التربية والديمقراطية
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB :: الابحــــاث التــربـويـــة والقـــانونيـــة والتـــاريخيـــة :: رسـائل ماجستـيــر ودكتـــوراة الابحــــاث التــربـويـــة والحقوقيـــة والتـاريخيــة و بـحـوث جـامعيـة جـاهــزة :: الابحاث التربوية
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
التربية والديمقراطية
بقلم الدكتور جميل حمداوي
إن
علاقة التربية بالديمقراطية علاقة جدلية ووثيقة، إذ لايمكن الحديث عن
التربية والتعليم في غياب الحريات الخاصة والعامة وانعدام الديمقراطية
الحقيقية القائمة على المساواة وتكافؤ الفرص والمبنية أيضا على العدالة
الاجتماعية و الإيمان بالاختلاف وشرعية التعدد.
ولايمكن
الحديث كذلك عن الديمقراطية في غياب تربية حقيقية وتعليم بناء وهادف يتسم
بالجودة والإبداع والابتكار وتكوين الكفاءات المنتجة، ويحترم المواهب
ويقدر الفاعلين التربويين والمتعلمين المتفانين في البحث والاستكشاف
والتنقيب العلمي والمعرفي.
ومن
هنا، فالتربية والديمقراطية متلازمان كالعملة النقدية فلا تربية بلا
ديمقراطية ولا ديمقراطية بلا تربية. وما أحوجنا اليوم إلى تربية
ديمقراطية- في وطننا الذي انعدمت فيه المواطنة الحقيقية وتقلصت فيه حقوق
الإنسان وتضاءلت فيه العدالة حتى كادت أن تنعدم- من أجل تأهيل ناشئتنا
تأهيلا أخلاقيا وديمقراطيا لإدارة دفة البلاد وقيادة دواليبها على ضوء
رؤية إبداعية ديمقراطية قائمة على أسس النظام والمسؤولية والانضباط
والمواطنة الحقة، والتوق إلى الحرية والتغيير وبناء الدولة والأمة على
معايير الإبداع والإنتاج والابتكار قصد الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة
والأمم المزدهرة حضاريا وعلميا وتكنولوجيا!
إذا، ماهي التربية؟ وما مفهوم الديمقراطية؟
وماهي علاقة التربية بالديمقراطية؟ وماهي آليات تفعيل الديمقراطية في
نظامنا التربوي؟ وماهي الصعوبات التي تواجه تطبيق الديمقراطية وتفعيلها في
الواقع التربوي؟ وما هي الحلول المقترحة لتثبيت الديمقراطية التربوية؟
تلكم هي الأسئلة التي سوف نحاول الإجابة عنها في هذه الدراسة المتواضعة.
قديسة المطر- ♛ الفخامة ♛
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامتاج 100 موضوعجائزه عدد النقاطتاج المواضيععدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزة الاعضاء المبدعونجائزه المواضيع امميزه
- عدد الرسائل : 1133
العمل/الترفيه : الفكر..
الابراج :
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون :
المزاج : تذكرني بكــره
نقاط : 17000
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 06/07/2009
تعاليق : يغــار [ قلبـي ] كثر ماتحبك الناس
ومن طيبك أعذر كل منهو ][ يحبـك ][
مدام كل [ الناس ] بـك ترفع الراس
أنا أول أنسان وقف ][ يفتخر بك ][
رد: التربية والديمقراطية
التربية
فعل تربوي وتهذيبي وأخلاقي يهدف إلى تنشئة المتعلم تنشئة اجتماعية صحيحة
وسليمة. و تساهم التربية أيضا في الحفاظ على قيم المجتمع وعاداته
وتقاليده، وتسعى جادة لتكوين المواطن الصالح، و تهدف كذلك إلى تغيير
المجتمع والدفع به نحو طريق التقدم والازدهار عبر تحقيق الديمقراطية
والعدالة الاجتماعية والمساواة المثلى. زد على ذلك، فالتربية هي التي تصيغ
المجتمع صياغة أخلاقية وترفع من مكانته وتوصله إلى مصاف الدول المتقدمة
والمزدهرة.
وتسعى
التربية جادة إلى إدماج الفرد في المجتمع تكيفا وتأقلما وتصالحا وتغييرا،
كما تسعى إلى:" الإنماء الكامل لشخصية الإنسان وتعزيز حقوق الإنسان
والحريات الأساسية. يعني تكوين أفراد قادرين على الاستقلال الفكري
والأخلاقي ويحترمون هذا الاستقلال لدى الآخرين، وذلك طبقا لقاعدة التعامل
بالمثل التي تجعل هذا الاستقلال مشروعا بالنسبة إليهم." وعلى العموم،
فالتربية هي وسيلة لتحقيق الإبداع والابتكار و طريقة في الاستكشاف
والتأويل والبحث ودمقرطة المجتمع، وترتكز على الحرية والمبادرة الفردية
وسيادة النقاش الهادف والنقد البناء والحوار السليم من أجل بناء مجتمع
متقدم واع يساهم في الحداثة ويثري العولمة بما لديه من طاقات منتجة
واختراعات ومكتشفات ومستجدات نظرية وتقنية وعلمية ومعلوماتية.
ويقول
الدكتور محمد لبيب النجيحي:" ولما كان هدف التربية الأساسي هو تنمية
التفكير واستغلال الذكاء، فمعنى هذا أن التربية تعمل من أجل الحرية
الإنسانية. فالتأكيد على نمو الطفل إنما هو تأكيد على تحرير قدراته
العقلية من قيودها، وإتاحة الفرصة لها للانطلاق حتى تستطيع أن تستخدم
بطريقة فعالة إمكانيات البيئة التي يعيش فيها. ويصبح المجتمع الحر هو
المجتمع الذي يشترك أفراده أيضا في تطويره وتوجيه التغيير الاجتماعي
الحادث له.
وعندما
يتمتع أفراد المجتمع بالحرية فإن التربية تكون بذلك قد أسهمت في بناء
مجتمع مفتوح. ونعني بالمجتمع المفتوح المجتمع الذي يسعى عن قصد وتصميم في
سبيل تطوره، ولا يعمل فقط على المحافظة على الوضع الراهن. وهذا المجتمع هو
مجتمع قد نظم تنظيما يدخل في اعتباره حقيقة التغيير في الأمور الإنسانية.
وهو مجتمع يقبل التغير على أنه وسيلة للقضاء على الفساد والانحلال، وأن
الذكاء الإنساني والمجهود التعاوني من جميع أفراد المجتمع تؤدي جميعا إلى
نمو الإنسانية وتقدمها."
زد
على ذلك أن التربية تحقق مجموعة من الوظائف الجوهرية كالتعليم والتثقيف
والتطهير والتهذيب والتنوير وتحرير الفكر من قيود الأسطورة والخرافة
والشعوذة والسمو بالإنسان نحو آفاق إيجابية ومثالية.
قديسة المطر- ♛ الفخامة ♛
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامتاج 100 موضوعجائزه عدد النقاطتاج المواضيععدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزة الاعضاء المبدعونجائزه المواضيع امميزه
- عدد الرسائل : 1133
العمل/الترفيه : الفكر..
الابراج :
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون :
المزاج : تذكرني بكــره
نقاط : 17000
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 06/07/2009
تعاليق : يغــار [ قلبـي ] كثر ماتحبك الناس
ومن طيبك أعذر كل منهو ][ يحبـك ][
مدام كل [ الناس ] بـك ترفع الراس
أنا أول أنسان وقف ][ يفتخر بك ][
رد: التربية والديمقراطية
من
المعروف أن الديمقراطية في دلالاتها الاشتقاقية تعني حكم الشعب نفسه بنفسه
أو قد تعني حكم الأغلبية بعد عملية الانتخاب والتصويت والفرز والانتقاء.
وتقابل كلمة الديمقراطية الديكتاتورية والأوتوقراطية اللتين تحيلان على
الحكم الفردي وهيمنة الاستبداد المطلق. كما تقترب الديمقراطية من كلمة
الشورى الإسلامية وإن كانت الشورى أكثر عدالة واتساعا وانفتاحا من
الديمقراطية. وترتكز الديمقراطية على القانون والحق والحرية والعدالة
والكرامة الإنسانية والاحتكام إلى مبادئ حقوق الإنسان وإرساء المساواة
الحقيقية بين الأجناس في الحقوق والواجبات. ومن أهم أسس الديمقراطية
الالتزام بالمسؤولية واحترام النظام وترجيح كفة المعرفة على القوة والعنف.
وتتأسس
الديمقراطية الفعالة والحقيقية:" من بين ما تتأسس عليه احترام الحقوق
وأداء الواجبات التي يحميها ويضبطها القانون والمؤسسات في إطار دولة الحق
والقانون. ومن المؤكد أن احترام الحقوق وأداء الواجبات لايتأتيان إلا
بنسبة إلى شخص حر. الديمقراطية لم تعد أمورا شكلية أو قطاعية، بل أصبحت
ثقافة ومعاملات تتجذر بمفاهيم النسبية والاختلاف وقبول الرأي الآخر
والمساواة والعدالة والإنصاف والمشاركة السياسية وتقرير الفرد لمصيره
واختياراته، ورفض أي نزوع سلطوي في جميع مجالات الحياة. ديمقراطية اليوم
والغد تتمثل أكثر فأكثر في احترام الشخص وقدرته على تكوين نفسه بوصفه
إنسانا… إنها سياسة الشخص كإنسان حر ومبدع.
من
المتعذر الحديث عن الديمقراطية والسلوك الديمقراطي باعتبارهما حالة تكون
عليها المؤسسات أو باعتبارهما ثوابت سياسية، بل يجب أن ينظر إليهما كمقتضى
أخلاقي تكون مبادئه مشتركة ينبني البشر وماهم مختلفون فيه على أساس
الإقرار بالاختلاف مما يمكن الشخص من السيطرة على الانفعالات وتجنب
الأحكام المسبقة."
إذا،
فالديمقراطية الحقيقية هي التي تحقق سعادة الإنسان، وتؤمن عيشه الكريم،
وتوفر له فرص الشغل، وتشبع رغباته الغريزية من مأكل وشرب، وتروي غليله
المعرفي والفني والثقافي، وتخرجه من براثن الفقر والفاقة والتخلف إلى عالم
أكثر استقرارا وأمنا يسمح بالعيش الكريم والمساهمة في الإبداع والابتكار
والعطاء.
قديسة المطر- ♛ الفخامة ♛
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامتاج 100 موضوعجائزه عدد النقاطتاج المواضيععدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزة الاعضاء المبدعونجائزه المواضيع امميزه
- عدد الرسائل : 1133
العمل/الترفيه : الفكر..
الابراج :
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون :
المزاج : تذكرني بكــره
نقاط : 17000
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 06/07/2009
تعاليق : يغــار [ قلبـي ] كثر ماتحبك الناس
ومن طيبك أعذر كل منهو ][ يحبـك ][
مدام كل [ الناس ] بـك ترفع الراس
أنا أول أنسان وقف ][ يفتخر بك ][
رد: التربية والديمقراطية
ثمة
دراسات عديدة تناولت علاقة التربية بالديمقراطية، ومن أهم هذه الدراسات
كتاب الأمريكي جون ديوي بعنوان:" الديمقراطية والتربية " ، وقد نشره سنة
1916م، ويتناول الكتاب في مجمله فلسفة التربية وتطبيقاتها. كما صدر كتاب
آخر تحت عنوان:" الدين والتربية والديمقراطية " سنة 1997م، وقد أشرف عليه
كل من ميشلين ميلو وفرناند ويلي .
وتوجد
كتب ومؤلفات عديدة خصصت للتربية والديمقراطية بعض الفصول كالباحث غي
آفانزيني في كتابه الذي نشره سنة 1975م بعنوان:" الجمود والتجديد في
التربية المدرسية" حيث أثبت في القسم الثالث فصلا سماه:" التربية الحديثة
والديمقراطية الحرة".
4- واقع الديمقراطية في مؤسساتنا التربوية:
من
سيلقي نظرة بانورامية سريعة حول حال مؤسساتنا التعليمية والتربوية سيصاب
بدوار كبير واندهاش شديد؛ لأن هذه المؤسسات تحولت إلى ثكنات عسكرية لاتؤمن
إلا بالانضباط واحترام القانون ونظام المؤسسة، حتى الأبواب تشبه اليوم
أبواب السجون المخيفة، إذ نجد عند باب هذه المؤسسات حراس الأمن يلبسون
أزياء رسمية تشبه الأزياء العسكرية، ويحملون العصي القصيرة كرجال المخزن
ليخيفوا بها براعم المستقبل من أجل أن يفرضوا النظام ولو استدعى الأمر في
ذلك استعمال القوة والعنف وفرض العقوبات الزجرية سواء أكانت لفظية أم
بدنية.
وقد
سبب هذا الواقع التربوي البذيء في ظهور النظام التربوي الأوتوقراطي الذي
يستند إلى لغة القمع والقهر والتخفي مدنيا وراء قناع الديكتاتورية
العسكرية التي لاتعرف غير خطاب التأديب والزجر واستخدام العنف الرمزي ولو
ضد الأطفال الأبرياء؛ مما يولد في نفوس الناشئة قيما سلبية ومشاعر الحقد
والكراهية والخوف والانكماش وعدم القدرة على المغامرة والتخييل والابتكار
والإبداع لانعدام الحرية والديمقراطية الحقيقية والمساواة الاجتماعية.
ومن
نتائج هذا الضغط السياسي ظهور جيل من الشباب اليافعين الذين تمردوا عن
الأسرة والمدرسة والمجتمع، وحملوا مشعل الثورة والتغريب وتخريب منشآت
الدولة من أنابيب الماء وحنفياته و مصابيح كهربائية وإتلاف كل ماتملكه
المؤسسات التعليمية، وتكسير المقاعد وتشويه الجدران، والتغيب بكثرة عن
المدرسة التي تحولت إلى سجن قاتل كئيب، وفي الأخير يترك المتعلم المدرسة
مبكرا، فينقطع عما فيها بسبب شطط الإدارة وتعسف الطاقم التربوي ناهيك عن
ضآلة فرص الشغل وضبابية المستقبل وقتامته الجنائزية.
وبذلك،
فقد وصلت المدرسة المغربية إلى آفاقها المسدودة، فصارت فضاء مسرحيا
تراجيديا يشخص المأساة وصراع الأجيال، ويعكس بكل جلاء التطاحن الاجتماعي
والتفاوت الطبقي ويعيد لنا إنتاج الورثة كما يقول بيير بورديو وباسرون؛
لأن النظام التربوي:"يتطابق كل التطابق مع المجتمع الطبقي، وبما أنه من
صنع طبقة متميزة تمسك بمقاليد الثقافة أي بأدواتها الأساسية (المعرفة،
المهارة العلمية وبخاصة إجادة التحدث)، فإن هذا النظام يهدف إلى المحافظة
على النفوذ الثقافي لتلك الطبقة. والبرهان الذي قدمه هذان المفكران يبرز
التناقض بين هدف ديمقراطية التعليم الذي يطرحه النظام وعملية الاصطفاء
التي تقصي طبقة اجتماعية ثقافية من الشباب، وتعمل لصالح طبقة الوارثين."
ويترتب
عن هذا، أن المدرسة الوطنية هي مدرسة غير ديمقراطية تخدم مصالح الطبقة
الحاكمة والأقلية المحظوظة، وما التعليم العمومي والتعليم الخصوصي
والتعليم الفكري والتعليم المهني سوى تعبير عن تكريس التفاوت الاجتماعي
وتحويل المؤسسة التربوية إلى فضاء للتمييز اللغوي والعنصري ومكان للتطاحن
الاجتماعي والتناحر الطبقي والتمايز اللغوي. وإذا كان إميل دوركايم ينطلق
من رؤية محافظة في تحليل النظام التربوي في علاقته بما هو اجتماعي وسياسي،
فإن ألتوسير .يرى بخصوص:" التقنيات والمعارف، أنه يجري في المدرسة تعلم
قواعد تحكم الروابط الاجتماعية بموجب التقسيم الاجتماعي التقني للعمل.
كما
يقول بأن النظام المدرسي وهو أحد أجهزة الدولة الإيديولوجية هو الذي يؤمن
بنجاعة استنساخ روابط الإنتاج عن طريق وجود مستويات من التأهيل الدراسي
تتجاوب مع تقسيم العمل، وعن طريق ممارسة الإخضاع للإيديولوجيا السائدة.إن
المسالك الموجودة في المدرسة هي انعكاس لتقسيم المجتمع إلى طبقات، وغايتها
الإبقاء على الروابط الطبقية." ويرى بودلو .وإستابليه .بأن المدرسة
إيديولوجية وطبقية وغير ديمقراطية تكرس التقسيم الاجتماعي لوجود " شبكتين
لانتساب الطلاب إلى المدارس يحددهما الفصل بين العمل اليدوي والعمل
الفكري، ثم التعارض بين طبقة مسيطرة وأخرى خاضعة للسيطرة".
وبما
أن المدرسة الليبرالية مدرسة طبقية وغير ديمقراطية، فإنها في الدول
المتخلفة والمستبدة تكرس سياسة التخلف والاستعمار وتساهم في توريث الفقر
والبؤس الاجتماعي، فإننا نجد إيفان إليتش يدعو إلى إلغاء هذه المدرسة
الطبقية غير الديمقراطية في كتابه:" مجتمع بدون مدرسة".
فنظرية
موت المدرسة حسب كوي أفانزيني هي في الحقيقة نظرية:" تأثرت تأثرا كبيرا
بالعوامل الجغرافية التي أحاطت بها والتي قد تجعل منها نظرية صالحة لبلدان
أمريكا اللاتينية، غريبة كل الغرابة عن المنطق التربوي للغرب. لاسيما أننا
نجد فيها بعض التساؤلات التي تؤيد مثل هذا التفسير الذي يقصرها على بلدان
بعينها، ذلك أن السيد إيليش ينزع أحيانا إلى القول بأن المدرسة ملائمة
للعصر الصناعي وأنها من إرث هو مخلفاته، وينبغي أن تشجب فقط في البلدان
المتخلفة حيث لاتستطيع أن توفر الانطلاقة اللازمة لها وحيث يكون حذفها
شرطا لازما لحذف الاستعمار والقضاء عليه، على أنه في أحيان أخرى يطلق
أحكاما تنادي بالقضاء عليها قضاء جذريا ويرى فيها مؤسسة بالية أنى كانت".
وعلى أي حال، فواقع الديمقراطية في مدارسنا التربوية يرثى له بسبب عدم
وجود الديمقراطية وانعدام فلسفة التسيير الذاتي واللاتوجيهية وغياب منظومة
حقوق الإنسان ممارسة وسلوكا بسبب غياب الديمقراطية في المجتمع على جميع
الأصعدة والمستويات.
); |
قديسة المطر- ♛ الفخامة ♛
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامتاج 100 موضوعجائزه عدد النقاطتاج المواضيععدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزة الاعضاء المبدعونجائزه المواضيع امميزه
- عدد الرسائل : 1133
العمل/الترفيه : الفكر..
الابراج :
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون :
المزاج : تذكرني بكــره
نقاط : 17000
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 06/07/2009
تعاليق : يغــار [ قلبـي ] كثر ماتحبك الناس
ومن طيبك أعذر كل منهو ][ يحبـك ][
مدام كل [ الناس ] بـك ترفع الراس
أنا أول أنسان وقف ][ يفتخر بك ][
رد: التربية والديمقراطية
يمكن الحديث عن أنواع عدة من الديمقراطية في مجال التربية والتعليم، ونحصرها في أنواع ثلاثة وهي:
1- ديمقراطية التعلم
:
والمقصود بها أن يكون التعليم منصبا على المتعلم الذي ينبغي أن يستفيد من
جميع التعلمات على غرار أقرانه بشكل عادل ومتساو في إطار تكافؤ الفرص. ومن
هنا، يستوجب الأمر القانوني والتشريعي على المربين أن يتعاملوا مع المتعلم
على ضوء البيداغوجيا الفارقية وبيداغوجيا الدعم لكي ينال حقه من التربية
والتعليم كباقي المتمدرسين الآخرين وخاصة الأغنياء منهم. ويطرح في هذا
السياق موضوع الزي المدرسي الذي ينبغي أن يكون رسميا وموحدا بين جميع
تلاميذ المؤسسات التربوية. أضف إلى ذلك أنه من الضروري أن تقدم البرامج
والمناهج والمقررات الدراسية مادة قانونية موسعة تؤهل التلميذ ليتعرف على
حقوقه وواجباته لكي يكون ديمقراطيا في تصرفاته وسلوكياته مع ذاته وأقرانه.
2- ديمقراطية التعليم:
تسعى
الدول المتقدمة إلى جعل التعليم ديمقراطيا من خلال تعميم البرامج وتوحيد
المناهج والمقررات على الرغم من تنوعها في الأشكال والمضامين.
بالإضافة
إلى تأميم التعليم وإلزاميته وإجباريته لكي تحد الدولة الراعية لأبنائها
من نسبة الأمية والفقر والتخلف. فالتعليم هو الذي يغير المجتمع ويحقق
الديمقراطية الحقيقية. كما أن المتعلم يتعلم الديمقراطية داخل المدارس
والمؤسسات التربوية ويتربى في أجوائها المفعمة بالحرية.
وعندما
نقول أيضا بديمقراطية التعليم، فنعني به جعل التعليم ذا خاصية شعبية
يستفيد منه الجميع بدون استثناء أو إقصاء، فتصبح المدرسة مفتوحة للفقراء
والأغنياء بطريقة عادلة ومتساوية تتكافأ فيها الفرص.
وينبغي
أن نعرف أن مبدأ توحيد المناهج الدراسية الذي أصبح ميسما يعبر عن تطلعات
الأحزاب الشعبية وشعارا براقا لكل القرارات السياسية والوطنية ينبغي ألا
يلغي:" مايزخر به الواقع المغربي المتعدد، وما تفرضه شروط وآليات التحول
الجديدة من ضرورة الانفتاح على كل أنماط التعدد والاختلاف والتمايز الطبقي
والإثني… واحتوائها وتجاوزها في الآن ذاته، وذلك بتكريس الانخراط التشاركي
الشمولي في بناء دولة وفاق اجتماعي ديمقراطي وتكاملي. ويتأسس هذا الطرح
على كون الرهان على البناء الديمقراطي، في مجتمعاتنا العربية والثالثية
عامة، لن يبلغ أهدافه أبدا إلا عبر جسور متينة من التربية والتكوين
والثقافة وإعداد الموارد البشرية، وإلا بواسطة الدمقرطة الشاملة لأساليب
وقنوات توزيع الرأسمال الرمزي، المتمثل في التكوين والمعرفة والثقافة، هذا
فضلا عن دمقرطة توزيع مختلف أشكال الاستفادة المادية، ومختلف المواقع
والأدوار والمراتب الاجتماعية بين كل الفرقاء المعنيين في المجتمع"
وهكذا،
فكل الدول تسعى جادة وجاهدة لتثبيت أجواء الديمقراطية في مؤسساتها
التربوية عن طريق إصدار مجموعة من المذكرات الوزارية والقرارات الحكومية
والقوانين المنظمة ليتبوأ التعليم مكانة زاهية في مجتمع ديمقراطي، ولكن أي
نوع من هذا المجتمع في غياب الحريات وانتشار التسلطن والاستبداد؟!!
3- تعليم الديمقراطية:
لايمكن
لمجتمع ما أن يكون ديمقراطيا يؤمن بالحريات الخاصة والعامة وحقوق الإنسان
ويتشبث بمنطق الاختلاف وشرعية الحوار والتسامح إلا إذا تربى على
الديمقراطية الحقيقية سلوكا وعملا وتطبيقا، ولا يتأتى له ذلك إلا في
المدرسة التي تعلم النشء مبادئ الديمقراطية السليمة وقوانين استعمالها
ومعايير تمثلها وتطبيقها.
بيد
أن مدرسة الثكنة العسكرية والقمع والقهر لايمكن أن تنتج سوى أساليب التعسف
والتفكير الإقصائي والتطرف الإرهابي والجنوح نحو الديكتاتورية والسلوك
العدواني الطائش.
فبالتربية نتعلم الديمقراطية ونتمثلها شعارا وعقيدة ومبدأ وسلوكا.
ولم
يعد يخفى أيضا على أحد:" كون المؤسسة التعليمية تلعب دورا رئيسيا، انطلاقا
من انفتاحها على الحياة السياسية للمجتمع في ترسيخ مجموعة من المبادئ
والقيم الكفيلة بالنهوض بالمجتمع وبتحديثه سياسيا؛ فدور المدرسة، لم يعد
يقتصر على محيطها الداخلي، بل يتعداه إلى جوانب قد تبدو للشخص العادي
بعيدة عنها، لكنها في الواقع هي تربتها الأصيلة؛ لأن مبادئ الديمقراطية
وحقوق الإنسان والتعددية السياسية، كلها قيم تكتسب بفعل التربية ومناهجها؛
فتنشئة الأفراد على تلك القيم هو السبيل الصحيح للوصول إلى حد المشاركة
الفعلية في تسيير شؤون السياسة للمجتمع، بنوع من العقلنة وبعيدا عن
الارتجالية. ولا يفوتنا في هذا الجانب، أن ننوه بالدور الذي لعبته المدرسة
في خلق برلمان للطفل في الآونة الأخيرة" إذا، فالتربية هي بمثابة السبيل
الأوحد لتعليم الديمقراطية، وفرضها في أرض الواقع كي يجسد الإنسان آدميته
وكرامته البشرية وأنفته الإنسانية.
قديسة المطر- ♛ الفخامة ♛
- جائزه تسجيل للعام 10 اعوامتاج 100 موضوعجائزه عدد النقاطتاج المواضيععدد المشاركات بالمواضيع المميزهوسام التميزجائزة الاعضاء المبدعونجائزه المواضيع امميزه
- عدد الرسائل : 1133
العمل/الترفيه : الفكر..
الابراج :
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون :
المزاج : تذكرني بكــره
نقاط : 17000
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 06/07/2009
تعاليق : يغــار [ قلبـي ] كثر ماتحبك الناس
ومن طيبك أعذر كل منهو ][ يحبـك ][
مدام كل [ الناس ] بـك ترفع الراس
أنا أول أنسان وقف ][ يفتخر بك ][
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
» التربية الجنسية في كتب التربية الإسلامية ، أ. محمد عبدالقادر
» أصول التربية
» موجّهات برامج التربية
» التربية المدرسية البيئية
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB :: الابحــــاث التــربـويـــة والقـــانونيـــة والتـــاريخيـــة :: رسـائل ماجستـيــر ودكتـــوراة الابحــــاث التــربـويـــة والحقوقيـــة والتـاريخيــة و بـحـوث جـامعيـة جـاهــزة :: الابحاث التربوية