دراسة ظاهرتا النشل والمفقودات في رمضان

ملخص ظاهرتا النشل والمفقودات في رمضان بالمسجد الحرام والساحات المحيطة

تعتبر ظاهرتا النشل والمفقودات من أبرز الظواهر الخطيرة التي يترتب على حدوثها خاصة في في مثل هذه الأماكن المقدسة إلى آثاراً اجتماعية واقتصادية خطيرة قد تؤدي إلى الفوضى، وهو ما لا يمكن أن تسمح به الجهات الرسمية ناهيك عن حرمة هذه البقاع الطاهرة وما يترتب على الفساد فيها من عقوبة ربانية لاسيما في الحرم المكي الذي ورد فيه من آيات في قوله تعالى: "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم".

وأهمية هذه الدراسة تكمن في كونها تمثل الحلقة الأولى في سلسلة الإجراءات التي يمكن أن تتخذ لردع المتلاعبين والمتهاونين من ضعاف النفوس وغيرهم ممن يقدمون في خسة ودناءة على مثل هذا العمل المشين، وذلك بالتعاون مع السلطات الأمنية والمسئولين في تلك الأماكن حرصاً على سلامة وأمن المعتمرين والمصلين في المسجد الحرام وما يجاوره من ساحات.

ومن هذا المنطلق قام فريق البحث العلمي المشكل من الدكتور جمال رشيد الكحلوت من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعقيد محمد عبدالله المنشاوي من شرطة العاصمة المقدسة وفريق العمل الميداني من رجال أمن وجامعي معلومات بعمل دراسة مسحية عن هذه الظواهر خلال شهر رمضان المبارك لعام 1425هـ تركزت أهدافها في التعرف على الخصائص الديموغرافية للجناة المقبوض عليهم بتهم النشل في المسجد الحرام وللمجني عليهم ممن تعرضوا للنشل بالمسجد الحرام والمنطقة المركزية في مكة المكرمة. وكذلك في التعرف على الأساليب التي يتبعها الجناة في ارتكاب جريمة النشل بمنطقة المسجد الحرام وما حوله وسبل مكافحتها وتوعية الجمهور من الوقوع فيها. إضافة إلى دراسة بيانات المفقودات في المسجد الحرام وتحليليها بما يخدم أهداف الدراسة شملت الدراسة تعريف لعمليات النشل والسرقة والمفقودات واستعراض لأهم الدارسات السابقة في هذا المجال.

وفي نهاية الدراسة تم وضع وضع المقترحات والتوصيات المناسبة فيما يتعلق بهذه الظاهرة.

مصادر الدارسة شملت ثلاث استبانات لجمع المعلومات إحداها لمن تعرضوا للنشل وقاموا بالتبليغ لدى مراكز الشرطة (38حالة) ، والأخرى للجناة الذين تم إلقاء القبض عليهم بهذه التهمة (261حالة) والثالثة تخص عينة عشوائية من المعتمرين والمصلين (243حالة) الذين تعرضوا فعلاً لعملية النشل في المسجد الحرام والمنطقة التي تحيط به ولم يتقدموا ببلاغ للجهات الأمنية.

ومن مصادر الدراسة أيضاً تحليل بيانات 2404 حالة بلاغ عن مفقودات في المسجد الحرام خلال مدة الدراسة. وفيما يلي عرض لأبرز ماتوصلت إليه الدراسة من واقع تحليل بياناتها:

أولاً: المتعرضون للنشل

1. تقع أعمار الذين يتعرضون للنشل من مرتادي المسجد الحرام في الغالب فوق 35 سنة.

2. المعتمرين من خارج المملكة هم الأكثر تعرضاً للنشل وذلك لكثرة أعدادهم خلال شهر رمضان وكذلك طول وقت بقائهم في المسجد الحرام.

3. ليس هناك تأثير واضح للمستوى التعليمي للمعتمر في تعرضه للنشل أو فقدانه لأغراضه.

4. النساء أقل تعرضاً بشكل واضح للنشل وفقدانهم لحاجاتهم في المسجد الحرام مقارنة بالرجال.

5. المتزوجون أكثر عرضة للنشل.

6. المعتمرون لأول أو ثاني مرة هم الأكثر تعرضاً للنشل من غيرهم.

7. ضعف التوعية بين المعتمرين عن السرقة والنشل في المسجد الحرام.

8. المواقع المتوسطة الازدحام هي الأكثر تعرضاً لحوادث النشل.

9. الموظفون هم الأكثر تعرضاُ للنشل من غيرهم من مختلف جهات العمل

10. الأسواق والساحات المحيطة بالمسجد الحرام والمطاف هي المواقع التي يكثر فيها النشل.

11. أغلب المتعرضين للنشل لم يلاحظوا من قام بنشلهم.

12. أغلب الأشياء المنشولة هي النقود تليها أوراق الثبوتية

13. المحافظ الشخصية هي أكثر المفقودات تليها جوازات السفر والاقامات.

14. حوالي ثلاث أرباع موجودات المفقودات لم تسلم إلى أصحابها.

15. أكثر من ثمانين في المائة ممن تعرضوا للنشل كانوا يلبسون الثياب.

16. أغلب الأغراض المنشولة كانت محفوظة في جيب جانبي وقت النشل.

17. المعتمرون من الجنسية المصرية هم الأكثر تعرضاً للنشل ثم اليمنية ثم النيجيرية.

18. المعتمرون من الجنسية المصرية هم الأكثر تقديما لبلاغات المفقودات يليهم السعوديين

19. الجنسية السعودية هم الأكثر تقديماً لبلاغات النشل للشرطة.

20. أكثر من نصف المفقودات كان في الاسبوع الأخير من شهر رمضان.

ثانياً: الجناة (النشالون)

1. هناك نسبة لابأس بها من الإناث النشالات.

2. أغلب النشالون في سن الشباب (18-35) سنة وأكثرهم إما أميون أو يقرؤون ويكتبون فقط ونصف الجناة من المتزوجون وذو دخل شهري أقل من ألف ريال.

3. الجناة أكثرهم من الجنسية اليمنية ثم المصرية ثم النيجيرية.

4. أكثر جرائم النشل ألقي القبض على فاعليها في الساحات والمطاف والممرات داخل الحرم

5. شرطة الحرم والقرارة وأجياد هي أكثر ثلاث أقسام تم فيها التحقيق مع الموقوفين بتهم النشل.

6. قدوم الجناة إلى مكة المكرمة كان في الاسبوع الأول من رمضان.

7. أكثر من نصف حالات النشل تمت بالتعاون مع شخص أو أشخاص آخرين أما من ينشل بمفرده فلم تتعدى نسبتهم 22٪.

8. النشالون لا يستخدمون أدوات خاصة بالنشل.

9. ثلاثة أرباع الجناة قدم لغرض العمرة و عشرة في المئة منهم لم يسبق له أن اعتمر.

10. أعلى نسبة من الجناة كانت تقيم عند أصدقائهم.

11. أغلب الجناة الملقى القبلض عليهم كان للمرة الأولى.

ومن أهم توصيات الدراسة التي خلص إليها الباحثون مايلي:

1- ضرورة عمل برنامج توعية للمعتمرين وخاصة القادمون لأول مرة بالمحافظة على أغراضهم من الفقدان أو النشل وذلك عند قدوم المعتمر للمملكة بتوزيع عليهم منشورات أو كتيبات بلغات مختلفة تشتمل على تحذيرات بإمكانية تعرضه للنشل في مكة المكرمة وخاصة في الأسواق وفي المسجد الحرام أيضاً بعض عناصر برنامج التوعية يشتمل على التشجيع على استخدام النقود الالكترونية وتلافي حمل الأغراض الشخصية ووضع الأوراق والأشياء الضروي حملها مع النساء المرافقات وعدم حمل الأغراض الشخصية في الجيب الجانبي وغيرها مما برز في الدراسة. وأن يكون برنامج التوعية لجميع الجنسيات وخاصة المصرية واليمنية والنيجيرية.

2- دراسة الطريقة الحالية المتبعة في مراقبة النشالين وتحسين أدائها.

3- تشديد المراقبة في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام وفي داخله للقبض على النشالين وخاصة في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل حيث تقل أعداد المعتمرين وتسهل عملية المراقبة.

4- التركيز في المراقبة والتحري على النشالين لمن في سن الشباب

5- ضرورة وجود صناديق أمانات في كل فندق وسكن للمعتمرين لوضع نقودهم وجوازاتهم وأوراقهم الرسمية بها وتفعيل ذالك والمتابعة من قبل الجهات الرسمية وأن تكون بمقابل مادي معقول.

6- وضع لوحات إرشادية في مختلف مناطق المسجد الحرام وساحاته تحث المعتمرين على مراجعة قسم المفقودات في حال فقدانه أي من حاجاته فنسبة كبيرة من المفقودات لا يبحث عنها أصحابها.

7- تكثيف التعاون الدولي للحد من ظاهرة قدوم عصابات النشل في موسمي العمرة والحج.

8- الزام لدول التي يقدم منها الحجاج والمعتمرون بتوعية مواطنيهم قبل قدومهم للاماكن المقدسة، حيث ثبت انخفاض نسبة الوعي سواء الديني أو الصحي أو الأمني لدى نسبة غير قليلة من الحجاج والمعتمرين.

9- الزام مؤسسات الطوافة ومكاتب العمرة بزيادة الجهود التوعوية لمنسوبيها من الحجاج والمعتمرين، مع التأكيد عليهم بانشاء صناديق أمانات في مقار سكن الحجاج والمعتمرين لحفظ الأغراض الثمينة قبل خروجهم