ادارة الجودة الشاملة في الادارات المالية

تعتبر ادارة الجودة الشاملة نظاما يحقق الربحية في الانتاج، ويسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة في كل المجالات، والتي تبعث على الاخلاص في العمل، وغرس روح الانتماء، والتعاون المثمر، والمنافسة الشريفة مما يحقق الرخاء والتقدم والنجاح.
الفصل الاول:
مقدمـة
تسعى منظمات الأعمال في العصر الحالي إلى إثبات وجودها، من خلال تقديم أفضل ما تستطيع من خدمات، بحيث تفوق هذه الخدمات توقعات الزبائن ومتطلباتهم، فتقديم الأفضل هو المفتاح الأساس الذي تدخل من خلاله هذه المنظمات إلى تحقيق التقدم والتميز على منافسيها، وذلك لان بيئة الأعمال الحالية أصبحت بيئة تتسم بالسرعة في التغير، كما إن الأسلوب أو الطريقة المعتادة في أداء الأعمال باتت غير ملائمة لهذه البيئة. من هنا أصبحت منظمات الأعمال ملزمة في البحث عن كل ما يمكن أن يحقق لها استراتيجياتها بمختلف الأساليب والطرق مما يساعدها في تحقيق أعلى مستويات الأداء والتميز للوصول إلى أعلى مرتبات رضى الزبون، إذ أصبح الزبون في دائرة الاهتمام والتركيز ومحط أنظار العديد من المنظمات التي تحاول اجتذابه بشتى الطرق والوسائل الممكنة.
وقد غدا موضوع إدارة الجودة الشاملة من الموضوعات التي تلقى اهتماماً واسعاً في عالم منظمات الأعمال على اختلاف أنواعها وأحجامها، لان فلسفة إدارة الجودة الشاملة تركز على الزبون وكيفية تلبية احتياجاته ورغباته المتنامية، فضلاً عن أنها تركز على ضرورة تكامل الأنشطة والوظائف داخل المنظمة، والتشارك بين المستويات الإدارية جميعها، وذلك لإتقان العمل من البداية وحتى النهاية بأقل الأخطاء والتكاليف الممكنة، كما تركز إدارة الجودة الشاملة على التحسين المستمر في كل جوانب المنظمة والتأكيد على توعية كافة العاملين في المنظمة كأساس للتفوق.


مقدمة عن الانظمة الادارية والمالية.
يعتبر النظام المالي والمحاسبي في أي منشأة عامة أو خاصة هو أساس أنظمة المعلومات ، فهو يعتبر حجر الأساس لتكامل الأنظمة وترابطها حيث يكون لمعظم الأنظمة الإدارية الأخرى علاقة مباشرة بالنظام المالي، وتصب معظم الحركات والعمليات الإدارية فيه ، ويحظى هذا النظام باهتمام جميع المسؤولين في الإدارة العليا للمؤسسة كونه يؤثر على قراراتهم الحالية والمستقبلية، ويسهم في نجاح المؤسسة وتميزها.
مقدمة تعريفية لمفهوم الجودة وعناصرها.
تعد الجودة أحد الأسبقيات التنافسية التى يسعى لتحقيقها المدير المعاصر اليوم في مختلف منظمات الأعمال . وهي سلاح تنافسي مهم تستخدمه الشركات لجذب المستهلكين وتحقيق التميز والريادة في السوق.إن الموقع الاستراتيجي المتقدم الذي وصلت إليه الجودة في منظمات الأعمال المعاصرة وما رافقها من مفاهيم وفلسفات حديثة لم يكن ابتكاراً من ابتكارات العصر الحالي , بل إن له جذوره الموغلة في القدم. وتنسب أقدم الاهتمامات بالجودة إلى الحضارة البابلية, حيث سطر الملك البابلي حمورابي في مسلته الشهيرة أولى القوانين التى أولت الجودة والإتقان في العمل أهمية خاصة.
ثم جاء الدين الإسلامي الحنيف منذ بزوغ فجره على البشرية ليؤكد على قيمة العمل وضرورة إتقانه, ولنا في حديث النبي الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم): (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) خير دليل وتوجيه باعتماد الاجادة في العمل شرعة ومنهاجاً في الحياة. من هذا المنطلق يتبين لنا أن الإسلام دعا إلى أهمية الجودة ويثيب عليها لما لها من جوانب إيجابية بمرور الزمن من كشف الأخطاء والانحرافات ومحاولة تصحيحها.
التعريف الشامل للجودة
تعني الجودة ، مقدرة المنتج أو الخدمة على الوفاء بتوقعات المستهلك أو حتى تفوق توقعاته ، فتعني حصول المستهلك على مقابل ما تم دفعه للحصول عليه من منافع وقد تكون أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض الجودة في منظماتنا راجع إلى تركيز معظم المنظمات على التكلفة والإنتاجية أكثر من اهتمامنا بموضوع الجودة ويرجع نجاح المنظمات اليابانية إلى قدرتها على بناء سمعة طيبة عن جودة منتجاتها ، وهذا يستدعي بالتأكيد ضرورة فحص منظماتنا للسياسات التي تتبعها وإتباع مداخل مبنية على تحسين جودة المنتجات لزيادة قدراتها التنافسية. فقد أصبح هناك اهتمام عالمي بأهمية الجودة ومعالجتها ليس على أساس نظرة مؤقتة ، ولكن على أساس أنها جزء لا يتجزأ من المنتجات والخدمات.
ويعرف كل من Robbins & Coulter, 2005)) إدارة الجودة الشاملة على أنها فلسفة إدارية موجهه على أساس التحسين المستمر، والاستجابة لاحتياجات، وتوقعات الزبون، وقد عرفها معهد المقاييس البريطاني British standards institute بأنها فلسفة إدارية تشمل كافة نشاطات المنظمة التي من خلالها يتم تحقيق احتياجات، وتوقعات العميل، والمجتمع، وتحقيق أهداف المنظمة كذلك بأكفأ الطرق واقلها تكلفة عن طريق الاستخدام الأمثل لطاقات جميع العاملين بدافع مستمر للتطوير.
مفهوم ادارة الجودة الشاملـة :
مفهوم ادارة الجودة الشاملة من المفاهيم الادارية الحديثة والتي سارعت مختلف المنظمات في انحاء العالم بتطبيقها، ولأهمية هذا المفهوم وانتشار تطبيقه في دول العالم ازداد اهتمام الباحثين والمتخصصين به فتعددت وتباينت رؤاهم تبعا لنظرتهم الى هذا المدخل والزوايا التي ينظرون للموضوع من خلالها، وبشكل ادى الى بروز اربع من الاتجاهات في تعريف ادارة الجودة الشاملة:
1- الأتجاه الذي ركز على رضا الزبون من خلال التعريف التالي (( ثقافة تنادي بالالتزام الكلي برضا واقناع الزبون من خلال التحسين والابتكار المستمرين في جميع مجالات العمل )) .
2- الأتجاه الذي ركز على استخدام الوسائل العلمية والادوات والاساليب المتاحة من خلال التعريف التالي (( فلسفة ومجموعة من الاساليب والادوات التي تهدف الى الخلق والحفاظ على استمرارية الواقع نحو تحسين السلع والخدمات )).
3- الأتجاه الذي ركز على الافكار والمفاهيم المستوحاة من المدرسة السلوكية في الادارة من خلال التعريف التالي (( جهد تعاوني لإنجاز الأعمال، يعتمد على مواهب وقدرات العاملين والمديرين على حد سواء لتحقيق الجودة المحسنة والانتاجية العالية )) .
4- الأتجاه الذي ركز على الاتجاه التكاملي من خلال التعريف التالي ((فلسفه ومنهجية لادارة المنظمات تتضمن مجموعة من المبادئ والادوات والاجرآءات التي توفر الارشاد في الشؤون العلمية لادارة منظمة معينــــــة )) .
أبعاد الجودة:
إن أي عمل بشري لا يمكن أن يرقى إلى درجة الكمال المطلق ، فأعمال البشر سواء كانت فردية أو جماعية قد يعتريها النقص والخلل ، بدرجات متفاوتة ، إلا أن السعي للوصول إلى درجة عالية من الإتقان في العمل هدف إستراتيجي في أي مجال من المجالات ، وعندما تعاني إحدى المؤسسات بعضاً من جوانب الخلل والقصور ، فيجب على القائمين عليها البحث عن هذه الجوانب ، وتحري طرق العلاج بأساليب علمية صحيحة . ولتحسين جودة المنتج ، يتطلب إيجاد طرق جديدة لإدارة العمل ، فلم تعد الإدارة مجرد إصدار الأوامر للموظفين ، ولكن المطلوب منهم التفكير والمشاركة بجدية في عملية الإدارة وتنظيم العمل ، والسعي للوصول إلى درجة عالية من الإتقان وإنجاز العمل بدرجة عالية من الجودة فكان ما سبق منطلق لأبعاد ومحددات الجودة والتي يمكن ذكرها كما يلي :
(1) الأداء : ويشير هذا البعد إلى الخصائص الأساسية في المنتج أو الخدمة مثل السرعة والتنافسية .
(2) الاعتمادية : ويشير هنا إلى الاتساق في الأداء ، ويجب أن يكون هناك درجة من الاعتمادية و الثقة في أداء المنتج أو الخدمة ( عدم تكرار الأعطال وأن تكون جاهزة وفقا للطلب ).
(3) الصلاحية : " الفترة الزمنية " ويشير هذا إلى مدة بقاء المنتج أو الخدمة ( مدة البقاء أو الصلاحية ممثلة في عدد الأميال . المقاومة للصدأ من العمل خلال فترة حياة المنتج ).
(4) الخصائص الخاصة : ويشير هنا البعد إلى خصائص إضافية للمنتج أو الخدمة مثل الأمان والسهولة في الاستخدام أو التكنولوجيا العالية.
(5) التوافق : ويشير هذا البعد إلى المدى الذي تستجيب فيه أو كيف يتوافق المنتج أو الخدمة مع توقعات المستهلك ، و الأداء الصحيح من أول مرة وماله من أثر على تحسين فاعلية العملية التسويقية .
(6) خدمات ما بعد البيع : ويشير هذا البعد إلى أنواع خدمات ما بعد البيع مثل معالجة شكاوى المستهلكين أو التأكد من رضا المستهلك و عادة ما تستخدم بعد الأداء و الاعتمادية و التوافق والخصائص الخاصة في الحكم على ملازمة المنتج للاستخدام بواسطة المستهلك ويلاحظ أن البعد الخاص بالثقة و الاعتمادية في الحكم على جودة السلعة أو الخدمة له أهمية خاصة في مفهوم الجودة الحديثة خصوصاً في مجال جودة الخدمات ، خاصة تلك التي تتعلق بحياة المستهلك أو الطيران أو المال أو الإصلاح فغالبآ ما يهتم المستهلك بقدرة المنظمة على أداء الخدمة بالشكل الذي طغت له درجة عالية من الصحة و الدقة وخلوها من الأخطاء .
وهذا البعد يحقق فائدة أيضاً للمنظمات مثل ما يحققه الأفراد فيمكن للمنظمات أن تحقق ميزات تنافسية من خلال الاهتمام بزيادة الثقة في جودة خدماتها عن طريق زيادة فعالية الاستراتيجيات التسويقية التي تؤدي إلى زيادة حصتها السوقية وتحقيقها الزيادة الإنتاجية مما ينعكس على زيادة الأرباح للمنظمة .

وللموضوع بقية
يرجى اضافة اي معلومة تتعلق بالجودة الشاملة والادارات المالية في التعليق على الموضوع
لا تبخلوا علينا
ولكم الشكر الجزيل

ترجو تزويد الموقع بموضوعات عن تكاليف الجودة او الجودة من منظور محاسبى

شكرا لككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككم