تربية الطفل في الأسر الممتدة و الأسر المحدودة
في ظل التطورات في العقود الأخيرة من العصر الحالي ، وتضاؤل دور الأسرة المستمر في تربية الطفل لصالح المؤسسات الإجتماعية الحديثة ، ظلت الأسرة محتفظة بدورها في تكوين سلوك و بعض قدرات الطفل في مرحلة الطفولة الأولى ، بل و يمتد ذلك لمختلف مراحل نموه ، فهي تحدد للطفل عدة مفاهيم (( استقلاليته _ مفهومه لذاته _ وضوح أهدافه ...)) و تساعده على تحقيقها .
تعاقب على مر التاريخ نوعان من الأسر :
1 _ الأسر الممتدة قديما .
2 _ الأسرة المحدودة (( النووية )) حديثا.
تتألف الأسرة النووية من الأب و الأم و الأبناء و أحيانا الجد و الجدة .
أما الأسرة الممتدة فتضم إضافة لذلك العم و العمة و أبنائهم و ربما الخال و الخالة و أبنائهم ، و قد يصل عدد أفراد هذه الأسر إلى خمسين شخص أو أكثر أو أقل .
أشارت عدة دراسات عربية إلى أن أحد الاسباب الرئيسية لانهيار بنية و كيان المجتمع العربي هو تحول هذا المجتمع من نمط الأسرة الممتدة إلى نمط الأسرة المحدودة ، ففي عهد تلك الأسر الممتدة كان الجد أو العم يحلان مكان الأب حال غيابه في رعاية الطفل ، كذلك كانت تفعل الجدة و الخالة ، إذ أنهم كانوا يحافظون على النمو النفسي و الجسدي للطفل و رعايته في مختلف مراحل نموه ، و توجيهه إجتماعيا بما يحقق تكيفه السليم مع المجتمع المحيط ، والعمل على وقايته طفلا ثم مراهقا من الإنحراف و سلوك الطريق الشاذ ، و إرشاده لسلوك طريق النجاح و المستقبل الواعد ....إلخ
فإذا علمنا أن مسؤولية الأسرة (( محدودة و ممتدة )) هي :
1 - إعداد الطفل صحيا و جسديا بما يكفل استمرار قدرته على تحقيق و تلبية حاجاته البيولوجية في مختلف مراحل حياته .
2 - بناء الطفل نفسيا ليمتلك القدرة على فهم ذاته و يستطيع تحديد مشكلاته و يعمل على حلها بشكل سليم .
3 - إعداد الطفل إجتماعيا وفق قيم و معايير و أعراف المجتمع ، بما يمكنه من التفاعل السليم مع المجتمع و الإندماج فيه .
4 - تزويد الطفل بالمعارف و الخبرات التي تمكنه منفهم دوره الحالي و المستقبيل في المجتمع .
في ضوء ذلك أي أسرة تمتلك قدرة أكبر على تربية الطفل و تحقيق الإعتبارات السابقة ؟
منقول