية والتي تبدأ بمعرفة الكتابة وغالباً ما مايوصم هذا العلم بالزمان والمكان لتحديد مجال هذا العلم . فمثلاً علم الآثار المصرية القديمة يقصد به كافة المراحل الحضارية التي شهدتها مصر بحدودها السياسية والطبيعية عبر العصور ـ منذ عصر ما قبل الأسرات حتي نهاية العصر الروماني .
علم آثار ما قبل التاريخ Prehistoric Archaeology :
يشمل هذا العلم بالدراسة مخلفات الإنسان في مراحل ماقبل معرفة الكتابة ، لذا يفتقد هذا العلم علوم اللغات ويعتمد على وسائله الخاصة ولما كانت مراحل الاستقرار البشري في مختلف الحضارات تختلف زمانياً إلا أنها تتشابه من حيث المظاهر وسبل الحياة ووسائلها فهدف علم آثار ما قبل التاريخ هو إعادة رسم تطور الحضارات المبكرة من بداياتها في خطوط عريضة غالبا ما تفتقد الدقة ولكنها تأتي بشكل تقريبي لذا فإن علم آثار ما قبل التاريخ يدرس سلسلة حضارات بشرية تبدأ بأول ظهور للإنسان منذ العصور السحيقة حتى ماقبيل التاريخ history ـ proto ووصولا إلى العصر التاريخي مع معرفة الكتابة .
ومن العسير الفصل بين عصر ما قبل التاريخ history ـ pre من الناحية التاريخية ومظاهر فصول كل حضارة كما انه يصعب تحديد أي منهما زمنياً فبداية التاريخ في مركز حضاري ما تختلف عن نظيرتها في مكان آخر فالعصر التاريخي في مصريبدأ قبل العصر التاريخي في بلاد الغال بألفي عام كما انه ليس بالضرورة أن تأتي نفس العصور لترتيبها النمطي في كل حضارة فالتقسيمات الكبرى لما قبل التاريخ المعروفة بالترتيب التالي : -
العصر الحجري القديم Paleolithic -
العصر الحجري الوسيط -
العصر الحجري الحديث
العصر النحاسي
العصر البرنزي
العصر الحديدي
و هى ليس لها نفس الترتيب والتسلسل التاريخي لكل مركز حضاري بل أن تحديد بدايات ونهايات كل عصر لم يكتب لها الاستقرار حتى الآن لدى علماء الآثار بل لازال هناك جدل كثير حولها .
ويتسم علم آثار ما قبل التاريخ بطول حقبته التاريخية ومساحته الزمنية والمكانية كما تتنوع حضاراته وتتميز مخلفاته عن بقية علوم الآثار الأخرى خاصة إنها تفتقد للوثائق المكتوبة والأدلة الدامغة ، ولعل اتساع نطاق علم آثار ما قبل التاريخ قد جعل من سبر أغواره في شتى أنحاء المعمورة أمراً لا يزال يحتاج لعديد من الأيادي البيضاء لتسهم في كشف النقاب عن هذه الحضارات لهذا فإن هذا العلم يعتبر في مرحلة النمو ولم يكتمل بعد و فيما يلى نبذة عن كل عصر من عصور قبل التاريخ .
أولاً : العصر الحجري القديم :
واقع الأمر إن دراسة حضارات العصر الحجري القديم تحتاج إلى إلمام بعلم الجيولوجيا والأنثروبولوجيا نظراً لطبيعة المواقع التي توجد بها بقايا هذا العصر فهي عبارة عن كهوف في الجبال أو الصحاري حيث كان إنسان العصر الحجري يتخذ من الكهوف مسكناً له مثال ذلك كهف هوى فطيحة في ليبيا وكهوف الدوردوني في فرنسا . نظرا لأن آثار هذا العصر تعرضت لعوامل بيئية وطبيعية غيرت الكثير من معالمها أو تسببت في اختفاء مداخلها بأكوام الصخور أو الكتل الحجرية المتساقطة بسبب التآكل بفعل الزمن ، أو قد تترسب طبقات من الجير أو الرمال أمام المداخل فتخفيها عن الأعين ، وفي بعض الأحيان قد تتكلس الترسبات وتكون كتل حجرية ، أما إذا كانت الكهوف في منطقة ممطرة أو تتعرض للسيول أو تجتاحها الأعاصير فإن ما تجرفه هذه الأمطار من سفوح التلال قد يمطر أجزاء من الكهوف أو يغطي أرضياتها وفي بعض الأحيان قد يملأه عن آخره ويردمه.
لذا فإن مخلفات إنسان هذا العصر غالبا ما تختفي وفق المتغيرات التي تعرض لها الموقع بتأثير العوامل الطبيعية ، ولعل أهم ما يعثر عليه في الكهوف هو الهياكل العظمية وعلى المنقب في المواقع من هذا العصر أن يفحص الرديم المتخلف من الحفائر جيداً بحثا عن الأدوات التي كان يستخدمها إنسان هذا العصر لأنها غالبا ما توجد على عمق كبير ولأنها من الحجر وغير جيدة التشكيل فقد تغيب عن الملاحظة ، لذا فإن المنقب في هذه المواقع لابد أن يكون متخصص في آثار هذا العصر .
ومن المشكلات التي تواجه الأثري في حفائر هذا العصر وجود فتحات تنزل رأسيا في الأرض تعرف باسم " فوهات الآنية " وهي تختلف عن الكهوف ولا تصلح للسكنى ، لكنها بمثابة دليل على وجود إنسان هذا العصر في هذا المكان مثال ذلك الفتحات التي عثر عليها في " وندي بتس " windy pits " في مقاطعة يوركشاير بانجلترا وغالباً ما توجد مخلفات هذا العصر في المناطق المكشوفة التي تتعرض لعوامل طبيعية فتغير من طبيعتها مثل عوامل التعرية المختلفة أو عوامل جيولوجية أو عوامل بشرية .
ومثلما كانت المياه هي عنصر الاستقرار الأول للانسان في العصور المبكرة كانت المياه ايضا هي العامل الرئيسي في جرف مخلفاته بعيداً عن أماكنها ، وفي أحيان أخرى تكون عوامل التعرية سبباً مباشراً في تغيير معالم تلك المخلفات بالتآكل أو الطمس أو قد تؤدي لتحللها أو تفكك عناصرها ومخلفات هذا العصر غالبا ما تكون عبارة عن رؤوس فئوس حجرية ورسومات جميلة في الكهوف وعلى الأحجار , مثال ذلك رسومات جبارين بليبيا.
ثانياً : العصر الحجري الوسيط (الميزوليثي ) :
تتميز مخلفات هذا العصر بصغر حجمها بالنسبة لفئوس الباليوليتي السابق كما أن رؤوس السهام غير سميكة كما صنعت المكاشط من الخيرزان والصوان وأشهر المراكز الحضارية لهذا العصر موقع "ماجلي موز " maglemosa في جزيرة زيلاند بالدانمرك ، ويمثل هذا الموقع نموذج يتفق مع حضارة حوض البلطيق ويغلب عليه الطابع الساحلي . وقد وجد هذا الاتجاه في المناطق التي سادت فيها المستنقعات وموقع " فير أن تاردنواز fere en tardenoise ويمثل نموذجا للحضارة اليابسة في فرنسا ويلاحظ أن هذا النوع يرتبط بتوافر الماء والشمس الدافئة .
ثالثا : العصر الحجري الحديث (النيوليثي ):
يتميز هذا العصر بآثار ثابتة كما تتميز مخلفاته بأدوات وصناعات جديدة وحرف تتمشى مع معرفة الإنسان للزراعة واستئناسه للحيوان فيغلب على الأدوات صغر الحجم ودقة الصقل وتختلف عمارته باختلاف البيئة التي عاشها الإنسان .
علم الآثار المصرية Egyptology :
يهتم هذا العلم بدراسة آثار مصر القديمة وهو من العلوم التي تتميز بحدود مساحته المكانية والزمنية إذ يشمل تلك المساحة المكانية التي يحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الشرق البحر الأحمر ومن الجنوب بلاد النوبة العليا ومن الغرب الصحراء الليبية أي أنه يضم وادي النيل وصحاريه الشرقية و الغربية بدروبها ومسالكها التجارية وعلاقات مصر بجيرانها تجاريا وعسكريا تلك هي حدود هذا العلم أما مساحته الزمنية فهي تمتد من عصر ماقبل التاريخ حتى الفتح العربي لمصر .
وعلى الرغم من سهولة تحديد مساحة علم الآثار المصرية القديمة زمنيا ومكانيا إلا أنه ليس مجالا منغلقا فهو يدرس حضارة راسخة لها كينونتها وشخصيتها المميزة وقد ظلت تعطي نتاجا حضاريا متميزا طوال العصر الفرعوني وخلال العصرين اليوناني والروماني دونما توقف وبطابع متميز ويقصد بعلم الآثار المصرية القديمة جغرافية مصر المكانية وتاريخها الممتد منذ عصور ماقبل التاريخ وخلال العصر الفرعوني ومرورا بالعصر اليوناني وانتهاء بالعصر الروماني.
يتبع ...
تعريف علم الآثار
كانت مسألة تحديد تعريف لعلم الآثار يشمل مفهوم دراسة القديم من الموضوعات التي أرقت المهتمين بذلك النوع من الدراسة ، وتبدأ تلك المسألة عندما كان العالم الفرنسي " جاك سبون" في القـرن السـابع عشر حائراً أمـام لفظين "أركيولوجي Larchaeologie للتعبير عن علم الآثار قاصدا ذلك العلم الذي يهتم بدراسة جميع الأشكال المادية والملموسة التي تحفظ لنا آثار النشاط البشري سواء أكانت هذه الآثار جميلة أم لم يهتم الإنسان بتجميلها ، فكان منه أن رجح استخدام كلمة أركيولوجي والتي اصطلح عليها ـ فيما بعد ـ في سائر اللغات الحديثة لتنسحب على ذلك العلم الذي يهتم بدراسة الحضارات القديمة مزدهرة كانت أم مندحرة،عظيمة كانت أم بدائية ، فإن كهفا أو كوخا بسيطا سكنه إنسان ، أو حفرة بسيطة دفن فيها موتاه هي أثر لنشاط كائن يدل على حضارة بعينها ، كما أن قصرا أو معبدا ضخماً زين أو مومياء حنطت أو رصعت وزينت هي أيضاً أثر يدلل على حضارة أخرى بمستوى آخر في حقبة زمنية تعكس مدى التقدم الذي حققه هذا الإنسان.
مجمل القول :" إن كل ما خلفه نشاط إنساني في مكان ما خلال حقبة ما من الزمن هو أثر يخضع لدراسة علم الآثار " أي أن علم الآثار هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة كل ما خلفه لنا الإنسان من قبيح وجميل في مكان ما خلال حقبة ما.
واقع الأمر إن قوام ما خلفه لنا الإنسان بصفة عامة ينقسم إلى قسمين رئيسيين الأول منهما تلك المخلفات المادية الملموسة ، والثاني منهما هو تلك الكتابات والنصوص التي تركها لنا الإنسان ، لذا جاء علم دراسة الأشياء المادية وهو علم الآثار توأما لدراسة اللغة والنصوص والكلام والذي يصطلح عليه باسم فيلولوجي philology، ويأتي تلازم هذين العلمين لدراسة نواحي الحضارة المختلفة أمراً ضروريا فمن المستحيل دراسة العمارة الرومانية القديمة دونما الرجوع للكتاب الذي تركه لنا المهندس الروماني "فيتروفياس Vitrovius" بعنوان "عن العمارة " De Architectura" كما أنه يتحتم لدراسة النحت اليوناني الرجوع لما كتبه المؤرخ الروماني" بليني الأكبر" في كتابه التاريخ الطبيعي والذي خصصت فيه أجزاء للمعادن والفنون كما أدرج به جدولاً بالفنانين الإغريق القدامى وأعمالهم التي ذاع صيتها في العالم القديم.
ويظهر التداخل بين علمي الآثار واللغة جليا في كثير من الأعمال الفنية والمعمارية التي تحمل نقوشا وكتابات كتلك التي تغطي جدران المعابد المصرية أو شواهد القبور أو اللخافات Ostraca التي دونت عليها كتابات بالحبر الملون أي أن المعبد هو أثر معماري لا تنفك طلاسمه إلا بقراءة الكتابات المدونة عليه وكذلك الحال بالنسبة لشواهد القبور وغيرها من الآثار التي تحمل نقوشاً أو كتابات فغالباً ما تفسر هذه الكتابات تاريخ الأثر أو الشخص الذي بناه أو الذي أهداه.
ولا يقتصر علم دراسة اللغة على هذه النقوش فقط بل يشمل أيضاً علم الكتابات على قراطيس البردي المعروف اصطلاحاُ باسم البابيرولوجي Papyrologyوالذي يهتم بجوانب الحياة المختلفة من عقود وقوانين ومراسلات وتسجيلات وغيرها من مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأحياناً أخرى يلقي الضوء على مجالات الفنون والعمارة وغالباً ما كان يعثر على قراطيس البردي منفردة في المقابر أو المنازل أو المعابد وأحياناً كانت تلف بها المومياوات كغلاف مقوي لحمايتها وغالباً ما تكون البرديات غير ذات فائدة عند استخدامها كلفائف للمومياوات لكنها تبقى مصدراً للمعلومات الهامة للأثريين الآن.
ويدخل علم دراسة النقوش في نطاق علم اللغويات (وعلم النقوش يعرف اصطلاحاً بعلم الأبيجرافي Epigraphy) وهو يهتم بدراسة أنماط الخط والكتابة وأشكال الحروف الهجائية وتطورها ومحاولات تجميل الخطوط المختلفة ولا يمكن لعالم الآثار أن يغفل هذا العلم بل هو في المقام الأول أحد وسائل التأريخ الهامة.
إن التعبير عن علم الآثار بمصطلح "أركيولوجي archaeology" " صار أسيراً للمعنى الذي استخدمه الفرنسي جاك سبون في القرن السابع عشر حتى أنه صار يستخدم للتعبير عن دراسة القديم وصار موصولاً بأصله ويتعدى نطاق دراسة تاريخ الفنون ليشمل سائر نشاطات الإنسان وكافة مظاهر حضارته المختلفة ،ولعل تطور الحضارات واندحارها واختفاء الأعمال الفنية الجميلة فضلاً عن العوامل الطبيعية وفعل الزمن وعواديه ذات التأثير السيئ والمدمر أحياناً على الآثار فلا تترك مجالاً لدراسة تاريخ الفن بل تبقى الأطلال والخرائب مادة درسها علماء الآثار في مختلف المجالات.
إن علم الآثار لا يقتصر على عمليات البحث والتنقيب بل يمتد إلى مجال النشر العلمي للمكتشفات الأثرية والدراسات المتخصصة التي تميط اللثام عن ماضي مجهول وتقدم معلومات جديدة من المادة القديمة ، وتعتبر عملية التسجيل العلمي الدقيق لمراحل الكشف الأثري أهم مراحل التنقيب وهي الذاكرة الحقيقية لهذا العمل، فإن علمية التنقيب هي في الواقع تدمير للطبقات لا يمكن إعادتها لشأنها الأول ولا تحتمل الخطأ ذلك لأن الخطأ يدمر حقبة من تاريخ أمة وحضارتها لذا فانه على الأثري أن يكون على دراية وعلم يؤهلانه للحفاظ على هذه الأمانة التي أودعتها الأمة إياه وتعتبر مهمة المنقب من أسمى وأجل الوظائف البشرية التي تستوجب النزاهة والخبرة.
مجمل القول إن علم الآثار هو العلم الوحيد الذي يجمع بين المعول والحاسب الآلي ماراً بعلوم أخرى كثيرة وعلى الرغم من ان علم الآثار مفرد اللفظ إلا أنه يشمل عدة علوم في آن واحد. فهو يضم العديد من علوم الآثار ذات المساحة الزمنية والمكانية المحددة منها على سبيل المثال:
- علم آثار ما قبل التاريخ Prehistoric Archaeology
- وعلم الآثار المصرية القديمة (المصريات) Egyptology
- وعلم الآثار الكلاسكية Classical Archaeology
- وعلم الآثار الإسلامية Islamic Archaeology
- وعلم الآثار الهندية Indian Archaeology
- وعلم الآثار الشرق الأدنى Near East Archaeology
- علم الآثار المكسيكية Mexican Archaeology
وغيرها من علوم الآثار .. التي تنسب إلى شعوب قطنت أماكن بعينها واستقرت فيها وتفاعلت مع بيئتها إيجابياً فأفرزت حضارة ذات طابع خاص خلال مرحلة زمنية بدأت فيها من المرحلة البدائية وتدرجت إلى أن بلغت قمة الحضارة ثم ما لبثت أن تهاوت لتعود إلى الصفر من جديد.
كان انتشار الإنسان معمراً وقاطناً وتاجراً ومرتزقاً في شتى أنحاء المعمورة ، واستقراره هنا وهناك في آونة متزامنة مطوراً أساليب حياته باحثاً عن الأفضل ولم تكن مظاهر نشاطاته ثابتة أو مكررة فحينما كان نظيره في أوروبا بربرياً مرتحلاً لذا فليس من الضروري أن تتزامن مرحلة حضارية لشعب ما مع شعب آخر.
علوم الآثار التخصصية:
يأتي التقسيم التاريخي أو المكاني كأحد المساحات التي تحدد مجال دراسة علم الآثار والتي ينبغي على المنقب أن يكون ملماً بالمعلومات الأساسية عنها وعن مميزات كل حضارة وفن لتساعده على فهم المكتشفات والطبقات . وفي كثير من الأحيان تأتي التقسيمات الزمنية متوافقة بين حضارة وأخرى لكنها يتعذر أن تتزامن بينهما . ويأتي علم آثار ماقبل التاريخ كقاسم مشترك بين شتى علوم الآثار . ثم تأتي بعد ذلك العصور التاريخية والتي تبدأ بمعرفة الكتابة وغالباً ما مايوصم هذا العلم بالزمان والمكان لتحديد مجال هذا العلم . فمثلاً علم الآثار المصرية القديمة يقصد به كافة المراحل الحضارية التي شهدتها مصر بحدودها السياسية والطبيعية عبر العصور ـ منذ عصر ما قبل الأسرات حتي نهاية العصر الروماني .
علم آثار ما قبل التاريخ Prehistoric Archaeology :
يشمل هذا العلم بالدراسة مخلفات الإنسان في مراحل ماقبل معرفة الكتابة ، لذا يفتقد هذا العلم علوم اللغات ويعتمد على وسائله الخاصة ولما كانت مراحل الاستقرار البشري في مختلف الحضارات تختلف زمانياً إلا أنها تتشابه من حيث المظاهر وسبل الحياة ووسائلها فهدف علم آثار ما قبل التاريخ هو إعادة رسم تطور الحضارات المبكرة من بداياتها في خطوط عريضة غالبا ما تفتقد الدقة ولكنها تأتي بشكل تقريبي لذا فإن علم آثار ما قبل التاريخ يدرس سلسلة حضارات بشرية تبدأ بأول ظهور للإنسان منذ العصور السحيقة حتى ماقبيل التاريخ history ـ proto ووصولا إلى العصر التاريخي مع معرفة الكتابة .
ومن العسير الفصل بين عصر ما قبل التاريخ history ـ pre من الناحية التاريخية ومظاهر فصول كل حضارة كما انه يصعب تحديد أي منهما زمنياً فبداية التاريخ في مركز حضاري ما تختلف عن نظيرتها في مكان آخر فالعصر التاريخي في مصريبدأ قبل العصر التاريخي في بلاد الغال بألفي عام كما انه ليس بالضرورة أن تأتي نفس العصور لترتيبها النمطي في كل حضارة فالتقسيمات الكبرى لما قبل التاريخ المعروفة بالترتيب التالي : -
العصر الحجري القديم Paleolithic -
العصر الحجري الوسيط -
العصر الحجري الحديث
العصر النحاسي
العصر البرنزي
العصر الحديدي
و هى ليس لها نفس الترتيب والتسلسل التاريخي لكل مركز حضاري بل أن تحديد بدايات ونهايات كل عصر لم يكتب لها الاستقرار حتى الآن لدى علماء الآثار بل لازال هناك جدل كثير حولها .
ويتسم علم آثار ما قبل التاريخ بطول حقبته التاريخية ومساحته الزمنية والمكانية كما تتنوع حضاراته وتتميز مخلفاته عن بقية علوم الآثار الأخرى خاصة إنها تفتقد للوثائق المكتوبة والأدلة الدامغة ، ولعل اتساع نطاق علم آثار ما قبل التاريخ قد جعل من سبر أغواره في شتى أنحاء المعمورة أمراً لا يزال يحتاج لعديد من الأيادي البيضاء لتسهم في كشف النقاب عن هذه الحضارات لهذا فإن هذا العلم يعتبر في مرحلة النمو ولم يكتمل بعد و فيما يلى نبذة عن كل عصر من عصور قبل التاريخ .
أولاً : العصر الحجري القديم :
واقع الأمر إن دراسة حضارات العصر الحجري القديم تحتاج إلى إلمام بعلم الجيولوجيا والأنثروبولوجيا نظراً لطبيعة المواقع التي توجد بها بقايا هذا العصر فهي عبارة عن كهوف في الجبال أو الصحاري حيث كان إنسان العصر الحجري يتخذ من الكهوف مسكناً له مثال ذلك كهف هوى فطيحة في ليبيا وكهوف الدوردوني في فرنسا . نظرا لأن آثار هذا العصر تعرضت لعوامل بيئية وطبيعية غيرت الكثير من معالمها أو تسببت في اختفاء مداخلها بأكوام الصخور أو الكتل الحجرية المتساقطة بسبب التآكل بفعل الزمن ، أو قد تترسب طبقات من الجير أو الرمال أمام المداخل فتخفيها عن الأعين ، وفي بعض الأحيان قد تتكلس الترسبات وتكون كتل حجرية ، أما إذا كانت الكهوف في منطقة ممطرة أو تتعرض للسيول أو تجتاحها الأعاصير فإن ما تجرفه هذه الأمطار من سفوح التلال قد يمطر أجزاء من الكهوف أو يغطي أرضياتها وفي بعض الأحيان قد يملأه عن آخره ويردمه.
لذا فإن مخلفات إنسان هذا العصر غالبا ما تختفي وفق المتغيرات التي تعرض لها الموقع بتأثير العوامل الطبيعية ، ولعل أهم ما يعثر عليه في الكهوف هو الهياكل العظمية وعلى المنقب في المواقع من هذا العصر أن يفحص الرديم المتخلف من الحفائر جيداً بحثا عن الأدوات التي كان يستخدمها إنسان هذا العصر لأنها غالبا ما توجد على عمق كبير ولأنها من الحجر وغير جيدة التشكيل فقد تغيب عن الملاحظة ، لذا فإن المنقب في هذه المواقع لابد أن يكون متخصص في آثار هذا العصر .
ومن المشكلات التي تواجه الأثري في حفائر هذا العصر وجود فتحات تنزل رأسيا في الأرض تعرف باسم " فوهات الآنية " وهي تختلف عن الكهوف ولا تصلح للسكنى ، لكنها بمثابة دليل على وجود إنسان هذا العصر في هذا المكان مثال ذلك الفتحات التي عثر عليها في " وندي بتس " windy pits " في مقاطعة يوركشاير بانجلترا وغالباً ما توجد مخلفات هذا العصر في المناطق المكشوفة التي تتعرض لعوامل طبيعية فتغير من طبيعتها مثل عوامل التعرية المختلفة أو عوامل جيولوجية أو عوامل بشرية .
ومثلما كانت المياه هي عنصر الاستقرار الأول للانسان في العصور المبكرة كانت المياه ايضا هي العامل الرئيسي في جرف مخلفاته بعيداً عن أماكنها ، وفي أحيان أخرى تكون عوامل التعرية سبباً مباشراً في تغيير معالم تلك المخلفات بالتآكل أو الطمس أو قد تؤدي لتحللها أو تفكك عناصرها ومخلفات هذا العصر غالبا ما تكون عبارة عن رؤوس فئوس حجرية ورسومات جميلة في الكهوف وعلى الأحجار , مثال ذلك رسومات جبارين بليبيا.
ثانياً : العصر الحجري الوسيط (الميزوليثي ) :
تتميز مخلفات هذا العصر بصغر حجمها بالنسبة لفئوس الباليوليتي السابق كما أن رؤوس السهام غير سميكة كما صنعت المكاشط من الخيرزان والصوان وأشهر المراكز الحضارية لهذا العصر موقع "ماجلي موز " maglemosa في جزيرة زيلاند بالدانمرك ، ويمثل هذا الموقع نموذج يتفق مع حضارة حوض البلطيق ويغلب عليه الطابع الساحلي . وقد وجد هذا الاتجاه في المناطق التي سادت فيها المستنقعات وموقع " فير أن تاردنواز fere en tardenoise ويمثل نموذجا للحضارة اليابسة في فرنسا ويلاحظ أن هذا النوع يرتبط بتوافر الماء والشمس الدافئة .
ثالثا : العصر الحجري الحديث (النيوليثي ):
يتميز هذا العصر بآثار ثابتة كما تتميز مخلفاته بأدوات وصناعات جديدة وحرف تتمشى مع معرفة الإنسان للزراعة واستئناسه للحيوان فيغلب على الأدوات صغر الحجم ودقة الصقل وتختلف عمارته باختلاف البيئة التي عاشها الإنسان .
علم الآثار المصرية Egyptology :
يهتم هذا العلم بدراسة آثار مصر القديمة وهو من العلوم التي تتميز بحدود مساحته المكانية والزمنية إذ يشمل تلك المساحة المكانية التي يحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الشرق البحر الأحمر ومن الجنوب بلاد النوبة العليا ومن الغرب الصحراء الليبية أي أنه يضم وادي النيل وصحاريه الشرقية و الغربية بدروبها ومسالكها التجارية وعلاقات مصر بجيرانها تجاريا وعسكريا تلك هي حدود هذا العلم أما مساحته الزمنية فهي تمتد من عصر ماقبل التاريخ حتى الفتح العربي لمصر .
وعلى الرغم من سهولة تحديد مساحة علم الآثار المصرية القديمة زمنيا ومكانيا إلا أنه ليس مجالا منغلقا فهو يدرس حضارة راسخة لها كينونتها وشخصيتها المميزة وقد ظلت تعطي نتاجا حضاريا متميزا طوال العصر الفرعوني وخلال العصرين اليوناني والروماني دونما توقف وبطابع متميز ويقصد بعلم الآثار المصرية القديمة جغرافية مصر المكانية وتاريخها الممتد منذ عصور ماقبل التاريخ وخلال العصر الفرعوني ومرورا بالعصر اليوناني وانتهاء بالعصر الروماني.
يتبع ...
عدل سابقا من قبل الشبكة الإستراتيجية في الثلاثاء ديسمبر 27, 2011 8:54 pm عدل 1 مرات
ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ
رسالتنا للزوار الكرام : سجل عضويتك اليوم لتصلك رسائلنا لأخر مواضيع الأبحاث ورسائل الماجستير و الدكتورة عبر الايميل بشكل جميل.
♔ اَلَملَكهَ بَلَقَيــس♔- ♔ السمو الملكي ♔
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامجائزه الاعجاباتتاج 100 موضوعتاج المواضيعجائزه المواضيع امميزهعدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزه التميز
- عدد الرسائل : 3256
العمل/الترفيه : /لـآ شَي أوجَع منْ الحَنينْ ..~
الابراج :
الموقع : هوَ يشَبِه السّعادَةَ ؛ كلِ ماَ فكَرت فيَه ابتسَم !*
احترام القانون :
المزاج : ♡༽رفُُقُُآ بًًنِِبًًض قُُلََبًًيََ༼♡
نقاط : 56473
السٌّمعَة : 43
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
تعاليق : الحب يزهر إذ التقينا بما يجمعنا لا بما يعجبنا !
رد: علم الاثار
ويمكن تقسيم المساحة التاريخية لعلم الآثار المصرية القديمة على النحو التالى :
العصر الباليوليتي ( حتى عام 10000 قبل الميلاد )
العصر النيوليتي - عصر ظهور الفخار- ( من 10000 قبل الميلاد إلى 6000 ق. م . أو 5000 ق.م.)
العصر النحاسي من 6000 ق .م. أو 5000 ق.م . حتى 3000 ق.م. )
العصر الفرعوني (حتى 332 ق.م.)
العصر اليوناني ـ البطلمي ـ ( حتى 31 ق.م.)
العصر الروماني ( حتى 642م.)
وتمثل الحضارة المصرية منذ أول توحيد لها تحت لواء حكومة واحدة في الألف الرابعة قبل الميلاد حتى الغزو الفارسي
( عام 525 ق.م.) سلسلة من العصور التاريخية بين أفول وبزوغ ، وركود وازدهار ، وصعود وهبوط .
علم الآثار الكلاسيكية Classical Archaeology :
يهتم هذا العلم بدراسة آثار الحضارتين اليونانية والرومانية ، ونظرا لتنوع آثار تلك الحضارتين وتعدد تنوع التنقيب ونتائج الحفائر الهامة وظهور مشكلات في عملية البحث والتاريخ والخلط بين اليوناني والروماني أدى إلى ضرورة تقسيم هذا العلم إلى قسمين الأول يهتم بدراسة الآثار الإغريقية والثاني:يهتم بدراسة الآثار الرومانية ، مما يؤدي إلى وجود علوم متخصصة في كل فرع مما كان له بالغ الأثر في ظهور دراسات مقارنة توضح التأثيرات المتبادلة والامتزاج الحضاري وأوجه الشبه والاختلاف والفروق الجذرية بينهم في العصور المبكرة ثم الامتزاج الأخير خاصة في العصر الروماني حينما امتدت السيطرة الرومانية لتشمل كل مراكز الحضارة اليونانية نفسها .
أولا : علم الآثار الإغريقي Graeco Archaeology :
لعل الاهتمام المبكر بعلم الآثار الإغريقي أدى إلى تقدم هذا العلم عن سائر علوم الآثار الأخرى وكشف النقاب عن كثير من ميادين هذه الحضارة ويشمل هذا العلم مساحة مكانية وزمانية مختلفة وإن كان يمكن حصرها في ثلاثة ميادين أساسية :
- الحضارة الميناوية
ومركزها كريت وتنسب للميناويين سكان هذه الجزيرة وتمتد مساحتها الزمنية من 3000 ق.م. حتى 1200 ق.م.
- الحضارة الهللينية
ومركزها بلاد اليونان الأم وتنسب الى هيللاس hellas اسم البلاد القديمة .
- الحضارة السيكلادية cycladic
وهي مجموعة جزر أرخبيل اليونان واستمدت اسمها من cycle أي الدائرة لأنها تمثل دائرة حول ديلوس وأندروس وزيا وناكسوس وباروس .
- الحضارة الميناوية :
عندما كانت الحضارة الفرعونية وحضارات مابين النهرين في أوج فترات ازدهارها نشات في حوض بحر إيجة أولى الحضارات الميناوية في كريت وكان من أهم مراكزها مدن كنوسوس وفايستوس وهاجيا تريادا وماليا وغيرها من المدن . ثم تبعتها الحضارة الميكينية وهي التي حدثنا عنها هوميروس في ملحمتي الإلياذة والأوديسا وتشمل منطقة شبه جزيرة البلوبونيز (شبه جزيرة المورة ) وحضارة طروادة . إبان الألف الثالثة ق . م. قامت الحضارة الميناوية واتسع نطاقها بمرور الوقت لتشمل إيجة ورودس وقبرص وشبه جزيرة اليونان والجزر الأيونية ، وتفرعت عنها فروع وروافد في سوريا الشمالية وصقلية وغربي البحرالمتوسط ، وأقامت علاقات مع مصر وفلسطين .
واستمدت الحضارة اسمها من مينوس minos الذي ورد ذكره في الأساطير الإغريقية ويذكر ثيكوديدس أنه كان سيد البحار وواضع القوانين وصديق زيوس . سكان كريت كانوا من سلالات البحر وكان موقعها المتوسط بين الحضارات القديمة سببا في تحولها إلى مركز تجاري وبحري قوي ، وبلغت الحضارة الميناوية أوج ازدهار لها عند بداية الألف الثانية ( الفترة الميناوية الثانية ) عندما كانت الأسرة الثانية عشر تحكم مصر ، ثم عاودت ازدهارها مرة في عصر لاحق ( الفترة الميناوية المتأخرة ) إبان ما كانت الأسرة الثامنة عشر تحكم مصر وعلى هذا ظل ازدهارها قرابة ستة قرون .
وقد دللت الكشوف الأثرية في فايسوس وأفسوس على المستوى العالي الذي وصلت إليه الحضارة الميناوية من ثقافة ورقي وازدهار ، تتمثل هذه الكشوف الأثرية في القصور الملكية رائعة الزخارف ، إذ تحمل جدرانها صورا ونقوشا ملونة ، كما تحوي أعمالا فنية متميزة من المشغولات المعدنية من الذهب والبرنز والنحاس ، كما تضم مجموعة من الحلي رائعة الصياغة والتشكيل . وأعمالا فخارية تنم عن مهارة صانعيها ، كما إن قصر التيه ( اللابيرنث) بما يضمه من غرف عديدة وتعدد طوابقه يعد شاهدا على روعة هندسة البناء عند الميناويين .
وكان الكريتيون أول شعب أوروبي يعرف الكتابة فقد وجدت نقوشا تشبه الهيروغليفية وحروفا خطية ، ومن المنتظر أن تسهم تفسيرات هذه النقوش في معرفة تفصيلات كثيرة عن التاريخ التقدم لحضارات البحر المتوسط حيث تركزت هذه الحضارات في السواحل عدا مدن كريت التي كانت تبعد عن الساحل ، لذا فهي تبدو للمنقب الأثري كخرائب وتلال تبدو ظاهرة للعيان فوق سطح الأرض ، ولم يكن لهذه المدن أسوار وكان تخطيطها عبارة عن قصر عظيم للملك حيث تنتشر المباني الحكومية والمخازن في تكوين مترابط .
العصر الباليوليتي ( حتى عام 10000 قبل الميلاد )
العصر النيوليتي - عصر ظهور الفخار- ( من 10000 قبل الميلاد إلى 6000 ق. م . أو 5000 ق.م.)
العصر النحاسي من 6000 ق .م. أو 5000 ق.م . حتى 3000 ق.م. )
العصر الفرعوني (حتى 332 ق.م.)
العصر اليوناني ـ البطلمي ـ ( حتى 31 ق.م.)
العصر الروماني ( حتى 642م.)
وتمثل الحضارة المصرية منذ أول توحيد لها تحت لواء حكومة واحدة في الألف الرابعة قبل الميلاد حتى الغزو الفارسي
( عام 525 ق.م.) سلسلة من العصور التاريخية بين أفول وبزوغ ، وركود وازدهار ، وصعود وهبوط .
علم الآثار الكلاسيكية Classical Archaeology :
يهتم هذا العلم بدراسة آثار الحضارتين اليونانية والرومانية ، ونظرا لتنوع آثار تلك الحضارتين وتعدد تنوع التنقيب ونتائج الحفائر الهامة وظهور مشكلات في عملية البحث والتاريخ والخلط بين اليوناني والروماني أدى إلى ضرورة تقسيم هذا العلم إلى قسمين الأول يهتم بدراسة الآثار الإغريقية والثاني:يهتم بدراسة الآثار الرومانية ، مما يؤدي إلى وجود علوم متخصصة في كل فرع مما كان له بالغ الأثر في ظهور دراسات مقارنة توضح التأثيرات المتبادلة والامتزاج الحضاري وأوجه الشبه والاختلاف والفروق الجذرية بينهم في العصور المبكرة ثم الامتزاج الأخير خاصة في العصر الروماني حينما امتدت السيطرة الرومانية لتشمل كل مراكز الحضارة اليونانية نفسها .
أولا : علم الآثار الإغريقي Graeco Archaeology :
لعل الاهتمام المبكر بعلم الآثار الإغريقي أدى إلى تقدم هذا العلم عن سائر علوم الآثار الأخرى وكشف النقاب عن كثير من ميادين هذه الحضارة ويشمل هذا العلم مساحة مكانية وزمانية مختلفة وإن كان يمكن حصرها في ثلاثة ميادين أساسية :
- الحضارة الميناوية
ومركزها كريت وتنسب للميناويين سكان هذه الجزيرة وتمتد مساحتها الزمنية من 3000 ق.م. حتى 1200 ق.م.
- الحضارة الهللينية
ومركزها بلاد اليونان الأم وتنسب الى هيللاس hellas اسم البلاد القديمة .
- الحضارة السيكلادية cycladic
وهي مجموعة جزر أرخبيل اليونان واستمدت اسمها من cycle أي الدائرة لأنها تمثل دائرة حول ديلوس وأندروس وزيا وناكسوس وباروس .
- الحضارة الميناوية :
عندما كانت الحضارة الفرعونية وحضارات مابين النهرين في أوج فترات ازدهارها نشات في حوض بحر إيجة أولى الحضارات الميناوية في كريت وكان من أهم مراكزها مدن كنوسوس وفايستوس وهاجيا تريادا وماليا وغيرها من المدن . ثم تبعتها الحضارة الميكينية وهي التي حدثنا عنها هوميروس في ملحمتي الإلياذة والأوديسا وتشمل منطقة شبه جزيرة البلوبونيز (شبه جزيرة المورة ) وحضارة طروادة . إبان الألف الثالثة ق . م. قامت الحضارة الميناوية واتسع نطاقها بمرور الوقت لتشمل إيجة ورودس وقبرص وشبه جزيرة اليونان والجزر الأيونية ، وتفرعت عنها فروع وروافد في سوريا الشمالية وصقلية وغربي البحرالمتوسط ، وأقامت علاقات مع مصر وفلسطين .
واستمدت الحضارة اسمها من مينوس minos الذي ورد ذكره في الأساطير الإغريقية ويذكر ثيكوديدس أنه كان سيد البحار وواضع القوانين وصديق زيوس . سكان كريت كانوا من سلالات البحر وكان موقعها المتوسط بين الحضارات القديمة سببا في تحولها إلى مركز تجاري وبحري قوي ، وبلغت الحضارة الميناوية أوج ازدهار لها عند بداية الألف الثانية ( الفترة الميناوية الثانية ) عندما كانت الأسرة الثانية عشر تحكم مصر ، ثم عاودت ازدهارها مرة في عصر لاحق ( الفترة الميناوية المتأخرة ) إبان ما كانت الأسرة الثامنة عشر تحكم مصر وعلى هذا ظل ازدهارها قرابة ستة قرون .
وقد دللت الكشوف الأثرية في فايسوس وأفسوس على المستوى العالي الذي وصلت إليه الحضارة الميناوية من ثقافة ورقي وازدهار ، تتمثل هذه الكشوف الأثرية في القصور الملكية رائعة الزخارف ، إذ تحمل جدرانها صورا ونقوشا ملونة ، كما تحوي أعمالا فنية متميزة من المشغولات المعدنية من الذهب والبرنز والنحاس ، كما تضم مجموعة من الحلي رائعة الصياغة والتشكيل . وأعمالا فخارية تنم عن مهارة صانعيها ، كما إن قصر التيه ( اللابيرنث) بما يضمه من غرف عديدة وتعدد طوابقه يعد شاهدا على روعة هندسة البناء عند الميناويين .
وكان الكريتيون أول شعب أوروبي يعرف الكتابة فقد وجدت نقوشا تشبه الهيروغليفية وحروفا خطية ، ومن المنتظر أن تسهم تفسيرات هذه النقوش في معرفة تفصيلات كثيرة عن التاريخ التقدم لحضارات البحر المتوسط حيث تركزت هذه الحضارات في السواحل عدا مدن كريت التي كانت تبعد عن الساحل ، لذا فهي تبدو للمنقب الأثري كخرائب وتلال تبدو ظاهرة للعيان فوق سطح الأرض ، ولم يكن لهذه المدن أسوار وكان تخطيطها عبارة عن قصر عظيم للملك حيث تنتشر المباني الحكومية والمخازن في تكوين مترابط .
ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ
رسالتنا للزوار الكرام : سجل عضويتك اليوم لتصلك رسائلنا لأخر مواضيع الأبحاث ورسائل الماجستير و الدكتورة عبر الايميل بشكل جميل.
♔ اَلَملَكهَ بَلَقَيــس♔- ♔ السمو الملكي ♔
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامجائزه الاعجاباتتاج 100 موضوعتاج المواضيعجائزه المواضيع امميزهعدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزه التميز
- عدد الرسائل : 3256
العمل/الترفيه : /لـآ شَي أوجَع منْ الحَنينْ ..~
الابراج :
الموقع : هوَ يشَبِه السّعادَةَ ؛ كلِ ماَ فكَرت فيَه ابتسَم !*
احترام القانون :
المزاج : ♡༽رفُُقُُآ بًًنِِبًًض قُُلََبًًيََ༼♡
نقاط : 56473
السٌّمعَة : 43
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
تعاليق : الحب يزهر إذ التقينا بما يجمعنا لا بما يعجبنا !
رد: علم الاثار
يتبع ..
تابع علم الاثار
- الحضارة الهللينية :
يكتنف الغموض حياة الشعب اليوناني خلال القرون المبكرة من الألف سنة الأولى ، غير أن الهللينية امتدت خارج نطاق الأراضي اليونانية بدءا من القرن الثامن ق.م. إلى أن وصلت إلى حدود البحر الأسود وساحل شمال إفريقيا وجنوبي إيطاليا وصقلية ، وأصبحت إيطاليا الجنوبية تعرف للإغريق "هيللاس ماجنا". وقد أضفت طبيعة بلاد اليونان الجغرافية طابعا خاصا على المجتمع اليوناني حيث يحيط البحر ببلاد اليونان من ثلاث جهات وتتعرج سواحلها كما إن مناخها معتدل يجمع بين طقس الجنوب الدافيء وطقس الشمال البارد ، كما أن طبيعة تضاريسها يغلب عليها الطابع الجبلي مما أضفى على اليونانيين حب المغامرة واستهواء ركوب البحر.
كما أن التكوين الجيولوجي لبلاد اليونان وماتمتاز به من وجود محاجر للرخام في باروس وناكسوس وماله من سمات خاصة جعل اليونانيين يحرصون على استخدامه في عمارتهم وأعمالهم النحتية وكان الرخام من أهم المواد المستخدمة في بناء وتكسية العمائر الدينية بصفة خاصة ومنذ بدايات القرن الثامن تخلت الملكيات عن مكانها للطبقة الإرستقراطية وأصبح الكيان السياسي عبارة عن دولة مدينة لها سيادة مستقلة وبدأ ظهور القوانين والدساتير ، ولم تتوحد اليونان في دولة واحدة بل كان الرباط المشترك بين المدن الدول هو السلالات العرقية واللغة المشتركة ولكن دونما اتحاد سياسي .
ومن الخطأ أن نقرن الحضارة اليونانية ببلاد اليونان الأصلية دون غيرها لأنها لم تكن سوى مركزاً من عدة مراكز تنتشر في البحر المتوسط فعلى سبيل المثال كان ساحل آسيا الصغرى الغربي يمثل مركزاً حضارياً هاماً في العالم اليوناني رغم أنه لا ينتمي لبلاد اليونان ، ومن ناحية أخرى فإن الجزء الشمالي المنتمي لقارة أوروبا لم يندمج اندماجا تاما في العالم الهلليني حتى القرن الرابع قبل الميلاد كما امتدت الهجرات اليونانية لتصل إلى الشمال الإفريقي وتأسست مدن ومستعمرات ، ومع نشر الفكر الهلليني خارج حدود بلاد اليونان على يد الإسكندر الأكبر وصل المد الإغريقي ليشمل معظم دول حوض البحر المتوسط .
ثانياً : علم الآثار الرومانية Roman Archaeology :
هذا العلم هو القسم الثاني من علم الآثار الكلاسيكية والذي نشأ باحثا في عصور الحضارة الأوروبية ويهتم هذا العلم بالعديد من الحضارات التي سكنت شبه الجزيرة الإيطالية أو التي امتدت إليها السيطرة الرومانية فيما بعد ويأتي في مقدمة هذه الحضارات الحضارة الاتروسكية ثم حضارات المدن اليونانية والفينيقية في الجنوب مثل صقلية وسردينيا التي استقبلت الإغريق والفينيقييين وكانت المدن التي أسسوها ذات تأثير واضح في تشكيل وصياغة الحضارة الرومانية مع التأثير الاتروسكي الواضح .
أما المرحلة الثانية فهي تشمل كافة الأماكن التي سيطرت عليه جيوش روما ونقلت إليها مظاهر الحضارة الرومانية في العمارة والفنون والعبادات والعملة والمقاييس والأوزان ويسري هذا على الإسهامات الرومانية في شمال أفريقيا مثل ليبتوس ماجنا لبدا الكبرى وصابرا تا وقرطاج وتمجاد وجميلة وغيرها من المدن وهنا يجب أن نوضح أن تلك المدن أفرزت فنا مختلطا يحمل سمات محلية تخص شعوب تلك البلدان والعناصر الحضارية الرومانية بصفة عامة وخاصة في مجال العمارة والفنون الزخرفية المعمارية .
أما آخر هذه المراحل فهي الحضارة البيزنطية نسبة إلى بيزنطة عاصمة الإمبراطورية الشرقية عقب تقسيم الإمبراطورية الرومانية ويشمل هذا العلم دراسة النتاج الحضاري لشعوب المناطق التي شملتها الإمبراطورية البيزنطية أثناء الفترة التي عاشتها تلك الإمبراطورية والتي غالبا ما تنتهي بالفتح العربي لهذه البلدان .
مجمل القول إن علم الآثار الكلاسيكية لا يشمل فقط بلاد اليونان والرومان بل يغطي مساحة مكانية تشمل حوض البحر المتوسط الذي كان يوما بحيرة حضارية كلاسيكية انصهرت فيها الحضارات القديمة الراسخة مع الحديثة الفتية .
علم الآثار الإسلامية :
علم الآثار الإسلامية يشغل مساحة مكانية متسعة النطاق تشمل المنطقة من الهند شرقا إلى المغرب غرباً على الرغم من ثراء مادته الأثرية وانتشارها في ربوع هذه المنطقة الشاسعة من العالم إلا أنه لم يلق نفس الاهتمام الذي لاقاه علم الآثار الكلاسيكية ولعل أهم الخصائص التي يتميز بها علم الآثار الإسلامية عن سائر علوم الآثار الأخرى أنه الأكثر ثراء في مجال الفنون والصناعات الزخرفية .
ويشغل علم الآثار الإسلامية مساحة زمنية تبدأ بالفتح العربي للمناطق المجاورة لموطن البعث المحمدي وهي تتباين من بلد إلى أخرى فعلى سبيل المثال يبدأ العصر الإسلامي في مصر عام 642 م. وهنا تجدر الإشارة إلى أن هناك علم آثار عربي يخضع لدراسة الآثار العربية قبل ظهور الإسلام ومساحته المكانية تشمل شبه الجزيرة العربية وعلى الرغم من أن علم الآثار الإسلامية يبدأ مكانيا من شبه الجزيرة العربية وأن الإسلام بدأ من هناك إلا أنه تخطى كل الحدود وفاق كافة حدود علوم الآثار الأخرى بما فيها علم الآثار العربي .
المراحل والعصور الإسلامية : -
المرحلة الأولى : عصر الولاة
المرحلة الثانية :الدولة الطولونية .
المرحلة الثالثة :الدولة الإخشيدية
المرحلة الرابعة :الدولة الفاطمية .
المرحلة الخامسة :الدولة الأيوبية
المرحلة السادسة : الدولة المملوكية.
المرحلة السابعة : الدولة العثمانية .
علم آثار الشرق الأدنى :
يهتم هذا العلم بدراسة حضارات الشرق الأدنى الأسيوي ، وهو أكثر العلوم تعقيدا ، حيث يفتقد للاتصال والتواصل الزمني بين حضاراته كما تتسع مساحته المكانية ومجالات البحث مما أضاف كثيرا من التعقيدات وعلى الرغم من هذا إلا أن هذا العلم شهد تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة أسفر عن كثير من المكتشفات التي أدت إلى وضع إطار عام لهذا العلم ، وتأتي تقسيمات العالم الألماني( ف.أندريا ) أصوب تقسيمات هذا العلم وهي على النحو التالي : -
عصر ما قبل السلالات
عصر الأوروك uruk ويتميز بعمارته وازدهاره إبان عصر الأمراء ( 3500 ق.م. ـ 3100 ق.م.)
عصر الفن (3100 ت 1700 ق.م.)
عصر جوديا و ولاجاش والذي جاء بعد (2300 ق.م )
عصر السلالة الأولى في بابل ( حمورابي 2000 ـ 1700 ق.م.)
عصر الشعوب (الكاشيون والأشوريون والحيثيون والفرس والسلوقيون والبارثيون )(1900 ـ 300 قزم .)
ويلاحظ أن هذا التقسيم أغفل الفينيقيون وفلسطين (العبرانيين) والمساحة المكانية لهذا العلم تضم المنطقة الغربية في آسيا التي تحدها إيران من الشرق والبحر المتوسط من الغرب وجبال القوقاز شمالا والخليج الفارسي جنوبا و رغم تنوع الحضارات في الشرق الأدنى إلا أنها تلتقي عند مصدر ثقافي واحد .
علم آثار الشرق الأقصى :
يهتم هذا العلم بدراسة آثار الهند واليابان والصين القديمة ، وعلى الرغم من التباين الواضح بين هذه الحضارات إلا أن اتساع حدود بعضها مثل الصين وانحسار مساحة الأخرى المكانية مثل اليابان إلا أنها تكتسب سمات حضارية محلية نابعة من بيئتها وحدودها الطبيعية خاصة الجزر اليابانية وشبه الجزيرة الهندية حيث توالت الاكتشافات الأثرية في الصين مما كان له بالغ الأثر في تغيير المفاهيم الحضارية وتعديل الجداول التاريخية خاصة فيما يتعلق بمجالات ما قبل التاريخ وما قبيل التاريخ.
علم الآثار المكسيكية:
يهتم هذا العلم بدراسة الحضارة المكسيكية ومراحل التطور البشري والحضاري في أمريكا، ومساحة هذه الحضارة المكانية محدودة بطبيعة منطقة أمريكا الوسطى والجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية أما مساحته الزمنية فهي متسعة نسبياً ويغلب عليها الطابع المحلي مع وجود بعض التأثيرات الغريبة عليه، إذ يعتقد البعض بوصول الفراعنة إلى تلك المناطق وتأسيس أهرامات هناك .
علم الآثار الهندوأمريكي:
يهتم هذا العلم بدراسة الحضارة الخاصة بسكان أمريكا الجنوبية الأصليين أي أن مساحته المكانية تشمل قارة أمريكا الشمالية في أجزائها الوسطى والجنوبية بينما تشغل مساحته الزمنية كل الحقبة السابقة لاكتشاف أمريكا على يد كريستوفر كولومبوس وما قبيل الحروب الأهلية الأمريكية.
علم الآثار الأفريقي:
يهتم هذا العلم بدراسة الحضارتين الإفريقية بسماتها المحلية في شتى بقاع القارة السمراء، ويهدف إلى البحث عن آثار القبائل المختلفة في الكهوف وتحديد مواقع هذه المدن المفقودة ذلك على الرغم من الطابع الترحالي لمعظم هذه القبائل ، وذلك بهدف إبراز دور المدنيات والحضارات الإفريقية في الثقافة الإنسانية، وإسهاماتها المحلية وأحياناً على الحضارة المصرية القديمة نفسها.
الحضارات الإفريقية:
عندما وصل الملاحون الأوروبيون الأوائل إلى خليج غينيا ورسو في فيدا تملكت الربابنة دهشة بالغة عندما وجدوا شوارعها منظمة ومعبدها يحفها صفان من الأشجار بمسافة عدة أميال واجتازوا خلال أيام بأكملها ريفا تزينه حقول رائعة ويقطنه أناس يرتدون ملابس باهرة نسجوا قماشها بأنفسهم وفي مملكة الكونغو إلى الجنوب كان كثير من الناس يرتدون الحرير والخمائل والحياة رغدة والحكام أقوياء والصناعة مزدهرة والسلوك حضاري وكانت هناك ظروف مماثلة تسود البلاد الواقعة على الساحل الشرقي للقارة.
ان جميع الدراسات التي تناولت تاريخ الآثار السواحل الإفريقية تؤكد صحة تلك الحقائق فالساحل الغربي المعروف بخليج غيني- المنطقة الواقعة بين خطي طول 15غرباً و10شرقاً- ويسودها مناخ استوائي ورطوبة عالية وتتعرض إلى رياح تجارية ممطرة هذا الساحل يتعذر على السفن أن ترسو عليه بسبب الجرف الذي يعوق دخوله ولا يصلح للاستقرار والذي يطلق عليه اسم المقبرة ورغم ذلك فإن هناك حضارة بالغة الرقي قامت في بنين على سبيل المثال حيث كشفت أعمال التنقيب التي قام بها فروبنيوس في إيفا Ife في بداية هذا القرن عن آثار دقيقة الصنع من الطين المحروق تمثل رؤوس الزنوج وحلي على هيئة بوم وتماسيح وآلهة وأواني من الحجر مزججة من الداخل وخرز ملون وكرات زجاجية وتماثيل ضخمة وغيرها من الآثار.
تدل هذه الآثار على حضارة راقية تعتبر اللبنة الأولى التي مهدت الطريق أمام حضارات بنين وأوبو وأدنسى ودنكييرا والأشانتي وغيرها ، ومن هنا يتضح أن هذه الحضارات لا تدين للبحر لكنها ولت وجهها نحو الداخل حيث نشأت على السواحل الشرقية على المحيط الهندي حضارات السواحليين وهي مزيج من حضارة البانتو والحضارة الإسلامية وفي تلك المنطقة توطدت أواصر العلاقات مع حضارات الشرق وخاصة الحضارة الهندية، وكان مما أثار دهشة البرتغاليين عندما بلغوها أنهم وجدوا هناك مدناً ودولا لا تقل ثراء عن الحكومات التي عرفوها في أوروبا ومدنا مزدهرة شيدت مبانيها بالحجارة ومواني غاصة بالسفن التجارية والتقوا بأناس ألفوا السفر في البحار الشرقية ولديهم من المعرفة من شئون الملاحة ما يفوق معرفتهم.
لقد دمر الجانب الأكبر من هذه الحضارة التي ازدهرت على الساحل الشرقي وفيما عدا الشمال لم يبق من معالم ازدهارها المادي شئ يذكر، ويرجع تاريخ معظم المدن التي عثر على بقاياها على الشواطئ الغربية للمحيط الهندي إلى القرن السابع عشر أو الثامن عشر ، وقد تعددت وتنوعت الحضارات و الثقافات التي أسهمت في تشييد حضارة في شرق إفريقيا عمرت طويلاً ومما يثبت ثراء وتنوع الاتصالات التجارية مع الشرق وثيقة يرجع عهدها إلى نحو سنة 100م، ويصف فيها كاتبها موانيء شرق إفريقيا و على هذا يكون سكان الساحل الشرقي قد مارسوا تجارة منتظمة وسلمية مع مدن البحر الأحمر وجنوب شبه الجزيرة العربية والخليج والهند وسيريلانكا( سيلان) قبل مجئ الأوروبيين بنحو ألف وخمسمائة عام ، وما من شك في أن حضارة السواحلية أو حضارة الساحل تدين بالكثير للمحيط الهندي إذ عن طريق التجارة البحرية استطاعت هذه الحضارة أن تنشأ وتزدهر.
تابع علم الاثار
- الحضارة الهللينية :
يكتنف الغموض حياة الشعب اليوناني خلال القرون المبكرة من الألف سنة الأولى ، غير أن الهللينية امتدت خارج نطاق الأراضي اليونانية بدءا من القرن الثامن ق.م. إلى أن وصلت إلى حدود البحر الأسود وساحل شمال إفريقيا وجنوبي إيطاليا وصقلية ، وأصبحت إيطاليا الجنوبية تعرف للإغريق "هيللاس ماجنا". وقد أضفت طبيعة بلاد اليونان الجغرافية طابعا خاصا على المجتمع اليوناني حيث يحيط البحر ببلاد اليونان من ثلاث جهات وتتعرج سواحلها كما إن مناخها معتدل يجمع بين طقس الجنوب الدافيء وطقس الشمال البارد ، كما أن طبيعة تضاريسها يغلب عليها الطابع الجبلي مما أضفى على اليونانيين حب المغامرة واستهواء ركوب البحر.
كما أن التكوين الجيولوجي لبلاد اليونان وماتمتاز به من وجود محاجر للرخام في باروس وناكسوس وماله من سمات خاصة جعل اليونانيين يحرصون على استخدامه في عمارتهم وأعمالهم النحتية وكان الرخام من أهم المواد المستخدمة في بناء وتكسية العمائر الدينية بصفة خاصة ومنذ بدايات القرن الثامن تخلت الملكيات عن مكانها للطبقة الإرستقراطية وأصبح الكيان السياسي عبارة عن دولة مدينة لها سيادة مستقلة وبدأ ظهور القوانين والدساتير ، ولم تتوحد اليونان في دولة واحدة بل كان الرباط المشترك بين المدن الدول هو السلالات العرقية واللغة المشتركة ولكن دونما اتحاد سياسي .
ومن الخطأ أن نقرن الحضارة اليونانية ببلاد اليونان الأصلية دون غيرها لأنها لم تكن سوى مركزاً من عدة مراكز تنتشر في البحر المتوسط فعلى سبيل المثال كان ساحل آسيا الصغرى الغربي يمثل مركزاً حضارياً هاماً في العالم اليوناني رغم أنه لا ينتمي لبلاد اليونان ، ومن ناحية أخرى فإن الجزء الشمالي المنتمي لقارة أوروبا لم يندمج اندماجا تاما في العالم الهلليني حتى القرن الرابع قبل الميلاد كما امتدت الهجرات اليونانية لتصل إلى الشمال الإفريقي وتأسست مدن ومستعمرات ، ومع نشر الفكر الهلليني خارج حدود بلاد اليونان على يد الإسكندر الأكبر وصل المد الإغريقي ليشمل معظم دول حوض البحر المتوسط .
ثانياً : علم الآثار الرومانية Roman Archaeology :
هذا العلم هو القسم الثاني من علم الآثار الكلاسيكية والذي نشأ باحثا في عصور الحضارة الأوروبية ويهتم هذا العلم بالعديد من الحضارات التي سكنت شبه الجزيرة الإيطالية أو التي امتدت إليها السيطرة الرومانية فيما بعد ويأتي في مقدمة هذه الحضارات الحضارة الاتروسكية ثم حضارات المدن اليونانية والفينيقية في الجنوب مثل صقلية وسردينيا التي استقبلت الإغريق والفينيقييين وكانت المدن التي أسسوها ذات تأثير واضح في تشكيل وصياغة الحضارة الرومانية مع التأثير الاتروسكي الواضح .
أما المرحلة الثانية فهي تشمل كافة الأماكن التي سيطرت عليه جيوش روما ونقلت إليها مظاهر الحضارة الرومانية في العمارة والفنون والعبادات والعملة والمقاييس والأوزان ويسري هذا على الإسهامات الرومانية في شمال أفريقيا مثل ليبتوس ماجنا لبدا الكبرى وصابرا تا وقرطاج وتمجاد وجميلة وغيرها من المدن وهنا يجب أن نوضح أن تلك المدن أفرزت فنا مختلطا يحمل سمات محلية تخص شعوب تلك البلدان والعناصر الحضارية الرومانية بصفة عامة وخاصة في مجال العمارة والفنون الزخرفية المعمارية .
أما آخر هذه المراحل فهي الحضارة البيزنطية نسبة إلى بيزنطة عاصمة الإمبراطورية الشرقية عقب تقسيم الإمبراطورية الرومانية ويشمل هذا العلم دراسة النتاج الحضاري لشعوب المناطق التي شملتها الإمبراطورية البيزنطية أثناء الفترة التي عاشتها تلك الإمبراطورية والتي غالبا ما تنتهي بالفتح العربي لهذه البلدان .
مجمل القول إن علم الآثار الكلاسيكية لا يشمل فقط بلاد اليونان والرومان بل يغطي مساحة مكانية تشمل حوض البحر المتوسط الذي كان يوما بحيرة حضارية كلاسيكية انصهرت فيها الحضارات القديمة الراسخة مع الحديثة الفتية .
علم الآثار الإسلامية :
علم الآثار الإسلامية يشغل مساحة مكانية متسعة النطاق تشمل المنطقة من الهند شرقا إلى المغرب غرباً على الرغم من ثراء مادته الأثرية وانتشارها في ربوع هذه المنطقة الشاسعة من العالم إلا أنه لم يلق نفس الاهتمام الذي لاقاه علم الآثار الكلاسيكية ولعل أهم الخصائص التي يتميز بها علم الآثار الإسلامية عن سائر علوم الآثار الأخرى أنه الأكثر ثراء في مجال الفنون والصناعات الزخرفية .
ويشغل علم الآثار الإسلامية مساحة زمنية تبدأ بالفتح العربي للمناطق المجاورة لموطن البعث المحمدي وهي تتباين من بلد إلى أخرى فعلى سبيل المثال يبدأ العصر الإسلامي في مصر عام 642 م. وهنا تجدر الإشارة إلى أن هناك علم آثار عربي يخضع لدراسة الآثار العربية قبل ظهور الإسلام ومساحته المكانية تشمل شبه الجزيرة العربية وعلى الرغم من أن علم الآثار الإسلامية يبدأ مكانيا من شبه الجزيرة العربية وأن الإسلام بدأ من هناك إلا أنه تخطى كل الحدود وفاق كافة حدود علوم الآثار الأخرى بما فيها علم الآثار العربي .
المراحل والعصور الإسلامية : -
المرحلة الأولى : عصر الولاة
المرحلة الثانية :الدولة الطولونية .
المرحلة الثالثة :الدولة الإخشيدية
المرحلة الرابعة :الدولة الفاطمية .
المرحلة الخامسة :الدولة الأيوبية
المرحلة السادسة : الدولة المملوكية.
المرحلة السابعة : الدولة العثمانية .
علم آثار الشرق الأدنى :
يهتم هذا العلم بدراسة حضارات الشرق الأدنى الأسيوي ، وهو أكثر العلوم تعقيدا ، حيث يفتقد للاتصال والتواصل الزمني بين حضاراته كما تتسع مساحته المكانية ومجالات البحث مما أضاف كثيرا من التعقيدات وعلى الرغم من هذا إلا أن هذا العلم شهد تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة أسفر عن كثير من المكتشفات التي أدت إلى وضع إطار عام لهذا العلم ، وتأتي تقسيمات العالم الألماني( ف.أندريا ) أصوب تقسيمات هذا العلم وهي على النحو التالي : -
عصر ما قبل السلالات
عصر الأوروك uruk ويتميز بعمارته وازدهاره إبان عصر الأمراء ( 3500 ق.م. ـ 3100 ق.م.)
عصر الفن (3100 ت 1700 ق.م.)
عصر جوديا و ولاجاش والذي جاء بعد (2300 ق.م )
عصر السلالة الأولى في بابل ( حمورابي 2000 ـ 1700 ق.م.)
عصر الشعوب (الكاشيون والأشوريون والحيثيون والفرس والسلوقيون والبارثيون )(1900 ـ 300 قزم .)
ويلاحظ أن هذا التقسيم أغفل الفينيقيون وفلسطين (العبرانيين) والمساحة المكانية لهذا العلم تضم المنطقة الغربية في آسيا التي تحدها إيران من الشرق والبحر المتوسط من الغرب وجبال القوقاز شمالا والخليج الفارسي جنوبا و رغم تنوع الحضارات في الشرق الأدنى إلا أنها تلتقي عند مصدر ثقافي واحد .
علم آثار الشرق الأقصى :
يهتم هذا العلم بدراسة آثار الهند واليابان والصين القديمة ، وعلى الرغم من التباين الواضح بين هذه الحضارات إلا أن اتساع حدود بعضها مثل الصين وانحسار مساحة الأخرى المكانية مثل اليابان إلا أنها تكتسب سمات حضارية محلية نابعة من بيئتها وحدودها الطبيعية خاصة الجزر اليابانية وشبه الجزيرة الهندية حيث توالت الاكتشافات الأثرية في الصين مما كان له بالغ الأثر في تغيير المفاهيم الحضارية وتعديل الجداول التاريخية خاصة فيما يتعلق بمجالات ما قبل التاريخ وما قبيل التاريخ.
علم الآثار المكسيكية:
يهتم هذا العلم بدراسة الحضارة المكسيكية ومراحل التطور البشري والحضاري في أمريكا، ومساحة هذه الحضارة المكانية محدودة بطبيعة منطقة أمريكا الوسطى والجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية أما مساحته الزمنية فهي متسعة نسبياً ويغلب عليها الطابع المحلي مع وجود بعض التأثيرات الغريبة عليه، إذ يعتقد البعض بوصول الفراعنة إلى تلك المناطق وتأسيس أهرامات هناك .
علم الآثار الهندوأمريكي:
يهتم هذا العلم بدراسة الحضارة الخاصة بسكان أمريكا الجنوبية الأصليين أي أن مساحته المكانية تشمل قارة أمريكا الشمالية في أجزائها الوسطى والجنوبية بينما تشغل مساحته الزمنية كل الحقبة السابقة لاكتشاف أمريكا على يد كريستوفر كولومبوس وما قبيل الحروب الأهلية الأمريكية.
علم الآثار الأفريقي:
يهتم هذا العلم بدراسة الحضارتين الإفريقية بسماتها المحلية في شتى بقاع القارة السمراء، ويهدف إلى البحث عن آثار القبائل المختلفة في الكهوف وتحديد مواقع هذه المدن المفقودة ذلك على الرغم من الطابع الترحالي لمعظم هذه القبائل ، وذلك بهدف إبراز دور المدنيات والحضارات الإفريقية في الثقافة الإنسانية، وإسهاماتها المحلية وأحياناً على الحضارة المصرية القديمة نفسها.
الحضارات الإفريقية:
عندما وصل الملاحون الأوروبيون الأوائل إلى خليج غينيا ورسو في فيدا تملكت الربابنة دهشة بالغة عندما وجدوا شوارعها منظمة ومعبدها يحفها صفان من الأشجار بمسافة عدة أميال واجتازوا خلال أيام بأكملها ريفا تزينه حقول رائعة ويقطنه أناس يرتدون ملابس باهرة نسجوا قماشها بأنفسهم وفي مملكة الكونغو إلى الجنوب كان كثير من الناس يرتدون الحرير والخمائل والحياة رغدة والحكام أقوياء والصناعة مزدهرة والسلوك حضاري وكانت هناك ظروف مماثلة تسود البلاد الواقعة على الساحل الشرقي للقارة.
ان جميع الدراسات التي تناولت تاريخ الآثار السواحل الإفريقية تؤكد صحة تلك الحقائق فالساحل الغربي المعروف بخليج غيني- المنطقة الواقعة بين خطي طول 15غرباً و10شرقاً- ويسودها مناخ استوائي ورطوبة عالية وتتعرض إلى رياح تجارية ممطرة هذا الساحل يتعذر على السفن أن ترسو عليه بسبب الجرف الذي يعوق دخوله ولا يصلح للاستقرار والذي يطلق عليه اسم المقبرة ورغم ذلك فإن هناك حضارة بالغة الرقي قامت في بنين على سبيل المثال حيث كشفت أعمال التنقيب التي قام بها فروبنيوس في إيفا Ife في بداية هذا القرن عن آثار دقيقة الصنع من الطين المحروق تمثل رؤوس الزنوج وحلي على هيئة بوم وتماسيح وآلهة وأواني من الحجر مزججة من الداخل وخرز ملون وكرات زجاجية وتماثيل ضخمة وغيرها من الآثار.
تدل هذه الآثار على حضارة راقية تعتبر اللبنة الأولى التي مهدت الطريق أمام حضارات بنين وأوبو وأدنسى ودنكييرا والأشانتي وغيرها ، ومن هنا يتضح أن هذه الحضارات لا تدين للبحر لكنها ولت وجهها نحو الداخل حيث نشأت على السواحل الشرقية على المحيط الهندي حضارات السواحليين وهي مزيج من حضارة البانتو والحضارة الإسلامية وفي تلك المنطقة توطدت أواصر العلاقات مع حضارات الشرق وخاصة الحضارة الهندية، وكان مما أثار دهشة البرتغاليين عندما بلغوها أنهم وجدوا هناك مدناً ودولا لا تقل ثراء عن الحكومات التي عرفوها في أوروبا ومدنا مزدهرة شيدت مبانيها بالحجارة ومواني غاصة بالسفن التجارية والتقوا بأناس ألفوا السفر في البحار الشرقية ولديهم من المعرفة من شئون الملاحة ما يفوق معرفتهم.
لقد دمر الجانب الأكبر من هذه الحضارة التي ازدهرت على الساحل الشرقي وفيما عدا الشمال لم يبق من معالم ازدهارها المادي شئ يذكر، ويرجع تاريخ معظم المدن التي عثر على بقاياها على الشواطئ الغربية للمحيط الهندي إلى القرن السابع عشر أو الثامن عشر ، وقد تعددت وتنوعت الحضارات و الثقافات التي أسهمت في تشييد حضارة في شرق إفريقيا عمرت طويلاً ومما يثبت ثراء وتنوع الاتصالات التجارية مع الشرق وثيقة يرجع عهدها إلى نحو سنة 100م، ويصف فيها كاتبها موانيء شرق إفريقيا و على هذا يكون سكان الساحل الشرقي قد مارسوا تجارة منتظمة وسلمية مع مدن البحر الأحمر وجنوب شبه الجزيرة العربية والخليج والهند وسيريلانكا( سيلان) قبل مجئ الأوروبيين بنحو ألف وخمسمائة عام ، وما من شك في أن حضارة السواحلية أو حضارة الساحل تدين بالكثير للمحيط الهندي إذ عن طريق التجارة البحرية استطاعت هذه الحضارة أن تنشأ وتزدهر.
ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ
رسالتنا للزوار الكرام : سجل عضويتك اليوم لتصلك رسائلنا لأخر مواضيع الأبحاث ورسائل الماجستير و الدكتورة عبر الايميل بشكل جميل.
♔ اَلَملَكهَ بَلَقَيــس♔- ♔ السمو الملكي ♔
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامجائزه الاعجاباتتاج 100 موضوعتاج المواضيعجائزه المواضيع امميزهعدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزه التميز
- عدد الرسائل : 3256
العمل/الترفيه : /لـآ شَي أوجَع منْ الحَنينْ ..~
الابراج :
الموقع : هوَ يشَبِه السّعادَةَ ؛ كلِ ماَ فكَرت فيَه ابتسَم !*
احترام القانون :
المزاج : ♡༽رفُُقُُآ بًًنِِبًًض قُُلََبًًيََ༼♡
نقاط : 56473
السٌّمعَة : 43
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
تعاليق : الحب يزهر إذ التقينا بما يجمعنا لا بما يعجبنا !
رد: علم الاثار
نشأة علم الآثار:-
بدأ علم الآثار وصفاً مجرداً يذكر الماضي وكان الدافع وراءه سير أغوار الماضي ومعرفة الحضارات السابقة فكان يحركه الفضول بلا منهج أو إطار يحكمه كما تركز الاهتمام بأعمال فنية قديمة بمجرد ذكرها ووصفها و يعتبر الشاعر الملحمي اليوناني "هوميروس" هو المؤسس الحقيقي لعلم الآثار ،فقد قدم في ملحمتي الإلياذة والأوديسا وصفاً لبعض الأماكن والأحداث التي سبقت عصره ، تنقل القارئ أو المستمع إلى خارج الزمن حيث الماضي السحيق بعبقه وشذاه وسحره الذي يأخذ الألباب.
يأتي بعد هوميروس المؤرخ الإغريقي "ثيكوديدس" الذي قدم وصفاً لتاريخ الإغريق منذ البدء في كتابه عن الحروب البلوبونيزية وفي الفصول الأولى لهذا الكتاب أشار بإيجاز إلى البحرية اليونانية وهندسة البناء وطرز الملابس وأنواعها والأثاث الجنائزي وفي واقع الأمر هناك بعض الكتابات الكلاسيكية تعتبر مصدراً هاماً في دراسة الآثار وفي نفس الوقت رغم كونها لا تتحدث عن الحضارة القديمة فقط إلا أنها تقدم وصفاً دقيقاً ومعاصراً لبعض المدن وبعض آثار بعينها، مثل ما قدمه بلوتارك الذي كتب عديد من المؤلفات مثل The Parallel Lives الحياة المقارنة والأخلاق Moralia وهذا الكتاب متعدد الموضوعات الاجتماعية والطبيعية والفنية والأثرية.
وتأتي كتابات سترابون Strabon والذي يسبق بلوتارك حيث عاش في الفترة من 64 ق.م حتى عام 19م. أحد الخطوات الهامة لوجود علم الآثار الوصفي إذ قدم في كتابه الجغرافياGeographica الذي يقع في سبعة عشر كتاباً وصفاً كاملاً لتاريخ واقتصاد وجغرافية البلدان التي تقع في نطاق الإمبراطورية الرومانية معدداً التطور التاريخي والاقتصادي وكل ما هو مميز في عادات الشعوب وتقاليدها وطبيعتها وحيواناتها وكان كتابه هذا يدرس في مدارس أوروبا في العصور الوسطى، ولا يزال هذا الكتاب يمثل حجر الزاوية للأثريين المحدثين في دراسة آثار بلد بعينها لما به من وصف دقيق.
وتأتي كتابات الرحالة الإغريق في المرحلة الثالثة للنشأة الأولى لعلم الآثار ، ومن بين هذه الكتابات تأتي كتابات الرحالة "بوزانياس" وهو الذي عاش في القرن الثاني الميلادي حينما اهتم الإغريق بتراثهم باحثين عن إنجازاتهم وإسهاماتهم في الحضارة بعد أن فقدوا مركز الصدارة الذي تبوأته روما ويعتبر كتاب "وصف اليونان"Helladus Periegesis بمثابة دليل للسياح الأجانب الذين يفدون لبلاد اليونان، وقد قدم فيه بوزانياس وصفاً لكثير من بلاد اليونان وحدد فيه الأماكن التي تستحق الزيارة خاصة التماثيل والصور المرسومة والمقابر وأماكن العبادة والأساطير التي حيكت من حولها ، كما يذكر أيضاً الأنهار والقرى والطرق بل ويتطرق لوصف المنتجات المحلية دونما التعرض للجوانب الاقتصادية و لعل أهم ما يميز كتابات بوزانياس أنه يصف ما يراه بعينه خلال رحلاته وقدم فيها وصفاً للآثار الباقية من حضارة اليونان وجاء محايداً في وصفه وواقعياً خاصة في وصفه لرسومات الفنان "بوليجنوتوس Polygnotus وتماثيل مايرون وفيدياس وإن ما ذكره عن الفنان براكستليس لا يتفق مع ما قدمه ومكانته بين فناني اليونان كما أنه لم يهتم أيضاً بمن جاءوا بعده من الفنانين.
كما قدم وصفاً لمسرح ابيداوروس ومعبد باساي Bassae كما أنه خصص كل كتاب من كتبه العشر لإحدى المدن أو المقاطعات ، الكتاب الأول خصصه لإقليم أتيكا ، والثاني لميجارا Megara والثالث لكونث Corinth، والرابع لميسينا Messinia والخامس والسادس لأليس Elis والسابع لآخايا Achaia، والثامن لأركاديا Arcadia والتاسع لبؤشياBoetia، والعاشر لفوكيس Phocis ، ومما لا شك فيه أن ما كتبة بوزانياس هم بمثابة اللبنة الأولى الحقيقية في صرح علم الآثار فضلاً عن كونها أحسن ما وصل إلينا من كتابات الأقدمين عن شبه الجزيرة اليونانية.
بنفس المنـظور والمنهج الوصفي الذي بـدأ به علم الآثـار جاءت الكتابات الرومانية الكلاسيكية ويأتي على رأس الكتابات ما كتبه الكاتب الروماني فيتروفيوس Vitrovius حيث كتب كتاباً عن العمارة De Architectura يقع في عشرة كتب ، استعرض فيه تطور هندسة البناء من مواد وطرق بناء وتقنيات ، كما تناول أيضاً نظم تغذية وصرف المياه والميك....ا والساعات المائية والمزاول ، كما تعرض أيضاً للمباني المختلفة وعمارتها مثل المسارح والمنازل والمعابد والمواقع وغيرها من المعلومات التي تتعلق بالبناء والعمارة.
وما قدمه الكاتب الروماني بليني الأكبر في كتابه التاريخ الطبيعي يأتي في نفس الإطار إذ قدم فيه موضوعات متعددة من بينها الفنانين وأعمالهم الفنية في مجالات النحت والفنون الصغرى والرسم وقد اعتمد في كتاباته على كتابات سابقه له مثل مؤلفات "فارون" التي ضاعت ولم يصلنا منها شئ وإذا كان هوميروس هو أبو علم الآثار فإن الإمبراطور الروماني هادريان هو أول من أسس متحفاً في العالم حيث بنى قصره على الطراز اليوناني كما بنى مدرسة وأكاديمية ورواقاً لحفظ الرسومات ومسرحاً إغريقياً وملعباً محاكياً سائر مظاهر العمارة الإغريقية التي كان شغوفاً بها وزارها فعشقها ، كما بنى متحفاً حيث جمع العديد من الأعمال اليونانية الفنية الأصلية والتي استطاعت البعثات الأثرية في العصور الوسطى العثور عليها عندما اهتم بجار العاديات باقتناء الأعمال الفنية والاتجار فيها لمن يرغب في أرجاء الأرض ، فكان أن تفرقت هذه الآثار في متاحف العالم خاصة في أوروبا.
بدأ الاهتمام بعلم الآثار يزداد خلال القرن الرابع عشر وأن كانت بدايته من أفراد وتركز الاهتمام بالآثار الكلاسيكية ويمكننا القول إن هذه الفترة كانت فترة اهتم فيها أفراد بعلم الآثار دونما منهج علمي ينظم عملهم ،أي أنه كان هناك أثريون ولم يكن هناك علم للآثار وفي مقدمة هؤلاء يأتي الخطيب الإيطالي "كولاديريانزو"(1310ـ1354) الذي كان يبتغي توحيد إيطاليا اعتماداً على الثقافة اللاتينية القديمة ومخلفات الحضارة القديمة من عمارة وفنون ووثائق. جاء بعده سيرياك دانكون(1397-1451) وكان يجوب المراكز الحضارية القديمة في اليونان و إيطالياوكان شغوفاً بالكتابات والنصوص القديمة وقد سجل ما وجده في ست مجلدات جميع ملاحظاته وترجمة وشرح كل ما رآه لكن وللأسف الشديد احترق مع مكتبته.
بينما في القرن السادس عشر ساد اهتمام في الأوساط الراقية في المجتمع الايطالي باقتناء مجموعات من العاديات والتحف الفنية التي صارت فيما بعد نواة للمتاحف المختلفة ، كما شهد هذا القرن اهتماما بالغا بطبوغرافية روما القديمة . تبقى الريادة الفعلية في هذا القرن للعلماء الفرنسيين ، وكانت أولى الاسهامات الفعلية على يد " نيكولا كلود فابرن يرسيك"(1580 ـ 1637 ) والذي كان مهتما بشتى فروع العلم والمعرفة فهو قانوني بارع عضو برلمان يهتم بالعلوم الطبيعية وعلم الآثار ، وكان من أرقى أفراد المجتمع الفرنسي .
بدأ علم الآثار وصفاً مجرداً يذكر الماضي وكان الدافع وراءه سير أغوار الماضي ومعرفة الحضارات السابقة فكان يحركه الفضول بلا منهج أو إطار يحكمه كما تركز الاهتمام بأعمال فنية قديمة بمجرد ذكرها ووصفها و يعتبر الشاعر الملحمي اليوناني "هوميروس" هو المؤسس الحقيقي لعلم الآثار ،فقد قدم في ملحمتي الإلياذة والأوديسا وصفاً لبعض الأماكن والأحداث التي سبقت عصره ، تنقل القارئ أو المستمع إلى خارج الزمن حيث الماضي السحيق بعبقه وشذاه وسحره الذي يأخذ الألباب.
يأتي بعد هوميروس المؤرخ الإغريقي "ثيكوديدس" الذي قدم وصفاً لتاريخ الإغريق منذ البدء في كتابه عن الحروب البلوبونيزية وفي الفصول الأولى لهذا الكتاب أشار بإيجاز إلى البحرية اليونانية وهندسة البناء وطرز الملابس وأنواعها والأثاث الجنائزي وفي واقع الأمر هناك بعض الكتابات الكلاسيكية تعتبر مصدراً هاماً في دراسة الآثار وفي نفس الوقت رغم كونها لا تتحدث عن الحضارة القديمة فقط إلا أنها تقدم وصفاً دقيقاً ومعاصراً لبعض المدن وبعض آثار بعينها، مثل ما قدمه بلوتارك الذي كتب عديد من المؤلفات مثل The Parallel Lives الحياة المقارنة والأخلاق Moralia وهذا الكتاب متعدد الموضوعات الاجتماعية والطبيعية والفنية والأثرية.
وتأتي كتابات سترابون Strabon والذي يسبق بلوتارك حيث عاش في الفترة من 64 ق.م حتى عام 19م. أحد الخطوات الهامة لوجود علم الآثار الوصفي إذ قدم في كتابه الجغرافياGeographica الذي يقع في سبعة عشر كتاباً وصفاً كاملاً لتاريخ واقتصاد وجغرافية البلدان التي تقع في نطاق الإمبراطورية الرومانية معدداً التطور التاريخي والاقتصادي وكل ما هو مميز في عادات الشعوب وتقاليدها وطبيعتها وحيواناتها وكان كتابه هذا يدرس في مدارس أوروبا في العصور الوسطى، ولا يزال هذا الكتاب يمثل حجر الزاوية للأثريين المحدثين في دراسة آثار بلد بعينها لما به من وصف دقيق.
وتأتي كتابات الرحالة الإغريق في المرحلة الثالثة للنشأة الأولى لعلم الآثار ، ومن بين هذه الكتابات تأتي كتابات الرحالة "بوزانياس" وهو الذي عاش في القرن الثاني الميلادي حينما اهتم الإغريق بتراثهم باحثين عن إنجازاتهم وإسهاماتهم في الحضارة بعد أن فقدوا مركز الصدارة الذي تبوأته روما ويعتبر كتاب "وصف اليونان"Helladus Periegesis بمثابة دليل للسياح الأجانب الذين يفدون لبلاد اليونان، وقد قدم فيه بوزانياس وصفاً لكثير من بلاد اليونان وحدد فيه الأماكن التي تستحق الزيارة خاصة التماثيل والصور المرسومة والمقابر وأماكن العبادة والأساطير التي حيكت من حولها ، كما يذكر أيضاً الأنهار والقرى والطرق بل ويتطرق لوصف المنتجات المحلية دونما التعرض للجوانب الاقتصادية و لعل أهم ما يميز كتابات بوزانياس أنه يصف ما يراه بعينه خلال رحلاته وقدم فيها وصفاً للآثار الباقية من حضارة اليونان وجاء محايداً في وصفه وواقعياً خاصة في وصفه لرسومات الفنان "بوليجنوتوس Polygnotus وتماثيل مايرون وفيدياس وإن ما ذكره عن الفنان براكستليس لا يتفق مع ما قدمه ومكانته بين فناني اليونان كما أنه لم يهتم أيضاً بمن جاءوا بعده من الفنانين.
كما قدم وصفاً لمسرح ابيداوروس ومعبد باساي Bassae كما أنه خصص كل كتاب من كتبه العشر لإحدى المدن أو المقاطعات ، الكتاب الأول خصصه لإقليم أتيكا ، والثاني لميجارا Megara والثالث لكونث Corinth، والرابع لميسينا Messinia والخامس والسادس لأليس Elis والسابع لآخايا Achaia، والثامن لأركاديا Arcadia والتاسع لبؤشياBoetia، والعاشر لفوكيس Phocis ، ومما لا شك فيه أن ما كتبة بوزانياس هم بمثابة اللبنة الأولى الحقيقية في صرح علم الآثار فضلاً عن كونها أحسن ما وصل إلينا من كتابات الأقدمين عن شبه الجزيرة اليونانية.
بنفس المنـظور والمنهج الوصفي الذي بـدأ به علم الآثـار جاءت الكتابات الرومانية الكلاسيكية ويأتي على رأس الكتابات ما كتبه الكاتب الروماني فيتروفيوس Vitrovius حيث كتب كتاباً عن العمارة De Architectura يقع في عشرة كتب ، استعرض فيه تطور هندسة البناء من مواد وطرق بناء وتقنيات ، كما تناول أيضاً نظم تغذية وصرف المياه والميك....ا والساعات المائية والمزاول ، كما تعرض أيضاً للمباني المختلفة وعمارتها مثل المسارح والمنازل والمعابد والمواقع وغيرها من المعلومات التي تتعلق بالبناء والعمارة.
وما قدمه الكاتب الروماني بليني الأكبر في كتابه التاريخ الطبيعي يأتي في نفس الإطار إذ قدم فيه موضوعات متعددة من بينها الفنانين وأعمالهم الفنية في مجالات النحت والفنون الصغرى والرسم وقد اعتمد في كتاباته على كتابات سابقه له مثل مؤلفات "فارون" التي ضاعت ولم يصلنا منها شئ وإذا كان هوميروس هو أبو علم الآثار فإن الإمبراطور الروماني هادريان هو أول من أسس متحفاً في العالم حيث بنى قصره على الطراز اليوناني كما بنى مدرسة وأكاديمية ورواقاً لحفظ الرسومات ومسرحاً إغريقياً وملعباً محاكياً سائر مظاهر العمارة الإغريقية التي كان شغوفاً بها وزارها فعشقها ، كما بنى متحفاً حيث جمع العديد من الأعمال اليونانية الفنية الأصلية والتي استطاعت البعثات الأثرية في العصور الوسطى العثور عليها عندما اهتم بجار العاديات باقتناء الأعمال الفنية والاتجار فيها لمن يرغب في أرجاء الأرض ، فكان أن تفرقت هذه الآثار في متاحف العالم خاصة في أوروبا.
بدأ الاهتمام بعلم الآثار يزداد خلال القرن الرابع عشر وأن كانت بدايته من أفراد وتركز الاهتمام بالآثار الكلاسيكية ويمكننا القول إن هذه الفترة كانت فترة اهتم فيها أفراد بعلم الآثار دونما منهج علمي ينظم عملهم ،أي أنه كان هناك أثريون ولم يكن هناك علم للآثار وفي مقدمة هؤلاء يأتي الخطيب الإيطالي "كولاديريانزو"(1310ـ1354) الذي كان يبتغي توحيد إيطاليا اعتماداً على الثقافة اللاتينية القديمة ومخلفات الحضارة القديمة من عمارة وفنون ووثائق. جاء بعده سيرياك دانكون(1397-1451) وكان يجوب المراكز الحضارية القديمة في اليونان و إيطالياوكان شغوفاً بالكتابات والنصوص القديمة وقد سجل ما وجده في ست مجلدات جميع ملاحظاته وترجمة وشرح كل ما رآه لكن وللأسف الشديد احترق مع مكتبته.
بينما في القرن السادس عشر ساد اهتمام في الأوساط الراقية في المجتمع الايطالي باقتناء مجموعات من العاديات والتحف الفنية التي صارت فيما بعد نواة للمتاحف المختلفة ، كما شهد هذا القرن اهتماما بالغا بطبوغرافية روما القديمة . تبقى الريادة الفعلية في هذا القرن للعلماء الفرنسيين ، وكانت أولى الاسهامات الفعلية على يد " نيكولا كلود فابرن يرسيك"(1580 ـ 1637 ) والذي كان مهتما بشتى فروع العلم والمعرفة فهو قانوني بارع عضو برلمان يهتم بالعلوم الطبيعية وعلم الآثار ، وكان من أرقى أفراد المجتمع الفرنسي .
ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ
رسالتنا للزوار الكرام : سجل عضويتك اليوم لتصلك رسائلنا لأخر مواضيع الأبحاث ورسائل الماجستير و الدكتورة عبر الايميل بشكل جميل.
♔ اَلَملَكهَ بَلَقَيــس♔- ♔ السمو الملكي ♔
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامجائزه الاعجاباتتاج 100 موضوعتاج المواضيعجائزه المواضيع امميزهعدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزه التميز
- عدد الرسائل : 3256
العمل/الترفيه : /لـآ شَي أوجَع منْ الحَنينْ ..~
الابراج :
الموقع : هوَ يشَبِه السّعادَةَ ؛ كلِ ماَ فكَرت فيَه ابتسَم !*
احترام القانون :
المزاج : ♡༽رفُُقُُآ بًًنِِبًًض قُُلََبًًيََ༼♡
نقاط : 56473
السٌّمعَة : 43
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
تعاليق : الحب يزهر إذ التقينا بما يجمعنا لا بما يعجبنا !
رد: علم الاثار
أنفق الكثير على البعثات العلمية التي سافرت إلى اليونان وقبرص وآسيا الصغرى وإفريقيا خاصة مصر وبلاد الحبشة . تأتي بعد ذلك البعثة الفرنسية التي أرسلها "لويسالثالث عشر ملك فرنسا إلى بلاد اليونان برئاسة العالم الفرنسي "لويس ديشاي "والتي ظلت تعمل حتى عصر لويس الرابع عشر ولعل أبرز الاسهامات الفرنسية في مجال الآثار تلك الرسومات التسجيلية النحت الجداري على معبد البارثنون وإن كان لم يبق منها غير بعض الكروكيات كما رسمت خرائط تسجيلية لمدينة أثينا .
في القرن السابع عشر الفرنسي الشهير "جاك سبون" (1647 ـ 1658 ) الذي كان مولعا باقتناء العاديات والمتاجرة فيها ، وقام برحلة كبرى إلى الشرق بمرافقة عالم إنجليزي يدعى "ويلر "سجلا خلالها ماشاهداه وجمعاه في رحلتهما إلى الشرق . وكان عنوان كتابه "رحلة إلى إيطاليا ودلماسيا واليونان والشرق " ويعزي إلى جاك سبون إنه صاحب الاصطلاح Archaeologie أركيولوجي "في كتابه مزيج من علوم الآثار ، والذي اقترح فيه تقسيم الدراسات القديمة إلى ثمانية أنواع وهي أول دراسة تصنيفية نوعية معروفة في التاريخ .
وجاء بعده الراهب " مونتوكون " صاحب كتاب العصور القديمة قدم فيه شرحا وصورا وهو اول مؤلف يجمع الحضارتين اليونانية والرومانية معا ويعتبر اللبنة الأولى في مجال علم الآثار الكلاسيكية .
الصراع بين الكنيسة وعلم الآثار المصرية :
شهد القرن التاسع عشر صراعا حامي الوسيط بين الكنيسة الأوروبية وعلماء الآثار المصرية كان الشغل الشاغل لأوروبا كلها ، وكان مبعث هذا الصراع خطأ وقعت فيه الكنيسة حيث ألبست الصراع العلمي ثوبا دينيا بأن جعل قساوسة الكنيسة منه عقيدة من يخرج عليها فهو كافر ومارق على الكنيسة ففي ذلك الوقت كانت الأبحاث العلمية في يد القساوسة يتحكمون فيها وكل ما يخرج عنهم حق يقيني لا يقبل الشك .
وكان موضوع الصراع بين القساوسة وعلم الآثار المصرية تحديدا أنه في كتب العهد القديم تسلسل للأجيال منذ آدم عليه السلام إلى نوح عليه السلام في الاصحاح الخامس من سفر التكوين واعتمد القساوسة على عدد السنين التي ذكرت في الاصحاح وعلى الرغم من وجود ثلاث نسخ من التوراة عبرية وسبعينية وسامرية إلا أنها اعتبرت مقدسة على الرغم من الاختلاف فيما بينها ، إذ في النسخة العبرية مجموع الأعمار من آدم إلى إبراهيم 2023 سنة وفي الثانية يبلغ مجموع هذه الأعمار 3389 سنة وفي السامرية 2324 أما المدة من إبراهيم إلى عيسى عليه السلام فهي 2200 سنة وطبقا لتقديرات الكنيسة فإن أقصى مدة لبدء الخليقة هي 5589 سنة وأصبح هذا التقدير مسلما به وعندما درس عالم فرنسي يدعى Derpuis عام 1793 البروج المصورة على المعابد المصرية استنتج أن عمر البروج المصرية يبلغ 13 أو 15 ألف سنة وأنه يلزم وقتا قبل ذلك حتى يمكن أن يخترع شعب مثل هذه البروج .
ثم جاء من بعده علماء الحملة الفرنسية ودرسوا هذه البروج واستنتجوا أن ترتيب الأبراج إنما يدل على زمن بناء المعبد ، فأبراج دندره تبدأ ببرج الأسد وبالتالي فإن معبد دندره يرجع على 4000 سنة بينما يبدأ ترتيب الأبراج فيه ببرج العذراء وبالتالي فإنه يرجع تاريخه إلى سبعة آلاف سنة .
وبمجرد أن تداولت الأوساط العلمية مانشره الفرنسيون مؤكدين أن من يرسم أبراجا بهذه الدقة يجب أن يكون صاحب حضارة واسعة تسبق السبعة آلاف سنة وهنا تبادر التساؤل هل كان رأي دبوي صادقا ؟ وهبت الكنيسة للدفاع عن حساباتها وتقويمها وأصدر علماء الكنيسة وقساوستها كتبا تقول أن هذه المعابد لا ترجع على أكثر من القرن الثالث قبل الميلاد لذا لم تذكر في التوراة .
وأمام الاهتمام المتزايد بهذه الأبراج استطاع " ليلورين "وأعوانه أن ينتزعوا أبراج معبد دندرة ووصلوا بها إلى فرنسا سالمة وأذاعوا لهل كثيرا في المجتمعات والصحف وفحصتها لجنة متخصصة لتحدد حقيقتها التي تأكدت فعلا وعقب نشر الفرنسيون مجلدهم " وصف مصر " فرغ القساوسة لدراسة النقوش والأسماء اليونانية على معبدي دندرة واسنا والتي ذكر فيها اسم هادريان وأنطونينوس بيوس وتيبيريوس وفي نفس الوقت كان شامبليون قد فك طلاسم اللغة المصرية واطلع على وصف المعابد موضوع النزاع وأثبت أن جزءا من معبد دندرة بنى في عهد كليوباترا وجزء آخر بنى في عصر أغسطس ، أما معبد اسنا فمن عصر الإمبراطور كومودوس وان هذه الأبراج ترجع للعصر الروماني وسقطت دعوى علماء المصريات وكسبت الكنيسة الجولة الأولى .
لكن سرعان ما فقدت الكنيسة حلاوة النصر على الرغم من الحملة الشرسة التي شنها روشيه الذي ألبس ثوب الحق بالباطل لما كان يتمتع به من ملكة رائعة في الكتابة فزعم أن التاريخ المصري من أوله إلى آخره ليس سوى تخليط في الأحداث التي تسودها التوراة فالملك منا الذي يذكره مانيتون السمنودي ليس سوى نوح وأن خلفاءه الثلاثمائة وثلاث وثلاثين ملكا ليسوا سوى أبناء نوح الثلاثة وأن الفرعون موريس الذي ذكره سترابون الذي أنشأ بحيرة موريس في الفيوم ليس سوى مصراييم حفيد نوح واستطاع أن يجرد مصر من تاريخها وحوله إلى التوراة والقصص الديني .
بيد أن شامبليون صاحب انتصار الكنيسة في الجولة الأولى هو نفسه الذي قاد انتصارعلم المصريات في الجولة الثانية فقد استطاع معرفة الخطين الديموطيقي والهيراطيقي وقرأ جميع الكتابات على المعابد وأوراق البردي بعد أن هادن الكنيسة التي ساورها القلق من أبحاثه وسافر إلى تورين قرأ كثيرا عن الكتابات المصرية خاصة ما يتعلق بسلسلة الملوك حكام مصر ثم انتقل إلى روما حيث تسابق إليه الباباوات ورجالات المجتمع وتحدثوا معه عن مصر والكتابات المصرية ، وهناك ألقى العديد من المحاضرات صارت معها مصر حديثا للناس تاريخا وآثارا ، وتنبه بعض القساوسة وحاولوا التصدي له مدعين أن هذا العلم يخالف التوراة ، لكن شامبليون استطاع أن يهادن البابا وأن يقنعه بان هذا الهجوم على شخصه دافعه حقد شخصي ، ثم رحل شامبليون إلى مصر وقابل إليها آنذاك : محمد علي " وطاف بآثارها وقرأ الكتابات والنقوش المدونة عليها ، وأيقن أن أمامه عدة براهين كل منها يهدم ادعاءات الكنيسة لكنه لم يعلن عن هذا بل أرسل خطابا لأخيه بهذا المعنى ، وتوفى شامبليون قبل أن يصدر كتابه عن مصر .
وجاء "إيمانويل دي روجيه" عام 1846 م . وقدم ترجمة لبردية محفوظة في برلين جعل عنوانها " قصص من أربعة آلاف سنة " وهاجمته الكنيسة ولكن إصراره ورده وتفنيده لادعاءات الكنيسة في نفس الوقت كان تيار الاهتمام بالمصريات قد ازداد في انجلترا حيث ظهر لي بيج رينون وفي ألمانيا ليبسيوس ثم عزز الحملة لي نورمان في فرنسا لم تجد الكنيسة بدا من الاعتراف بخطئها وعاد القساوسة إلى التوراة واعادوا بحث هذه الأرقام التي بنوا عليها نظرياتهم اعتمادا على سببين رئيسيين : أولهما ان اختلاف نسخ التوراة ينفي قدسيتها . وثانيهما أن ماجاء من أن النبي فلان قد انجب فلانا لا يعني يالضرورة أنه لا توجد بينهما أجيال بل المقصود أمنه من نسله فقط .
ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ
رسالتنا للزوار الكرام : سجل عضويتك اليوم لتصلك رسائلنا لأخر مواضيع الأبحاث ورسائل الماجستير و الدكتورة عبر الايميل بشكل جميل.
♔ اَلَملَكهَ بَلَقَيــس♔- ♔ السمو الملكي ♔
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامجائزه الاعجاباتتاج 100 موضوعتاج المواضيعجائزه المواضيع امميزهعدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزه التميز
- عدد الرسائل : 3256
العمل/الترفيه : /لـآ شَي أوجَع منْ الحَنينْ ..~
الابراج :
الموقع : هوَ يشَبِه السّعادَةَ ؛ كلِ ماَ فكَرت فيَه ابتسَم !*
احترام القانون :
المزاج : ♡༽رفُُقُُآ بًًنِِبًًض قُُلََبًًيََ༼♡
نقاط : 56473
السٌّمعَة : 43
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
تعاليق : الحب يزهر إذ التقينا بما يجمعنا لا بما يعجبنا !
صفحة 1 من اصل 3 • 1, 2, 3
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB :: البــحـــــــث العـلـمــــــي :: رســـــائـل ماجستــــير و دكتــوراه البحــــث العلمــــــي و بـحـوث جـامعيـة جـاهــزة :: الموسوعة العلمية الشاملة
صفحة 1 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى