من رواية اللاوجود ⚠ :
« كانتِ الحياةُ بالنسبةِ إليهِ في تلكَ الليلةِ نقطةَ تحولٍ عشوائي للحياةِ بأكملِها... لقد كانَ نائمًا حينها دافيد ، كان المنامُ يقلّبُهُ على السرير كيفما شاء ، فمن كثرةِ بشاعة ذلك المنامِ حتى الجوربُ الأيمن قد نُزعَ من قدمه من كثرةِ التقلّـب ، و الوسادة قد ابتُلّت بلعابهِ من كثرةِ التأوُّه .. ثمّ إن في غضونِ ساعاتٍ كثيرة من الزمن اللاماديّ ( ذلك الذي عاشهُ دافيد في الحلم ) و الذي لا يساوي سوى بضعُ ثوانٍ من هذا الزمن .. كان دافيد قد تكلمَ لغةً اخرى تماما .. كان يردد بلهفةٍ و هو يتصببُ عرقًا على ذلك السرير ( Neden ayrıldın ) باللغة التركية التي لم يتكلّمها من قبل .. ( نيدان آيرُلدن ) و تعني بلغته ( لماذا رحلــتِ ؟ ) ... لقد كان يتشاجرُ مع الحلمِ شجارًا رهيبا .. كانت ملامحهُ و تصرفاته اثناء التقلب توحي برغبتِهِ في السّفـر .. لا يمكنُ لإنسانٍ أبدا أن يعلمَ تفاصيل ما عاشهُ في الزمن اللاماديّ في تلك الثواني المعدودة .. لكنّ الوسادة كان عليها أثرُ اقترابِ سفرهِ للالتقاء بها على حينِ غفلةٍ منها .. اااه يا دافيد من شيءٍ اسمهُ الحبّ .. من شيءٍ اسمهُ دوليَــا ! كانتِ الحياةُ بالنسبةِ إليهِ في تلكَ الليلةِ نقطةَ تحولٍ  RBxa7jaohCqSPyCCTV5WY5lx0R5JVpTE2F6IsU-pcnN4yEIJhvq4mF-lEfF2ouhyoK1ztCfmOIcI4g=s564-c-fcrop64=1,0000264dffffdfea-nd-v1