" عندي حكاية " .. أثر القصص و قوتها في حياة الناس " عندي حكاية " .. أثر القصص و قوتها في حياة الناس
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB :: منتـديات مكتـــوب MAKTOOB :: منتـديات مكتـــوب الأدبيـة MAKTOOB ♖ :: القصص والروايات
صفحة 1 من اصل 1
" عندي حكاية " .. أثر القصص و قوتها في حياة الناس " عندي حكاية " .. أثر القصص و قوتها في حياة الناس
[size=48]" عندي حكاية " .. أثر القصص و قوتها في حياة الناس[/size]
"عندي حكاية" ..
أثر القصص و قوتها في حياة الناس
موسى سليمان
إذا كانت عبارة "لدي حلم" تقتنص على الفور وحي إلهامك ، فإن الكلمات الأشد أسرا لخيالك هي: "عندي حكاية". فحين يخبرنا شخص أن لديه قصة يرويها، ينصت له الجميع باهتمام.
يمكن للقصص أن تنقل عقولنا في الزمان والمكان إلى بيئات وعصور زمنية مختلفة. وقال فيليب بولمان ذات مرة: "أكثر ما نحتاج في العالم بعد الغذاء والمأوى والصحبة، هي القصة."
تعتبر القصة واحدة من أقوى الوسائل للحصول على تأييد الناس لأفكارك و آرائك. و القصة هي الأسلوب الأكثر سهولة لدينا كبشر على التواصل، والتحفيز، وجلب الفرح إلى القلوب.
و يقول الباحثون ان القصص تؤثر على العقل. و لذلك نجد منصات إعلامية كبرى في العالم مثل أحاديث "تيد" ، و زعماء العالم يستخدمون القصص في إيصال الأفكار للناس و التخاطب مع عقولهم لتشكيل الرأي العام و الوعي الجمعي. و حين يروون لنا القصص يوصلون لنا الأفكار والرسائل التي يريدون، و يقومون بتغذيتنا بالمعلومات، أو حث عقولنا للتفكير بطريقة معينة أو التوصل إلى استنتاجات معينة. ففي كل قصة هناك رسالة. و يمكن أن تكون تلك الرسالة حول قيمة أخلاقية، أو الترفيه، أو رواية خبر.
و لكي تحكي قصة جيدة، فإنه لا يكفي أن تروي أحداثها فقط لجمهورك. لا بد من بناء الحبكة الدرامية و التشويق لبناء قصة حيدة، وهذا يشمل دمج التفاصيل جيدا، و استخدام مهارات الكتابة ، وتنويع أحداث القصة و شخصياتها. و شيء من قبيل الفيلم الأمريكي المشهور: "الجيد و السيئ والقبيح".
و على سبيل المثال فإن إحتواء القصة على عناصر البناء ادرامي المختلفة تجعلها أفضل. فالمعاناة والبؤس تحرض المستمع على التعاطف. و رواية القصة في تسلسل زمني من الطفولة للكهولة يأسر القلوب. و قصة الحب تلهم العاطفة. و الكلام عن مؤامرة يرفع مستوى التوتر. و وجود الشائعات في القصة تزيد في توابلها الحارة. و الجريمة تسوق القصة جيدا. و وجود الانتقام والعقاب يجعلها أحلى. و ذكر المكافأة والتقدير فيه إرضاء للنفوس. و الوصول إلى السلطة والثروة ضربة معلم. و النهايات السعيدة سارة. و أن تحكي قصة فيها كل هذا المزيج الرائع في بناء قصصي متين و سرد جميل يجعل من قصتك أفضل قصة.
عندما نستمع إلى قصة فإنها تؤثر في مشاعرنا النفسية وأحاسيسنا الجسدية. ووفقا للباحثين فإن أجزاء معالجة اللغة في الدماغ تنشط، و معها تنشط كذلك كل المناطق الأخرى في الدماغ حينما نتدرج في رواية القصة و أحداثها.
فمثلا لو أخبرنا شخص عن كيف أن الطعام لذيذ، فإن ذلك يحفز شهوة الأكل. و إن كان يتحدث عن الرياضة فان ذلك يحفز الجزء المتعلق بالحركة. و القصة الجيدة يمكنها أن تغير واقع الشخص من خلال التأثير على فكره و تفاعله مع الحياة حتى يسهم ذلك في تغيير حياته كلها.
ولكن لماذا هذا التأثير القوي للقصص في حياتنا؟
القصة في أبسط شكل لها هي علاقة مباشرة بين السبب و النتيجة. وهكذا بالضبط طريقة تركيب أدمغتنا و كيف نفكر بعقولنا.
لذلك كلما نسمع قصة نحاول بطريقة لاشعورية ربطها بواحدة من تجاربنا الخاصة. و هذا هو السبب في تجاوب الاستعارة الشعورية بشكل قوي عند سماع القصص و مشاهده الأفلام مثلا. و عندما نندمج مع قصة جيدة نبدأ بالبحث عن تجارب مماثلة في أدمغتنا وتنشط هذه العملية دورا في الجزء الخلفي من الدماغ تسمى العازل. والعازل يساعدنا على مضاهاة نفس التجربة التي نسمعها أو نراها في الفيلم من الألم، أو الفرح، أو الاشمئزاز أو أي شعور آخر.
كما يخبرنا علماء الأنثروبولوجيا أيضا أن القصة مهمة للوجود البشري. فهي من أقدم و أهم وأقوى و أكثر وسائط نقل المعرفة الإنسانية شيوعا من مكان لآخر و من جيل لآخر. كما أنه يساهم في بناء العلاقات الإنسانية ما بين الراوي والمستمع و تسهم في التكيف الاجتماعي ،و البناء المعرفي من الطفولة للكهولة.
و كما أن الدماغ يكشف عن أنماط في الأشكال البصرية في الطبيعة مثل الوجه، أو الأشكال، مثل الزهرة ، أو في الصوت، فكذلك يكشف الدماغ الأنماط في المعلومات. و القصص نمط مألوف للدماغ كوسيلة استنباط للمعلومات، وفهم المعاني في النمط القصصي. و لذلك يلجأ الناس لاستخدام القصة لإيصال المعنى (كما في كتاب دليلة و دمنة لابن المقفع مثلا) أو لفهم عالمنا وتبادل هذا الفهم مع الآخرين. وتشبه القصة في ذلك المثال، إدراكنا اللحن المألوف أو النغمة المميزة وسط ضجيج الحياة من حولنا.
و ما من شك أن كل واحد منا يتذكر قصة من سنوات طفولته سمعها في محيط أسرته. أو تلك التي استمع إليها من الأصدقاء، و من المدرسة، أو من مكان العمل، و هلم جرا. و كل قصة تستحضر معها الذاكرة ذكريات مختلفة و تبعث الروح في أحاسيس متعددة، و تستجلب صور وأصوات من الماضي من حياتنا. و نتذكر مع كل قصة المباديء و القيم التي نشأنا عليها.
و للقصة قوة لا تضعف أو تتلاشى أبدا لا عبر الثقافات، و لا المسافات و لا فارق الزمن. بل تبقى القصة دائما أداة قوية للتعبير عن الرأي و تشكيله بالتواصل و ذلك من خلال تقديم المشورة أو الإنذار أو الإيحاء، أو التحفيز والتشجيع أو التثبيط. إن القصص هو صندوق الأدوات التي نستخدمها لتشكيل شخصية الإنسان وسلوكه.
و إذا ما استخدمت القصة بشكل صحيح فإنه يمكننا من خلالها بناء عقيدة جيدة و ثقافة مميزة في مكان العمل. لذلك استخدم القصة كأداة في إيصال فكرك كلما كان ذلك بوسعك
ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ
إنتبه !
نحن لانود اجباركم على الرد بأى وسيله كانت كاخفاء الروابط حتى يتم الرد اولا وغيرها
من الوسائل المهينة في نظري لشخصية العضو فلا تحبط من قام بتسخير نفسه لكتابة الموضوع ورفع محتوياته..
فلا تبخل وارفع من معناوياته ولن يكلفك مثلما تكلف هو بوضع ما يفيدك فقط اضغط على الرد السريع واكتب شكراً
وأنت المستفيد لأنك ستولد بداخله طاقه لخدمتك كل ما نريد هو ان تفيد وتستفيد بشكل أكثر تحضرا
وشكرا للجميع
مواضيع مماثلة
» دراسة حديثة تكشف دور سرد القصص ورواية الحكاية في تعزيز قيم التعاون
» بدي مساعدتكم عندي تقرير عن دور البيئة في بناء المنهج الحديث
» قصة فتاة أسمها عناء من أجمل القصص
» السلام عليكم ..عندي سؤال اتمنى منكم مساعدتي والاجابه عليه..
» مئات القصص لكبار الكتاب العالميين روابط مباشرة
» بدي مساعدتكم عندي تقرير عن دور البيئة في بناء المنهج الحديث
» قصة فتاة أسمها عناء من أجمل القصص
» السلام عليكم ..عندي سؤال اتمنى منكم مساعدتي والاجابه عليه..
» مئات القصص لكبار الكتاب العالميين روابط مباشرة
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB :: منتـديات مكتـــوب MAKTOOB :: منتـديات مكتـــوب الأدبيـة MAKTOOB ♖ :: القصص والروايات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى