الأنثى الانتظار ..

الأنثى الانتظار ..

التي
ترى القمر حبيبها
الصدأ الجميل الذي يأكل نحاسها
ظلها الذي لا يفارقها

الشجرة التي
صارت أغصانها الدروب المتشابكة
المظلة
الأنثى الراقصة

السمكة التي
تنتظر الشبكة

الشروق الذي
يسقط متأخرا على ملامحها

المغيب الذي
يبتعد

الأصابع الصغير التي
تسبق بخطوات أقدامها

أحمل مظلتي
لينهمر المطر
عليّ

يلفني
هلال

طائري الصغير
تشدّه نداءات الهجرة المسائية
فيرحل في أول الصباح

الموج
يقف على آثار أقدامي العارية
ويتراجع

سكبت من فضتي
في أوعيتي النحاسية
نسرا وسلسلة
صنعت قلادتي

أطلقت إلى السماء
أوراق وردتي

يصير عتم الليل الطويل
مكحلتي

ارتدي ثوبي الأبيض

أقفز على بعضي

أرسم على الموج
سفينتي

أفتح ذراعي للمطر

أحتضن البحر

أضم غابة صنوبر

أنحني على ظلي

اخبي بالحرير عيني
وامشي

يلفني شال الخريف
ويشعل الغروب البارد شعري

وضعت رسالتي في زجاجة ورميتها على الشط

ابحث في المياه المالحة
عن سكر

ينقسم إلى حبيبين ظلّي الأخضر

طرّزت
شبكتي
من خيوط انتظار
ورميتها
حملتي فراشات النهار
إليها

ترافقني
مظلتي الحمراء

أسير على رؤوس أصابعي
في المساء

أنظر بحيرة

اسكب على أوراق الأزهار البيضاء
رحيق نبيذي

أمسك بأصابعي الرخامية
الريح الشتائية

تصير لون عيوني
الغيوم الداكنة الماطرة المتعجلة البنّية

يتدلى مني المفتاح

تنمو على خدي وردة
تذوب قبيل الصباح

انفخ فقاعات النوم
تحتضنني
تلفني
تطوقني
تأسرني

أنا سنبلة الغروب
الوردة المتفتحة الندية
زهرة الليلة المضيئة
الفراشة بألوان طاووس
صاحبة العيون السوداء والفيروزية

الأنثى
التي
تنام في دائرة الأنا المخضلة بلهفة اللقاء الأبدية

يخرج وجهي من الماء
ليقبلني

ينمو في بحيرات أثوابي
البجع

يغسلني الماء الشفاف المُتلهف
أتوجع

تنمو أجنحتي
تمتد
تتلون
انطلق

أشعل قناديل الليل

ارتدي الأزرق

لا يزال ذهب الخريف
على بعض أغصاني

أبكي حمام

أنام على ساعاتي

اكتب على كفّيا

انظر
انتظر

تحمّر خجلا مظلتي
التي
تخبيني
وقبلتي الخرافية

يخرج قلبي
من صدري

أغفو على ضفة بحيرة

أنام على صخرة

تصير نظراتي ضبابية

خلعت عني طيوري

أهمس أحلامي الوردية
في أذن عصفوري

أبحر
بمظلتي
بين أمواج ليلي

تخرج من جسدي
نوافير الماء

أنثى الانتظار
التي
يغمرها المساء
لوحدها
تبحث عن قصيدة
لتحتضنها


30/10/2012

زياد هواش