منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB

التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 170548925725661


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB

التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 170548925725661
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين)

3 مشترك

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

اذهب الى الأسفل

التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 Empty رد: التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين)

مُساهمة من طرف أشـــــــواق الثلاثاء أبريل 08, 2008 10:56 am

وكانت حقاً مهزلة القدر أن يعتبر نيكسون، وهو أقدر رئيس أمريكي بعد مونرو، وهو بشجاعته أنهى مهزلة فيثنام، مهزلة أن يعتبر متسبباً في تراجع أمريكا ابتداء بعقدة فيثنام، وانتهاء بفضيحة ووترغيت، أصاب صانعي القرار بمرض وبيل: الشعور بالإحباط والهزيمة وفقدان للثقة بعدم القدرة على اتخاذ قرارات صعبة.
والرئيس كارتر وإن قدم للسياسة الأمريكية (نجاح) كمب ديفيد، وسلخ مصر عن المعسكر العربي، بيد أنه في نظر بعض صقور السياسة الأمريكية اعتبر متراجعاً ومتخاذلاً وغير ممسك بمفردات الموقف، في القضية الإيرانية ، ومفاد الأمر أن وجهتا نظر كانتا تتصارعان في أروقة القرار الأمريكي: الأولى تنص على إنقاذ نظام الشاه، وفي طيات هذا القرار إرغامة القيام بإصلاحات وبالسماح لليبراليين وبرلمانيين بدور أكبر في الحياة السياسية الإيرانية، ووجهة النظر الثانية تقول أن متغيرات الموقف في وسط آسيا تنبأ باحتمالات تدهور الموقف، ويومها كان السوفيات في أفغانستان، وقد بدا أنهم على مرمى حجر من المياه الدافئة، ذلك الحلم الروسي الكبير والقديم.
الرئيس جيمي كارتر توصل لقناعة أن أفضل سد أمام الشيوعية الزاحفة هو إطلاق العنان لتيار التطرف الديني، وبهذا المعنى سعت الأجهزة الأمريكية لتنصيب البابا الحالي البولوني على رأس الفاتيكان، وكانت الأزمة البولونية في ذروتها ! وكانت الكنيسة البولونية الكاثوليكية اللاعب الرئيسي في مناهضة النظام البولوني الشيوعي.
وحركة أخرى .....
سعت الولايات المتحدة لمنح القس ديزموند توتو (من جنوب أفريقيا) جائزة نوبل للسلام وأن تخلق منه شخصية دولية كبيرة، وكان النظام العنصري الجنوب إفريقي يترنح ويكاد يسقط إعياء بعد أن فشلت كافة المحاولات الطبية التجميلية لإنقاذه، فقد كان سائراً صوب حتفه لا محالة، وكان هم أمريكا ينصبُّ على إبعاد احتمال وصول نيلسون مانديلا الشيوعي ونائبه تومبيكي الدارس في كلية القادة الشيوعيين في موسكو !
ويكتب نيكسون في مؤلفه الممتاز: "هكذا فقدنا السلام" ، أن تشجيع التيارات الدينية هو خير معين لنا للوقوف في وجه الشيوعية ، وأراء نيكسون ليست عشوائية، أو بالأحرى ليست بعيدة عن خنادق صناع القرارات الاستراتيجية الأمريكية.
ولكن الرئيس الأمريكي كان يعاني ضعفاً في استيعاب البراغماتية، تردد، وتلك من سماته، وتعالت شكاوى القادة الاستخباريون بالدرجة الرئيسية ثم العسكريون والدبلوماسيون، وبدا وكأن رأس القرار الأمريكي لا يدرك أي القرارات هي الأصوب.
كان بقاء الشاه ونظامه كما هو، وكان الشاه يسخر بغباء من أي فكرة إصلاح معولاً على جهاز الأمن الإيراني السافاك وقطعات النخبة في الجيش الإيراني لقمع الحركة الشعبية ، وتناهى إلى سمع المخابرات الأمريكية أن قادة الانتفاضة التي تطورت إلى ثورة، هم الشيوعيون الإيرانيون(تودة) ونقابات العمال وحركات يسارية ، وبدا أن رعب أفغانستان على الأبواب، وكان ذلك كافياً لأن يفقد صانعو القرار الأمريكي رشدهم، أو قل بدقة أكبر أن يبدو عليهم التردد والارتباك والحيرة بين خيارات عديدة:
الأول: إقناع أو أرغام الشاه على القيام بإصلاحات كبيرة ، منها على سبيل المثال لا الحصر الإتيان بالقائد الإصلاحي الكبير د. شاهبور بختيار كرئيس للوزراء ، وإدخال طواقم من الليبراليين في أجهزة الحكم.
الثاني: القبول بمقترحات العسكريين الإيرانيين من قادة الجيش والاستخبارات على التدخل وبسرعة قبل فوات الأوان، بإبعاد الشاه مؤقتاً، وإقامة نظام عسكري، يعيد للدولة الاستقرار ، ويقمع حركات المعارضة، وكان التيار الديني لما يزل الأصغر فيها.
الثالث: وهو خيار كان ينمو كلما تأخر القرار الأمريكي الحاسم ، والأمريكان فهموها، كما هي مكتوبة في الخطط المقدمة لقادة القرار على الورق ، بدون أحاسيس وإدراك لنكهة الأشياء والمكونات، والبدء بالخيارات حسب التسلسل والأفضلية ، ولكنهم عندما قرروا الانتقال إلى الخيار الثاني كان الوقت قد تأخر، والقائد العسكري الأمريكي الموفد لمتابعة الأزمة والذي افتتح مقره في السفارة الأمريكية بطهران، جاء من بروكسل ، وهو ضابط في سلاح الطيران لا يمتلك خبرة استخبارية أو سياسية عميقة، والقصر الأبيض لا يمتلك القدرة على الإجابة على الأسئلة الحاسمة، والوقت يمضي ...!
ما لبث أن قادة الجيش الإيراني بدءوا يترددون حيال هيجان الجماهير ، وهنا نزل التيار الديني والملالي ليقودوا الأغلبية الصامتة، وهي أغلبية غير مسيسة، يسهل انقيادها من قبل الملالي، وكانت التطورات في الميدان سريعة الإيقاع حافلة بالمتغيرات، مقابل حيرة، وتردد، وارتباك وفقدان الرأس القائد التاريخي لمرحلة بدت أنها تاريخية بكل المقاييس في إيران، ومؤشرات تدل على أن عرش الطاووس يواجه مشاكل جدية.
كانت هناك أوساط أمريكية تروج لفكرة مفادها: أي حل يبعد شبح الشيوعية والنموذج الأفغاني له الأولوية، ويقع على رأس جدول الاهتمامات ، والنظام العسكري قد يكون فاسداً وديكتاتورياً فيشعل نيران ثورة أكثر تطرفاً.
هكذا حسم مصير النظام الملكي الشاهنشاهي في أروقة القصر الأبيض والمخابرات الأمريكية.
دعوا النظام يسقط ....
هكذا كانت تعليمات القصر الأبيض، أتركوه لمصيره، مع ما ينطوي عليه هذا القرار من مجازفة، فقد بدا أنه كل ما يمكن اتخاذه في تلك المرحلة، وهكذا جاء الخميني إلى طهران على متن طائرة فرنسية تحف به طائرات حربية أمريكية استقبلت الطائرة بعد دخولها المجال الجوي التركي وأوصلتها إلى مطار طهران بقرار صادر من أرفع المستويات، فقد كانت الدوائر الاستخبارية تخشى أن تقلع طائرة إيرانية موالية للشاه أو للقادة العسكريين الإيرانيين، أو حتى طيار إيراني يجمح به خياله أن يغير مسار التاريخ بإسقاط طائرة الخميني!
والخميني الشيخ الطاعن في السن، كان قد عانى من الإبعاد مراراً، وعانى مرارة المهجر، تواقاً إلى تفجير ثورة الحقد الذي يعتمل في قلبه، فأوقع مجازر طهران ابتدأها بأنصار النظام السابق، ثم بالأقليات التي قدرت أنها ستنال حقوقها، أو جزء من حقوقها، ولكنها نالت رصاص المجازر والشنق على أعمدة الكهرباء ، ولم ينته الميل لسفك الدماء، إذ امتدت إلى المشاركين بالثورة، فأرغموا رجلاً قضى معظم حياته في سجون الشاه هو نورالدين كيانوري السكرتير العام للحزب الشيوعي الإيراني، وهو حزب لم يكف عن خوض النضال دون هوادة ضد نظام الشاه، فقدم مئات وربما ألوف الضحايا من مناضليه، أرغموه على الظهور على شاشات التلفاز والاعتراف بالتجسس ! ولم تتوقف مسيرة المجازر، فامتدت إلى حلفاء الثورة، والمشاركين في الحرب ضد العراق: حركة مجاهدي خلق.
الخميني لم ينس أن يضرب عصفورين بحجر: من جهة أن يساهم في إفشال سعي الرئيس كارتر لرئاسة ثانية، ومن جهة أخرى أن يرد التحية بالشكر والعرفان لصقور القرار الاستراتيجي الأمريكي، بإزاحة كارتر الحمامة، فنحن بحاجة لصقر غاشم لا يجيد التفكير، وأن يكون بحجم ليس أقل من رونالد ريغان !
وهكذا قضي الأمر..
وزاد بالطين بله فشل غير مفهوم لعملية عسكرية مسرحية في صحراء لوط بإيران لإنقاذ رهائن السفارة، إن دلت على شيء، فهي تدل على سوء تخطيط وارتجال وارتباك، كأن جهة ما لم تكن قد حسمت أمرها بعزم ... أو كأن هناك من لم يكن يريد للعملية أن تنجح فحجبوا عنها أسباب النجاح، وبفشل العملية، هبطت معه شعبية كارتر إلى الحضيض، وأضحت رئاسته مسألة أيام ، حسمت بهزيمته في الانتخابات لصالح رونالد ريغن.
ورونالد ريغن، ممثل سينما مغمور، لكنه يقال كان إلى جانب ضعف في قدراته بصفة عامة، كان لطيفاً ولماحاً، محباً للنكتة وميالاً إلى مجالسة الفنانين من أصدقائه، خصال حملته إلى منصب حاكم ولاية كاليفورنيا، ولاية السينما (ويتولاها الآن أرنولد شفارتسنيجر وهو ممثل سينمائي أيضاً) ولكن هذا الرئيس اللطيف تولى معالجة ملف خطير ، رعاه الصقور في الإدارة والمخابرات يتلخص: إعادة الثقة وإزالة عقدة فيتنام، ولم يكن أمامهم من سبيل سوى إطلاق عملية سباق التسلح إلى مدياتها الجنونية والمرعبة في آن واحد، وكان هذا يخدم سياستين في آن واحد:
الأولى: خدمة احتكارات صنع السلاح، وهي احتكارات عملاقة تمسك بمفاصل الصناعة والاقتصاد الأمريكي، بل ليس من الصدفة أن تتركز هذه الصناعات في ولاية السينما، كاليفورنيا التي حملت ريغن إلى القصر الأبيض.
الثانية: وهو الهدف الاستراتيجي، ويتمثل بإنهاك الاتحاد السوفيتي اقتصاديا وعسكرياً في آن واحد ، وكانت نفقات التسلح تلتهم الزيادات في الدخل القومي للاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية، ولا تبقي شيئاً يذكر للتراكم في اقتصادياتها ، وهو أمر كان من العسير أن يحتمله الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي ، ولعلها مفارقة أخرى أن تسقط قوة عظمى عملاقة، ولكن ليس في ميادين القتال، بل على جبهة العجز الاقتصادي، وكان ذلك من النتائج المباشرة لسباق التسلح، أما مشروع حرب النجوم فكانت بمثابة رصاصة الرحمة على النظام الدولي القديم.
الخميني قدم هذه الخدمة العظيمة لريغان، أما ضجيج الفرس فلا يغش سوى السذج بأن الحرب العراقية/ الإيرانية هي من تصميم وتنفيذ الأمريكان، ولو كان الأمر كذلك لما استغرقت 8 سنوات كاملة ، ولكن الأمريكان كانوا مسرورين بالحرب ، فالحرب تطحن أعداء لهم في العراق يودون تحجيمه، وأصدقاءهم الجدد في إيران، وكان الواجب المسند لهم هو مداعبة خاصرة الاتحاد السوفيتي الرخوة، وليس تصدير الثورات، ولكنهم مع ذلك، لم يكونوا ليقبلوا بهزيمتهم، فكانوا يبيعون لهم السلاح سراً أو عبر دول أخرى، أو عبر تجار السلاح.
وكانت نشرات مراكز الأبحاث السياسية والاستراتيجية (منها نشرة الدراسات الاستراتيجية الصادرة في لندن) قد رصدت مبيعات طائرات فانتوم، وهي الطائرة الرئيسية في السلاح الجوي الإيراني، من دول عديدة منها هولندة، وعبر مكاتب تجارة السلاح في لندن ، هذا عدا صفقة السلاح الكبيرة إيران ـ كونترا وهي تجارة قذرة ساهم فيها الإيرانيون بجدارة، سيذكرها لهم التاريخ، وكذلك الزيارات السرية والعلنية لمسئولين في الإدارة الأمريكية لطهران، برفقة صفقات أسلحة ذات طبيعة حساسة.
يحلو للإيرانيين الادعاء بأن الأمريكان ساعدوا العراقيين في استعادة شبه جزيرة الفاو، والأمر ليس بحاجة لمساعدات استخبارية، فالعراق كان مصمماً على استعادتها، مهما كلف من تضحيات، ولكن من قدم الصور الجوية (الأقمار الفضائية) للإيرانيين ودلهم على الثغرات في جبهة الفاو ؟ حيث فعلها الأمريكان تماماً عندما قدموا هذه المعلومات للكيان الصهيوني في ثغرة الدفرسوار ! وكان الجيش العراقي يقاتل بأسلحة سوفيتية، فيما كان الإيرانيون حتى نهاية الحرب يقاتلون بأسلحة أمريكية، ولله في خلقه شؤون !
ولم يكن الأمريكان قد اهتدوا إلى ما يمكن أن يؤديه قادة بلاد فارس إلا بعد انقضاء مرحلة الاتحاد السوفيتي، وحلت مرحلة إسناد الدور الجديد ليلعبوا بدور مخلب القط أو ملقط النار، فمن يستطيع أن يلعب دور قنبلة الدخان سوى نظام غير نظام الملالي .. يتبعون من مذهب التقية، براغماتية الشرق، فلا يدعك تعرف الشيطان الرجيم من ملائكة الرحمة ..
أما صفحة العلاقات مع الكيان الصهيوني، وذلك تناقض ما زال يغشى عدد من طيبي القلب وأصحاب النوايا الحسنة، وربما من القابضين رشوة على موقفهم، وما علينا سوى إنارة الطريق:
سادساً : مقاييس ملائية :
قال تعالى " فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه " ( 77 ـ التوبة) من هو المنافق في الإسلام ؟
أربع من كن فيه كان منافقاً، أو من كانت فيه خصلة من أربعة، كانت فيه خصلة النفاق حتى يدعها:


    <LI class=MsoNormal dir=rtl style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN-LEFT: 0cm; DIRECTION: rtl; MARGIN-RIGHT: 36pt; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; mso-list: l1 level1 lfo2; tab-stops: list 36.0pt">
    إذا حدث كذب ...

    <LI class=MsoNormal dir=rtl style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN-LEFT: 0cm; DIRECTION: rtl; MARGIN-RIGHT: 36pt; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; mso-list: l1 level1 lfo2; tab-stops: list 36.0pt">
    وإذا وعد أخلف ...

    <LI class=MsoNormal dir=rtl style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN-LEFT: 0cm; DIRECTION: rtl; MARGIN-RIGHT: 36pt; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; mso-list: l1 level1 lfo2; tab-stops: list 36.0pt">
    وإذا عاهد غدر ...

  • وإذا خاصم فجر ...
ترى أي من هذه الخصال الأربع غير متوفرة بالفرس المعادين للعرب والإسلام ؟
أم ترى هناك فرساً غير الكارهين للعرب ، نعم هناك فرس آمنوا بالإسلام بصدق ويحسنون إسلامهم ويتخلقون بأخلاق الإسلام، لكن لا صوت لهم، فالتيار الصفوي يهيمن على المؤسسة الدينية والسياسية معاً، يتميز بالشراسة، وبالبغض والكراهية، وهي صفات تسحب صاحبها إلى منحدرات ومهاوي البخل والجبن، يبطن أكثر مما يظهر، يتردد في عمل الخير ألف مرة، ولا يتردد ولا مرة في إتيان الشر.
يقود الغل والتطرف والحقد إلى مواقع ومواقف، يعمي الحقد تبيان ظلامها، والجبن إلى الاستعانة حتى بالشياطين، والبغض إلى قبول حراماً يحلل الكراهية والتطرف قبوله، وقد مارست مثل هذه السياسات على مدى تاريخهم، القديم والوسيط والحديث.
بيد أننا حيال قضية لا تزال أستارا واهية تحجب الحقائق عن الرؤية الواضحة الجلية ، وإذا كنا في إطار استبيان وتحليل اتجاهات السياسة الإيرانية، فنحن مضطرون للاستعانة بالأدلة العقلية والمادية للتوصل ما نجزم عليه ، فحتى إلى ما قبل أعوام قليلة كان الوصول إلى إلقاء الأضواء على الحلف الغير معلن: واشنطن ـ تل أبيب ـ طهران .
أعتقد بعض سامعينا أننا نعزف على آلات الطائفية المقيتة، ولكن يشفع لنا أننا لا نعير هذا الجانب اهتماماً ولو بفلس واحد ! بل نحن نقبل في صفوفنا مناضلين من أديان من غير الإسلام، وحتى يزيديون وصابئة إلى جانب مسيحيين، نحن نعتز بديننا كله، وبشعبنا كله وبمكوناتنا كلها ، إذن فلسنا نحن من يتهم بالطائفية، والواقع الموضوعي يشهد أن بلاد العرب والإسلام كان ملجاً لكل مضطهد في دينه وقوميته.
ترى ما الذي دفع الإيرانيين إلى هذا الحلف القذر ؟
هناك مرتكزات أخلاقية ونفسية واجتماعية، ثم هناك المصالح السياسية الاستراتيجية ، وهذه المرتكزات برأينا لا ينبغي أن تدفع الإيرانيين إلى إقامة هذا الحلف، بل إن مصلحة إيران هو في عمل كل ما من شأنه على التقارب مع الأقطار العربية وصولاً إلى أفضل العلاقات على كافة الصعد، هذا إن شئنا قراءة موضوعية بعيدة عن العواطف، بل على أساس الأدلة المادية والعقلية ، ولكن كيف والقيادات الإيرانية محكومة بعقدة رهيبة لا يجدون وسيلة للتخلص منها وهي كره العرب والإسلام، عقدة وظفوا من أجلها كافة طاقاتهم وجماع نفسهم في توليفة نادرة وتشابك غريب من لقاء المرتكزات الأخلاقية والنفسية الاجتماعية والمصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.
لقد أوضحنا بما لا يقبل اللبس والالتباس، جذر العلاقة الأمريكية الإيرانية منذ عهد الشاه، وآيات الله، ربما تتعرض للشكوك، ربما يعتبر أحد الأطراف الطرف الآخر مقصراً، وهذا أمر جائز ووارد في العلاقات بين الحلفاء، فحتى الولايات المتحدة تشكو إحراج الكيان الصهيوني لها أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، إحراجاً كلفها حتى الآن عشرات المرات من اللجوء إلى حق النقض الفيتو، وتعاتبها علناً عتاباً لطيفاً مهذباً، ولكن الصهاينة يجيدون لعبة التابع، ودلال الحليف من غير موقع التكافؤ، ولديهم خبرة طويلة في هذا المجال تمتد منذ تأسيس دويلتهم اللقيطة، بل وحتى قبلها، ويرتبط وجود كيانهم بإجادة لعب هذا الدور، وقد يخسرون وجودهم إن هم أساءوا لعب هذه اللعبة الحساسة، فالتاريخ شهد آلاف السنين عدم وجود هذا الكيان، ووجودهم غير ضروري لأحد عدا أمريكا بالدرجة الأولى، ثم الغرب بصفة عامة، ولكنهم سيتخلون يوماً عنها، وفق حسابات العقل والمنطق ، والكيان الصهيوني وإن تدلل على الولايات المتحدة فإن دلالها محسوب بالغرامات والمليمترات، وإلا الكارثة.
أما إيران، فهي موجودة دائماً في التاريخ، وإن بصيغ وحالات متفاوتة، والحاجة متبادلة بين إيران والغرب وأميركا تحديداً، كان بالأمس وهو اليوم وسيبقى في المستقبل ، ولكن القيادات الإيرانية، الحالية والسابقة، غالباً ما قرأت التقويم بالمقلوب بحيلة المغلوب ، يبالغون كعادتهم بقواهم وأهميتهم وضرورتهم، ويلعبون خارج النص، بأكثر مما يحتمل دورهم، وأحياناً وتلك يطبقون خدعة سياسية مفضوحة، إذ يتوزع أعضاء القيادة السياسية في التقرب من هذه الكتلة أو تلك، أو تمثيل هذا الاتجاه أو ذاك، فيحسب "س" على التيار الإصلاحي و"ص" على التيار المتشدد، وآخر على أنه قريب من الغرب وآخر ليبرالي، وهلم جرا...
ومن غير المستبعد أن تكون هناك جيوب تابعة لهذا الطرف أو ذاك في القيادة الإيرانية، فإيران كانت عش دبابير أمريكي صهيوني يلعب فيها الموساد لعباً أيام الشاه ، ومن المستبعد تماماً أن تكون هذه الأعشاش قد اختفت، بل من المرجح أن تكون قد تضاعفت ، وللعلاقة بين إيران والكيان الصهيوني تاريخ طويل، سنركز على مرحلة ما بعد الثورة الإسلامية.

أشـــــــواق
❤ ضيف شرف V.I.P ❤
❤ ضيف شرف V.I.P ❤
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام
جائزه المواضيع المميزه
جائز المجموعات
عدد المشاركات بالمواضيع المميزه
جائزه عدد النقاط
جائزة الاعضاء المبدعون

عدد الرسائل : 212
تاريخ التسجيل : 09/03/2008

https://stst.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 Empty رد: التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين)

مُساهمة من طرف أشـــــــواق الثلاثاء أبريل 08, 2008 10:56 am

كانت إيران المحطة الرئيسية للموساد في نشاطه التجسسي ضد العراق، ولهم قواعد عمل وخطوط ومحطات دقيقة البناء والعمل، مارسوا من خلالها نشاطهم التجسسي وكذلك كجسر لعبور عناصرهم الاستخبارية والبشرية من العراق عبر إيران إلى الكيان الصهيوني وبالعكس، مما يقطع باليقين وجود محطة نشيطة للموساد في إيران بصرف النظر عن درجة معرفة السلطات بها أم لا، ثم إن هذا النشاط الصهيوني إذا كان موجهاَ ضد العراق، فربما هناك من يفتي بقبوله !
قلنا في الحلقة الماضية، أن منظمة التحرير بذلت جهداَ مع الحكومة الإيرانية ومع الخميني بالذات لقبول وساطتهم بقضية رهائن السفارة الأمريكية، فكان رفض الخميني قاطعاً وجافاً، مع إن منظمة التحرير بكافة فصائلها ومنظمة فتح خاصة قدمت خدمات جليلة للثورة الإيرانية بكافة فصائلها ، وعندما نشبت الحرب العراقية الإيرانية، سمعنا من يقول : إن هذه الحرب هي أساساً لإحداث شرخ في الأمن القومي العربي والعراق ركيزة مهمة من ركائزه ، والوساطات العربية والإسلامية كانت تشير إلى هذه المسألة الجوهرية، وما كان الأمر إلا يزيد في إصرار الإيرانيين في خوض الحرب ، وفعلاً فإن الكيان الصهيوني كان يعد لحرب ضد الثورة الفلسطينية وسوريا، التي اندلعت فعلاً في عام 1982 في الاجتياح الإسرائيلي للبنان وتهديد عمق سوريا التي فقدت في الواقع عمقها بابتعاد العراق عن المشاركة في المعركة.
وفي خضم هذه الأحداث الجسيمة توجهت وفود عربية وإسلامية وقوى معادية للإمبريالية، بالإضافة إلى جهود المعسكر الاشتراكي التي عبرت صراحة أن هذه الحرب وأطالتها إنما تصب في طاحونة الإمبريالية والكيان الصهيوني ، ولكن القيادة الإيرانية وكأن هذا الموقف يسرها وهو ما تسعى إليه كانت ترفض بإصرار مدهش تلك الدعوات.
بيد أن تلك الهشة بدأت تتلاشى عند من يمتلك المعلومات وقليل من الفطنة ، ففي 18 تموز 1981 تحطمت طائرة شحن تجارية أرجنتينية (طراز كاندير سي أل 44) فوق يرفان الأرمينية ضمن الأراضي السوفيتية، وكانت الطائرة في ثالث رحلة من مجموع 12 رحلة كانت مقررة لنقل الأسلحة وقطع الغيار الأمريكية الصنع وغيرها من الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى إيران، وانفجرت الفضيحة بعد مرور أقل من عام واحد على الحرب العراقية/ الإيرانية.
وبعد شهر على هذا الحادث وتحديداً في 20 آب 1981، بثت قناة التلفاز الأمريكية ABC مقابلة مع أبو الحسن بني صدر رئيس جمهورية إيران الذي كان قد فر إلى فرنسا، اعترف فيه أن الكيان الصهيوني يصدر السلاح والعتاد الحربي إلى إيران قبل ذلك التاريخ بوقت طويل، ربما منذ بداية اندلاع الحرب.
وعندما لم يعد الأمر سراً توالت تأكيدات من كل حدب وصوب بما في ذلك بيان الحكومة القبرصية التي أكدت هبوط الطائرة للتزود بالوقود في مطار لارنكا الدولي قادمة من تل أبيب متجهة إلى طهران وعائدة من طهران متجهة إلى تل أبيب، وفي كل مرة تحمل أطنان من الأسلحة ولابد أنها كانت أسلحة حساسة ومهمة، ومطلوبة على عجل، وهذا يفسر شحنها جواً وهو شحن باهظ التكاليف قياساً إلى الشحن البحري ، وهو ما كان جاري العمل به هو الآخر والخط البحري كان نشيطاً بين موانئ الشحن في الكيان الصهيوني إلى المرافئ الإيرانية: بندر عباس، وشاه بهار، وبوشهر، رغم أن رصد تلك الشحنات لم يكن سهلاً بسبب بساطة تسجيل البواخر بأسماء مختلفة وتحمل أعلام مختلفة ، ثم توالت أنباء الشحنات التسليحية ذات الطبيعة الخاصة ، وطفت في الصحف الأوربية الرصينة مثل أفريك أيزي الفرنسية وصحيفة أوبزرفر البريطانية ودي فيلت الألمانية.
وحاول الجانبان الصهيوني والإيراني إخفاء نشاطهما التسليحي، وذلك بشحن السفن عبر موانئ أطراف ثالثة، أوربية مثلاً تعج بنشاط تجاري لإضاعة آثار الصفقات في بلجيكا وهولندة، لكن دون توقف الشحنات الجوية بين طهران وتل أبيب التي كانت تحتوي على أسلحة جوية وعتاد للطائرات المقاتلة، وقطع غيار لسلاح الطيران الإيراني، وكان الإيرانيون يحاولون وبإصرار إخفاء علاقتهم التسليحية عبثاً، لماذا ؟
كانت إيران تلعب لعبة مزدوجة ، فهي من جهة تتظاهر بدعم القضية الفلسطينية، والفلسطينيون كانوا يقبضون الشتائم والانتقادات الجارحة بمناسبة وبدون مناسبة، فيما كان الصهاينة يقبضون دولارات نفطية لأثمان أسلحة وأعتدة، تدفعها إيران بطيبة خاطر، طالما يتوجه ويصيب عرب مسلمين، والكيان الصهيوني كان الرابح الأعظم: فهو من جهة يقبض أموالاً مضاعفة نظير صفقات الأسلحة، ومن جهة أخرى كان إضعاف العراق وإلهائه عن مسؤوليات الجبهة الشرقية هدفاً أكثر أهمية لأمن الكيان الصهيوني.
لم يكن الأمريكان ليسمحوا بهزيمة إيران، ولا بانتصار العراق، فيما مثل تواصل الحرب الخيار الأمثل واستمر الأمر كذلك لمرحلة طويلة، ولكن...!
1. مثل تحرير الفاو ربيع 1988 بعدما كان الإيرانيون قد قاموا بتعبئة شعبية كبيرة أنها نصر وجائزة، وخاصرة العراق الموجعة، وكان تحريرها وبسرعة خاطفة، قد مثل انهيارا نفسياً للعسكرية الإيرانية.
2. استغلت القوات المسلحة العراقية الانهيار النفسي، فكانت المعركة الحاسمة لاسترداد جزر مجنون ومناطق في القاطع الجنوبي في معركة متقنة الأعداد والتخطيط.
3. كان لتوصل الصناعة العراقية المدنية والعسكرية في تحقيق منجزات باهرة في الأسلحة البعيدة المدى، وتحوير بعض أسلحة الطائرات المقاتلة والقاصفة وزيادة كفاءتها، وتطوير أداء الأجهزة الالكترونية، وتطور كفاءة القيادات العسكرية وقدرتها على القيام بحركات عسكرية كبيرة، سواء في حجم القطعات أو مساحة الجبهة وعمقها.
4. كانت الدولة العراقية قد تمكنت من توفير أفضل جبهة داخلية للمعركة، وكانت الدولة قد عبأت قدراتها وطاقاتها من أجل دعم القوات المسلحة.
5. أنهت معركة الزبيدات في القاطع الأوسط أي احتمال لإيران بمواصلة الحرب ، بل إن هذا الاحتمال قد سقط واقعياً منذ معركة تحرير شبه جزيرة الفاو، ومضى هذا الاحتمال يتعزز ويتطور بوصفه النتيجة الحتمية للحرب، ولكن معركة الزبيدات كانت شيئاً فريداً في مجرياتها ونتائجها، فقد تمكنت القوات المسلحة العراقية من أسر أعداد هائلة من الجيش الإيراني، وغنائم بكميات وأرقام فلكية، بما يكفي تسليح أكثر من جيش، بما في ذلك مئات المدرعات ومئات من قطع المدفعية الثقيلة والصواريخ.
لم يعد الجيش الإيراني يريد القتال، كان جنوده يرمون بأسلحتهم ويفرون إلى الخلف ، نصحت الولايات المتحدة إيران بإيقاف الحرب وإلا الطوفان ... والطوفان كان اشتداد قوة وعزم المعارضة الإيرانية وقدرتها على خوض معارك كبيرة مع الجيش الإيراني المتعب والمنهك، والمتراجع نفسياً.
تلقى الخميني الرسالة وقبلها على مضض ، وكانت طريقة قبوله من يرضخ لواقع، لتعليمات، لأوامر، قد لا يقتنع بها ولكن عليه تنفيذها رغم ذلك !
وهكذا كان ....
وكانت نتائج الحرب على القيادة الإيرانية تسيد التيار البراغماتي وانتصر الجناح الذي يطالب بارتماء أكثر في أحضان الغرب وأمريكا، والكل يعلم أن الطريق الأقصر لنيل قلب الأمريكان هو إرضاء الصهاينة، وهذه لن يكون إلا بتنسيق كامل مع الصهاينة والأمريكان، لمواجهة العراق الذي خرج أكثر قوة ، وقد خلقت طاقاته المتفجرة منه قلعة حصينة لن يسهل على أحد لاقتحامها، ولا بد من العمل كفريق .... نعم كفريق !
تولت الولايات المتحدة، تشكيل فريق العمل، بوصفها الأقوى بين أطراف: الحلف الثلاثي : واشنطن/ تل أبيب/ طهران
تولت تعبئة الأطراف الخارجية حيث إن:
* الكيان الصهيوني لا يستطيع خوض حرب ضد العراق، مع حياد عربي وإسلامي!
* إيران لا تستطيع خوض الحرب بالتعاون مع الكيان الصهيوني ، فهذه المغامرة تطيح بوجودها داخل التجمع الإسلامي الضعيف أصلاً.
إذن، قدر هذا الحلف السري القذر أن يبقى سرياً، لأنه عار لا يستطيع أطرافه التباهي به، حلف غير مقدس، مخجل، ولكن لا شيء يبقى سراً، ما لا تراه الأبصار، تكتشفه العقول، أما إذا رأته الأبصار والعقول معاً فتصبح فضيحة بحجم هذا التحالف المخجل والمعيب.
إيران دخلت الحرب رسمياً في الحرب إلى جانب أمريكا وزجت بقواتها المسلحة وشبه العسكرية في القتال داخل الأراضي العراقية ، وتم أسر ضباط مخابرات وجيش وحرس ثورة وضباط إيرانيين يقودون فيلق بدر المؤلف من عناصر إيرانية / عراقية، ولكنها خالفت النص وتجاوزت حدودها، وأخطأت العمل بجدول التوقيتات واستعجلت التهام الكعكة.
تحالف تستخدم فيه إيران خلاياها الصفوية في أرجاء الوطن العربي، ولم لا .. فلها هي الأخرى خلايا نائمة عملت على بنائها سنين طويلة، طرحتها على طاولة اللعب، أوراق في اليمن ولبنان وسورية، وألعاب مخابرات في المغرب العربي والسودان وفلسطين، استحقت عليها دوراً في المباراة ..!
* إسرائيل أرادت إخراج العراق من المعسكر العربي: وهو هدف يسعد الفرس أكثر من اليهود ..!
* أميركا أرادت النفط، وهو أمر يفيد اليهود ولا يزعج الفرس .
* والفرس أرادوا العراق للوصول إلى البحر المتوسط .
وهكذا اقتسمت كعكة العراق: فوق الأرض لإسرائيل، تحت الأرض لأمريكا، والأرض للفرس
سابعاً : هل يجيد الإيرانيون فن المفاوضة ..؟
الفرس، وهم الغالبية من الأثنيات التي تؤلف الشعب الإيراني، شعب قديم له تجاربه السياسية والعسكرية، في خوض النزالات على كافة الأصعدة، عبر التاريخ وبنتائج مختلفة ، ولكن طالما ليست هناك قاعدة تكرس بصفة نهائية قوانين تخوض بموجبها الشعوب معاركها الكبرى والصغرى على أساسها، فالتاريخ مفتوح على نتائج متباينة، والنصر أو الهزيمة إنما هو تعبير عن محصلة قوى وعناصر ذاتية وموضوعية، داخلية وخارجية، وقد تحسن قيادة ما قراءة تداخل تلك العناصر، أو تسيء تقديرها، وبناء على هذه العوامل تدار الأزمات وصفحات السجال الاستراتيجي، الذي يستلزم في أولى شروطه تزويد صانعي القرار والعناصر المولجة بإدارة الأزمة بمعطيات دقيقة، من أجل نتائج دقيقة.
وتروج أفكار عن شدة بأس صانع القرار السياسي الإيراني وعناد الدوائر الحاكمة، والكثير من تلك الأفكار التي تفتقر إلى أدلة مادية ملموسة ، ومن التجارب الحديثة في التاريخ السياسي الإيراني، الاحتلال البريطاني لإيران في الحرب العالمية الثانية 1942، وكذلك اجتياح الجيش السوفييتي لشمال إيران(أذربيجان)، وقد حدث ذلك في الحالتين دون إطلاق رصاصة واحدة ، وكذلك أحداث تأميم النفط الإيراني في عهد د. محمد مصدق، وفرار الشاه محمد رضا بهلوي إلى العراق فأوربا، ومن ثم عودته لعرشه إثر انقلاب هزلي دبرته المخابرات الأمريكية CIA بقيادة العقيد زاهدي، عقب شرارة أطلقتها تظاهرة شهيرة بقيادة مدلك الحمامات الطهراني الشهير بشراسته.
ولكن الإيرانيين وهم من شعوب الشرق التي يعرف عنها الصبر، والقدرة على المناورة، وإبداء حسن الاستماع، والميل إلى تأجيل اتخاذ القرار، والعودة المتكررة إلى المراجع الحكومية، ولجوء المراجع إلى الاستماع إلى أراء الخبراء، وهكذا فإن المفاوضات مع الإيرانيين هي دوامة من الاستماع والمناقشات الاستيضاحية، والردود المرنة، والوصول إلى حافة الحسم، وبغتة التراجع إلى المربع الأول، وقد يتخلل ذلك تبديل في عناصر الوفد الإيراني المفاوض، وفي كل مرة يجري إيضاح مفردات العملية التفاوضية، بل وأسسها أيضاَ، فهم يطرحون ضمن سياق الموقف التفاوضي معطيات الأخوة والجيرة، أما إذا كانت تلك القواعد غير مفيدة لموقفهم التفاوضي، فسوف يتمسكون بقواعد القانون الدولي والمعطيات المادية المجردة.
أشـــــــواق
أشـــــــواق
❤ ضيف شرف V.I.P ❤
❤ ضيف شرف V.I.P ❤
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام
جائزه المواضيع المميزه
جائز المجموعات
عدد المشاركات بالمواضيع المميزه
جائزه عدد النقاط
جائزة الاعضاء المبدعون

عدد الرسائل : 212
الابراج : الدلو الديك
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون : التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 69583210
نقاط : 11109
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/03/2008
انثى التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 Image

https://stst.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 Empty رد: التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين)

مُساهمة من طرف أشـــــــواق الثلاثاء أبريل 08, 2008 10:57 am

وهكذا حديث وحديث بلا نهاية، وكل فقرة تفرغ مناقشتها، تعود بعد عدة جلسات للمناقشة لأي سبب مهما بدا تافهاً ، وليست هناك بديهيات، فلابد من إثبات كل شيء بالتفصيل الممل، والشك سيد الموقف دائماً، وبدلاً من القاعدة الفقهية (الشرعية والقانونية)التي تفترض البراءة في الأشياء أصلاً، فهم يفترضون العكس حتى يثبت الصحيح.
ويقف الإيرانيون اليوم أمام موقف دقيق، ووفق قراءة لمعطيات الموقف المحلي والقاري والدولي، فإن الوقت قد أزف لتنفيذ الفقرة الأعقد من برنامج الثورة ، فالقيادة الإيرانية الحالية التي انحدرت من القيادة التي توصلت إلى سدة الحكم بعد الإطاحة بنظام الشاه الذي لم تعد له مبررات وجود، فكان لا بد من إجراء عملية جراحية لا تنطوي على العنف الدموي إلا بقدر ضئيل، والقبول بنظام الخميني الذي كان يضع تصدير الثورة في مقدمة جدول أعماله، والذي وصل إلى طهران بطائرة فرنسية خاصة تحف به طائرات حربية أمريكية رافقته من الأجواء التركية ، والقيادة الإيرانية اليوم هي خلف تلك القيادة، التي استخلفتها أهداف الثورة أيضاً ، وفي المقدمة منها تصدير الثورة، بصرف النظر عن الشعارات والواجهات.
والسياسيون الإيرانيون براغماتيون(ذرائعيون)، وتلك حقيقة يلمسها بوضوح كل متابع لمسيرة الثورة منذ 1979 وحتى اليوم ، ونظام الحكم الذي يعتمد نظام المرشد الأعلى للبلاد(وكيل الإمام المهدي/ ولاية الفقيه، كان الإمام الخميني المرشد الأول، واليوم خامنئي) فيما يعد رئيس الجمهورية موظف رفيع الدرجة يلي مرتبة المرشد في بروتوكول الدولة ، ويتقدم على رئيس الوزراء.
وبمعنى آخر فإن كل من تولى منصب رئاسة الجمهورية: بني صدر / رجائي / خامنئي /رفسنجاني / خاتمي / أحمدي نجاد هم في الواقع اختيروا لهذا المنصب من قبل المرشد الأعلى، وما يقال من صفات كل واحد منهم، هي في الواقع بقدر ملاءمته لمهمات وطبيعة المرحلة: بني صدر المثقف الليبرالي لمرحلة الثورة/ رجائي المقاتل لمرحلة الحرب/ خامنئي لمداواة جروح الحرب/ رفسنجاني ذو الأهواء الغربية / خاتمي لمجاراة مطالب الإصلاح الداخلية والخارجية. أحمدي نجاد ابن الثورة الإسلامية والأجهزة الاستخبارية، سيكون رئيس لهذه المرحلة ... لماذا ؟
القيادة الإيرانية أشرت ظروف الوضع الداخلي:
ـ مرحلة طويلة من التفهم والتفاهم والعمل المشترك بين إيران والولايات المتحدة أبرز منجزاتها هو الوضع الأفغاني ثم العراقي.
ـ حرب شاملة تشنها الولايات المتحدة تضعف من مواقع القوى العربية بصفة عامة، وحاجة الولايات المتحدة إلى حلفاء أقوياء في المنطقة وسط تراجع القدرات العربية، بما يمثل الفرصة الذهبية للعمل في المنطقة.
ـ الوضع الاقتصادي الداخلي المتراجع في إيران برغم ارتفاع مداخيل النفط.
ـ رياح التغيير التي تعصف في كل مكان، سواء كمطلب خارجي يستغل للضغط، أو كاستحقاقات داخلية.
ـ نضج التطورات في المنطقة: العراق/ وجود عناصر تدين بالولاء لإيران، سورية/ التي تواجه تأزم داخلي وخارجي، لبنان، التداعيات المعروفة في الوضع الداخلي اللبناني سيما بعد اغتيال الحريري.
أنطوى برنامج التطوير الانتخابي لأحمدي نجاد على أهمية أحداث تحسين في حياة ومستوى معيشة الفئات الفقيرة في إيران ، ولكن الفقرة التي لم ترد علناً في البرنامج الانتخابي كانت: تحقيق تقدم في البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي سيكون له تأثيره الداخلي في إضافة القوة والهيبة على النظام الديني، يغطي بها إخفاقه في مجالات متعددة، مما يضمن صموده بوجه معارضيه، ومن جهة أخرى تحقيق نجاحات خارجية توسع من المجال الحيوي الإيراني وتنقله إلى أطراف بعيدة، وقد بدا الوضع السوري واللبناني خير مسرب للفعاليات الإيرانية السياسية والاستخبارية، ومثلت بذات الوقت أوراق مضافة لما هو موجود بين أيديها ومعترف بها، كورقتي الضغط: الأفغانية، حيث لا تحتمل الولايات المتحدة انتقال الهزارة الشيعة في أفغانستان إلى موقع المعارضة، ناهيك عن الانضمام إلى معسكر (الإرهاب) وكذلك الورقة العراقية التي نالت اعترافا علنياً بأهميتها بل ضرورتها للسياسة الأمريكية، والتي يمكنها أن تلحق ضرراً يصعب إصلاحه بالخطط الأمريكية حيال الشرق الأوسط.
ومن خلال عملية الجرد السريعة لمستودعات القدرة الإيرانية، أو للأوراق التي تتمتع بها القيادة الإيرانية أو المفاوض الإيراني، نجد أنها ليست بسيطة لو أحسن التعامل بها ، وتشير التجارب التاريخية أن المفاوض الإيراني يتمتع بمزايا طيبة منها أنه يصعب التأثير عليه ، ويلتزم بموقفه ولا يحيد عنه قيد أنملة(وإن كان ذلك لا يعد محموداً في جميع الأحوال)، ولا يخلو من الدهاء، وهي جميعها صفات طيبة ولكن ...!
العقل السياسي الإيراني يعتقد أنه يحتكر الذكاء والدهاء، وأن العناد سيحمل الطرف الآخر على التنازل عن جزء من موقفه، ثم يبالغ الإيرانيون بقدراتهم، ويعتقدون أن الآخرين يفتقرون لمثلها ، ثم إن الإيرانيين شديدو الثقة بمراجعهم، وتلك من أصول العقائد الدينية التي تشترط الثقة المطلقة التي لا ينبغي أن يتسرب الشك إليها، وهي من أركان المذهب(عصمة الأئمة ووكيل الإمام الغائب)، ولكن التجربة تشير أيضاً أن الانهيار يكون شاملاً متى طرق الشك عقولهم.
ويخوض القائد السياسي الإيراني الأزمات والمعارك السياسية، بناء على قوانينه، وعلى قدر فهمه واستيعابه لها، ويستبعد أي تحويل في مجرى المساجلة الاستراتيجية قد تنطوي على تغير شامل لقواعد العملية ، ومن الغريب أن القيادات السياسية الإيرانية تتعامل بذات القوانين التي تعامل بها القادة السياسيون والعسكريون الفرس عبر التاريخ.
ومن خلال دراستنا لمعارك الفرس (490 ق.م معركة مارثون / 480 ق.م معركة ترموبيلي مع اليونانيين / معركة كوكميلة 331 ق.م مع الأسكندر في سهل أربيل / معركة جالدران 1514 مع العثمانيين) في هذه المعارك جميعها اعتمد الفرس اعتمادا كلياً على التفوق العددي ويهملون سواها من أسباب الظفر(كما يعتمد الروس تاريخياً على القصف المدفعي) ومارسوا نفس الأسلوب في معاركهم مع العراق، بذات السياقات التكتيكية والاستراتيجية.
والسياسيون الإيرانيون اعتادوا حصد مكاسب سهلة بسبب مواقف براغماتية، أو التخلي عن التزامات قطعوها على أنفسهم، ومثل تلك مارستها القيادات الفارسية / الإيرانية عبر التاريخ أيضاً بسياقات متشابه ، فهم حصلوا في مؤتمر برلين 1878 دون استحقاق على قضاء كوتور من الإمبراطورية العثمانية ، وكانت في ذروة أفولها ، كما حصلوا على كرمنشاه وكانت تابعة لولاية العراق من العثمانيين في ضعفهم، وكذلك نالوا قضاء عبدان دون جهد، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، ثم تمكنوا من انتزاع أذربيجان الجنوبية من قبضة السوفيت بفضل مساعي الغرب في الأمم المتحدة، واليوم يعيد التاريخ نفسه فتحصل إيران على مكاسب سياسية كبيرة جداً دون أطلاق رصاصة واحدة، بل بفضل مناورات من وراء الكواليس، واعتماد شعارات حرضوا شعبهم ضدها طويلاً(النضال ضد الشيطان الأكبر)، وتلك واحدة من أهم مزايا العقل السياسي الإيراني الذي يعتمد مذهب (التقية) أي التظاهر بعكس ما يبطن، ويفعل عكس ما يعتمد من منهج معلن.
وفي عام 1954 أظهرت حكومة د. محمد مصدق من القوة وشدة البأس أن أقدمت على تأميم النفط الإيراني، وفقد الشاه السيطرة على الدولة مما اضطره مغادرة البلاد إلى الخارج(إيطاليا) بصورة أقرب للفرار، ولاح للمراقبين آنذاك أن الموقف سيستقر على تلك الصورة لأمد غير معروف ، وبدا أن حكومة د. مصدق قد تسيدت الشارع السياسي والبلاد بأسرها ، ولكن المخابرات الأمريكية كانت قد أعدت نهاية دراماتيكية لنظام د. مصدق، عندما شهدت شوارع طهران تظاهرة شعبية عارمة نظمها شكلياً تجار البازار، وقادتها مجاميع من الشقاوات وعصابات السوق والمصارعين(الزورخانات) ومدلكي الحمامات الشعبية، فتخلت القوى المساندة لمصدق عن مواقفها وتبخرت الجماهير التي كانت تملأ الشوارع ضجيجاً وتأييداً لمصدق، الذي وجد أن أفضل ما يفعله هو أن يتوارى، فيتدخل في اللحظة الحاسمة ضابط مغمور برتبة عقيد ويدعى زاهدي ليقود انقلاباً عسكرياً يعود الشاه على أثره إلى عرشه عاصمته، ليبدي الولاء بلا حدود للولايات المتحدة.
وكاد أن يتكرر نفس المشهد بتفاصيله، عندما غادر الشاه البلاد تاركاً شخصية مرموقة في التاريخ الإيراني، بل هو أفضل شخصية سياسية في تاريخ إيران الحديث، د. شاهبور بختيار، على أن يعد هذا الأخير ترتيب المسرح السياسي الداخلي بإضافة مسحة ليبرالية والقضاء على الفساد ومحاسبة المقصرين، وليقوم الجيش بفرض النظام الذي سيحمل ملامح مقبولة ، ولكن الولايات المتحدة كان لها قراءة مختلفة لمفردات الموقف تتعدى حدود إيران، إذ كانت الأزمة الأفغانية في ذروتها، وكان الأمريكان على استعداد لفعل أي شيء يعرض الوجود السوفيتي في أفغانستان للهزيمة، على أنها ستكون المقدمة لهزيمة الإمبراطورية السوفيتية، وكان نظام الشاه المهترئ فساداً وهزالة، ينذر بسقوط النظام على أيدي راديكالية أبرزها: مجاهدي خلق وحزب تودة، والنقابات، وحركة تحرير إيران الليبرالية، وكان وجود أنظمة تناهض الإتحاد السوفيتي والشيوعية، هي أفضل من يؤدي في نهاية المطاف الخدمة للمصالح الأمريكية، إيرانياً ومحلياً ودولياً ... وهكذا دارت دورة التاريخ.
كيف ستدير القيادة الإيرانية مسار الأزمة النووية ..؟ قلنا : إن بحوزة القيادة الإيرانية، والمفاوض الإيراني، أوراقاً مهمة بشرط إتقان استخدامها ، وذكرنا في مبحث سابق أن أحد الطرفين سيرتكب الخطأ الذي يسهل اختراق صفوفه، وأن هذا الطرف هو الجانب الإيراني، بسبب آليات اتخاذ القرار السياسي التي تسمح بارتكاب الخطأ ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن أسلوب إدارة الأزمة لدى الإيرانيين لا تختلف كثيراً عن الأنماط السلوكية السياسية التي عرفوا بها، المبالغة في الثقة، والتوهم بالقدرة على خداع الآخرين، وتصدر القرارات دون خضوعها لعملية تدرج في إنضاج القرار، وهو أسلوب متقدم يعمل به على الأرجح صانعو القرار في الدول المتقدمة والديمقراطية، حيث يساهم فيه العلماء في معاهد سياسية رفيعة المستوى الأكاديمي وبعيدة عن الضغوط الحكومية، ثم تزود الأجهزة الاستخبارية صناع القرار بمعلومات دقيقة مجرد، وقد ترتكب خطاً وستكون تكاليفه باهظة، وهناك آليات لإصلاح الخطأ في حال العثور عليه ، وربما يصبح إصلاح الخطأ ينطوي على مجازفة تترد القيادات السياسية حتى في الدول الديمقراطية الإقدام عليه.
وفي تقديرنا فإن القيادة الإيرانية سترتكب خطأً ما في فقرة ما، في مرحلة ما، وقد يكون هذا الخطأ جسيماً يصعب إصلاحه، والخطأ سيكون على الأرجح نتيجة لقراءة خاطئة، أما في مبالغة في تقدير قواهم الذاتية، أو مبالغة في استصغار شأن خصومهم، أو التصور بأن الخصم يمارس الخدعة Bluff. فمن الصحيح التصور بأنهم في موقف قوي في العراق وأنهم يحرجون الإدارة الأمريكية هناك، بل ربما يصيبونهم بالشلل k ولكن قد يفوتهم أن صفوفهم قابلة للاختراق ما لم تكن مخترقة منذ الآن ..! ويتصورون أن حزب الله يفرض موقفاً في جنوب لبنان يحرج إسرائيل، ولكنهم يستبعدون أن صفقة تعقد أو صدمة في سورية تفسد هذه التوازنات الهشة أصلاً، كما أنهم يستصغرون قوى المعارضة الداخلية ، وهي ليس بسيطة في تقديرنا، والقوى البسيطة لن تبقى بسيطة إن تلقت دعماً مهماً، أليس في المعارضة العراقية عبرة لمن يريد أن يعتبر..؟
أليس من قبيل المبالغة الاعتقاد بأنهم سيلحقون الخراب بالاقتصاد العالمي بقطع أو بتقليص ضخ النفط ..؟ أليس تطرفاً الحديث عن حرب اقتصادية ضد الغرب ..؟
أو قد يقف الحظ إلى جانبهم ويخطأ سائر اللاعبين في المنطقة، أو في هذا المسار التاريخي الذي سيطبع بمؤثراته مسار الأحداث في الشرق الأوسط..!
نعم، الأوربيون فاقدون للإرادة السياسية الموحدة، ولكن ليس من الحكمة الاستهانة بدول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، فهذه دول استعمارية قديمة تهوى ألعاب الهيمنة ولديها حنين مرضي Nostalgie لممارستها، وإن كشرت عن أنيابها، فقد لا تفعل أو تعني ذلك للاستعراض.
ثم، إلى أي مدى يمكن الوثوق بالروس والصينيين ..؟
في بلدان الغرب تتخذ القرارات السياسي في سياق عملية طويل جداً، وربما يلوح للبعض أن الإدارات قد تخلت عنها، ولكن العملية قد تستغرق سنوات وسنوات طويلة، والقرارات السريعة المرتجلة تبدو فجة وتنطوي على المجازفة ، وما زال ماثلاً أمامنا تهور الإدارتين البريطانية والفرنسية في اتخاذ قرار الهجوم الثلاثي على مصر 1956 وكيف أنها أطاحت بالمستقبل السياسي لاثنين من ألمع الساسة البريطاني(أنطوني إيدن) والفرنسي (جي موليه)، والعملية واجهت إدانة واسعة النطاق حتى في العالم الغربي، لأنها طبخت على عجل تلبية لمقتضيات آنية سريعة(تأميم القناة وتفاعلات حرب التحرير الجزائرية).
من يتخذ القرار السياسي في طهران ...؟
من المشكوك به أن يتمكن سياسي إيراني من مخالفة رأي مرشد الجمهورية (خامنئي)، بما في ذلك الرئيس أحمدي نجاد، فآية الله العظمى خامنئي يمثل وكيل الإمام الحجة المعصوم، وإيران تعمل بمبدأ ولاية الفقيه. فالعملية تبدو بشكلها المبسط، تقديم المعطيات والأسانيد للإمام المرشد، ولا بد أن تكون دقيقة جداً، وأن يقيم الإمام المرشد عملية السجال وهي لا تخلو من التعقيد، لا علاقة لها في الغالب بالأدلة الدينية، بل هي سياسية/ اقتصادية / استراتيجية متداخلة بصورة يصعب فرزها .
وإذا كانت الدول المتقدمة تتأنى في إصدار القرار السياسي، ذلك أن تعقيدات العملية تستحق هذا العناء والدقة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن عملية التأني تستهدف أيضاً إنضاج وعي الشعب لتلقي القرار وتبعاته، ومن نافلة القول أن لا ينبغي الاعتماد على الفورات الحماسية لدى الجماهير، فالفورات السريعة يعقبها خمود سريع لها، والقرارات الحصيفة تبتعد عن مثل هذا المناخ الذي لا يساهم في اتخاذ قرارات عقلانية لا تستند إلى أحكام الهوى.
والمشاهد لمناظر الهيجان الشعبي في تظاهرات طهران، له الحق أن يعتقد: أن القادة والجماهير إنما يرزحان تحت ثقل هائل من العواطف، لا شك أنها ستكون مؤثرة بشكل فعال على صانعي القرار والجماهير معاً ، ولكن صخب الجماهير الشعبية لا يدل حتماً على صواب القرارات، نعم ( الشعب لا يفسد أبداً ... ولكنه كثيراً ما يخدع ـ جان جاك روسو )، نعم إن التفاف الشعب حول قيادته تمثل علامة طيبة، ولكن ما هي وسائل قياس ذلك ..؟ أو لم نشهد تجارب كان التأييد فيها جارفاً للقيادات، ولكن نتيجة المنازلة السياسية والعسكرية كانت كارثية، وأمامنا تجربة القيادة الأرجنتينية حيال أزمة فوكلاند 1982، خير مثال حيادي على ذلك.
أشـــــــواق
أشـــــــواق
❤ ضيف شرف V.I.P ❤
❤ ضيف شرف V.I.P ❤
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام
جائزه المواضيع المميزه
جائز المجموعات
عدد المشاركات بالمواضيع المميزه
جائزه عدد النقاط
جائزة الاعضاء المبدعون

عدد الرسائل : 212
الابراج : الدلو الديك
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون : التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 69583210
نقاط : 11109
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/03/2008
انثى التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 Image

https://stst.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 Empty رد: التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين)

مُساهمة من طرف أشـــــــواق الثلاثاء أبريل 08, 2008 10:57 am

وينطوي الموقف السياسي ومفرداته في سوريا ولبنان على قنابل موقوتة عديدة، بما لا يصح اعتبارها نقاط ارتكاز، وكان على القيادة الإيرانية إدراك أن عملية إخراج القوات السورية من لبنان تم بسهولة وسلاسة فاقت التقديرات، والمبالغة بمتانة صفوف حزب الله في لبنان، لا ينبغي اعتبارها الأساس الوحيد الذي يمثل قاعدة انطلاق لفعاليات لاحقة ، ألم تكن الغالبية المطلقة في جيش لبنان الجنوبي العميل لإسرائيل تتألف من عناصر لبنانية جنوبية (مسلمة) شيعية ...؟
قادة الفرس اليوم يعملون (بالتقية) وهذا يمنحهم مساحة عمل واسعة، وهي ترجمة لقاعدة أفعل ما تشاء خارج القواعد والأخلاق ، إن الوضع الداخلي الإيراني والتيارات التي تكتنف القيادات الدينية ستحاول إجراء تصحيح على مسار الأحداث، وسيرحب الغرب بأي محاولة تصحيح، وسيدرك الإيرانيون أن تنفيذ برامج كبيرة وطموحة تصطدم بإرادة أطراف أخرى، وتأجيل هذا الطموح خير من نحره وانهياره الكامل.
يعد النفط الخام عماد الصادرات الإيرانية على الصعيد الاقتصادي، والمورد الأساسي للعملات الصعبة، الذي يسهل سائر العمليات الأخرى في البلاد ، ولكن إيران تصدر إلى دول الجوار، أو حتى للدول البعيدة، مادة تتمثل بالمواد السياسية الدعائية التي تخدم في النتيجة النهائية سياسة البلاد وطموحاتها في التوسع الثقافي، كمرحلة أولى، وتساهم موارد النفط الخام في تسهيل سريان هذا النفوذ الثقافي الذي يعقبه نفوذ حتماً نفوذ سياسي، وبعد ذلك تخطط الدوائر القائمة على التصدير الثقافي لمراحل التأثيرات الثقافية، والأسلوب والأبعاد، والنتائج المفترضة.
ولاشك أن القائمين على هذه السياسة قد اكتسبوا الخبرات من دراسات كثيرة في هذا المجال وتجارب دول كثيرة كان لها باع طويل في هذا المجال، بل ربما يجوز القول : إن مثل هذه الدراسات قد تحولت إلى علم كامل، قد لا يدرس في الجامعات بصفة واضحة، ولكن من المؤكد أن هناك معاهد متخصصة في دول اشتهرت بمثل هذه المساعي التصديرية، ولا يستبعد، أن تكون إيران الدولة قد سعت لتعلم فنون هذه السياسة منذ عهود الأنظمة القديمة، وليس من المستبعد أن يكون النظام الديني الإيراني قد سعى بذات الاتجاه، وأرسل موظفيه وكوادره المختصة للدراسة والتعلم في دول ذات أنظمة متباينة في الشرق أو في الغرب، في أوقات مختلفة.
ولكن ليس الاعتماد على خبرة الخارج وحدها التي يعول عليها في هذه السياسة التصديرية، بل إن للإيرانيين تجاربهم الكثيرة التي من المؤكد أنها قد خضعت للدراسة والتقييم، فإيران تمارس سياسة التصدير هذه منذ عقود طويلة، وفي شتى العهود، فهناك دولة إيرانية، وهناك مصالح عليا للبلاد قد تتغير الوسائل الناقلة لهذه الأهداف، بل وقد تتغير ترتيب أولويات الأهداف تغيراً طفيفاً لا يغير من العناصر الأساسية في قائمة الأهداف ، بل ترتيب أولوياتها، وتطوير الوسائل الناقلة، وتطوير مهارات العاملين، لكن غاية العمل لا تتغير: توسيع مصالح الدولة الإيرانية في الخارج.
ويضم الدستور الإيراني منذ العهود الملكية، في عصر مختلف السلالات الحاكمة في إيران، مواد وفقرات وتوجهات سياسية تعتبر الدولة الإيرانية نفسها معنية بشؤون المنتمين إلى الطائفة الشيعية أينما كانوا في العالم، ووجود أعداد من هؤلاء(بصرف النظر عن نسبة وجودهم في هذه الدولة أو تلك) في أي دولة هو أمر مساعد بالطبع على تعيين حجم التدخل وزوايا الاختراق وآثاره القريبة والبعيدة، أما في العصر الإيراني الحديث(منذ قيام الجمهورية الإسلامية) فإن الدستور ينص في المادة(3) على أن المذهب الشيعي الجعفري الاثني عشري هو مذهب الدولة الرسمي.
ولا تخفي الدولة الإيرانية الحديثة، بل تعلن صراحة أنها معنية بشؤون المنتمين إلى المذهب الشيعي، بل وربما تضع نفسها في موضع المسؤول عن القضايا الإسلامية، وقد اتخذت القيادات الدينية الإيرانية لنفسها موقعاً خاصاً متميزاً يمنحها الزعامة السياسية أكثر من الزعامة الدينية المختصة بشؤون المذهب، يؤشر ذلك زعامة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية خامنئي، الذي يقود العمل السياسي بحكم كونه القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، ويحسم قضايا الحرب والسلم، وصلاحياته مؤثرة في الدستور، دون أن يلغي المرجعية التقليدية في حوزة النجف، ولا حتى المراجع في المراكز الدينية الإيرانية وأبرزها في مدينة قم.
وكمؤشر واضح على مثل هذه الفعاليات، احتجاج بصدد موضوع غير مهم، (ربما كان بالون اختبار) قدمه زعماء المرجعية في النجف للملك فيصل الأول في مطلع الاستقلال العراقي، وكان لما يزل بعد تحت الانتداب البريطاني، هددوا فيه بأنهم سيغادرون الحوزة ويعودون إلى إيران إن تجاهلت الحكومة العراقية آراءهم تلك، ولقد شعر الملك فيصل الأول أن هذه البادرة ستكون المقدمة لتدخلات أوسع في المستقبل، فرفض الطلب، وتركهم يتهيأون للرحيل، وقد استغرق ذلك بضعة أيام، رفض خلالها الملك فيصل نصائح من أراد تجنب فتنة، ولكن فيصلاً كان يدرك بثاقب بصيرته أن قبول الطلب هو المدخل الحقيقي والواسع للفتنة ، ولما تحرك موكب علماء الحوزة مصحوباً بالبكاء والدعاء، وإلقاء القصائد، وربما بكلمات تهديد ووعيد أطلقها هذا أو ذاك من حاشية العلماء.
وللإيرانيين خبرة فنية في مثل فعاليات الابتزاز(الشانتاج)، إذ يدعون شخصاً غير مهم يطلق تصريحاً، دون أن يتصدوا له ويسكتوه، وينتظرون رد فعل الطرف الأخر، فإن كان رد الفعل ضعيفاً، ضاعفوا من عيار التهديد، ومن حجم مطلقه، وهو فن سياسي راق يدرس في الجامعات ويدرب عليه الدبلوماسيون (فن التصعيد ـِAskulation) لكن الإيرانيين والشيعة عموماً يمارسونه بالغريزة والفطرة، ولكن ببدائية (نسبياً).
ولما بلغ الوفد الحدود الإيرانية وسط تسهيلات من الجهات الحكومية العراقية، توقف الركب برهة، ثم عاد أدراجه، إلى النجف يلوذ بالصمت ، وعلى الأرجح (هكذا كان تقدير الجهات الحكومية) أن الركب قد بلغه نبأ من الحكومة الإيرانية بالعودة والبقاء في النجف.
وهناك حادثة أخرى تعود إلى الثلاثينات من القرن الماضي، أن قامت إيران بتصفية(اغتيال) أحد العلماء من آل الخالصي، كان يدعو للتقريب بين الشيعة والسنة، وأن التنافس / الصراع، لا يخدم سوى أعداء الإسلام، وقد ناصبت إيران العداء للأسرة الخالصية التي ظلت على دعوتها للتقارب منذ مطلع القرن العشرين وما تزال حتى وقتنا الحاضر.
وهنا أمر يستحق أن ينال العناية من الدارسين والمتابعين لشأن القرار السياسي الإيراني، ذلك أن إيران اعتمدت المذهب الشيعي الجعفري في العصر الصفوي (1501ـ 1736 م) تحت طائلة استخدام شتى أساليب الترهيب والترغيب، إذ كان سكان إيران في غالبيتهم العظمى من السنة، ولم تكن الطوائف الشيعية (الإسماعيلية والزبدية) لتمثل إلا نسبة قليلة في البلاد من السكان، وقد فرض الملوك الصفويون المذهب لاعتبارات سياسية بحتة، ذلك أن الدولة العثمانية كانت تحمل لواء الخلافة الإسلامية، والصفويون الذين توصلوا إلى السلطة بالحروب والدسائس والمؤامرات والتصفيات، لم يكن ليذعنوا لأوامر أو توجيهات تأتيهم من العثمانيين، ويرى الفرس في أنفسهم أنهم أعلى كعباً وتحضراً من الأتراك الذين كانوا حتى الأمس القريب قبائل بدوية، تتحدث التركية ولكنها تكتب وتقرأ بالفارسية.
وقد واجه الشاه إسماعيل ومن خلفه، صعوبات في فرض التشيع بالقوة، ولكنه لم يجد من الفرس أو الإيرانيين فقهاء من يعمل على نشر أصول المذهب، لذلك عمل على استقدام رجال دين من خارج إيران للقيام بهذه المهمة ومنهم: الشيخ نور الدين علي بن عبد العلي الكركي المشهور بالمحقق الثاني, ومحمد بن عز الدين حسين بن عبد الصمد العاملي المشهور بالشيخ البهائي ، والذي اعتبر الشخصية التي تلي الشاه عباس الصفوي, وربما آخرون من بلدان أخرى.
والصفويون كانوا أول من خطط وقاد الحروب الطائفية، ومن المؤكد أنهم لم يفعلوا ذلك دون تخطيط ولو بأي درجة من الدقة، وحاربوا في كل الاتجاهات، وكانوا يحدثون المجازر حيثما توجهوا: في أفغانستان، بخارى، سمرقند والعراق، ولكن إلى جانب القسوة والدموية، كانت هناك أساليب الإغراء المادي، وهي أدوات شائعة في ممارسة التوسع الفكري.
وبرغم نهاية حكم الأسرة الصفوية، وجد خلفاءهم من الأفشاريين الذين لم يدم حكمهم كثيراً، ويخلو مما يستحق الإشارة إليه ولكن السلالة القاجارية حكمت إيران طويلاً(1778ـ1925)، حتى تسنى في فترة ضعف مرت بها الأسرة القاجارية لرئيس وزراء (رضا خان بهلوي) من أصل مغمور، الاستيلاء على الحكم وتأسيس عائلة ملكية باسم البهلوي حكمت إيران منذ 1925 وحتى 1979 عندما انهارت بتأسيس الجمهورية الإسلامية.
وفي تلك العهود كافة، ومنذ الانقلاب الصفوي، تتمسك كافة السلالات الحكمة في إيران، بما في ذلك عهد حكم العائلة البهلوية التي كانت تدعي العلمانية كشعار للحكم، إلا أنها كانت تبقي على وضع خاص للمؤسسة الدينية في حوزة قم، حيث كانت تمنع التقاليد، التي لها قوة القانون العرفي، التدخل بشؤون المرجعيات، واحترامها، لذلك لم يجرؤ شاه إيران محمد رضا بهلوي على اعتقال الخميني رغم علمه الأكيد أنه يعد العدة للإطاحة به.
وتتفق الأنظمة التي توالت على الحكم في إيران على اختلاف صنوفها: الطغيانية، الإصلاحية، العلمانية (ويسري ذلك بالطبع على عهد الجمهورية الإسلامية) في الإبقاء على رابط التشيع كعامل جوهري في وحدة البلاد الروحية/الثقافية/السياسية (ويسجل لهم هذا الإدراك السياسي المهم)، وقد أدرك ملوك هذه السلالات (ربما بدرجات متفاوتة من الدقة في التشخيص) أن السلالات الملكية تأتي وتذهب وتختفي، كما هو شأن ديدن التاريخ السياسي لأمم العالم، ولكن العقائد الدينية، حتى الخرافية منها والغريبة والتي تفتقر إلى المنطق، تبقى الرابط الروحي الذي يتمسك به أي شعب ومن شعور مؤكد تعززه التجارب التاريخية المعاصرة، إن الإبقاء على التزمت في التشيع هو الحافظ الأول للبلاد، والتوسع للخارج هو الأداة الأمضى في تحقيقه.
وعندما كان الشاه الصفوي إسماعيل قد اختار المذهب الشيعي إنما فعل ذلك من أجل وضع منهج ثقافي/ سياسي متميز للدولة الفارسية، يحفظ لإيران تفردها، وعدم إلحاقها في فلك لا الأتراك ولا العرب، ومن جملة ما فعله أن أجاز الحج إلى مشهد بدلاً من مكة لقطع المزيد من الروابط مع الإسلام، وبذلك يصح القول تماماً أن التشيع الصفوي أقيم على أساس من صياغة بين أسس القومية، والمذهبية، واعتبرت أساس للأمن القومي للبلاد، على أساس خلق رباط قوي يجمع الأقليات الإيرانية، ولا يمثل الفرس في أفضل التقديرات أكثر من 50% من السكان، وتتوزع النسب الأخرى على الآذريين، والأكراد والعرب والتركمان والبلوش وغيرهم. فقد اكتشف الصفويون، ووافقهم عليه السلالات الحاكمة التي تلت الحكم في إيران، (وتلك أيضاً مسألة يحمد عليها العقل السياسي الفارسي) أن التشيع، بل والتعصب للتشيع سيكون الرباط، ربما الوحيد لجمع شتات دولة الأقليات القومية في كيان سياسي واحد، لذلك تبدو واضحة للعيان ظاهرة غريبة تتمثل بعدم وجود حركة قومية فارسية، بل لم تشهد الحياة السياسية الإيرانية مثل هذه الحركة في تاريخها السياسي القديم أو الحديث.
وكان آخر الملوك البهلويين(حكم إيران الشاه رضا البهلوي، ثم خلع وتوفي في الخارج ودفن في مصر، وابنه محمد رضا الذي خلع أيضاً وتوفي في الخارج ودفن في مصر !) على استرساله بدور الحاكم العلماني الليبرالي، بيد أنه كان يتعاطى في الشأن الديني، لذات الأسباب التي مر ذكرها على الأرجح، أي اعتبارات الأمن القومي، وكان يقدم الدعم المادي والمعنوي حوزة قم الإيرانية والنجف في العراق، وجدير بالملاحظة أن الحوزة النجفية تقع تحت نفوذ عائلات إيرانية، ووجود المرجعية العليا بأيدي عناصر فارسية هو شأن حرصت عليه إيران الدولة لأن ذلك يشرع لها نافذة للتدخل.
وما كان يجري في العراق كان يجري بصور أخرى حيثما تتواجد طائفة شيعية، أو بدون ذلك، كما يشير تاريخ النشاط الثقافي الشيعي في مصر منذ الخمسينات تحت شتى المسميات والإطارات، وكذلك في لبنان، والهند، أو شبه الجزيرة العربية، متوسلين شتى الأساليب في براغماتية مدهشة، ويأتي في مقدمة ذلك التظاهر بمحبة آل البيت، والإشارة إلى ظلم وفساد حكام العرب المسلمين، وحديثاً التعاطي بالقضية الفلسطينية بوصفها المفتاح العاطفي والعقلي لولوج عالم العرب والإسلام.
ومما لا لبس فيه النشاطات والفعاليات التي يقوم بها مبعوثون إيرانيون في البلاد العربية وغير العربية من ترويج لمبادئ الفكر الشيعي، بسلوك شتى طرق التقرب للمسلمين عبر القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية، ومن تلك على سبيل المثال لا الحصر:


    <LI class=MsoNormal dir=rtl style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN-LEFT: 0cm; DIRECTION: rtl; MARGIN-RIGHT: 36pt; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; mso-list: l2 level1 lfo4; tab-stops: list 36.0pt">
    الادعاء بالتقارب والتوحيد بين فئات المسلمين، وأن المسلمين هم من يرفض التقرب والتوحد مع الشيعة.

    <LI class=MsoNormal dir=rtl style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN-LEFT: 0cm; DIRECTION: rtl; MARGIN-RIGHT: 36pt; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; mso-list: l2 level1 lfo4; tab-stops: list 36.0pt">
    إرسال رجال دين للعمل تحت واجهات شتى لخلق خلايا شيعية حيثما أمكن ذلك.

    <LI class=MsoNormal dir=rtl style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN-LEFT: 0cm; DIRECTION: rtl; MARGIN-RIGHT: 36pt; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; mso-list: l2 level1 lfo4; tab-stops: list 36.0pt">
    عدم استبعاد العمل المسلح، ويتم ذلك بتوجيه دقيق من المخابرات الإيرانية، كما كان الحال في العراق منذ 1991 بواسطة تنظيمات ما يسمى بحزب الله، التي كانت تدار حتى أدق التفاصيل من المخابرات الإيرانية، وكما يتم حالياً في لبنان (حسب تصريح نصرالله: إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام التي تناصر المسلمين والعرب، وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون، ولنا صداقات مع أركانه ونتواصل معه، كما أن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا) وفي اليمن، والمتوقع حدوثه في مصر مع أول بادرة على الفوضى والصراع الداخلي.

    <LI class=MsoNormal dir=rtl style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN-LEFT: 0cm; DIRECTION: rtl; MARGIN-RIGHT: 36pt; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; mso-list: l2 level1 lfo4; tab-stops: list 36.0pt">
    استغلال حالات العوز وإقامة بدايات للعمل الديني/ السياسي، كما يحصل في فلسطين.

  • خلق لوبي شيعي يدعم بالمال وأساليب الدعم والإغراء الأخرى في أماكن أخرى كما ظهرت بوادر ذلك في السودان والأردن والمغرب وتونس.
ولا بد من الإنصاف والقول : إن القيادة الإيرانية قد درست وبصورة دقيقة وربما باتباع الأساليب العلمية في التقصي والإحصاء وأعمال المقارنة والتقريب، والفحص المادي الدقيق لكافة كوامن الضعف والخلل في البلاد العربية، وقد عمل ضباط في المخابرات في هذه المهام، وغيرهم، ثم أجروها لتحليل علمي دقيق، ويبدو لنا أنه على جانب من الدقة، وعملوا من خلال خطة بعيدة المدى في التغلغل في كافة المجالات والثقافية بصورة خاصة، وأنفقوا الكثير، ونلاحظ وجود شخصيات مثقفة وعلى جانب مهم من الذكاء بحيث من غير المعقول أن تنطلي عليها المزاعم والخرافات والمخططات الموجهة، ونشاط ملحوظ جداً لعناصر الأمن الإيراني (اطلاعات) والتوجه البارز صوب تأسيس المدارس والجمعيات والعمل بمخطط من المستبعد أن يكون عفوياً، وسط بعثرة الجهود العربية وعدم وجود قوة منظمة تواجه هذا التغلغل، ومن اللافت أن هذه الأنشطة ظهرت على السطح بوضوح بعد سقوط بغداد.
ولكن بما أن حبل الكذب قصير(دون التقليل من خطورة النشاطات الإيرانية) فإن المسار التاريخي (وفق حتميات التاريخ، وفي مقدمة تلك الحتميات، لا يمكن البناء على دقة التضليل، ولا العنف أو القتل أو الاغتيال، للتاريخ مسارات عملية قائمة على قواعد أخرى) وستؤول إلى الفشل هذه الفعاليات على الرغم من الجهود الكبيرة جداً المبذولة، وعلى الرغم من حراجة المرحلة التي يمر بها العرب والإسلام، وهناك دراسة متخصصة في هذا المجال نقتطف منها هذه الأسطر: ولكن ما هو ملفت للنظر أيضا أن ظاهرة انتشار الفكر السني في الأوساط الشيعية الإيرانية تجري بوتيرة ربما تكون أسرع من ظاهرة المتشيعين في بعض الأقطار العربية بكثير ، والدليل على ذلك أن إقليم الأحواز العربي الذي إلى ما قبل عشرة سنوات لم تكن نسبة أهل السنة فيه تتجاوز الـ 2% فقط، إلا أن هذه النسبة ارتفعت الآن إلى أكثر من 15% وقد دفع هذا الأمر السلطات الإيرانية إلى اعتقال زعماء المسلمين في الأحواز، وسجنهم لمدد طويلة.
أشـــــــواق
أشـــــــواق
❤ ضيف شرف V.I.P ❤
❤ ضيف شرف V.I.P ❤
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام
جائزه المواضيع المميزه
جائز المجموعات
عدد المشاركات بالمواضيع المميزه
جائزه عدد النقاط
جائزة الاعضاء المبدعون

عدد الرسائل : 212
الابراج : الدلو الديك
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون : التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 69583210
نقاط : 11109
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/03/2008
انثى التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 Image

https://stst.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 Empty رد: التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين)

مُساهمة من طرف قديسة المطر الأربعاء أغسطس 12, 2009 5:47 am

حـقآ مبدعه . فمواضيعـك في غ ـآية الروعـه
قديسة المطر
قديسة المطر
♛ الفخامة ♛
♛ الفخامة ♛
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام
تاج 100 موضوع
جائزه عدد النقاط
تاج المواضيع
عدد المشاركات بالمواضيع المميزه
وسام التميز
جائزة الاعضاء المبدعون
جائزه المواضيع امميزه

عدد الرسائل : 1133
العمل/الترفيه : الفكر..
الابراج : العقرب الفأر
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون : التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 69583210
المزاج : تذكرني بكــره
نقاط : 16818
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 06/07/2009
تعاليق : يغــار [ قلبـي ] كثر ماتحبك الناس
ومن طيبك أعذر كل منهو ][ يحبـك ][
مدام كل [ الناس ] بـك ترفع الراس
أنا أول أنسان وقف ][ يفتخر بك ][
انثى التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 0012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 Empty رد: التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين)

مُساهمة من طرف آهـــوآكـــ الأحد أكتوبر 11, 2009 9:46 am

ع المع ـلوماااات الروعه اشكرك
ربي يع ــطيكــ الع ـــــااااافيه
كلكــ زوووووء
آهـــوآكـــ
آهـــوآكـــ
♛ مجلس الوزراء ♛
♛ مجلس الوزراء ♛
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام
جائزه المواضيع المميزه
جائز المجموعات
جائزه عدد النقاط
عدد المشاركات بالمواضيع المميزه
جائزه الاعجابات

عدد الرسائل : 281
الابراج : السرطان القرد
الموقع : بستان ورود
احترام القانون : التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 69583210
نقاط : 15124
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
تعاليق : { .. أبيــــــــــك .. }
بكل مآفيني أبيك ..
تعآل و رجع لي البسمه .. تعآل و رجع لي كيآني ..
تعآل و لمني بشوق و احضني .. ترى غيآبك بعـــــثرني .. بعثرني .. بعثرني ..
انثى التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 P_1833f8ejz6
التاريخ ليس يوماً واحداً ( ثمانية فصول في شرح مكائد الصفويين) - صفحة 2 71

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى