"ثورة مصر" تهيمن على مسيرات الأردن

هيمنت الأوضاع في مصر أو ما أطلق عليه متظاهرون في عمّان اسم "ثورة مصر" على المسيرات التي انطلقت في العاصمة الأردنية وعدد من مدن المملكة الهاشمية بعد صلاة الجمعة اليوم للأسبوع الرابع على التوالي.

وكانت الأوضاع في تونس قد سيطرت على مسيرات الجمعتين الماضيتين، غير أن الأوضاع في مصر كانت الأكثر حضورا في مسيرات اليوم وتقدمت على هتافات المتظاهرين بشأن إسقاط الحكومة الأردنية.

وخرج ما يزيد عن عشرة آلاف متظاهر في مسيرة من المسجد الحسيني في قلب العاصمة عمان وهتفوا للشعب المصري مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك.

وسمع من بين الهتافات "يا بن علي بناديك.. هيو حسني مبارك جاييك"، و"الشعب المصري بنحييك.. كل الأمة بتناديك"، و"يا مصر بنحيي رجالك.. خلصينا من حسني مبارك"، و"حسني مبارك حسني مبارك.. الطيارة بانتظارك".

كما هتفت المسيرة التي كان الشبان أبرز المشاركين فيها "مين قال العربي مات.. هيو ثائر عالحكومات"، و"يا مبارك حدك حدك.. كل الشعب العربي ضدك".

كما هتف المتظاهرون لإسقاط اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية وضد وجود السفارة الإسرائيلية في عمان.

وفي وقت متزامن خرجت مسيرات في مدن إربد وعجلون والكرك ومعان، وسجلت مدينة ذيبان بمحافظة مأدبا خروج مسيرة للجمعة الرابعة على التوالي، حيث كانت ذيبان أول من بدأ بالمسيرات مطلع الشهر الجاري.

وراقبت قوات الأمن المسيرات من بعيد، واقتصر دورها على إغلاق الشوارع المؤدية إلى مكان المسيرة في عمان أمام حركة السيارات، ووزع رجال أمن المياه على المتظاهرين، في مشهد يراه مراقبون أنه يسعى لاستيعاب حركة الغضب الجماهيري وإرسال رسالة بأن الأمن لا يريد الاصطدام بالجمهور الغاضب.

وقال المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات خلال المسيرة للجزيرة نت إن الشعب الأردني -كغيره من الشعوب العربية- ينتفض ضد الحكومات والبرلمانات المعيَّنة.

وأضاف الفلاحات "أنا أقول لأصحاب القرار في الأرض العربية أن يتعلموا من دروس ما جرى في تونس والآن في مصر، وإن لم يتعلموا فإن الشعوب ستحدث التغيير".

واعتبر أن "الشعوب العربية لا تخرج اليوم إلى الشوارع من أجل الخبز فقط، وأنها تريد أن تكون إرادتها حرة".

وعن رسالة المتظاهرين للحكومة الأردنية قال الفلاحات "نحن لا نخاطب الحكومة لأننا يئسنا من الحكومة.. نحن نخاطب صاحب القرار في هذا البلد ليغير النهج السياسي".

كما شهدت المسيرة حضورا لكتاب ومثقفين وأساتذة جامعات اعتبروا أن ما يشهده الشارع العربي حالة صحوة غير مسبوقة.

وقال رئيس رابطة الكتاب الأردنيين سعود قبيلات للجزيرة نت إن أنظار العالم العربي اليوم تتجه نحو مصر لأن ما يحدث هناك ينعكس ليس على العالم العربي فقط بل على العالم ككل.

ويرى قبيلات أن ما حدث في تونس كان المفجر للشعوب العربية، لكن ما يحدث في مصر هو الأمر الحاسم للوضع العربي بأكمله، وهذا ما يفسر الاهتمام الكبير من قبل المتظاهرين في الأردن بالوضع المصري.

مصر نموذج
الروائي والشاعر إبراهيم نصر الله الذي شارك المتظاهرين في عمان قال للجزيرة نت إن سبب طغيان الوضع في مصر على المسيرات في عمان أن المتظاهرين يدركون أن مصر هي الدولة الأكبر، وأن التغيير الذي سيحدث فيها سيكون الأخطر لأنه سيغير كل شيء.

وأضاف أن "الشارع العربي تفتحت فيه بذرة التحدي، وهذه هي المسألة الأساسية.. مصر تأخذ الآن الواجهة لأن الوضع فيها هو الأهم، لكن هناك إدراك من كل الشعوب أنه لا بد من تغيير الأوضاع الحالية".

وعلق نصر الله على أصوات فنانين وأدباء هاجمت ثورة المصريين بالقول "في كل بلد هناك فنانون وأدباء وشعراء سلطة ومثلهم من أدباء وشعراء ملتصقين بالشعوب، وهذا أمر على مدى التاريخ".

وأشار إلى أن هناك قصائد وأغاني خرجت في مصر قبل عقود يشعر الإنسان أنها نظمت وغنيت اليوم على وقع ما يجري في القاهرة والمدن المصرية الأخرى