اختراعات حديثة.. لمكافحة التسوس

اختراعات حديثة.. لمكافحة التسوس

مركبات طبيعية تقضي على البكتريا المسببة له وحشوات صناعية تشابه طبقة المينا
د. علي حبيب
هناك
حلم يراود كثيرا من أطباء الأسنان وكذلك عامة الناس، ألا وهو امكانية علاج
التسوس بإعادة نمو مادة السن، وإصلاح التسوس بدون حفر ولا حشو صناعي. وهذا
ليس ببعيد في ظل آخر المستجدات والأبحاث في مجال تسوس الأسنان. ان تسوس
الأسنان كما ذكرت لكم في العدد السابق، مرض ينخر في الأسنان بسبب أحماض
معينه يتم افرازها بواسطة أنواع من بكتيريا الفم والتي تعيش على بقايا
الطعام والأوساخ التي تتراكم في ما يسمى الجير، والذي يمثل الهاجس المفزع
للأسنان، كونه مرتعا للبكتيريا، تتغذى على مكوناته ومن ثم تنتج الأحماض
التي تنخر طبقة المينا مكونة تجاويف في طبقة العاج ومن ثم تكبر وتكبر حتى
تصل الى عصب السن. ومن هذا السيناريو تتضح لنا أهمية منع تكون الجير
والتخلص منه، اذا ما تكون. وثانيا أهمية ايقاف أي تسوس في مراحله الأولية
لمنع انتشاره للأجزاء السليمة المجاورة.






















محاور الأبحاث ان الأبحاث في هذا المجال كثيرة وتتلخص في محاور أساسية منها:






















* ايجاد لقاح واق من التسوس أو العمل على تحييد البكتيريا الفمية المسببة للتسوس.






















* دراسة آثار المواد الطبيعية، ومحاولة استخلاص مواد يمكن استخدامها للتقليل من نسبة الاصابة بالتسوس.* تطوير طرق تشخيص التسوس ومحاولة علاجه وهو في مراحله الأولية، وذلك
باعادة الأملاح المفقودة للمنطقة المصابة ومنع تكون أي نوع من التجاويف.






















* استحداث مواد حشو مماثلة لطبقة المينا في الخواص الفيزيائيه وفي الشكل.* تفعيل طرق أخرى تقليدية مثل اضافة مادة الفلوريد لمياه الشرب العامة،
الذي مثل خط الدفاع الأول ضد التسوس كونه يساعد في القضاء على البكتيريا
المسببة للتسوس وتقوية مادة الأسنان وغير ذلك.






















وسأتطرق هنا الى بعض الاكتشافات الحديثة الشيقة التي قد تغيير مفاهيم كثيرة في طب الأسنان.تفعيل طرق الوقاية من التسوس ان ازالة التسوس بعد وقوعه واستبداله بحشوة
ما، لا يزال حلا غير مقبول لدى الكثير من الناس ولذلك شددت منظمة طب
الأسنان الأميركيه على أهمية تفعيل المبدأ الحديث للوقاية من تسوس الأسنان
وذلك للتقليل من حدوث التسوس ومن الحاجة الى حفر الأسنان ومن ثم حشوها.ويتلخص هذا التوجه الحديث في النظر الى التسوس على انه مرض ميكروبي يمكن
القضاء عليه من خلال القضاء على البكتيريا المسببه له وهي ال"ستربتوكوكاس
ميوتانز". ولذلك يجب تفعيل استخدام المواد الكيميائية الطبيعية في القضاء
على هذه البكتيريا مثل الفلوريد والكلوروهكسيدين والأيودين، والعمل على
عكس عملية تحلل الأملاح المكونه للأسنان وذلك قبل حدوث أي نوع من تجاويف
التسوس (Remineralization). ومن أمتع الدراسات في هذا المجال ما توصل له
فريق طبي بريطاني، وهو اكتشاف بروتين يمنع التصاق البكتيريا المسببه لتسوس
الأسنان بأسطح الأسنان. وهم الآن بصدد انتاجه بكميات كبيبرة من الفواكه
مثل التفاح والفراولة واستخدامها كمصانع لانتاج هذا البروتين بطرق الهندسة
الوراثية. ولكن التوجه الأمثل في تفعيل مبدأ الوقاية من تسوس الأسنان، لا
يزال يكمن في اضافة الفلوريد في مياه الشرب العامة وتوعية المجتمعات وخاصة
التي في طور التطور، بأضرار التسوس والوقاية منه وأهمية اتباع طرق تغذية
مناسبة.






















الشاي وعلاقته بالتسوس * يمثل الشاي المشروب الطبيعي الشائع المشترك بين معظم شعوب العالم
ويحتسيه الكثير من الناس ليس فقط كنوع من الغذاء بل كمظهرمن مظاهر
الضيافه. وللشاي فوائد صحية عظيمه فمن فوائده انه يساعد على تقليل الاصابة
بالأزمات القلبيه ويقلل من الاصابة بمرض هشاشة العظام. ومن حسن الحظ انه
يحتوي على بعض المواد الطبيعيه المهمة لصحة الأسنان مثل البوليفنول
والفلوريد واللذان تمت دراسة أثرهما على تسوس الأسنان في دراسات متعددة
منها الحيوانية والبشرية ومنها المختبرية أيضا. وكانت النتائج مثيرة.
فمثلا فقد أثبتت دراسة طبية حديثه أن شرب الشاي يقلل من الإصابة بتسوس
الأسنان، وذلك عندما تمت مقارنة من يحب شرب الشاي بأشخاص لا يجبونه ولا
يشربونه، ووجد الباحثون قلة نسبة التسوس في مجموعة محبي الشاي مقارنة بمن
لا يحبه.ووجد الباحثون أيضا قلة تكون التجاويف السنية في الأشخاص الذين شربوا أي
نوع من أنواع الشاي المختلفة من أخضر أو أسود أو غير ذلك. وكانت الخلاصة
في احدى الدراسات على صغار السن ان احتساء كوب من الشاي الأخضر بعد وجبة
الطعام مباشرة يقلل من تسوس الأسنان. وفي توجه آخر للاستفادة من الشاي
ومكوناته الطبيعية فقد استخلصت مادة البوليفينول من الشاي وتم استخدامها
في صنع علك خاص يضاهي العلك عديم السكر في تأثيره على صحة الفم، اذ أثبتت
احدى الدراسات ان مثل هذا العلك والعلك عديم السكر كلاهما يقلل نسبة
الاصابة بالتسوس وذلك عن طريق التقليل من حموضة الفم.فلماذا لا تجعل الشاي مشروبك المفضل بل وتستفيد منه في الحفاظ على أسنانك.
فمثلا أثبتت احدى الدراسات ان استخدامه كمضمضة بعد الأكل يقلل أيضا من
نسبة التسوس.






















الشوكولاتة مضرة أم مفيدة للأسنان؟* ماهو معروف لدى الجميع ان الشوكولاتة تسبب تسوس الأسنان مثلها في ذلك
مثل جميع انواع الحلوى المحتوية على نسبة عالية من السكريات. والغريب في
الأمر الاكتشاف الخطير المتمثل في الدراسة اليابانية حول تأثير الشوكولاتة
على تسوس الأسنان والتي خلصت الى القول بان للشوكولاتة القدرة على تقليل
نسبة التسوس وذلك بسبب بعض مكوناتها. ووجد الباحثون ان قشرة حبوب الكاكاو
لها القدرة على القضاء على البكتيريا المسببه للتسوس. ولكن مايزال الوضع
على ماهو عليه من ناحية احتواء الشوكولاتة على كمية كمية كبيرة من
السكريات والتي تسبب التسوس بشكل مباشر وقد يقلل التأثير القاضي على
بكتيريا التسوس من آثار الكميات العاليه من السكر الموجوده في الشوكولاتة،
الا ان هذا لا يعني ان نتمادى في أكل الشوكولاتة ونقول انها تساعد على
القضاء على بكتيريا التسوس الا اذا كانت من النوع الخالي من السكريات.المشروبات الغازية والمواد الحافظة خلصت دراسات كثيرة الى ان المشروبات
الغازيه تعد أحد الأسباب الرئيسيه لتآكل الأسنان وتسوسها. وعلى النقيض من
ذلك أثبتت دراسة أمريكيه حديثه ان مادة البنزوات وهي مادة حافظة تستخدم في
تصنيع المشروبات الغازية وبعض المواد الغذائية تقلل من نسبة الاصابه بتسوس
الأسنان اذا ما أعطيت مع الفلوريد. فقد أجريت الدراسة على الفئران حيث
قسمت الى ثلاث مجموعات وأعطيت احدى المجموعات مادة البنزوات والأخرى
بنزوات وفلوريد والأخيرة لم تعطَ أي من تلك المواد. وكانت النتائج مثيره
وهي ان المجموعة التي أعطيت البنزوات كان التسوس لديها أقل من تلك التي لم
يعطى لهاا أي من المادتين، كما ان المجموعة التي أعطيت المادتين معا لم
يحصل فيها أي تجويف سني على الاطلاق. ولكن يجب معرفة ان المشروبات الغازية
لا تزال مضرة خاصة للأطفال وذلك لما لها من تأثير على تآكل طبقة المينا
خاصة في المجتمعات التي لا يوجد الفلوريد في مياه الشرب العامة في
بلدانها. فلا ننسى اذن ان أثر مادة البنزوات مرتبط بتوافر مادة الفلوريد.
حشوة مماثلة لطبقة المينا * توصل باحثون يابانيون الى تطوير حشوة تشبه الى حد كبير مادة الأسنان.
وتتكون مثلها مثل مادة الأسنان من كريستالات (بلورات) الهيدروكسي أباتايت.
ويتم تثبيتها في التجويف المصاب بعد ازالة التسوس بمعجون مصنع أيضا من
مادة الهيدروكسي أباتايت له القدره على عزل التجاويف الميكروسكوبية
الحاصلة بين الحشوات التقليدية وأسطح الأسنان المجاورة، وذلك عن طريق
الاندماج مع مادة مكونات الأسنان الطبيعية والحشوة الكريستاليه في آن
واحد. وأهم ما في هذا الاختراع التمكن من اختراع مادة مشابه تماما في
تركيبها مكونات الأسنان الطبيعيه والأهم من ذلك أيضا التمكن من انصهارها
مع أجزاء السن السليمة. وهذا يعطي هذه الحشوة تميزا كبيرا عن بقية الحشوات
الأخرى وذلك لقدرتها على منع تسرب البكتيريا في مناطق التقاء الحشوة
التقليدية بسطح السن السليم المجاور للحشوة (Microleakage).