... و بعدَ سنةٍ تقريبًا من البعدِ بيننا ، لم نبتعد لخصامٍ و لا لشيءٍ آخر .. كانت الحياةُ هي من أجبرتها على الابتعاد عن رجلٍ كانت تراهُ و لا تزالُ تراهُ كلّ شيء .. في لحظةٍ كنت فيها مع صديقي احتسي كوبا من الشاي في مدينةٍ مجاورةٍ لمدينتنا ... و فجأةً استدرت برأسي و إذ بي أرى فتاةً تنظُـرُ إلي بنظراتٍ ليست بعاديّة ابدا .. نظراتٌ تحملُ بداخلها شيئا جعل قلبي ينبُضُ من أول نظرةٌ نظرتها في عينيها ... لقد كانت جميلةً جدا و عيناها تبعثُ إليّ بلغةِ الحب ( لقد اشتقتُ إليكَ كثيرا يا ديبر ) .. كانت عيناها الخضراوتان تنادي الأبدية من أعماقي ، كانت كميةُ الاشتياقِ التي يحملها كلّ منا للآخر تجعل كلّ المكان يعجُّ بالحركة .. إنها طاقة الحبّ يا ديبر .. و دون أيّما تفكير منها ، أتجهت نحوي مباشرةً ، و لأنني غيورٌ لدرجةٍ لا تُصدّق لمستُ صديقي على كتفه و قلت له ( هيا استدر لا تنظر إليها ) ... فضحك و استدار .. و بدأت تتحدثُ معي بقلبها و الاشتياق يناديني من عينيها .. قالت لي كلمةً واحدة و سكتت .. ( اشتقتُ اليك ؟ ) و انهمرت بالبكاء ....

 تنادي الأبدية من أعماقي  Ok4ELSjtWU8mWqm76HfscBX12aFZveuvCEiP2YckkGL57v5rUd-yETNwld_zpFCd0sXux2NmX4Al=s721-c-fcrop64=1,00000000dee0ffff-nd-v1