الطفل العربي ، د. عبدالله محمد الفوزان
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB :: الابحــــاث التــربـويـــة والقـــانونيـــة والتـــاريخيـــة :: رسـائل ماجستـيــر ودكتـــوراة الابحــــاث التــربـويـــة والحقوقيـــة والتـاريخيــة و بـحـوث جـامعيـة جـاهــزة :: الابحاث التربوية
الطفل العربي ، د. عبدالله محمد الفوزان
د. عبدالله محمد الفوزان
الأطفال في أي مجتمع هم امتداده الثقافي والسياسي والاقتصادي
والاجتماعي... إلخ، لذلك تحرص الأمم والشعوب الحية على ترقية أطفالها عبر
ثقافة تؤصل في وعيهم قيما وتصورات وقدرات عقلية واتجاهات نفسية ومفاهيم
ومنظومات سلوكية وأخلاقية ومعارف علمية تؤهلهم لبناء مستقبل مشرق
لمجتمعاتهم وتجعل منهم أدوات وعناصر فاعلة في صناعة الحضارة البشرية بدلا
من أن يكونوا غرباء عن هذه الحضارة ومتفرجين عليها ومتطفلين على موائدها
ومستهلكين لمعطياتها ومنهزمين أمامها. في عالمنا العربي هالني ماذكره
الدكتور علي أسعد وطفة أستاذ التربية بجامعة الكويت في بحث له حول ثقافة
الطفل العربي من أن الطفل العربي يعيش حالة عدمية في ما يتعلق بالمؤثرات
الثقافية التي تحيط به. فالأوضاع الثقافية والانسانية التي تحيط بالأطفال
العرب ولاسيما هؤلاء الذين ينحدرون غالبا من الفئات الاجتماعية المهمشة
تأخذ طابعا تراجيديا ومأساويا. ففي أغلب القرى الريفية على امتداد الجبال
والصحاري والسهول لا تجد مكتبات للأطفال أو كتبا، كما لا توجد مسارح أو
سينما أو كمبيوتر أو انترنت أو حتى تلفزيون. وحتى المدارس المتوفرة في هذه
المناطق تعاني من كل أوجه النقص وتفتقر إلى متطلبات الوجود الإنساني
والتربوي: معلمون لا يملكون تأهيلا علميا أو تربويا كافيا ... فصول متعددة
في صف واحد ... بل يمكننا – كما يقول الدكتور علي أسعد – أن نتحدث عن بؤس
ثقافي بكل ما تنطوي عليه هذه الكلمة من معنى. فالمثيرات الثقافية للطفل
العربي تشير إلى أن ما يقدم له لا يمكنه بحال من الأحوال أن يعبر عن طموح
ثقافي حقيقي للنهوض بالطفل العربي ثقافيا وروحيا. وفي هذا الصدد يستشهد
الدكتور علي أسعد بالإحصاءات المتوفرة التي تبين وضعية مخجلة للمؤثرات
الثقافية الموجهة إلى الأطفال في البلدان العربية وتشكل تهديدا خطيرا
للمستقبل الثقافي لهؤلاء الأطفال. ففي عام 1979م بلغ نصيب الطفل في
الاتحاد السوفيتي 4.7 كتب، وفي الولايات المتحدة الأمريكية 3.9 كتب، وفي
انجلترا 2.6 كتاب، أما الطفل العربي يخضع لأسلوب تسلطي تمييزي مرعب
يدمر شخصيته
نصيب الطفل العربي فقد وصل إلى «نصف كلمة». وقد بلغ مجموع الكتب المترجمة
إلى اللغة العربية منذ عصر الخليفة المأمون وحتى الآن نحو 100 ألف كتاب،
وهو ما يوازي تقريبا ما تترجمه دولة مثل إسبانيا في عام واحد. وعلى
المستوى الاعلامي يرى الدكتور علي أسعد أن ما يقدم للطفل العربي ينتمي إلى
فئة الثقافة الرخيصة والهابطة التي تستهدف عقل الطفل ووجدانه. فهي ترجمات
وافدة لثقافة غريبة تفيض بقيم غربية تقع خارج السياق القيمي للثقافة
والانسان في المجتمع العربي، بل إن بعضها موجهة مضادة ومعادية للثقافة
العربية بما تنطوي عليه من قيم سامية خلاقة تتميز بالرفعة والسمو
والأصالة. وحتى التصورات التقليدية التي تسود وتهيمن في الثقافة العربية
حول الطفل والطفولة يرى الدكتور علي أسعد أنها تصورات غير علمية مثقلة
بالأوهام والمغالطات والأساطير والخرافة التي أسقطها العلم الحديث وبددها
التطور التربوي والسيكولوجي ومنها: أن الطفل راشد صغير، وأن الطفولة مرحلة
عابرة في تطور الإنسان، وأن التربية يجب أن تسرع عملية النضج عند الطفل
والانتقال به إلى مرحلة الرشد. فالطفل في مثل هذه الحالة لا يمتلك خصوصية
عمرية وإنسانية ينفرد فيها، وهو متهم بنزوع فطري شرير، وأن الشدة خير معلم
ومرشد للطفل، بالإضافة إلى أفكار خاطئة أخرى تتعلق بتربية الطفل، وهي
أفكار مشوبة بطابع خرافي وسحري يتعلق بالحجب والتمائم والحسد والخرافات
والأساطير.
هذه الأفكار الخاطئة والتصورات الخرافية تشكل من وجهة نظر الدكتور علي
العناصر الأولى التي تدفع الطفل إلى دائرة الاغتراب والاستلاب. والعلوم
السلوكية ترفض هذه الأفكار في النظر إلى الطفولة. فالطفولة مرحلة هامة
وغائية في حياة الفرد، والطفل خير بطبعه، وكل طفل يشكل بصمة متفردة في
الوجود، والطفل ليس راشدا صغيرا، بل هو كينونة منفردة مختلفة كليا عن
كينونة الراشد.
والطفل العربي يعاني أيضا من هيمنة أنماط تربوية تقليدية صماء تحاصره
وتستلبه في آن واحد. فالطفل العربي يخضع لأنماط تربوية تعتمد مبدأ الترويض
والإخضاع وقهر العفوية لديه، مما يفقده امكانيات المبادأة والمبادرة
والإبداع. وحسب نتائج الدراسات التي أجريت في هذا المجال فإن أسلوب
التنشئة الاجتماعية أسلوب تسلطي تمييزي مرعب يدمر شخصية الطفل ويفرغ هويته
الإنسانية من أكثر المضامين الإنسانية حضورا في الإنسان. والطفل العربي
تحت تأثير هذا الأسلوب التسلطي الدكتاتوري في التنشئة يفقد توازنه وتماسكه
الإنساني ويعيش حياته في ظل الخوف والتردد وفقدان الثقة بالنفس والذات
الإنسانية. التربية في العالم العربي تقود الإنسان إلى الإحساس بكل مشاعر
الضعف والنقص والقصور والدونية والشعور بالذنب. والأطفال الذين يعانون من
هذه الأمراض والعلل هم الذين خضعوا لتنشئة اجتماعية تقليدية متصلبة في
مراحل طفولتهم الصغرى. فأجواء التسلط تعطل امكانيات الإبداع لديهم وتدفع
الفرد إلى دوائر الجمود والانصياع والسلبية واللامبالاة. أما أسلوب
التلقين فيرى الدكتور علي أسعد أنه من أشد الأساليب فتكا بالعقل وتدميرا
للإنسان وعصفا بالطفولة، وهو الأسلوب الذي تعتمده التربية العربية في
تنشئة الأطفال وتربيتهم وتثقيفهم، مما يجعل الطفل العربي يتلقى تركيبات
فكرية جاهزة أو خلائط عقائدية مركزة يؤسس عليها أنماطه السلوكية دونما
قدرة على التأمل النقدي في طبيعة هذه الأنماط السلوكية. فالتلقين شكل من
أشكال التسلط والقهر الفكري لأنه عملية تفرض فرضا على الطفل من الخارج فلا
يسمح له بإبداء رأيه في ما يتم تلقينه إياه ويبرمجه على إكراه منه ويخضع
لبرمجة عقلية منهجية منظمة ومستمرة. وختاما يرى الدكتور علي أسعد أن الطفل
العربي أحوج ما يكون اليوم إلى تربية حرة تخاطب العقل في الطفل ولا تخاطب
الذاكرة ... والنشاط لا الجمود ... والغاية لا الوسيلة ... وهي في النهاية
تخاطب الإنسان في الطفل وتعمل على إنماء حواسه الإنسانية. حقا لقد شخص
الدكتور علي أسعد واقع الطفل العربي تشخيصا دقيقا وأجاد في تحليل الأنماط
التربوية في عالمنا العربي التي تعيق نموه العقلي والجسدي وتجرده من
إنسانيته ... فهل حان وقت المراجعة والتصحيح قبل فوات الأوان؟
قديسة المطر- ♛ الفخامة ♛
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامتاج 100 موضوعجائزه عدد النقاطتاج المواضيععدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزة الاعضاء المبدعونجائزه المواضيع امميزه
- عدد الرسائل : 1133
العمل/الترفيه : الفكر..
الابراج :
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون :
المزاج : تذكرني بكــره
نقاط : 17008
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 06/07/2009
تعاليق : يغــار [ قلبـي ] كثر ماتحبك الناس
ومن طيبك أعذر كل منهو ][ يحبـك ][
مدام كل [ الناس ] بـك ترفع الراس
أنا أول أنسان وقف ][ يفتخر بك ][
رد: الطفل العربي ، د. عبدالله محمد الفوزان
على الانجاز يالى قدمتيه الناا بالمنتدى
للعلم ابحاثك منشوره باذن الله
شكرا لك بحجم البحر ساني
استودعك الله
ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ
♔ اَلَملَكهَ بَلَقَيــس♔- ♔ السمو الملكي ♔
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامجائزه الاعجاباتتاج 100 موضوعتاج المواضيعجائزه المواضيع امميزهعدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزه التميز
- عدد الرسائل : 3256
العمل/الترفيه : /لـآ شَي أوجَع منْ الحَنينْ ..~
الابراج :
الموقع : هوَ يشَبِه السّعادَةَ ؛ كلِ ماَ فكَرت فيَه ابتسَم !*
احترام القانون :
المزاج : ♡༽رفُُقُُآ بًًنِِبًًض قُُلََبًًيََ༼♡
نقاط : 56480
السٌّمعَة : 43
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
تعاليق : الحب يزهر إذ التقينا بما يجمعنا لا بما يعجبنا !
رد: الطفل العربي ، د. عبدالله محمد الفوزان
بوركت جهودك
ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ
إنتبه !
نحن لانود اجباركم على الرد بأى وسيله كانت كاخفاء الروابط حتى يتم الرد اولا وغيرها
من الوسائل المهينة في نظري لشخصية العضو فلا تحبط من قام بتسخير نفسه لكتابة الموضوع ورفع محتوياته..
فلا تبخل وارفع من معناوياته ولن يكلفك مثلما تكلف هو بوضع ما يفيدك فقط اضغط على الرد السريع واكتب شكراً
وأنت المستفيد لأنك ستولد بداخله طاقه لخدمتك كل ما نريد هو ان تفيد وتستفيد بشكل أكثر تحضرا
وشكرا للجميع
محمد جعفر- ♕ المعالي ♕
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامتاج 100 موضوعتاج المواضيععدد المشاركات بالمواضيع المميزهجائزه المواضيع امميزه
- عدد الرسائل : 840
العمل/الترفيه : اخصائي نفسي تربوي
الابراج :
الموقع : فلسطين
احترام القانون :
المزاج : ربنا يسهل
نقاط : 11530
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 18/11/2010
» الكشف ما وراء الجدار باستخدام رادار تعديل الموجة المستمرة تردديا ماجستير محمد عبد الكريم محمد د.رضوان قسطنطين د.محمد الحريري معالجة الإشارة (نظم الاتصالات)
» الوطن العربي أو الوطن العربي الكبير أو العالم العربي
» مقدمة بحث لغة عربيةمقدمة بحث لغة عربية مقدمة بحث لغة عربية بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا المختار محمد، عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم.. فحديثنا اليوم عن أهم إرث لنا _نحن الأمة الإسلامية _، إنا اليوم نتحدث عن اللغة العربي
» عدوان الأطفال - محمد علي الهمشري - وفاء محمد عبد الجواد
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB :: الابحــــاث التــربـويـــة والقـــانونيـــة والتـــاريخيـــة :: رسـائل ماجستـيــر ودكتـــوراة الابحــــاث التــربـويـــة والحقوقيـــة والتـاريخيــة و بـحـوث جـامعيـة جـاهــزة :: الابحاث التربوية