الاسرة .... اهميتها ..... وتعريفاتها .... دورها في المجتمع
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB :: الابحــاث الأدبيــة والإداريـــة :: رسـائل ماجستـيــر ودكتـــوراة و بـحـوث جـامعيـة الابحــاث الأدبيــة والإداريـــة :: ابحاث الاداره العامه
صفحة 1 من اصل 1
الاسرة .... اهميتها ..... وتعريفاتها .... دورها في المجتمع
************************************
بغداد ـ مهند عبدالوهاب
كانت الاسرة وستبقى اهم المؤسسات الاجتماعية في المجتمعات كافة التقليدية منها والمعاصرة، وتعد من اقدم المنظمات الاجتماعية بوصفها استجابة لحاجات ضرورية اساسية وتنشأ بصورة طبيعية اختيارية ليست بصورة اجبارية. فهي الحجر الاساس الذي يستند عليه البناء الاجتماعي
فضلا عن كونها النواة الاولية للجماعة ومن خلالها يستمر جريان الثقافة من الماضي الى الحاضر والمستقبل بوصفها التي تنجب المواد الاولية الخام لبقاء المجتمع واستمراره بصورة الاطفال والوالدين، فترعاهم وتنشئهم ليكونوا اعضاء فاعلين في الارتقاء بمسيرة المجتمع وبنائه واستمراره، فيتم فيها التفاعل العميق والاتصال المباشر المستمر الذي يكون ويبلور شخصية افرادها ليقوموا بأدوارهم بالصورة المرغوبة او المتوقعة منهم في مجتمعهم، ولذا فأن المجتمعات كافة ومنذ بداية الانسانية اهتمت بثباتها ودوامها ورفاهها وتنميتها ومن الارجح انها ستبقى ما بقي الانسان الوحدة التي يولد فيها ويستمد ضمانه العاطفي منها.
أهمية الأسرة
• وعن الاسرة وأهميتها في حياتنا كمؤسسة اجتماعية وتربوية التقينا الباحثة الاجتماعية الدكتورة القديرة ذكرى جميل استاذة علم الانثروبولوجيا التطبيقية:
* تخلت الاسرة عن بعض وظائفها لصالح مؤسسات المجتمع المدني المعاصر ومع ذلك مازالت وستبقى اهم مؤسسة، وجماعة اجتماعية في حياة الافراد والجماعات وصولا الى حياة المجتمع، اذ ارتبط وجودها واستقرارها باستقرار المجتمع.. كيف تحللين ذلك؟
- تتجلى اهمية الاسرة بوصفها المؤسسة، الوحيدة التي يقوم من خلالها الحفاظ على النوع الانساني ما يحفظ بقاء المجتمع واستمراره فضلا عن كونها المؤسسة - الجماعة الاجتماعية الوحيدة التي لا يمكن للشخص تجنب الانتماء اليها لأنها مفروضة عليه من ولادته وحتى وفاته وبسبب انتمائه المبكر اليها فانها تؤثر كثيرا في سلوكه وشخصيته فمواقف التفاعل الاجتماعي بين افراد الاسرة خصبة ومستمرة وتفسح المجال واسعا لتمرير مختلف القيم والمعايير والاتجاهات الى اعضائها لذا تعد أهم وأخطر مؤسسة اجتماعية في حفظ الأعراف والقيم الاجتماعية وأهم مؤسسة في القيام بعملية التنشئة الاجتماعية كما انها تقوم بتلبية مجموعة واسعة من حاجات الفرد الاساسية التي تنبع منها الاشكال الاساسية للنشاط المعيشي.
وفي الاسرة ايضا تشبع الحاجات النفسية والعاطفية بوصفها، مصدرا للتنفيس عن دوافع الافراد ورغباتهم الانسانية. كما لا يمكن ان نغفل دور الاسرة في ضمان انسيابية الانشطة الدينية والطقوسية في المجتمع بوصفها الوسط الاول الذي يتعرض فيها الفرد للمفاهيم الروحية ويوجهون الى تبني العقائد السماوية فضلا عن ان الاسرة لها دور مؤثر في تمتين شبكة الروابط والعلاقات الاجتماعية والانسانية التي نجسدها قرابياً بوصفها نقطة الانطلاق نحو وحدات المجتمع الاكثر تعقيدا وتركيبا مثل (الفخذ والعشيرة والقبيلة) ومن خلال شبكة العلاقات التي تستمد وجودها من الاسرة تدعم وحدة وتماسك المجتمع من عوامل التفكك والانهيار.
الأسرة أقدم المؤسسات وجوداً
ومع ظهور مؤسسات اخرى اصبحت تنافس الاسرة في وظائفها الا ان الاسرة مازالت وستبقى المصدر الاساس في اشباع حاجات اعضائها وستبقى ايضا مصدر التوجيه الاساس خاصة في المجتمع العربي (المسموحات والممنوعات) التي تفرضها على ابنائها لتعمل على تحديد سلوكهم وتفاعلهم كما انها اقدم المؤسسات وجودا لذلك اكسبها الزمن قوة في بنيتها ومتانة في استمراريتها وتثبيتا راسخا لقيمها وهيبة لسلطانها وان كانت الاسرة تقوم بكل هذه الوظائف فان من الواقع ان توصف بالمجتمع الكبير ونظرا للمهام الكبيرة التي تقوم بها الاسرة ارتبط استقرار وتوازن المجتمع باستقرارها وتوازنها بوصفها النواة الاساسية له.
العلاقات الجدلية مع المؤسسات
المؤسسة التربوية والدينية
* كيف تتضح العلاقات الجدلية بين الاسرة كمؤسسة اجتماعية وبين المؤسسات الاجتماعية الاخرىالتي يتكون فيها البناء الاجتماعي للمجتمع؟
- ترتبط الاسرة بعلاقات جدلية قوية مع كل من المؤسسة التربوية (مدرسة، معهد، جامعة) ومع المؤسسة الدينية (جامع، كنيسة، عتبات مقدسة) التي تعترف بحقيقة ان الاسرة الوسط الاجتماعي الاول الذي تجري فيه عملية التنشئة الاجتماعية والدينية اذ من خلالها يتعلم ويلقن ويكتسب الفرد قيم المجتمع ومعاييره السلوكية ويتلقن ويكتسب عقيدته الدينية. لكن التنشئة الاجتماعية كعملية اجتماعية لا يمكن لها ان تجري ضمن حدود الاسرة كجماعة اجتماعية فحسب، بل تتعداها الى جماعات ومؤسسات اخرى (تربوية وثقافية ودينية) فالمدرسة والجامع يكملان حلقات عملية التنشئة الاجتماعية والدينية ومع ذلك يبقى للاسرة الدور الاكثر خطورة والاكبر اهمية لسببين الاول بوصفها الوسط الاجتماعي الاول في حياة الفرد والثاني دور الاسرة يبقى مستمرا باستمرار حياة الكائن الانساني وباستمرار انتقاله او مروره من وسط اجتماعي الى اخر فالانسان لا يمكن ان يقضي حياته داخل المدرسة او الجامع لكنه حتما يقضي حياته داخل الاسرة.
المؤسسة الاقتصادية
وترتبط الاسرة بعلاقة جدلية قوية مع المؤسسة الاقتصادية التي تتمثل بالمصانع والشركات والبنوك..الخ اذ ان الفرد يتعلم اول مظاهر التعاون وتقسيم العمل داخل الاسرة كما وضحنا لانها الوسط الاول في حياته، اذن يتلقن الفرد مظاهر التعاون وتقسيم العمل وتحديد الحقوق والواجبات في الاسرة ان في ذلك تدعيماً لعمل وأنشطة المؤسسة الاقتصادية، اذن الاسرة مسؤولة عن اعداد افراد قادرين على العمل والانتاج والتعاون وتحمل العبء والمسؤولية فضلا عن كونها تزود المؤسسة الاقتصادية بالموارد البشرية وهي اهم ثروة يمتلكها المجتمع وعلى ضوئها ومن خلالها يقاس تقدم المجتمع او تخلفه.
المؤسسة السياسية المتفرعة
وترتبط الاسرة بعلاقات جدلية وثيقة مع المؤسسة السياسية المتفرعة الى مؤسسات قانونية وقضائية وأمنية ومختلف مؤسسات الضبط الاجتماعي الرسمي (فضلا عن ارتباط الاسرة بالمدرسة) ان الاسرة تعد مصدرا اساسيا في ترسيخ وتعزيز ركائز الضبط الاجتماعي وذلك يبدو من خلال سلطة الاسرة المتمثلة بسلطة الاب او سلطة الام او (السلطة المشتركة للابوين) ففي الاسرة يتعلم الفرد اسس الاحترام والانضباط والطاعة وفي ذلك تعزيز لأنشطة وبرامج المدرسة والمحكمة والقانون فضلا عن ذلك فان علاقة الاسرة بالسياسة تتبلور في جانب اخر هو ان الاسرة الوسط الاجتماعي الاول في حياة كل منا لذا ان مفاهيم التنشئة السياسية اول ما يتعلمها الفرد او يكتسبها ويدمجها في شخصية تكون في الاسرة فقد يلقن الآباء والامهات ابناءهم بعض المفاهيم والمبادئ التي ترتضيها المؤسسة او النظام السياسي القائم وفي ذلك تدعيم وتثبيت لركائزها (اعني السياسة).
علاقات اجتماعية متينة
والاسرة لها ارتباطات وعلاقات جدلية متينة مع الاوساط والجماعات الاجتماعية الخارجية مثل جماعة القرابة والصداقة والجيرة، اذ ان الاسرة نقطة او بؤرة الانطلاق نحو تلك الاوساط الاجتماعية وبمعنى اخر ان الاسرة تنمي وتقوي وتوسع شبكة الانتماء مع العالم الخارجي (القرابة، الصداقة، الجيرة) وفي ذلك تثبيت وترسيخ للعلاقات والروابط الانسانية ما ينتج عنه ترسيخ لبنية المجتمع بأكمله فضلا عن ما تقدم ان الانسان كائن اجتماعي لا يمكن له ان يعيش بعزلة عن الاخرين فالعزلة تعني العقاب النفسي لذا ان المجرم او الخارج عن ضوابط الجماعة يعزل او يقاطع (يسجن او ينبذ) وهو نوع من انواع العقاب القانوني او الاجتماعي.
الأسرة مظلة الأمان
* حينما تسهم الاسرة في ضبط سلوك ابنائها وابعادهم عن تيارات الانحراف والجريمة المهددة لأمن المجتمع، فهل تكون بذلك الاسرة هي مظلة الامان التي يعتمد عليها المجتمع. كيف تفسرين ذلك؟
- الاسرة الجماعة الاجتماعية التي يستقي ويتغذى منها الافراد مشاعر الحب والعطف والامان والحنان ما ينتج عنه توازن النفس البشرية اذا اشبعت احتياجاتها النفسية واذا ما اشبعت الاخيرة تخلصنا من توتراتنا وضغوطنا العصبية والنفسية وتتبلور اهمية واستقرار واتزان النفس البشرية في اتزان واستقرار المجتمع بأكمله فالشخصية الانسانية تعد حجر الزاوية الاساسي في بنية المجتمع.
لقد اثبتت الدراسات والبحوث التي اجراها علماء الاجتماع والنفس ان هناك علاقة وثيقة بين معاناة الفرد من الضغوط النفسية وانحرافاته السلوكية او انزلاقه في تيه الجريمة، فضلا عن ذلك ان الاسرة الجماعة الاجتماعية التي تشبع احتياجات الفرد المادية ولهذا أثبتت الدراسات ان العوز المادي له علاقة بالانحراف والجريمة، لذا ان اشباع الحاجات المادية للفرد يبعده بدرجة عن مسالك الانحراف والجريمة.
قاعدة المجتمع
والاسرة هي التي تنمي وتقوي الروابط والعلاقات الانسانية بين الافراد وتعد كما اسلفت البؤرة الاولى للانطلاق نحو تلك الاوساط الاجتماعية فالاسرة تربطها علاقات انسانية مع الاقارب ومع الاصدقاء ومع الجيرة وهذا ما يقوي بنيتها وما يقوي بنية المجتمع الكبير بوصف الاسرة قاعدته الاساسية وتتبلور اهمية تلك الاوساط الخارجية في فاعليتها على حماية الاسرة لاسيما اثناء الازمات الاقتصادية او التهديدات الاجتماعية (الحروب، الكوارث الطبيعية، الثورات، الاصابة بالامراض، العوز الاقتصادي) وتتضح تلك الفاعلية فيما تقدمه الجماعات الخارجية من مساعدات مادية للاسرة في اثناء ازماتها كمحاولة للحفاظ على بنيتها من التفكك والضياع او تتضح فاعليتها فيما تقوم به من ضبط او ردع لسلوك الافراد في حالة خروجهم او انحرافهم عن الضوابط الاجتماعية على سبيل المثال تدخل الاقارب او الاصدقاء الذين يرتبطون بعلاقات حميمة مع الاسرة او تدخل الجيران في حالة مشاهدتهم لانحراف سلوك اقاربهم او اصدقائهم. وتتضح ايضا محاولات الضبط او الردع بين التوجيه والنصح والارشاد او المقاطعة او العقاب بالضرب او المنع.
تحديد الحقوق والواجبات
* كيف تنظرين الى مفاهيم الاسرة؟ وهل لك ان تستعرضي لنا بعض هذه المفاهيم؟
- قبل البدء في توضيح مفاهيم الاسرة يتطلب ان نحدد الفرق بين الاسرة والعائلة.
- العائلة (FAMILY) جاءت من نقطة الاعالة الاقتصادية بمعنى اعالة الوالدين لأبنائهم غير المتزوجين اما الاسرة (HOUSEHOLD) فقد جاءت من لفظة الاواصر والتآزر والتناصر وتعني صلة النسب بالدم.
• وتتابع د. ذكرى البناء حديثها عن المفاهيم فتقول:
- لقد عبر (دور كهايم) عن الاسرة بقوله: ان الجماعة التي تتكون من اعضاء تربطهم صلة الدم ويتفقون على العيش سوية من دون ان يرتبط بعضهم بالاخر بالتزامات محددة ويستطيع اي عضو ان ينفصل عن الجماعة بحسب رغبته وفي اي وقت يشاء، لا يمكن ان نطلق على هذه الجماعة اسم الاسرة. فالعيش تحت سقف واحد ليس شرطا كافيا في تكوين اسرة لذلك يتطلب ان تتوفر لوجود الاسرة شروط اخرى وهي تحديد الحقوق والواجبات التي يفرضها المجتمع اذ تحدد التزامات كل عضو تجاه الاخر ومعنى ذلك ان وجود الاسرة رهين بوجود نظام اجتماعي يحدد الصلة بين اعضائها وهذه الصلة قانونية وهي التي تجعل من الاسرة نظاما اجتماعيا وترتب لكل عضو من اعضائها حقوقا وواجبات معينة تتحقق عن طريق الزواج، فالزواج هو الوسيلة التي تكسب الاسرة طابعها الشرعي والانساني معا.
آراء
* هل هناك تعريف يخص الاسرة؟
- لقد تعددت التعاريف الخاصة بالاسرة فهناك من يعرفها سوسيولوجيا بوصفها معيشة رجل وامرأة على اسس يفرضها المجتمع وما ينتج عن ذلك من حقوق وواجبات مثل رعاية الاطفال وتربيتهم.
النواة الأساسية
وهناك من يعرفها بالوحدة الاجتماعية الاولى التي تهدف الى الحفاظ على النوع الانساني، وتقوم على المقتضيات التي يرتضيها الفعل الجمعي والقواعد التي تحددها المجتمعات المختلفة كما انها النواة الاساسية في المجتمع لذلك عدت من الانظمة الاساسية، وتختلف النظم الاسرية في جميع مظاهرها باختلاف الجماعات البشرية، كما تختلف ضيقا وشدة فأحيانا تتسع لتتضمن افراد العشيرة جميعا واحيانا تتضمن الزوج والزوجة واولادهما كما تضم المتزوجين وصغارهم فتعرف بالاسرة الممتدة واحيانا تضيق حتى لا تتجاوز نطاق الاب والام واولادهما الصغار فتعرف بالاسرة النواة.
أدوار اجتماعية
في حين يرى اخرون ان الاسرة تجد اصلها في نظام الزواج وهو الاتحاد الشرعي او القانوني بين الرجل والمرأة وذلك النظام يؤسس الاسرة، ومن وظائفها الانجاب والعناية بالاطفال وتنشئتهم اجتماعيا ومن خلال الزواج يكتسب الاعضاء مجموعة من المكانات والادوار الاجتماعية فالزوج يكتسب دور الاب والزوجة تكتسب دور الام وهكذا.
أعضاء جدد
وهناك من يرى ان الاسرة تنظيم اجتماعي حددت صورته ثقافة المجتمع وأقرت اساسه برجل وامرأة ارتبطا بالزواج وقد يتزايد عدد اعضاء الاسرة بانجاب الاطفال او بانضمام اعضاء ينتمون الى احد الزوجين بالتبني ويمكن ان ينسحب اسم الاسرة على جزء منها نتيجة وفاة احد الزوجين او كليهما.
مناخ اجتماعي
ويرى البعض الاخر ان الاسرة جماعة اجتماعية بايولوجية نظامية تتكون من رجل وامرأة بينهما رابطة رسمية واساسية ومعترف بها اجتماعيا وهي رابطة الزواج وكل ما ينتج عن هذه الرابطة من اطفال يكسب الزوج والزوجة ادواراً جديدة مثل الاب والام ويجري في هذه الجماعة اشباع الحاجات الاقتصادية والاجتماعية وتقوم الجماعة بتهيئة المناخ الاجتماعي الذي يساعد على رعاية الاطفال وتنشئتهم.
نوع انساني
فيما يرى اخرون أن الاسرة نظام اجتماعي ومن اهم وظائفه الانجاب والتربية للحفاظ على النوع الانساني، وان النظم جميعها تمتد بجذورها في الحياة الاسرية فالنظم الدينية والتربوية والاقتصادية والسياسية او ما نمت في الاسرة سواء اكانت الاسرة نظاماً ام جماعة فلا فرق بينهما لان كليهما نوع من التنظيم الاجتماعي.
استنتاج
* ماذا نستنتج من هذه الآراء بشأن تعريف الاسرة؟
- يرتبط وجود الاسرة بوجود نظام اجتماعي (بسيط او معقد) يحدد الصلة والروابط بين اعضائها وقد تكون الصلة اجتماعية او دينية او قانونية او جميعها اذ ان وجود هذه الصلات منفردة او مجتمعة يرتبط اولا بنوع المجتمع من حيث بساطته او تعقيده بمعنى اخر بدائي-حديث-معاصر.
ويؤسس لوجود اسرة بمثابة مؤسسة اجتماعية او نواة اجتماعية بالارتكاز الى نظام الزواج وان الصلات التي تربط اعضاء الاسرة تحدد التزامات كل عضو تجاه الاخر، تحديد الحقوق والواجبات، وكل هذا يرتبط بقوة المجتمع وثقافته السائدة من قيم وقواعد سلوكية.
التنشئة الاجتماعية
* كيف يتم ضبط سلوك الافراد بما يتفق مع القيم والقواعد السلوكية المتعارف عليها اجتماعيا؟
- يتم ذلك من خلال عملية التنشئة الاجتماعية التي تعد اهم وظائف الاسرة سواء كانت اسرة بدائية او معاصرة. فمن خلال التنشئة الاجتماعية تبنى سمات الشخصية الانسانية التي تعد الحجر الاساس في البناء الاجتماعي للمجتمع...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع خالص شكرنا وتقديرنا للدكتورة ذكرى جميل البناء.
ابراهيم الساعدي
كلية الاداب – الجامعة المستنصرية
الانثروبولوجيا التطبيقية – المرحلة الثانية
ibraheemalsaady@yahoo.com
ibraheem_aliraqi@yahoo.com
بغداد ـ مهند عبدالوهاب
كانت الاسرة وستبقى اهم المؤسسات الاجتماعية في المجتمعات كافة التقليدية منها والمعاصرة، وتعد من اقدم المنظمات الاجتماعية بوصفها استجابة لحاجات ضرورية اساسية وتنشأ بصورة طبيعية اختيارية ليست بصورة اجبارية. فهي الحجر الاساس الذي يستند عليه البناء الاجتماعي
فضلا عن كونها النواة الاولية للجماعة ومن خلالها يستمر جريان الثقافة من الماضي الى الحاضر والمستقبل بوصفها التي تنجب المواد الاولية الخام لبقاء المجتمع واستمراره بصورة الاطفال والوالدين، فترعاهم وتنشئهم ليكونوا اعضاء فاعلين في الارتقاء بمسيرة المجتمع وبنائه واستمراره، فيتم فيها التفاعل العميق والاتصال المباشر المستمر الذي يكون ويبلور شخصية افرادها ليقوموا بأدوارهم بالصورة المرغوبة او المتوقعة منهم في مجتمعهم، ولذا فأن المجتمعات كافة ومنذ بداية الانسانية اهتمت بثباتها ودوامها ورفاهها وتنميتها ومن الارجح انها ستبقى ما بقي الانسان الوحدة التي يولد فيها ويستمد ضمانه العاطفي منها.
أهمية الأسرة
• وعن الاسرة وأهميتها في حياتنا كمؤسسة اجتماعية وتربوية التقينا الباحثة الاجتماعية الدكتورة القديرة ذكرى جميل استاذة علم الانثروبولوجيا التطبيقية:
* تخلت الاسرة عن بعض وظائفها لصالح مؤسسات المجتمع المدني المعاصر ومع ذلك مازالت وستبقى اهم مؤسسة، وجماعة اجتماعية في حياة الافراد والجماعات وصولا الى حياة المجتمع، اذ ارتبط وجودها واستقرارها باستقرار المجتمع.. كيف تحللين ذلك؟
- تتجلى اهمية الاسرة بوصفها المؤسسة، الوحيدة التي يقوم من خلالها الحفاظ على النوع الانساني ما يحفظ بقاء المجتمع واستمراره فضلا عن كونها المؤسسة - الجماعة الاجتماعية الوحيدة التي لا يمكن للشخص تجنب الانتماء اليها لأنها مفروضة عليه من ولادته وحتى وفاته وبسبب انتمائه المبكر اليها فانها تؤثر كثيرا في سلوكه وشخصيته فمواقف التفاعل الاجتماعي بين افراد الاسرة خصبة ومستمرة وتفسح المجال واسعا لتمرير مختلف القيم والمعايير والاتجاهات الى اعضائها لذا تعد أهم وأخطر مؤسسة اجتماعية في حفظ الأعراف والقيم الاجتماعية وأهم مؤسسة في القيام بعملية التنشئة الاجتماعية كما انها تقوم بتلبية مجموعة واسعة من حاجات الفرد الاساسية التي تنبع منها الاشكال الاساسية للنشاط المعيشي.
وفي الاسرة ايضا تشبع الحاجات النفسية والعاطفية بوصفها، مصدرا للتنفيس عن دوافع الافراد ورغباتهم الانسانية. كما لا يمكن ان نغفل دور الاسرة في ضمان انسيابية الانشطة الدينية والطقوسية في المجتمع بوصفها الوسط الاول الذي يتعرض فيها الفرد للمفاهيم الروحية ويوجهون الى تبني العقائد السماوية فضلا عن ان الاسرة لها دور مؤثر في تمتين شبكة الروابط والعلاقات الاجتماعية والانسانية التي نجسدها قرابياً بوصفها نقطة الانطلاق نحو وحدات المجتمع الاكثر تعقيدا وتركيبا مثل (الفخذ والعشيرة والقبيلة) ومن خلال شبكة العلاقات التي تستمد وجودها من الاسرة تدعم وحدة وتماسك المجتمع من عوامل التفكك والانهيار.
الأسرة أقدم المؤسسات وجوداً
ومع ظهور مؤسسات اخرى اصبحت تنافس الاسرة في وظائفها الا ان الاسرة مازالت وستبقى المصدر الاساس في اشباع حاجات اعضائها وستبقى ايضا مصدر التوجيه الاساس خاصة في المجتمع العربي (المسموحات والممنوعات) التي تفرضها على ابنائها لتعمل على تحديد سلوكهم وتفاعلهم كما انها اقدم المؤسسات وجودا لذلك اكسبها الزمن قوة في بنيتها ومتانة في استمراريتها وتثبيتا راسخا لقيمها وهيبة لسلطانها وان كانت الاسرة تقوم بكل هذه الوظائف فان من الواقع ان توصف بالمجتمع الكبير ونظرا للمهام الكبيرة التي تقوم بها الاسرة ارتبط استقرار وتوازن المجتمع باستقرارها وتوازنها بوصفها النواة الاساسية له.
العلاقات الجدلية مع المؤسسات
المؤسسة التربوية والدينية
* كيف تتضح العلاقات الجدلية بين الاسرة كمؤسسة اجتماعية وبين المؤسسات الاجتماعية الاخرىالتي يتكون فيها البناء الاجتماعي للمجتمع؟
- ترتبط الاسرة بعلاقات جدلية قوية مع كل من المؤسسة التربوية (مدرسة، معهد، جامعة) ومع المؤسسة الدينية (جامع، كنيسة، عتبات مقدسة) التي تعترف بحقيقة ان الاسرة الوسط الاجتماعي الاول الذي تجري فيه عملية التنشئة الاجتماعية والدينية اذ من خلالها يتعلم ويلقن ويكتسب الفرد قيم المجتمع ومعاييره السلوكية ويتلقن ويكتسب عقيدته الدينية. لكن التنشئة الاجتماعية كعملية اجتماعية لا يمكن لها ان تجري ضمن حدود الاسرة كجماعة اجتماعية فحسب، بل تتعداها الى جماعات ومؤسسات اخرى (تربوية وثقافية ودينية) فالمدرسة والجامع يكملان حلقات عملية التنشئة الاجتماعية والدينية ومع ذلك يبقى للاسرة الدور الاكثر خطورة والاكبر اهمية لسببين الاول بوصفها الوسط الاجتماعي الاول في حياة الفرد والثاني دور الاسرة يبقى مستمرا باستمرار حياة الكائن الانساني وباستمرار انتقاله او مروره من وسط اجتماعي الى اخر فالانسان لا يمكن ان يقضي حياته داخل المدرسة او الجامع لكنه حتما يقضي حياته داخل الاسرة.
المؤسسة الاقتصادية
وترتبط الاسرة بعلاقة جدلية قوية مع المؤسسة الاقتصادية التي تتمثل بالمصانع والشركات والبنوك..الخ اذ ان الفرد يتعلم اول مظاهر التعاون وتقسيم العمل داخل الاسرة كما وضحنا لانها الوسط الاول في حياته، اذن يتلقن الفرد مظاهر التعاون وتقسيم العمل وتحديد الحقوق والواجبات في الاسرة ان في ذلك تدعيماً لعمل وأنشطة المؤسسة الاقتصادية، اذن الاسرة مسؤولة عن اعداد افراد قادرين على العمل والانتاج والتعاون وتحمل العبء والمسؤولية فضلا عن كونها تزود المؤسسة الاقتصادية بالموارد البشرية وهي اهم ثروة يمتلكها المجتمع وعلى ضوئها ومن خلالها يقاس تقدم المجتمع او تخلفه.
المؤسسة السياسية المتفرعة
وترتبط الاسرة بعلاقات جدلية وثيقة مع المؤسسة السياسية المتفرعة الى مؤسسات قانونية وقضائية وأمنية ومختلف مؤسسات الضبط الاجتماعي الرسمي (فضلا عن ارتباط الاسرة بالمدرسة) ان الاسرة تعد مصدرا اساسيا في ترسيخ وتعزيز ركائز الضبط الاجتماعي وذلك يبدو من خلال سلطة الاسرة المتمثلة بسلطة الاب او سلطة الام او (السلطة المشتركة للابوين) ففي الاسرة يتعلم الفرد اسس الاحترام والانضباط والطاعة وفي ذلك تعزيز لأنشطة وبرامج المدرسة والمحكمة والقانون فضلا عن ذلك فان علاقة الاسرة بالسياسة تتبلور في جانب اخر هو ان الاسرة الوسط الاجتماعي الاول في حياة كل منا لذا ان مفاهيم التنشئة السياسية اول ما يتعلمها الفرد او يكتسبها ويدمجها في شخصية تكون في الاسرة فقد يلقن الآباء والامهات ابناءهم بعض المفاهيم والمبادئ التي ترتضيها المؤسسة او النظام السياسي القائم وفي ذلك تدعيم وتثبيت لركائزها (اعني السياسة).
علاقات اجتماعية متينة
والاسرة لها ارتباطات وعلاقات جدلية متينة مع الاوساط والجماعات الاجتماعية الخارجية مثل جماعة القرابة والصداقة والجيرة، اذ ان الاسرة نقطة او بؤرة الانطلاق نحو تلك الاوساط الاجتماعية وبمعنى اخر ان الاسرة تنمي وتقوي وتوسع شبكة الانتماء مع العالم الخارجي (القرابة، الصداقة، الجيرة) وفي ذلك تثبيت وترسيخ للعلاقات والروابط الانسانية ما ينتج عنه ترسيخ لبنية المجتمع بأكمله فضلا عن ما تقدم ان الانسان كائن اجتماعي لا يمكن له ان يعيش بعزلة عن الاخرين فالعزلة تعني العقاب النفسي لذا ان المجرم او الخارج عن ضوابط الجماعة يعزل او يقاطع (يسجن او ينبذ) وهو نوع من انواع العقاب القانوني او الاجتماعي.
الأسرة مظلة الأمان
* حينما تسهم الاسرة في ضبط سلوك ابنائها وابعادهم عن تيارات الانحراف والجريمة المهددة لأمن المجتمع، فهل تكون بذلك الاسرة هي مظلة الامان التي يعتمد عليها المجتمع. كيف تفسرين ذلك؟
- الاسرة الجماعة الاجتماعية التي يستقي ويتغذى منها الافراد مشاعر الحب والعطف والامان والحنان ما ينتج عنه توازن النفس البشرية اذا اشبعت احتياجاتها النفسية واذا ما اشبعت الاخيرة تخلصنا من توتراتنا وضغوطنا العصبية والنفسية وتتبلور اهمية واستقرار واتزان النفس البشرية في اتزان واستقرار المجتمع بأكمله فالشخصية الانسانية تعد حجر الزاوية الاساسي في بنية المجتمع.
لقد اثبتت الدراسات والبحوث التي اجراها علماء الاجتماع والنفس ان هناك علاقة وثيقة بين معاناة الفرد من الضغوط النفسية وانحرافاته السلوكية او انزلاقه في تيه الجريمة، فضلا عن ذلك ان الاسرة الجماعة الاجتماعية التي تشبع احتياجات الفرد المادية ولهذا أثبتت الدراسات ان العوز المادي له علاقة بالانحراف والجريمة، لذا ان اشباع الحاجات المادية للفرد يبعده بدرجة عن مسالك الانحراف والجريمة.
قاعدة المجتمع
والاسرة هي التي تنمي وتقوي الروابط والعلاقات الانسانية بين الافراد وتعد كما اسلفت البؤرة الاولى للانطلاق نحو تلك الاوساط الاجتماعية فالاسرة تربطها علاقات انسانية مع الاقارب ومع الاصدقاء ومع الجيرة وهذا ما يقوي بنيتها وما يقوي بنية المجتمع الكبير بوصف الاسرة قاعدته الاساسية وتتبلور اهمية تلك الاوساط الخارجية في فاعليتها على حماية الاسرة لاسيما اثناء الازمات الاقتصادية او التهديدات الاجتماعية (الحروب، الكوارث الطبيعية، الثورات، الاصابة بالامراض، العوز الاقتصادي) وتتضح تلك الفاعلية فيما تقدمه الجماعات الخارجية من مساعدات مادية للاسرة في اثناء ازماتها كمحاولة للحفاظ على بنيتها من التفكك والضياع او تتضح فاعليتها فيما تقوم به من ضبط او ردع لسلوك الافراد في حالة خروجهم او انحرافهم عن الضوابط الاجتماعية على سبيل المثال تدخل الاقارب او الاصدقاء الذين يرتبطون بعلاقات حميمة مع الاسرة او تدخل الجيران في حالة مشاهدتهم لانحراف سلوك اقاربهم او اصدقائهم. وتتضح ايضا محاولات الضبط او الردع بين التوجيه والنصح والارشاد او المقاطعة او العقاب بالضرب او المنع.
تحديد الحقوق والواجبات
* كيف تنظرين الى مفاهيم الاسرة؟ وهل لك ان تستعرضي لنا بعض هذه المفاهيم؟
- قبل البدء في توضيح مفاهيم الاسرة يتطلب ان نحدد الفرق بين الاسرة والعائلة.
- العائلة (FAMILY) جاءت من نقطة الاعالة الاقتصادية بمعنى اعالة الوالدين لأبنائهم غير المتزوجين اما الاسرة (HOUSEHOLD) فقد جاءت من لفظة الاواصر والتآزر والتناصر وتعني صلة النسب بالدم.
• وتتابع د. ذكرى البناء حديثها عن المفاهيم فتقول:
- لقد عبر (دور كهايم) عن الاسرة بقوله: ان الجماعة التي تتكون من اعضاء تربطهم صلة الدم ويتفقون على العيش سوية من دون ان يرتبط بعضهم بالاخر بالتزامات محددة ويستطيع اي عضو ان ينفصل عن الجماعة بحسب رغبته وفي اي وقت يشاء، لا يمكن ان نطلق على هذه الجماعة اسم الاسرة. فالعيش تحت سقف واحد ليس شرطا كافيا في تكوين اسرة لذلك يتطلب ان تتوفر لوجود الاسرة شروط اخرى وهي تحديد الحقوق والواجبات التي يفرضها المجتمع اذ تحدد التزامات كل عضو تجاه الاخر ومعنى ذلك ان وجود الاسرة رهين بوجود نظام اجتماعي يحدد الصلة بين اعضائها وهذه الصلة قانونية وهي التي تجعل من الاسرة نظاما اجتماعيا وترتب لكل عضو من اعضائها حقوقا وواجبات معينة تتحقق عن طريق الزواج، فالزواج هو الوسيلة التي تكسب الاسرة طابعها الشرعي والانساني معا.
آراء
* هل هناك تعريف يخص الاسرة؟
- لقد تعددت التعاريف الخاصة بالاسرة فهناك من يعرفها سوسيولوجيا بوصفها معيشة رجل وامرأة على اسس يفرضها المجتمع وما ينتج عن ذلك من حقوق وواجبات مثل رعاية الاطفال وتربيتهم.
النواة الأساسية
وهناك من يعرفها بالوحدة الاجتماعية الاولى التي تهدف الى الحفاظ على النوع الانساني، وتقوم على المقتضيات التي يرتضيها الفعل الجمعي والقواعد التي تحددها المجتمعات المختلفة كما انها النواة الاساسية في المجتمع لذلك عدت من الانظمة الاساسية، وتختلف النظم الاسرية في جميع مظاهرها باختلاف الجماعات البشرية، كما تختلف ضيقا وشدة فأحيانا تتسع لتتضمن افراد العشيرة جميعا واحيانا تتضمن الزوج والزوجة واولادهما كما تضم المتزوجين وصغارهم فتعرف بالاسرة الممتدة واحيانا تضيق حتى لا تتجاوز نطاق الاب والام واولادهما الصغار فتعرف بالاسرة النواة.
أدوار اجتماعية
في حين يرى اخرون ان الاسرة تجد اصلها في نظام الزواج وهو الاتحاد الشرعي او القانوني بين الرجل والمرأة وذلك النظام يؤسس الاسرة، ومن وظائفها الانجاب والعناية بالاطفال وتنشئتهم اجتماعيا ومن خلال الزواج يكتسب الاعضاء مجموعة من المكانات والادوار الاجتماعية فالزوج يكتسب دور الاب والزوجة تكتسب دور الام وهكذا.
أعضاء جدد
وهناك من يرى ان الاسرة تنظيم اجتماعي حددت صورته ثقافة المجتمع وأقرت اساسه برجل وامرأة ارتبطا بالزواج وقد يتزايد عدد اعضاء الاسرة بانجاب الاطفال او بانضمام اعضاء ينتمون الى احد الزوجين بالتبني ويمكن ان ينسحب اسم الاسرة على جزء منها نتيجة وفاة احد الزوجين او كليهما.
مناخ اجتماعي
ويرى البعض الاخر ان الاسرة جماعة اجتماعية بايولوجية نظامية تتكون من رجل وامرأة بينهما رابطة رسمية واساسية ومعترف بها اجتماعيا وهي رابطة الزواج وكل ما ينتج عن هذه الرابطة من اطفال يكسب الزوج والزوجة ادواراً جديدة مثل الاب والام ويجري في هذه الجماعة اشباع الحاجات الاقتصادية والاجتماعية وتقوم الجماعة بتهيئة المناخ الاجتماعي الذي يساعد على رعاية الاطفال وتنشئتهم.
نوع انساني
فيما يرى اخرون أن الاسرة نظام اجتماعي ومن اهم وظائفه الانجاب والتربية للحفاظ على النوع الانساني، وان النظم جميعها تمتد بجذورها في الحياة الاسرية فالنظم الدينية والتربوية والاقتصادية والسياسية او ما نمت في الاسرة سواء اكانت الاسرة نظاماً ام جماعة فلا فرق بينهما لان كليهما نوع من التنظيم الاجتماعي.
استنتاج
* ماذا نستنتج من هذه الآراء بشأن تعريف الاسرة؟
- يرتبط وجود الاسرة بوجود نظام اجتماعي (بسيط او معقد) يحدد الصلة والروابط بين اعضائها وقد تكون الصلة اجتماعية او دينية او قانونية او جميعها اذ ان وجود هذه الصلات منفردة او مجتمعة يرتبط اولا بنوع المجتمع من حيث بساطته او تعقيده بمعنى اخر بدائي-حديث-معاصر.
ويؤسس لوجود اسرة بمثابة مؤسسة اجتماعية او نواة اجتماعية بالارتكاز الى نظام الزواج وان الصلات التي تربط اعضاء الاسرة تحدد التزامات كل عضو تجاه الاخر، تحديد الحقوق والواجبات، وكل هذا يرتبط بقوة المجتمع وثقافته السائدة من قيم وقواعد سلوكية.
التنشئة الاجتماعية
* كيف يتم ضبط سلوك الافراد بما يتفق مع القيم والقواعد السلوكية المتعارف عليها اجتماعيا؟
- يتم ذلك من خلال عملية التنشئة الاجتماعية التي تعد اهم وظائف الاسرة سواء كانت اسرة بدائية او معاصرة. فمن خلال التنشئة الاجتماعية تبنى سمات الشخصية الانسانية التي تعد الحجر الاساس في البناء الاجتماعي للمجتمع...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع خالص شكرنا وتقديرنا للدكتورة ذكرى جميل البناء.
ابراهيم الساعدي
كلية الاداب – الجامعة المستنصرية
الانثروبولوجيا التطبيقية – المرحلة الثانية
ibraheemalsaady@yahoo.com
ibraheem_aliraqi@yahoo.com
ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ
رسالتنا للزوار الكرام : سجل عضويتك اليوم لتصلك رسائلنا لأخر مواضيع الأبحاث ورسائل الماجستير و الدكتورة عبر الايميل بشكل جميل.
♔ اَلَملَكهَ بَلَقَيــس♔- ♔ السمو الملكي ♔
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامجائزه الاعجاباتتاج 100 موضوعتاج المواضيعجائزه المواضيع امميزهعدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزه التميز
- عدد الرسائل : 3256
العمل/الترفيه : /لـآ شَي أوجَع منْ الحَنينْ ..~
الابراج :
الموقع : هوَ يشَبِه السّعادَةَ ؛ كلِ ماَ فكَرت فيَه ابتسَم !*
احترام القانون :
المزاج : ♡༽رفُُقُُآ بًًنِِبًًض قُُلََبًًيََ༼♡
نقاط : 56472
السٌّمعَة : 43
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
تعاليق : الحب يزهر إذ التقينا بما يجمعنا لا بما يعجبنا !
مواضيع مماثلة
» طلب بحث عن طب الاسرة
» مفهوم الاسرة في الاسلام
» الاسرة والتنشئة الاجتماعية
» ماهي الاسرة ؟ وما اشكالها ووظائفها ؟؟؟؟؟؟؟؟
» بعض انواع الشخصيات قي المجتمع
» مفهوم الاسرة في الاسلام
» الاسرة والتنشئة الاجتماعية
» ماهي الاسرة ؟ وما اشكالها ووظائفها ؟؟؟؟؟؟؟؟
» بعض انواع الشخصيات قي المجتمع
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB :: الابحــاث الأدبيــة والإداريـــة :: رسـائل ماجستـيــر ودكتـــوراة و بـحـوث جـامعيـة الابحــاث الأدبيــة والإداريـــة :: ابحاث الاداره العامه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى