الدرس الثاني … علمتني الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

‎إستكمالاً لدروس الحياة ، تتحرك محبرة قلمي فيترصد الورق لتحركات وقع الحروف عليه ، وإن كانت أحرفي بمذاق البساطة ، ونكهة النضج ، نعم لقد نضجت أحرفي على أغصان شجرة الحياة ، فتكيفت معها وطاب لها أصل المنبت ، فقد إِتــَــخَــذتُ من لحائها ورق ليضم صغار أحرفي ومن جذعها إتخذت قلمي بلونه الأخضر المستمد من الكلوروفيل ، لتلقي الدفء والضوء على أحرفي …
‎أحرفي ..!!
‎لحظة لحظة ومابها أحرفي ؟
‎الجواب :
‎عندما تقترب الحروف من بعضها لغرض التشابك في سير الكتابة تصتدم ببعضها فيصدر عنها صوتاً رناناً قد يشاهد القارئ إصطفاف الحروف ولن يسمع صوت إصتدامها لذا سألفت الأنظار إلى أحرفي المتحدثة بصوت عالي عن قلوب جنح بها الظلام وأي ظلام ….!!!!

‎إنه ظلام لجانب أحمق نعم أحمق وبحرفٍ واثق في الخطى
‎لأنني لاأعلم هل هو ولد من رحم الظلام أصم أم أنه يستدعي الصمم …!!!

‎فهو لايتقبل الحديث المرتجى في تغير نظرته للحياة ، بات كئيباً ولتكتلات التجاعيد على محياه ذو إرتسام
‎فهو يعيش في معترك مع نفسه ، ومن صاحبه يستحق التمتمه الممتزجة بلطائف الدعاء : لطف الله بحالك ..!!

‎حتماً إن مرافقته ذو تأثير ، ترى من يرافقه ضائق ٌ تارة ، وتارة عَلّقَ دمعه على أهدابه ، وتارة يعيش بين ذبذبات التحطيم وموجات الحزن ..!!

‎إنه اليأس صاحب الرداء الأسودالمخيوط بخيوط القنوط
‎داء سام صامت ، يصيب الجسد بالوهن ، ويكسب القلب الألم ، فهو إن وَجَد في القلب مجرى إنسكاب ، منح من الآلام إنكساب ..

‎- جوانب مشرقة –
‎علمتني الحياة أن أنظر ذات صباح ، إلى شروق الشمس بأشعتها المخترقة لتكلات السحب المجتمعة ، وولادتها بعد ليل حالك مظلم أن يشق نور الأمل قلوبنا فيخترق غلاظة اليأس المظلم ، ويطعن خنجر الأمل كبد اليأس
‎حتى يقطعه أشلاء ..••••

‎ولما لا ..؟؟
‎لايستحيل ذالك ، فـــ أرائي مقرونة ، جل الإقتران بإراء محكمة مفصلة في كتاب أحكمت آياته من لدن حكيم خبير

‎وذالك تَجّلَى وتَحَلّى
‎في قصة إبراهيم عليه السلام ، في سورة الحجر ، عندما أتت وأقبلت الملائكة مبشرة له ، فكان رده عليه السلام :
‎(قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ) فردت عليه الملائكة ، برد خالطه ندى مبلل بالأمل الزاكي في قوله تعالى
‎( قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ )
‎هنا أتى اليقين من نبى الله إبراهيم عليه السلام
‎(قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ )

‎علمتـــني الحياة
‎أن لانستقصد لليأس سبيل ، مهما كانت مقاصده إلينا في أحداث الحياة
‎نعم …. وبحرف صادق في بوحه : علمتني الحياة الأمل

‎هي الحياة إن أشتدت كُربها
‎فإن الأمل برحمة الله خير دواء
‎أكواب الأمل ماأحلى شُربها
‎وعلقم اليأس المر للقلب داء

‎ويتجدد اللقاء بحول الله في درس جديد
‎لعله ينثر المفيد
‎

ختام الحديث:
اللهم صل على محمد وآل محمد

بقلمي الكلوروفيلي
بقلم / عيش يومك