رد: خربشات

ما كنتُ قادرة حين رأيتُ الغروب
على الإمساكِ بطيفك ..

كم كان لقائي به جديراً ..
بأن يعيدنا إلى المنحنى الأول

لكني مع ذلك كله ..
عبرتُ تلك الزوبعات ..
التي أفضت بي ..
إلى هذهِ الأحلام

يكفيني أن يبقى منك ..
ما يستفز قلمي ..
و يمسح غبار الذاكرة ..
لأكتب حضارتك وحضورك المندثر

و هأنا أحتفي ..
بتلك الشمس التي انطفأت ..
و طيفك عالق بين الغيوم .

يخز العين ماغير إثنين
حينما تتزاحم الصفوف
وتتعانق الكفوف
تتفاخر الحروف
في ميدان الألوف
تلك الصور الخيالية
ارتسمت على أرض الواقع هنا
أنت وأنا
صراع بلا ملامح
ننسج من الخيال أمال
ومن الليل أحلام وأغلال
يلفنا الليل بردائه الذي مزقته السنين
تحاصرنا أشباح من الماضي
وشموعا من المستقبل
حاضرنا يترنح بين أمل والم
تسامرنا الذكريات
تبتسم حينا وتعبس أحيانا
حاولت كثيرا التخلص منها
لكنها كالسحر المغربي
يصعب الخلاص منه
أمضي ليلي في زنزانة أفكاري
أنتظر زيارتك
لكن لا بوادر لفرج قريب
يبدو أن القدر قد أحكم أحكامه علي
أصبحت الأيام سيان
لا فرق بين ليل ونهار
كلانا يعاني من تصحر مشاعره
وليس ذلك بمستغرب
فبئتنا صحراوية
وقد إقتبسنا بعضا من طباعها
لا ظل ولا ماء
أنا وأنت
تطبعنا بطباع صحارينا
التي تنتظر الوسمي من عام لعام
وها نحن وقوف
ننتظر الوسمي في صفوف
يخز العين ماغير إثنين
أنت وأنا
وأنا وأنت

لا تكذبي
عيناك اصدق إنباء من الكلم
على شاشتيهما مشهد واقعي
لما تكابري
الحقيقة كالشمس لا يحجبها غربال
في داخلك رغبات وأحلام
قابعة في زنازين كتمانك
لما تكابري
إذا تؤلمك الحقيقة
الكتمان أشد ايلاما
اطلقي مشاعرك من قيود الخوف
دعي حرفك يغرد على أغصان الورد
أرقصي على معازف الحقيقة
تبسمي لأزهار الربيع
هشي اليك بجذع السعادة
تساقط عليك عطرا نديا
اغسلي فؤادك من أدران الألم
تعلقي بحبال الأمل
وهناك في أخر نفق الحياة
ستجدي صومعة راهب الجمال ينتظرك
ارفعي نقاب الخوف عن وجه الحقيقة
إني بشوق لرؤية إشراق صبح وجهك
لا تحجبه بسواتر العادات البغيضة
إن الحياة ممر ولحظات الهناء فيها نادرة وقصيرة
لا تنتظري قطار المجهول
فقد لا يأتي
امتطي صهوة الموجود
الدنيا فرص فلا تضيعي الفرصة الحاضرة
إرمي حقائب الألم في النهر
وتعالي بحقيبة الفرح مهما كانت صغيرة
إني أنتظرك
تحرري ولا تأخري
ولا مفر من الحقيقة
لا مفر من الحقيقة
لا مفر من الحقيقة

لو فيها خير ماعافها الطير
المثل يطلق على كل ما ينعاف
مثل:
حينما تسقط الثمار على التراب
تجمع كعلف للحيوان
كذلك الحلوى وأمثالها
تلك الأشياء وغيرها من الطيبات
حينما تصير غير صالحة
تذكرني بزهرة ظنيتها وردة
سابقت الرياح اليها قبل أن تغنم بشذاها
لكنها خيبت ظني بها
وبانت على حقيقتها
إنها حنظلة
لاريح لها وطعمها مر
حاولت اغير جيناتها
علها تحلو طعما وريحا
او احدهما على الأقل
لكن الطبع يغلب التطبع
والاصل غلاب
هي لا تدرك أن ذلك ينفر عنها الكائنات
وقد يكون ذلك سبب بقائها
فلو كانت حلوة ربما انقرضت
قد يقول البعض أن بها دواء وهي فيها شفاء
لا أنكر ذلك فالله لم يخلق شيئا عبثا
فإن كان مايقولون صحيحا
فلا يقترب منها إلا من به علة
وأنا بحمد ربي صحيح معافى
انا بخير وفي خير
وتركتها مثلما تركها الطير
فمن كان به علة فليجرب دواءها
فقد يشفى وقد يفنى
فكم من صحيح مات من غير علة
وكم من سقيم عاش ردحا من الدهر