رد: مدونتــــي البعض يحتاج الي قلب يبحث عن الحب

إذا - مدونتــــي البعض يحتاج الي قلب يبحث عن الحب - صفحة 7 350392446

لاتحضني ما تَبقّى مني ..
ارجوك..

فحروفي ..
تحتاج للدفيء ..
اكثر مني ..!

في عالمنا الإفتراضي هذا ..
نحن تماماً كالفراش الحائر ..!
نحوم حول ضوء شاشةٍ هادئ وانسيابى ومحبب للنفس ..
تجذبنا بعض الحروف والصور والاشخاص وربما الافكار ..
كمغناطيسٍ قوي من الصعب الخروج من مجاله ..

نتفاعل معه حتى أقصى درجةٍ ممكنه ..
وكأن قلوبنا مهيئه لتذوق تلك الوجبةِ الشهيةِ الغنيه ..
البعض يصمت والبعض يحتار والكثير الكثير يُذهل وينجرف خلف الشهوات..!

ولكن العاقل والمدرك حين يدخل الى هذا العالم ..
لا يفكر كثيرا بمن يوجد داخله..
لا ينظر الى زائريه او حتى الى اعضاءه..
فقط يبحث عن مكان يرتاح اليه..
يشرب فنجان قهوته بين ابوابه..
يتصفح المفيد منه ..
يبدي رأيه ..
ويفضفض وينثر ما عنده ..
ويخرج مبتسماً عافياً متعافى ..!

الانسان اجتماعي بطبعه ..
يكره ان يمارس حياته وحده..
يكره ان يسكن الى الاشياء وحده..
وتكون كل مشاعره مضطربة في انعزاله ووحدته..

وفي المقابل ..
لا يجب ان نُضخم علاقاتنا في هذا العالم الإفتراضي ..
يجب دائما ان نضعها في إطارها الصحيح..
كي لا نضحك بها على انفسنا..
وحتى على الاخرين..

فالمبالغة في المشاعر الافتراضية هي مخاطرة بحد ذاتها..
هي الغوص في المجهول..
وربما في الإنزلاقات..

والاهم..
هي حكاية احاسيس قد لا تحمد عُقباها..!

لقد خلقنا الله ووهبنا نعمة العقل والدين ..
ووهبنا الشكل العام والكيان العام..

ونحنُ من نتحكم بتفاصيلنا الصغيرة وطباعنا الخاص بالعقل الذي انعمه الله علينا ..

ولكي اكون انا ..
عليَّ ان انظر الى الاخرين على إنهم هم فقط..
علي ان لا اقلدهم ولا البس وجوههم و ملامحهم..
وان لا اصنع تفاصيل لي .. لكنها تخصهم..!

فقط ربما يكفي ان افرح انهم يملكون تفاصيل ارتاح اليها..
كتفاصيلي انا التي يرتاحون هم اليها..!

الامور الثابتة لا تتغير..
لا تموت الاحلام..
ولا تُقفل الطرقات..
ولا تتوقف الخطوات..
ولا يجف البحر..
ولا تصغر السماء..
ولا ينقلب شكل الارض..
ولا ينتهي الحب..

وحدنا نحن البشر من يتغير..
وحدنا من بيده اختيار النهايات التي نريدها..

فكما لكل شي بداية ايضا له نهاية..
لا يمكن للأشياء ان تستمر على نفس الوتيرة الى الابد..
وحدها الثوابت تبقى ثابتة..
اما باقي الامور فكلها تتغير ..

فكما هناك لقاء هناك فراق..
وكما هناك حب في القلب هناك صمت في القلب..
وكما هناك فرح هناك وجع..
لا يمكن للحياة ان تعطينا دائما كل الاشياء الايجابية..
ولن نشعر بقيمة الاشياء لو لم نشعر بخسارتنا لها فعلا..

احياناً نفتقد الى الضوء في داخلنا..
تعبث بنا الافكار السوداء وترافقنا حتى على أسرّتِنا..
وتضع رأسها قبلنا على وساداتنا..
تنتقل الى احلامنا..
تصنع لها لون واحد فقط هو اللون الاسود الاكثر عتمة من الليل المحيط بنا..

وكثيرا جدا ما نسقط في هذه الهوة السوداء التي تحاصرنا..
نسقط من علوٍ ولا ننظر الى مكان سقوطنا..
فلا تكون بنا القدرة على النظر ولا رغبة لنا على القيام والانتباه من عدم السقوط هذا ..!
ربما لأننا عندها نكون في ما يسمي مرحلة يأس ..!!

ولكن لاحقا .. وبعد مرور الوقت..
ربما يكون وقتا طويلا .. وربما قليلا..
يكون باب الامل من جديد بإنتظارنا..
فلا باب يُقفل الى الابد في وجه كائن بشري..
ولا باب ليس لديه مفتاح ..
حتى وان فّقد او كُسر هذا المفتاح ..
حتماً سنصنع مفتاحاً أخر ليبقى باب الأمل مفتوحاً ..!!

فكل ابواب الحياة لديها مفاتيح..
علينا فقط ان نبحث جيدا عن المفتاح المناسب..
كي نخرج من احساس الى اخر..
ولو كانت احاسيس متناقضة ..كاليأس والأمل..!