منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB

القيادة الإدارية والرئاسة 170548925725661


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB

القيادة الإدارية والرئاسة 170548925725661
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القيادة الإدارية والرئاسة

+2
ابن الجنوب
قديسة المطر
6 مشترك

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

القيادة الإدارية والرئاسة Empty القيادة الإدارية والرئاسة

مُساهمة من طرف قديسة المطر الجمعة أكتوبر 09, 2009 7:36 am

القيادة الإدارية والرئاسة

المقدمة


القيادة الحكيمة هي التي تكون قادرة على قيادة الآخرين من أجل تحقيق إنجازات

متميزة وهذا النوع من القيادة يكون له السبق في فهم الوضع الحالي وما يؤثر عليه من

مستجدات كما أنها تكون قادرة على فهم ما سيكون عليه المستقبل حيث تنظر إليه

بطريقة ذكية وتعمل على تطويعه لخدمة أهدافها.


فإن لم تستطع هذه القيادة تطويع المستقبل ليتلاءم مع خططها، أبدعت أساليب متطورة

وغيرت من خططها لخلق ظروف أفضل للنجاح. إن هذا النوع من القيادة تكون متبصرة

للمستقبل آخذة بعين الاعتبار إنجازاتها في الماضي. فهي كقائد السيارة، ينظر في

معظم الوقت إلى الأمام لكنه يلتفت بين الفينة والأخرى في المرآة ليرى ما خلف وراءه.

هذه القيادة تكون قادرة وبكل المقاييس على الإبداع والخلق وهي قادرة على إحاطة

نفسها بأناس قادرين على مد يد العون والمساعدة لها في أي وقت لإتمام الخطط التي

وضعتها. وهؤلاء الناس هم دعامة القيادة الرئيسية وهم الفرق التي تحقق النجاح لها

بشكل خاص وللمؤسسة التي يعملون فيها بشكل عام، حيث يسمو الهدف الأكبر لهذه

الفرق على الهدف الخاص لكل فرد من أفراد الفريق.


إن وجود الفرق يؤدي إلى طمأنة الأفراد خاصة عندما يخرجوا من نطاق "منطقة الراحة"

التي تعودوا على العمل داخلها، فهم يشعرون بالراحة والطمأنينة ما داموا بداخل هذه

المنطقة، ويشعرون بشيء من القلق إذا خرجوا منها.


القيادة المتبصر تُخرج أفراد الفرق خارج منطقة الراحة ليتدربوا على ظروف وأعمال

وأوضاع ليست مألوفة إليهم، وليتحصنوا بالبصيرة ووسع الأفق والتدرب على العمل

بفعالية اكبر مع بعضهم البعض. إن العمل خارج منطقة الراحة يضع الفرق أمام تحدٍ

لانفعالاتهم ومقدرتهم الجسدية والعقلية كذلك.


إن بعض التمرينات والتحديات التي تمارسها الفرق خارج منطقة الراحة تساعد أفراد

الفرق على فهم بعضهم بعضاً وتركز على الكيفية التي يستطيعون بموجبها أن يكونوا

أكثر فعالية. وهنا فإن الفرق تسعى إلى استنباط حلول للمهام التي تود إتمامها، ويتبادل

أفراد الفرق الآراء ويضعون القرارات السريعة ويستطيعون التواصل بشكل سريع وفاعل.

كما أن هذه التمرينات والتحديات تساعد على تطوير مهارات جديدة لحل المشاكل وكذلك

لتطوير المهارات القيادية لدى الأفراد.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

القيادة الإدارية والرئاسة

إن القيادة بصفة عامة هي نوع خاص من العلاقة بين فرد ( قائد ) وجماعة ، تؤدي إلى

قدرته على دفعها على العمل كفريق متعاون منسجم نحو تحقيق هدف مرغوب .

وتعرف القيادة الإدارية بأنها ( القدرة على التأثير في الناس – أفراد وجماعات – لكي

يتعاونوا في سبيل تحقيق هدف مرغوب فيه ، أو بأنها ( القدرة على توجيه سلوك جماعة

معينة لتحقيق هدف مشترك ) ولكي لا يتبادر إلى الذهن أن القيادة عملية تسير من

جانب واحد فإنه يكفي أن تتأمل في العديد من تلك المواقف التي نجد فيها فرداً تتوفر

فيه صفات القيادة المتعارف عليها ولكنه يفشل في قيادة جماعة معينة من الناس . إن

السبب في فشل بعض الأفراد المشهورين بالنزعة القيادة – إذا جاز لنا هذا التعبير – إنما

يرجع إلى أسباب خارجية تماماً عن ذواتهم ، وتتلخص في عدم استجابة أفراد الجماعة

استجابة إيجابية لمحاولاتهم القيادية ، فتصبح تلك المحاولات عديمة الجدوى ، ولا تحقق

الهدف منها . من أجل هذه الحقائق التجريبية فإننا نميل إلى تعريف القيادة على أنها

( تلك الصفة التي تخلعها جماعة معينة على فرد من أفرادها تتوافر فيه خصائص

وقدرات معينة تجعله في نظرهم أهلاً للصدارة وأحق بالقيادة ).

ويؤيد هذه النظرة الأخيرة إلى القيادة أصحاب ( النظرية الموقفية ) ففي رأيهم أن القيادة

لا ترتبط كلية بخصائص وصفات الفرد ( القائد ) ولكنها ترتبط أيضاً بالعلاقة الوظيفية بينه

وبين أعضاء الجماعة التي يحاول قيادتها . إن الموقف الذي يعيشه القائد مع الجماعة هو

الذي يحدد مصير قيادته .


ويختلف أنصار ( نظرية السمات ) في نظرتهم إلى القيادة عن نظرية أصحاب ( النظرية

الموقفية ) . إنهم ينادون بأن القائد يتمتع دون أتباعه من أفراد الجماعة ببعض السمات

والخصائص الفريدة التي تؤهله للقيادة . غير أنه يعاب على هذه النظرية – ضمن ثغراتها

العديدة – أنه حتى الآن لم يتمكن العلماء والباحثون من التعرف على أس سمات أو

خصائص على درجة عالية من الثبات يتصف بها القادة دون غيرهم .


وفي إطار هذا المفهوم للقيادة فأننا نميل مع من يميلون إلى التفرقة بين القيادة الإدارية

والرئاسة . فالرئاسة في نظرنا لا تتعدي كونها الإشراف على أداء الأعمال وفق تعليمات

محددة بطريقة رسمية ، وتقوم علاقة الرئيس بالجماعة التي يرأسها على أساس

سلطة رسمية مقررة .

وهناك من يحاولون التمييز بين القائد الإداري والرئيس على أساس بعض الصفات

السلوكية والسمات الشخصية ، فيقولون مثلاً أن القائد الإداري هو الذي يدفع العاملين

معه إلى العمل في تعاون ومحبة ، وهو الذي يعمل مع أعضاء الجماعة على قدم

المساواة ، وهو الذي يلتزم بمبدأ الحرية والقيادة الجماعية ، وهو الذي يحسن الانتماء

للجماعة التي يقودها ، وغير ذلك من الصفات . ونحن وإن كنا نؤمن بأهمية الصفات للقائد

الإداري إلا أننا نرى أنها وغيرها من الصفات ليست هي الأصل والفيصل وإنما الأصل

والفيصل يتركزان في المصدر الذي تنبع منه سلطة كل من القائد الإداري والرئيس .

وهنا نجد أن الرؤساء يستمدون سلطاتهم في العادة من خارج الجماعة التي يرأسونها .

فالتشريعات والقوانين واللوائح التي تحكم حياة المنظمات هي التي تنص على نوع

السلطة التي يجوز أن يمارسها الرؤساء ومدي هذه الممارسة وهفي في نفس الوقت

تلزم الأفراد باحترام سلطة الرؤساء والامتثال لأوامرهم وتعليماتهم وتوجيهاتهم . أما

القادة الإداريون فأنهم يستمدون سلطاتهم عادة من رضا الجماعة النابع من إحساس

وإيمان بقدرتهم على قيادة الجماعة نحو تحقيق الأهداف المرغوبة . وطبيعي أنه لا

يستطيع فرد أن يتوصل إلى رضا الجماعة على قيادته ما لم تتوفر فيه خصال وميزات

تجعله موضع ثقة الجماعة وحبها واحترامها .


وعلى الرغم من هذا الفرق الواضح بين القيادة الإدارية والرئاسة فإننا لا نميل إلى

المفاضلة بينهما ، ولكن نكتفي بالتمييز بينهما فحسب . ونحن عندما نميز بينهما لا نقول –

كما يقول البعض – أن القيادة الإدارية أسمى درجة من الرئاسة أو أن الرؤساء ينبغي أن

يعملوا جاهدين على أن يصبحوا قادة إداريين ، وذلك لأننا نؤمن بأن هناك من المواقف

تتطلب تفضيل سلوك القيادة الإدارية . ولعل الباحثين يولون اهتمامهم يوماً لدراسة مثل

هذه المواقف بهدف إبراز خصائصها ومعالمها الأساسية .


هذا ومن المهم أن نشير إلى نظرتنا إلى القيادة الإدارية على أنها نوع خاص من العلاقة

بين قائد وتابع في إطار تنظيم رسمي تحتم علينا أن ندرك أن فعالية هذه العلاقة لا

تتوقف على شخصية القائد فحسب وإنما تتوقف وتتأثر أيضاً بشخصية التابعين – أو

المرءوسين – وبالمهمة والهدف الذي تسعى إلى تحقيقه المؤسسة .


أن دور التابعين دور واضح في استخدام مواهبهم وقدراتهم في أداء الأعمال التي توكل

إليهم وفقاً لتوجيهات القائد . وهم بحكم وضعهم في المؤسسات أقرب إلى الواقع وأول

من يحس بمشاكل العمل . وفوق ذلك فأن دورهم خطير في تكريس الجهود من أجل

تحقيق أهداف المؤسسة . وإنهم بتعاونهم أو بنفورهم من بعضهم البعض قادرون على

تيسير دور القائد أو جعل هذا الدور ضرباً من المستحيل .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001


نطاق التمكن ( نطاق الإشراف )



نطاق التمكن من المفاهيم الشائعة الاستعمال في مجالات الإدارة منذ أمد بعيد

والمقصود بنطاق التمكن هو عدد العاملين الذين يمكن لرئيس واحد أن يقوم بتوجيههم

والإشراف على عملهم بكفاءة وبدون إرهاق .

وقد تعددت البحوث والدراسات التي استهدفت تحديد النطاق الأمثل

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

القيادة والإشراف


فن القيادة


تعتبر القيادة من المواضيع المهمة والبالغة الخطورة في حياة الشعوب ، فالقائد الجيد هو

الذي يوصل شعبه إلى شاطئ الأمان ، وبعكس ذلك القائد الفاشل هو الذي يؤدي

بشعبه الى الهاوية ، ويؤكد علماء النفس الأجتماعي على أهمية القيادة والدور الذي

تلعبه في بناء الشعوب وتطورها وتماسكها.


ولما كان السلوك البشري يسعى دائماً إلى تحقيق أهداف حيوية متجددة لشعوبها ، فإن

القيادة تعمل على بلورة هذا الهدف حتى يكون محدداً واضح المعالم وذلك باستخدام

وسائل مناسبة لتحقيق الهدف. لذا يعتبر فن القيادة ظاهرة اجتماعية توجه حياة الناس

نحو تحقيق أهدافهم.

أذن القيادة : هي إدارة وتنفيذ وتخطيط وتمثيل شعبها وضبط

العلاقة بين أجهزتها والأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في تسيير الأمة للوصول الى هدفها

المنشود.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

تعريف القيادة:

للقيادة أكثر من تعريف وأكثر من معنى ، ويرجع السبب في ذلك الى تحديد نوع القيادة ،

فقسم من يحدد القيادة بالمركز الذي يشغله الفرد في الأمة ، وقسم من يحددها

بقدرات الفرد وسماته الشخصية.

واليك بعض تعريفاتها :

1- هي فن التأثير في الناس وتوجيههم بأسلوب يتم به الحصول على طاعتهم الراضية

وثقتهم واحترامهم وتعاونهم المخلص لأنجاز العمل المطلوب وتحقيق الهدف أو الأهداف

المنشودة .

2- ويعرف المارشال (William slim) القيادة : بأنها مزيج من القوة والقدرة على الإقناع

والإكراه ، ويضيف بأنها ظاهرة إبراز شخصيتك الخاصة بك ، بحيث تجعل أفرادك يعملون

ما تريده منهم حتى ولو كانوا غير متحمسين للقيام بالعمل المطلوب .

ويشير أيضاً الى أن القيادة هي شئ ذاتي وشخصي ولأجل أن تصبح قائداً لابد أن كونت

شخصيتك ، والشخصية هذه ينبغي أن تتسم بسجايا معينة التي أهمها الشجاعة وقوة

الإرادة والإبداع والمعرفة.

3- ويعتبر القائد العسكري مونتغمري القيادة : بأنها المحرك الأساس للقوات ومقومة

أساسية من مقومات الحرب.

4- ويذكر فوش بأن قيادة الرجال لا تعني أبداً أن يكون القائد غامضاً ، ذلك أن القيادة أمر

بسيط ، ولكن المهم أن نفهم من نتعامل معهم وإفهامهم رأينا.

ولكن للأسف الشديد أقولها بكل بصراحة وحرقة أن قادة الفصائل الستة في مؤتمر

المعارضة الأخير الذي عقد في لندن مؤخراً لم يكونوا متفاهمين وواضحين مع غيرهم ،

لا بل أكثر من هذا أنهم غير متفاهمين وغير واضحين فيما بينهم ، وأذكر لك دليلاً واحداً لا

أكثر ، ذُكر ترشيح أسم مشعان الجبوري من قبل مسعود البارزاني على المنصة عند

قراءته أسماء مرشحيه ، ولم يطرح أسم مشعان في أية قائمة خلال الأربعة أشهر من

اجتماعات اللجنة التحضيرية ولا في اجتماعات المؤتمر. وهذا يدل على أنهم نسيج غير

متجانس لا يستطيعون قيادة العراق ديمقراطياً ، وقد سائل يسأل ما هو دليلك على ذلك

؟ أجيب عليه باختصار: الفصائل الستة منذ تأسيسها ولحد الآن لم تجري أي عملية

انتخابات في أحزابها ، رغم مطالبة الجماهير بذلك ، ولكنها رفضت بقوة ، والآن لا يوجد

لديهم كرسي حكم فكيف غداً ؟

5- ويمكن تعريفها بأنها عملية تربوية اجتماعية تستهدف توجيه الجماهير إلى تحقيق

أهدافها وتنفيذ برامجها . وبتعريف أكثر اختصاراً : هي عملية كسب العقول والقلوب.

إذن القيادة هي ظاهرة توجد في الجماعات الاجتماعية ومنها الجماعات السياسية ،

وعادة يستخدم القائد ذكاءه وآرائه ومشاعره وكل ما يملكه من جهة ومعرفة ومهارة

للتأثير على سلوك الأفراد وتوجيه ما عندهم من قدرات واستعدادات توجيهاً خاصاً يخدم

أغراض الجماعة وتطلعاتها وأهدافها البعيدة. ان كل هذا يدل على أن القيادة هي عملية

حيوية أساسها العلاقات المتبادلة بين القائد وأتباعه.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001


صفات القائد:

لا يمكن أن ينجح القادة في مهامهم ومسؤولياتهم السياسية والاجتماعية إذا لم يتسموا

بالصفات الإيجابية للقيادة الناجحة التي تمكنهم من كسب عقول الناس والتفاعل معهم

بصورة حية وجيدة .

ويقول الفيلسوف الفارابي في كتابه الشهير (المدينة الفاضلة) القائد : هو منبع السلطة

العليا والمثل الأعلى الذي تتحقق في شخصيته جميع معاني الكمال ، وهو مصدر حياة

المدينة ودعامة نظامها. ومنزلة القائد للأفراد كمنزلة القلب بالنسبة لسائر أنحاء الجسم ،

لذلك لا يصلح للقيادة إلا من زود بصفات وراثية ومكتسبة يتمثل فيها أقصى ما يمكن أن

يصل إليه الكمال في الجسم والعقل والعلم والخلق والدين.


ويذكر الفارابي بأن قائد المدينة الفاضلة (القائد السياسي أو العسكري) يجب أن يتصف

بالمزايا التالية:

1- أن يكون شجاعاً .

2- أن يكون ذكياً.

3- أن يكون تام الأعضاء وسليم الحواس.

4- أن يكون جيد الفهم والتصور لكل ما يقال أمامه.

5- أن يكون حسن العبارة وقوي اللسان.

6- أن يكون محباً للعلم والعلماء.

7- أن يكون صادقاً ومحباً للصدق والوفاء.

8- أن يكون محباً للعدل ويكره الظلم.

9- أن يكون كبير النفس محباً للكرامة .

10- يجب أن لا يهتم بجمع المال.

11- يجب أن يكون اجتماعيا ومتواضعاً.

12- أن يكون قوي العزيمة على الشيء الذي يرى أنه ينبغي أن يفعل ، جسوراً مقداماً

غير خائف ولا ضعيف النفس.


القيادة الإدارية والرئاسة 152001


تصنيف القادة :

يمكن تصنيف القادة حسب عامل التوازن بين العقل والقلب إلى ثلاثة أصناف:

1- قائد يتمتع بعقل كبير وقلب ضعيف ، أي أنه قائد ذكي ولكنه ليس شجاع وبالتالي

ليس قائداً جريئاً ، يرتبك ويتردد في المواقف الصعبة ، فلا يستطيع إعطاء القرار الملائم

في الوقت المناسب ، فأوامره يشوبها التردد وغير قطعية.

2- قائد يتمتع بعقل صغير وقلب كبير ، أي أنه ليس ذكياً ولكنه شجاعاً وجريئاً ، فأن مثل

القائد يكون اندفاعه أهوجاً ينقلب وبالاً عليه وعلى شعبه ، فهو لا يبالي بالخسائر التي

تصيب شعبه ، ولا يتحسب للنتائج مسبقاً .

3- قائد يتمتع بعقل كبير وقلب كبير ، أي أنه ذكي وشجاع ، وهذا الشخص هو الذي وهبه

الله الموازنة المطلوبة بين العقل والقلب ليخلق منه قائداً ذكياً شجاعاً مقتدراً على تجاوز

الصعاب والمحن .

المطلوب من المعارضة العراقية البحث عن هكذا قائد وتشخيصه والالتفاف حوله ودعمه

والاهتمام به ، خوفاً من فوات الفرصة مرة أخرى عندما انتفضت أربعة عشر محافظة

عراقية ولم يدخل أي قائد من القادة المعروفين إلى داخل العراق أو وقوفه على الحدود

لكي يوجه الثوار والمنتفضين إلى تحقيق هدفهم المنشود.


القيادة الإدارية والرئاسة 152001

أنواع القيادة :

هناك ثلاثة أنواع من القيادات ، يمكن تصنيفها من حيث أسلوب تعامل القادة مع شعوبها

وهي:

1- القيادة الديكتاتورية (الاستبدادية) : هي التي تضع السلطة

أو المسؤولية في يدها ، وتعطي الأوامر إلى أجهزتها وتصر على إطاعتها دون مراعاة

للجو الانفعالي المحيط بها ، وسواء كان الأمر الصادر منها صحيحاً أم خطأ ، وتتسم

بالسيطرة والتحكم ، وهي التي تحكم الشعب بالنار والحديد .


2- القيادة الفوضوية : هي التي تترك الأمور تجري على هواها

وتضع المسؤولية على أتباعها ولا تشترك معهم أو توجههم ، وتتميز باطلاق الحبل على

الغارب وترك الأمور دون ضوابط .


3- القيادة الديمقراطية : هي التي تقوم بتوزيع السلطة

والمسؤولية على العناصر الكفوءة والمخلصة لوطنها ولشعبها وفق قدراتهم وإمكاناتهم

، وأساسها الشورى وحرية الرأي والاحترام المتبادل ، وتشترك القيادة مع شعبها كواحد

منها ، لا كفرد متميز عنها ، تشجع كل فرد على إبداء رأيه ، والديمقراطية لا تعني

الفوضى أو التنكر للنظام ولا تعني ضياع نفوذ القيادة ، لأن القيادة في الشعب

الديمقراطي أقوى ، إذ الشعب كله من ورائها وإلى جانبها ، كذلك فالديمقراطية لا تعني

مجرد حكم الأغلبية لأن القيادة الماهرة تعمل على توضيح الآراء والأفكار وتركيزها

وترمي الى أبعد من ذلك وهو الظفر برأي الأغلبية لذلك فإن النظام الديمقراطي أشق

وأصعب من غيره من نظم القيادة .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

معني القيادة :

يمكن أن ندرك معنى القيادة وأهميتها إذا حاولنا أن نربط بينها وبين طبيعة سلوك الكائنات

الحية بوجه عام والإنسان منها بوجه خاص . يتميز سلوك الكائنات الحية بأنه يسعى إلى

تحقيق هدف أو أهداف حيوية متجددة وهذه الأهداف يكون لها أهمية خاصة بالنسبة

لبقاء الكائن الحي واستمراره ، فمنذ بدء الخليقة نجد الإنسان يسعى دائماً ويبحث عن

أشياء ضرورية لبقائه وتحسين حالته ، ونجده يشعر بالرضا والارتياح إذا تحققت أهدافه

هذه ، ويحاول أن يعدل من سلوكه وتصرفاته إذا لم يستطع تحقيقها .


وقد أدرك الإنسان بحكم حياته وتجاربه الطويلة العديدة أن الأهداف التي يرنو إليها

ويسعى إلى تحقيقها ليست كلها من النوع الذي يمكن تحقيقه بجهوده الفردية المستقلة

، وأيقن بفطرته أن التعاون مع غيره من بني الإنسان يساعد على تحقيق أغراضه

وأهدافه بشكل أيسر وفي وقت أقصر . وبالتدريج أخذ إيمان الإنسان يزداد في قيمة

العمل الجماعي ، وبدأ يقينه يتضاعف في أن العمل كلما أزداد تعقيده نقصت قدرة الفرد

على القيام به وحده . وحقيقة الأمر في ظل الحياة الاجتماعية المعقدة التي يعيشها

المجتمع الإنساني المعاصر أن غالبية الأعمال – إن لم تكن كلها – أصبحت تحتاج لأدائها

إلى عمل ونشاط جمعي تتضافر فيه جهود مجموعات من الناس في تناسق ونظام لكي

تحقق الأهداف المنشودة من ورائه .

ولما كان هذا العمل الجمعي بتلك المواصفات المذكورة لا يمكن أن يتحقق بدون جهد

خاص وموجه لتحقيقه ، فقد أصبح لزاماً أن يتوفر لكل جماعة تعمل معاً لتحقيق هدف أو

أهداف مشتركة واحد منهم – أو من خارج الجماعة أحياناً – تكون مهمته الأولي هو

توجيه وتنسيق العمل الجمعي وتسديد خطاه نحو أهدافه المنشودة ، وهذا الشخص هو

ما جرى العرف على تسميته بالقائد .

في ضوء هذا إذن يمكن تعريف القائد بأنه الشخص الذي يعمل على الوصول بالجماعة

إلى تحقيق أهدافها وأغراضها الخاصة . وفي سبيل تحقيق هذا فإن القائد يعمل دائماً

على تقوية وتدعيم العلاقات بين أفراد الجماعة حتى يزيد من تماسكها ومن صلابتها .

وفي سبيل تحقيق أهداف الجماعة أيضاً فهو يعمل على تعديل سلوك الجماعة بما

يكفل عدم حيودها عن الخط الذي يوصل إلى تلك الأهداف هذا هو مضمون كلمة

( القائد ) في أبسط صوره وأوضحها .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

نظرية القيادة :

لقد شغلت ظاهرة القيادة الجنس البشري منذ حقبة طويلة من الزمن ، وكان طبيعياً أن

تصدر فيها آراء كثيرة وأن تقوم حولها بحوث عديدة للوقوف على طبيعتها وأبعادها

ومقوماتها . وقد أسفرت هذه البحوث عن نتائج مفيدة وحقائق عن ظاهرة القيادة

والقادة .وأهم هذه النظريات :


أولاً : نظرية الرجل العظيم :

تقوم هذه النظرية على الافتراض بأن التغييرات الجوهرية العميقة التي حدثت في حياة

المجتمعات الإنسانية إنما تحققت عن طريق أفراد ولدوا بمواهب وقدرات فذة غير عادية

تشبه في مفعولها قوة السحر ، وأن هذه المواهب والقدرات لا تتكرر في أناس كثيرين

على مر التاريخ . وهذه ا لنظرية ، على الرغم من وجاهتها ، إلا أنها تصطدم ببعض

الحالات التي تقلل من صدقها . ففي بعض الحالات نجد أمثال هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين

نجحوا في دفع جماعتهم إلى الأمام عجزوا في بعض الظروف عن تحقيق أي تقدم مع

نفس الجماعات وفي بعض الحالات الأخرى عجز هؤلاء الرجال الأفذاذ عن قيادة جماعات

أخرى غير جماعتهم الأصلية .

من هذا نستطيع أن نخلص بأن القيادة ليست صفة مطلقة يتمتع بها أفراد دون أفراد

آخرين وإنما هناك عوامل أخرى تتدخل في الأمر ، منها الظروف المحيطة بالجماعة

وكذلك نوعية الجماعة ذاتها .


ثانياً : نظرية السمات :

تقوم هذه النظرية على أن القادة يتصفون عادة بمجموعة من الصفات الشخصية التي

تلازم النجاح . وقد أدت دراسة هذه الصفات إلى الخروج بنتائج طريفة منها أنه وجد أن

القادة والمشرفين الناجحين يكون طولهم عادة أكثر من 180سم . غير أن الباحثين الذين

قاموا بهذه الدراسات لتحديد الصفات الشخصية للقادة الناجحين خرجوا بنتائج متباينة من

بحث لآخر وإن كان هناك اتفاق بينهم من حيث صفات الذكاء والشجاعة والقدرة على

التوجيه والإقناع .


ومع ذلك فإن بعض الصفات التي توصل إليها البحث لا يمكن أن تكتسب صفة العمومية .

فصفة الطول مثلاً بينما تصلح لقائد فريق من فرق السلة فإنها لا تلزم بنفس الدرجة

رئيس منظمة هندسية . هذا بالإضافة إلى أن مثل هذه الصفات الذاتية لا تحتفظ بنفس

أولويتها وأهميتها من موقف لآخر ، فإذا وجدنا قائداً حربياً على سبيل المثال تتوفر فيه

غالبية الصفات المرغوبة في القادة ولكن تنقصه روح ا لمبادأة والأقدام ، فهل يصلح مثل

هذا الشخص لأن يكون قائد في موقعه العسكري إن هذه النظرية لا تستطيع الإجابة

على مثل هذا التساؤل . هذا بالإضافة إلى أن السمات القيادية نفسها تتوزع على مدى

واسع بين غير القادة .

واصطدام نظرية السمات بمثل هذه التساؤلات لم يمنع من الأخذ بها أساساً لاختيار

القيادات في بعض المواقع حتى أصبحت الصفات الذاتية للقيادة من المقاييس المطبقة

على نطاق واسع في بعض المنظمات في مجال اختيار أصلح المديرين .



ثالثاً : النظرية الموقفية :

تقوم هذه النظرية على افتراض أساسي مؤداه أن أي قائد لا يمكن أن يظهر كقائد إلا إذا

تهيأت في البيئة المحيطة ظروف مواتية لاستخدام مهاراته وتحقيق تطلعاته ، أو بمعني

آخر فإن ظهور القائد لا يتوقف على الصفات الذاتية التي يستمتع بها وإنما يعتمد في

المقام الأول على قوى خارجية بالنسبة لذاته لا يملك سوى سيطرة قليلة عليها وقد لا

يملك سيطرة عليها بالمرة .

ويرد على أنصار هذه النظرية بأن القيادة يصعب أن تكون وقفاً تماماً على الموقف

والظروف ، وأن الفروق الفردية تؤثر بوضوح في إدراك الأفراد اجتماعياً للآخرين ، ومن ثم

تلعب دورها الهام في تحديد ما هو مناسب من المواقف لظهورهم كقادة .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

وظائف القائد :


تختلف الوظائف التي يمارسها القائد باختلاف الجماعات التي يقودها ، مدنية كانت أم

عسكرية ، ومن هذه الوظائف :

1- أن يكون القائد أباً للجماعة التي يقودها.

2- أن يكون القائد القدوة الحسنة لجماعته .

3- أن يكون لدى القائد ثقافة وخبرة ومعلومات في كل المجالات ، لأنه يعتبر المرجع

بالنسبة إلى جماعته.

4- يعتبر القائد كممثل لجماعته مع الآخرين.

5- يقوم القائد بدور الموجه والمشرف والمنسق والمخطط لجماعته ، فهو الذي يحدد

الأهداف ويرسم السياسات.

6- أن يقوم بتقوية وتحسين العلاقات القائمة بين أعضاء جماعته.

7- أن يعمل بمبدأ الثواب والعقاب مع جماعته.

8- أن يقوم برفع معنويات جماعته ، وذلك من خلال الاختلاط بهم ومحادثتهم وزيارة

أماكنهم ومواقع تواجدهم والتعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم ومشاركته لهم في كل

الظروف ، في السلم والحرب ، وتقديم الهدايا لهم في المناسبات الوطنية والدينية.

9- الاهتمام بالعناصر الكفوءة والمخلصة وتسليمها المسؤوليات كل حسب طاقته

وكفاءته.
10- متابعة جماعته والأشراف على تنفيذ واجباتهم.

11- وضع جهاز استشاري تحت تصرفه يستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم ويستشيرهم

في الظروف الحرجة.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001


الخاتمة



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد بن عبد الله أشرف المرسلين

من عند رب العالمين عليه أفضل الصلاة والتسليم إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه

وسلم أجمعين … وبعد

فهذه بحث عن القيادة وأنواعها نقل لتعم به الفائدة والله من وراء القصد.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

المراجع

1- مقدمة في إدارة وتنظيم التعليم تأليف الدكتور / صلاح الدين جوهر
2-القيادة والآمرة – جامعة البكر للدراسات العليا ، ص3 ، بغداد ، 1984م.
3-السبيل إلى القيادة – مونتغمري – ترجمة العميد الركن حسن مصطفى ، بيروت ، دار الطليعة ، 1966م.
4-القيادة عقل وقلب – الفريق الركن إسماعيل تايه النعيمي ، ص10 ، مديرية التطوير القتالي ، العدد 30 ، 1984م .
5-علم الاجتماع ومدارسه – د. مصطفى الخشاب ، ج1 ، الدار القومية ، القاهرة ، 1965م.
6-القيادة عقل وقلب – الفريق الركن إسماعيل تايه النعيمي ، ص22-23.
7-علم النفس – كامل علوان الزبيدي ، ص47 ، الدار العربية للموسوعات ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1988

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

لا تنسوني من دعائكم

دمتم بحفظ الله
قديسة المطر
قديسة المطر
♛ الفخامة ♛
♛ الفخامة ♛
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام
تاج 100 موضوع
جائزه عدد النقاط
تاج المواضيع
عدد المشاركات بالمواضيع المميزه
وسام التميز
جائزة الاعضاء المبدعون
جائزه المواضيع امميزه

عدد الرسائل : 1133
العمل/الترفيه : الفكر..
الابراج : العقرب الفأر
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون : القيادة الإدارية والرئاسة 69583210
المزاج : تذكرني بكــره
نقاط : 16806
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 06/07/2009
تعاليق : يغــار [ قلبـي ] كثر ماتحبك الناس
ومن طيبك أعذر كل منهو ][ يحبـك ][
مدام كل [ الناس ] بـك ترفع الراس
أنا أول أنسان وقف ][ يفتخر بك ][
انثى القيادة الإدارية والرئاسة 0012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القيادة الإدارية والرئاسة Empty رد: القيادة الإدارية والرئاسة

مُساهمة من طرف ابن الجنوب السبت أكتوبر 24, 2009 10:11 pm

دموع ساندي كتب:
القيادة الإدارية والرئاسة

المقدمة


القيادة الحكيمة هي التي تكون قادرة على قيادة الآخرين من أجل تحقيق إنجازات

متميزة وهذا النوع من القيادة يكون له السبق في فهم الوضع الحالي وما يؤثر عليه من

مستجدات كما أنها تكون قادرة على فهم ما سيكون عليه المستقبل حيث تنظر إليه

بطريقة ذكية وتعمل على تطويعه لخدمة أهدافها.


فإن لم تستطع هذه القيادة تطويع المستقبل ليتلاءم مع خططها، أبدعت أساليب متطورة

وغيرت من خططها لخلق ظروف أفضل للنجاح. إن هذا النوع من القيادة تكون متبصرة

للمستقبل آخذة بعين الاعتبار إنجازاتها في الماضي. فهي كقائد السيارة، ينظر في

معظم الوقت إلى الأمام لكنه يلتفت بين الفينة والأخرى في المرآة ليرى ما خلف وراءه.

هذه القيادة تكون قادرة وبكل المقاييس على الإبداع والخلق وهي قادرة على إحاطة

نفسها بأناس قادرين على مد يد العون والمساعدة لها في أي وقت لإتمام الخطط التي

وضعتها. وهؤلاء الناس هم دعامة القيادة الرئيسية وهم الفرق التي تحقق النجاح لها

بشكل خاص وللمؤسسة التي يعملون فيها بشكل عام، حيث يسمو الهدف الأكبر لهذه

الفرق على الهدف الخاص لكل فرد من أفراد الفريق.


إن وجود الفرق يؤدي إلى طمأنة الأفراد خاصة عندما يخرجوا من نطاق "منطقة الراحة"

التي تعودوا على العمل داخلها، فهم يشعرون بالراحة والطمأنينة ما داموا بداخل هذه

المنطقة، ويشعرون بشيء من القلق إذا خرجوا منها.


القيادة المتبصر تُخرج أفراد الفرق خارج منطقة الراحة ليتدربوا على ظروف وأعمال

وأوضاع ليست مألوفة إليهم، وليتحصنوا بالبصيرة ووسع الأفق والتدرب على العمل

بفعالية اكبر مع بعضهم البعض. إن العمل خارج منطقة الراحة يضع الفرق أمام تحدٍ

لانفعالاتهم ومقدرتهم الجسدية والعقلية كذلك.


إن بعض التمرينات والتحديات التي تمارسها الفرق خارج منطقة الراحة تساعد أفراد

الفرق على فهم بعضهم بعضاً وتركز على الكيفية التي يستطيعون بموجبها أن يكونوا

أكثر فعالية. وهنا فإن الفرق تسعى إلى استنباط حلول للمهام التي تود إتمامها، ويتبادل

أفراد الفرق الآراء ويضعون القرارات السريعة ويستطيعون التواصل بشكل سريع وفاعل.

كما أن هذه التمرينات والتحديات تساعد على تطوير مهارات جديدة لحل المشاكل وكذلك

لتطوير المهارات القيادية لدى الأفراد.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

القيادة الإدارية والرئاسة

إن القيادة بصفة عامة هي نوع خاص من العلاقة بين فرد ( قائد ) وجماعة ، تؤدي إلى

قدرته على دفعها على العمل كفريق متعاون منسجم نحو تحقيق هدف مرغوب .

وتعرف القيادة الإدارية بأنها ( القدرة على التأثير في الناس – أفراد وجماعات – لكي

يتعاونوا في سبيل تحقيق هدف مرغوب فيه ، أو بأنها ( القدرة على توجيه سلوك جماعة

معينة لتحقيق هدف مشترك ) ولكي لا يتبادر إلى الذهن أن القيادة عملية تسير من

جانب واحد فإنه يكفي أن تتأمل في العديد من تلك المواقف التي نجد فيها فرداً تتوفر

فيه صفات القيادة المتعارف عليها ولكنه يفشل في قيادة جماعة معينة من الناس . إن

السبب في فشل بعض الأفراد المشهورين بالنزعة القيادة – إذا جاز لنا هذا التعبير – إنما

يرجع إلى أسباب خارجية تماماً عن ذواتهم ، وتتلخص في عدم استجابة أفراد الجماعة

استجابة إيجابية لمحاولاتهم القيادية ، فتصبح تلك المحاولات عديمة الجدوى ، ولا تحقق

الهدف منها . من أجل هذه الحقائق التجريبية فإننا نميل إلى تعريف القيادة على أنها

( تلك الصفة التي تخلعها جماعة معينة على فرد من أفرادها تتوافر فيه خصائص

وقدرات معينة تجعله في نظرهم أهلاً للصدارة وأحق بالقيادة ).

ويؤيد هذه النظرة الأخيرة إلى القيادة أصحاب ( النظرية الموقفية ) ففي رأيهم أن القيادة

لا ترتبط كلية بخصائص وصفات الفرد ( القائد ) ولكنها ترتبط أيضاً بالعلاقة الوظيفية بينه

وبين أعضاء الجماعة التي يحاول قيادتها . إن الموقف الذي يعيشه القائد مع الجماعة هو

الذي يحدد مصير قيادته .


ويختلف أنصار ( نظرية السمات ) في نظرتهم إلى القيادة عن نظرية أصحاب ( النظرية

الموقفية ) . إنهم ينادون بأن القائد يتمتع دون أتباعه من أفراد الجماعة ببعض السمات

والخصائص الفريدة التي تؤهله للقيادة . غير أنه يعاب على هذه النظرية – ضمن ثغراتها

العديدة – أنه حتى الآن لم يتمكن العلماء والباحثون من التعرف على أس سمات أو

خصائص على درجة عالية من الثبات يتصف بها القادة دون غيرهم .


وفي إطار هذا المفهوم للقيادة فأننا نميل مع من يميلون إلى التفرقة بين القيادة الإدارية

والرئاسة . فالرئاسة في نظرنا لا تتعدي كونها الإشراف على أداء الأعمال وفق تعليمات

محددة بطريقة رسمية ، وتقوم علاقة الرئيس بالجماعة التي يرأسها على أساس

سلطة رسمية مقررة .

وهناك من يحاولون التمييز بين القائد الإداري والرئيس على أساس بعض الصفات

السلوكية والسمات الشخصية ، فيقولون مثلاً أن القائد الإداري هو الذي يدفع العاملين

معه إلى العمل في تعاون ومحبة ، وهو الذي يعمل مع أعضاء الجماعة على قدم

المساواة ، وهو الذي يلتزم بمبدأ الحرية والقيادة الجماعية ، وهو الذي يحسن الانتماء

للجماعة التي يقودها ، وغير ذلك من الصفات . ونحن وإن كنا نؤمن بأهمية الصفات للقائد

الإداري إلا أننا نرى أنها وغيرها من الصفات ليست هي الأصل والفيصل وإنما الأصل

والفيصل يتركزان في المصدر الذي تنبع منه سلطة كل من القائد الإداري والرئيس .

وهنا نجد أن الرؤساء يستمدون سلطاتهم في العادة من خارج الجماعة التي يرأسونها .

فالتشريعات والقوانين واللوائح التي تحكم حياة المنظمات هي التي تنص على نوع

السلطة التي يجوز أن يمارسها الرؤساء ومدي هذه الممارسة وهفي في نفس الوقت

تلزم الأفراد باحترام سلطة الرؤساء والامتثال لأوامرهم وتعليماتهم وتوجيهاتهم . أما

القادة الإداريون فأنهم يستمدون سلطاتهم عادة من رضا الجماعة النابع من إحساس

وإيمان بقدرتهم على قيادة الجماعة نحو تحقيق الأهداف المرغوبة . وطبيعي أنه لا

يستطيع فرد أن يتوصل إلى رضا الجماعة على قيادته ما لم تتوفر فيه خصال وميزات

تجعله موضع ثقة الجماعة وحبها واحترامها .


وعلى الرغم من هذا الفرق الواضح بين القيادة الإدارية والرئاسة فإننا لا نميل إلى

المفاضلة بينهما ، ولكن نكتفي بالتمييز بينهما فحسب . ونحن عندما نميز بينهما لا نقول –

كما يقول البعض – أن القيادة الإدارية أسمى درجة من الرئاسة أو أن الرؤساء ينبغي أن

يعملوا جاهدين على أن يصبحوا قادة إداريين ، وذلك لأننا نؤمن بأن هناك من المواقف

تتطلب تفضيل سلوك القيادة الإدارية . ولعل الباحثين يولون اهتمامهم يوماً لدراسة مثل

هذه المواقف بهدف إبراز خصائصها ومعالمها الأساسية .


هذا ومن المهم أن نشير إلى نظرتنا إلى القيادة الإدارية على أنها نوع خاص من العلاقة

بين قائد وتابع في إطار تنظيم رسمي تحتم علينا أن ندرك أن فعالية هذه العلاقة لا

تتوقف على شخصية القائد فحسب وإنما تتوقف وتتأثر أيضاً بشخصية التابعين – أو

المرءوسين – وبالمهمة والهدف الذي تسعى إلى تحقيقه المؤسسة .


أن دور التابعين دور واضح في استخدام مواهبهم وقدراتهم في أداء الأعمال التي توكل

إليهم وفقاً لتوجيهات القائد . وهم بحكم وضعهم في المؤسسات أقرب إلى الواقع وأول

من يحس بمشاكل العمل . وفوق ذلك فأن دورهم خطير في تكريس الجهود من أجل

تحقيق أهداف المؤسسة . وإنهم بتعاونهم أو بنفورهم من بعضهم البعض قادرون على

تيسير دور القائد أو جعل هذا الدور ضرباً من المستحيل .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001


نطاق التمكن ( نطاق الإشراف )



نطاق التمكن من المفاهيم الشائعة الاستعمال في مجالات الإدارة منذ أمد بعيد

والمقصود بنطاق التمكن هو عدد العاملين الذين يمكن لرئيس واحد أن يقوم بتوجيههم

والإشراف على عملهم بكفاءة وبدون إرهاق .

وقد تعددت البحوث والدراسات التي استهدفت تحديد النطاق الأمثل

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

القيادة والإشراف


فن القيادة


تعتبر القيادة من المواضيع المهمة والبالغة الخطورة في حياة الشعوب ، فالقائد الجيد هو

الذي يوصل شعبه إلى شاطئ الأمان ، وبعكس ذلك القائد الفاشل هو الذي يؤدي

بشعبه الى الهاوية ، ويؤكد علماء النفس الأجتماعي على أهمية القيادة والدور الذي

تلعبه في بناء الشعوب وتطورها وتماسكها.


ولما كان السلوك البشري يسعى دائماً إلى تحقيق أهداف حيوية متجددة لشعوبها ، فإن

القيادة تعمل على بلورة هذا الهدف حتى يكون محدداً واضح المعالم وذلك باستخدام

وسائل مناسبة لتحقيق الهدف. لذا يعتبر فن القيادة ظاهرة اجتماعية توجه حياة الناس

نحو تحقيق أهدافهم.

أذن القيادة : هي إدارة وتنفيذ وتخطيط وتمثيل شعبها وضبط

العلاقة بين أجهزتها والأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في تسيير الأمة للوصول الى هدفها

المنشود.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

تعريف القيادة:

للقيادة أكثر من تعريف وأكثر من معنى ، ويرجع السبب في ذلك الى تحديد نوع القيادة ،

فقسم من يحدد القيادة بالمركز الذي يشغله الفرد في الأمة ، وقسم من يحددها

بقدرات الفرد وسماته الشخصية.

واليك بعض تعريفاتها :

1- هي فن التأثير في الناس وتوجيههم بأسلوب يتم به الحصول على طاعتهم الراضية

وثقتهم واحترامهم وتعاونهم المخلص لأنجاز العمل المطلوب وتحقيق الهدف أو الأهداف

المنشودة .

2- ويعرف المارشال (William slim) القيادة : بأنها مزيج من القوة والقدرة على الإقناع

والإكراه ، ويضيف بأنها ظاهرة إبراز شخصيتك الخاصة بك ، بحيث تجعل أفرادك يعملون

ما تريده منهم حتى ولو كانوا غير متحمسين للقيام بالعمل المطلوب .

ويشير أيضاً الى أن القيادة هي شئ ذاتي وشخصي ولأجل أن تصبح قائداً لابد أن كونت

شخصيتك ، والشخصية هذه ينبغي أن تتسم بسجايا معينة التي أهمها الشجاعة وقوة

الإرادة والإبداع والمعرفة.

3- ويعتبر القائد العسكري مونتغمري القيادة : بأنها المحرك الأساس للقوات ومقومة

أساسية من مقومات الحرب.

4- ويذكر فوش بأن قيادة الرجال لا تعني أبداً أن يكون القائد غامضاً ، ذلك أن القيادة أمر

بسيط ، ولكن المهم أن نفهم من نتعامل معهم وإفهامهم رأينا.

ولكن للأسف الشديد أقولها بكل بصراحة وحرقة أن قادة الفصائل الستة في مؤتمر

المعارضة الأخير الذي عقد في لندن مؤخراً لم يكونوا متفاهمين وواضحين مع غيرهم ،

لا بل أكثر من هذا أنهم غير متفاهمين وغير واضحين فيما بينهم ، وأذكر لك دليلاً واحداً لا

أكثر ، ذُكر ترشيح أسم مشعان الجبوري من قبل مسعود البارزاني على المنصة عند

قراءته أسماء مرشحيه ، ولم يطرح أسم مشعان في أية قائمة خلال الأربعة أشهر من

اجتماعات اللجنة التحضيرية ولا في اجتماعات المؤتمر. وهذا يدل على أنهم نسيج غير

متجانس لا يستطيعون قيادة العراق ديمقراطياً ، وقد سائل يسأل ما هو دليلك على ذلك

؟ أجيب عليه باختصار: الفصائل الستة منذ تأسيسها ولحد الآن لم تجري أي عملية

انتخابات في أحزابها ، رغم مطالبة الجماهير بذلك ، ولكنها رفضت بقوة ، والآن لا يوجد

لديهم كرسي حكم فكيف غداً ؟

5- ويمكن تعريفها بأنها عملية تربوية اجتماعية تستهدف توجيه الجماهير إلى تحقيق

أهدافها وتنفيذ برامجها . وبتعريف أكثر اختصاراً : هي عملية كسب العقول والقلوب.

إذن القيادة هي ظاهرة توجد في الجماعات الاجتماعية ومنها الجماعات السياسية ،

وعادة يستخدم القائد ذكاءه وآرائه ومشاعره وكل ما يملكه من جهة ومعرفة ومهارة

للتأثير على سلوك الأفراد وتوجيه ما عندهم من قدرات واستعدادات توجيهاً خاصاً يخدم

أغراض الجماعة وتطلعاتها وأهدافها البعيدة. ان كل هذا يدل على أن القيادة هي عملية

حيوية أساسها العلاقات المتبادلة بين القائد وأتباعه.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001


صفات القائد:

لا يمكن أن ينجح القادة في مهامهم ومسؤولياتهم السياسية والاجتماعية إذا لم يتسموا

بالصفات الإيجابية للقيادة الناجحة التي تمكنهم من كسب عقول الناس والتفاعل معهم

بصورة حية وجيدة .

ويقول الفيلسوف الفارابي في كتابه الشهير (المدينة الفاضلة) القائد : هو منبع السلطة

العليا والمثل الأعلى الذي تتحقق في شخصيته جميع معاني الكمال ، وهو مصدر حياة

المدينة ودعامة نظامها. ومنزلة القائد للأفراد كمنزلة القلب بالنسبة لسائر أنحاء الجسم ،

لذلك لا يصلح للقيادة إلا من زود بصفات وراثية ومكتسبة يتمثل فيها أقصى ما يمكن أن

يصل إليه الكمال في الجسم والعقل والعلم والخلق والدين.


ويذكر الفارابي بأن قائد المدينة الفاضلة (القائد السياسي أو العسكري) يجب أن يتصف

بالمزايا التالية:

1- أن يكون شجاعاً .

2- أن يكون ذكياً.

3- أن يكون تام الأعضاء وسليم الحواس.

4- أن يكون جيد الفهم والتصور لكل ما يقال أمامه.

5- أن يكون حسن العبارة وقوي اللسان.

6- أن يكون محباً للعلم والعلماء.

7- أن يكون صادقاً ومحباً للصدق والوفاء.

8- أن يكون محباً للعدل ويكره الظلم.

9- أن يكون كبير النفس محباً للكرامة .

10- يجب أن لا يهتم بجمع المال.

11- يجب أن يكون اجتماعيا ومتواضعاً.

12- أن يكون قوي العزيمة على الشيء الذي يرى أنه ينبغي أن يفعل ، جسوراً مقداماً

غير خائف ولا ضعيف النفس.


القيادة الإدارية والرئاسة 152001


تصنيف القادة :

يمكن تصنيف القادة حسب عامل التوازن بين العقل والقلب إلى ثلاثة أصناف:

1- قائد يتمتع بعقل كبير وقلب ضعيف ، أي أنه قائد ذكي ولكنه ليس شجاع وبالتالي

ليس قائداً جريئاً ، يرتبك ويتردد في المواقف الصعبة ، فلا يستطيع إعطاء القرار الملائم

في الوقت المناسب ، فأوامره يشوبها التردد وغير قطعية.

2- قائد يتمتع بعقل صغير وقلب كبير ، أي أنه ليس ذكياً ولكنه شجاعاً وجريئاً ، فأن مثل

القائد يكون اندفاعه أهوجاً ينقلب وبالاً عليه وعلى شعبه ، فهو لا يبالي بالخسائر التي

تصيب شعبه ، ولا يتحسب للنتائج مسبقاً .

3- قائد يتمتع بعقل كبير وقلب كبير ، أي أنه ذكي وشجاع ، وهذا الشخص هو الذي وهبه

الله الموازنة المطلوبة بين العقل والقلب ليخلق منه قائداً ذكياً شجاعاً مقتدراً على تجاوز

الصعاب والمحن .

المطلوب من المعارضة العراقية البحث عن هكذا قائد وتشخيصه والالتفاف حوله ودعمه

والاهتمام به ، خوفاً من فوات الفرصة مرة أخرى عندما انتفضت أربعة عشر محافظة

عراقية ولم يدخل أي قائد من القادة المعروفين إلى داخل العراق أو وقوفه على الحدود

لكي يوجه الثوار والمنتفضين إلى تحقيق هدفهم المنشود.


القيادة الإدارية والرئاسة 152001

أنواع القيادة :

هناك ثلاثة أنواع من القيادات ، يمكن تصنيفها من حيث أسلوب تعامل القادة مع شعوبها

وهي:

1- القيادة الديكتاتورية (الاستبدادية) : هي التي تضع السلطة

أو المسؤولية في يدها ، وتعطي الأوامر إلى أجهزتها وتصر على إطاعتها دون مراعاة

للجو الانفعالي المحيط بها ، وسواء كان الأمر الصادر منها صحيحاً أم خطأ ، وتتسم

بالسيطرة والتحكم ، وهي التي تحكم الشعب بالنار والحديد .


2- القيادة الفوضوية : هي التي تترك الأمور تجري على هواها

وتضع المسؤولية على أتباعها ولا تشترك معهم أو توجههم ، وتتميز باطلاق الحبل على

الغارب وترك الأمور دون ضوابط .


3- القيادة الديمقراطية : هي التي تقوم بتوزيع السلطة

والمسؤولية على العناصر الكفوءة والمخلصة لوطنها ولشعبها وفق قدراتهم وإمكاناتهم

، وأساسها الشورى وحرية الرأي والاحترام المتبادل ، وتشترك القيادة مع شعبها كواحد

منها ، لا كفرد متميز عنها ، تشجع كل فرد على إبداء رأيه ، والديمقراطية لا تعني

الفوضى أو التنكر للنظام ولا تعني ضياع نفوذ القيادة ، لأن القيادة في الشعب

الديمقراطي أقوى ، إذ الشعب كله من ورائها وإلى جانبها ، كذلك فالديمقراطية لا تعني

مجرد حكم الأغلبية لأن القيادة الماهرة تعمل على توضيح الآراء والأفكار وتركيزها

وترمي الى أبعد من ذلك وهو الظفر برأي الأغلبية لذلك فإن النظام الديمقراطي أشق

وأصعب من غيره من نظم القيادة .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

معني القيادة :

يمكن أن ندرك معنى القيادة وأهميتها إذا حاولنا أن نربط بينها وبين طبيعة سلوك الكائنات

الحية بوجه عام والإنسان منها بوجه خاص . يتميز سلوك الكائنات الحية بأنه يسعى إلى

تحقيق هدف أو أهداف حيوية متجددة وهذه الأهداف يكون لها أهمية خاصة بالنسبة

لبقاء الكائن الحي واستمراره ، فمنذ بدء الخليقة نجد الإنسان يسعى دائماً ويبحث عن

أشياء ضرورية لبقائه وتحسين حالته ، ونجده يشعر بالرضا والارتياح إذا تحققت أهدافه

هذه ، ويحاول أن يعدل من سلوكه وتصرفاته إذا لم يستطع تحقيقها .


وقد أدرك الإنسان بحكم حياته وتجاربه الطويلة العديدة أن الأهداف التي يرنو إليها

ويسعى إلى تحقيقها ليست كلها من النوع الذي يمكن تحقيقه بجهوده الفردية المستقلة

، وأيقن بفطرته أن التعاون مع غيره من بني الإنسان يساعد على تحقيق أغراضه

وأهدافه بشكل أيسر وفي وقت أقصر . وبالتدريج أخذ إيمان الإنسان يزداد في قيمة

العمل الجماعي ، وبدأ يقينه يتضاعف في أن العمل كلما أزداد تعقيده نقصت قدرة الفرد

على القيام به وحده . وحقيقة الأمر في ظل الحياة الاجتماعية المعقدة التي يعيشها

المجتمع الإنساني المعاصر أن غالبية الأعمال – إن لم تكن كلها – أصبحت تحتاج لأدائها

إلى عمل ونشاط جمعي تتضافر فيه جهود مجموعات من الناس في تناسق ونظام لكي

تحقق الأهداف المنشودة من ورائه .

ولما كان هذا العمل الجمعي بتلك المواصفات المذكورة لا يمكن أن يتحقق بدون جهد

خاص وموجه لتحقيقه ، فقد أصبح لزاماً أن يتوفر لكل جماعة تعمل معاً لتحقيق هدف أو

أهداف مشتركة واحد منهم – أو من خارج الجماعة أحياناً – تكون مهمته الأولي هو

توجيه وتنسيق العمل الجمعي وتسديد خطاه نحو أهدافه المنشودة ، وهذا الشخص هو

ما جرى العرف على تسميته بالقائد .

في ضوء هذا إذن يمكن تعريف القائد بأنه الشخص الذي يعمل على الوصول بالجماعة

إلى تحقيق أهدافها وأغراضها الخاصة . وفي سبيل تحقيق هذا فإن القائد يعمل دائماً

على تقوية وتدعيم العلاقات بين أفراد الجماعة حتى يزيد من تماسكها ومن صلابتها .

وفي سبيل تحقيق أهداف الجماعة أيضاً فهو يعمل على تعديل سلوك الجماعة بما

يكفل عدم حيودها عن الخط الذي يوصل إلى تلك الأهداف هذا هو مضمون كلمة

( القائد ) في أبسط صوره وأوضحها .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

نظرية القيادة :

لقد شغلت ظاهرة القيادة الجنس البشري منذ حقبة طويلة من الزمن ، وكان طبيعياً أن

تصدر فيها آراء كثيرة وأن تقوم حولها بحوث عديدة للوقوف على طبيعتها وأبعادها

ومقوماتها . وقد أسفرت هذه البحوث عن نتائج مفيدة وحقائق عن ظاهرة القيادة

والقادة .وأهم هذه النظريات :


أولاً : نظرية الرجل العظيم :

تقوم هذه النظرية على الافتراض بأن التغييرات الجوهرية العميقة التي حدثت في حياة

المجتمعات الإنسانية إنما تحققت عن طريق أفراد ولدوا بمواهب وقدرات فذة غير عادية

تشبه في مفعولها قوة السحر ، وأن هذه المواهب والقدرات لا تتكرر في أناس كثيرين

على مر التاريخ . وهذه ا لنظرية ، على الرغم من وجاهتها ، إلا أنها تصطدم ببعض

الحالات التي تقلل من صدقها . ففي بعض الحالات نجد أمثال هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين

نجحوا في دفع جماعتهم إلى الأمام عجزوا في بعض الظروف عن تحقيق أي تقدم مع

نفس الجماعات وفي بعض الحالات الأخرى عجز هؤلاء الرجال الأفذاذ عن قيادة جماعات

أخرى غير جماعتهم الأصلية .

من هذا نستطيع أن نخلص بأن القيادة ليست صفة مطلقة يتمتع بها أفراد دون أفراد

آخرين وإنما هناك عوامل أخرى تتدخل في الأمر ، منها الظروف المحيطة بالجماعة

وكذلك نوعية الجماعة ذاتها .


ثانياً : نظرية السمات :

تقوم هذه النظرية على أن القادة يتصفون عادة بمجموعة من الصفات الشخصية التي

تلازم النجاح . وقد أدت دراسة هذه الصفات إلى الخروج بنتائج طريفة منها أنه وجد أن

القادة والمشرفين الناجحين يكون طولهم عادة أكثر من 180سم . غير أن الباحثين الذين

قاموا بهذه الدراسات لتحديد الصفات الشخصية للقادة الناجحين خرجوا بنتائج متباينة من

بحث لآخر وإن كان هناك اتفاق بينهم من حيث صفات الذكاء والشجاعة والقدرة على

التوجيه والإقناع .


ومع ذلك فإن بعض الصفات التي توصل إليها البحث لا يمكن أن تكتسب صفة العمومية .

فصفة الطول مثلاً بينما تصلح لقائد فريق من فرق السلة فإنها لا تلزم بنفس الدرجة

رئيس منظمة هندسية . هذا بالإضافة إلى أن مثل هذه الصفات الذاتية لا تحتفظ بنفس

أولويتها وأهميتها من موقف لآخر ، فإذا وجدنا قائداً حربياً على سبيل المثال تتوفر فيه

غالبية الصفات المرغوبة في القادة ولكن تنقصه روح ا لمبادأة والأقدام ، فهل يصلح مثل

هذا الشخص لأن يكون قائد في موقعه العسكري إن هذه النظرية لا تستطيع الإجابة

على مثل هذا التساؤل . هذا بالإضافة إلى أن السمات القيادية نفسها تتوزع على مدى

واسع بين غير القادة .

واصطدام نظرية السمات بمثل هذه التساؤلات لم يمنع من الأخذ بها أساساً لاختيار

القيادات في بعض المواقع حتى أصبحت الصفات الذاتية للقيادة من المقاييس المطبقة

على نطاق واسع في بعض المنظمات في مجال اختيار أصلح المديرين .



ثالثاً : النظرية الموقفية :

تقوم هذه النظرية على افتراض أساسي مؤداه أن أي قائد لا يمكن أن يظهر كقائد إلا إذا

تهيأت في البيئة المحيطة ظروف مواتية لاستخدام مهاراته وتحقيق تطلعاته ، أو بمعني

آخر فإن ظهور القائد لا يتوقف على الصفات الذاتية التي يستمتع بها وإنما يعتمد في

المقام الأول على قوى خارجية بالنسبة لذاته لا يملك سوى سيطرة قليلة عليها وقد لا

يملك سيطرة عليها بالمرة .

ويرد على أنصار هذه النظرية بأن القيادة يصعب أن تكون وقفاً تماماً على الموقف

والظروف ، وأن الفروق الفردية تؤثر بوضوح في إدراك الأفراد اجتماعياً للآخرين ، ومن ثم

تلعب دورها الهام في تحديد ما هو مناسب من المواقف لظهورهم كقادة .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

وظائف القائد :


تختلف الوظائف التي يمارسها القائد باختلاف الجماعات التي يقودها ، مدنية كانت أم

عسكرية ، ومن هذه الوظائف :

1- أن يكون القائد أباً للجماعة التي يقودها.

2- أن يكون القائد القدوة الحسنة لجماعته .

3- أن يكون لدى القائد ثقافة وخبرة ومعلومات في كل المجالات ، لأنه يعتبر المرجع

بالنسبة إلى جماعته.

4- يعتبر القائد كممثل لجماعته مع الآخرين.

5- يقوم القائد بدور الموجه والمشرف والمنسق والمخطط لجماعته ، فهو الذي يحدد

الأهداف ويرسم السياسات.

6- أن يقوم بتقوية وتحسين العلاقات القائمة بين أعضاء جماعته.

7- أن يعمل بمبدأ الثواب والعقاب مع جماعته.

8- أن يقوم برفع معنويات جماعته ، وذلك من خلال الاختلاط بهم ومحادثتهم وزيارة

أماكنهم ومواقع تواجدهم والتعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم ومشاركته لهم في كل

الظروف ، في السلم والحرب ، وتقديم الهدايا لهم في المناسبات الوطنية والدينية.

9- الاهتمام بالعناصر الكفوءة والمخلصة وتسليمها المسؤوليات كل حسب طاقته

وكفاءته.
10- متابعة جماعته والأشراف على تنفيذ واجباتهم.

11- وضع جهاز استشاري تحت تصرفه يستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم ويستشيرهم

في الظروف الحرجة.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001


الخاتمة



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد بن عبد الله أشرف المرسلين

من عند رب العالمين عليه أفضل الصلاة والتسليم إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه

وسلم أجمعين … وبعد

فهذه بحث عن القيادة وأنواعها نقل لتعم به الفائدة والله من وراء القصد.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

المراجع

1- مقدمة في إدارة وتنظيم التعليم تأليف الدكتور / صلاح الدين جوهر
2-القيادة والآمرة – جامعة البكر للدراسات العليا ، ص3 ، بغداد ، 1984م.
3-السبيل إلى القيادة – مونتغمري – ترجمة العميد الركن حسن مصطفى ، بيروت ، دار الطليعة ، 1966م.
4-القيادة عقل وقلب – الفريق الركن إسماعيل تايه النعيمي ، ص10 ، مديرية التطوير القتالي ، العدد 30 ، 1984م .
5-علم الاجتماع ومدارسه – د. مصطفى الخشاب ، ج1 ، الدار القومية ، القاهرة ، 1965م.
6-القيادة عقل وقلب – الفريق الركن إسماعيل تايه النعيمي ، ص22-23.
7-علم النفس – كامل علوان الزبيدي ، ص47 ، الدار العربية للموسوعات ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1988

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

لا تنسوني من دعائكم

دمتم بحفظ الله
avatar
ابن الجنوب
☆ الأعضاء ☆
☆ الأعضاء ☆
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام

عدد الرسائل : 1
احترام القانون : القيادة الإدارية والرئاسة 69583210
نقاط : 5460
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 14/10/2009
القيادة الإدارية والرئاسة 0012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القيادة الإدارية والرئاسة Empty رد: القيادة الإدارية والرئاسة

مُساهمة من طرف حَسَّـأَنْ الصَّرَايرة الأربعاء أكتوبر 28, 2009 10:46 am

طرح بمنتهى الروع ـه غ ـااليتي
وبه من الح ـكم الكثير

بوركت أنااملكـ
وربي يع ـطيكـ الع ــاااافيه



ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ ღ
القيادة الإدارية والرئاسة 167835030243994
حَسَّـأَنْ الصَّرَايرة
حَسَّـأَنْ الصَّرَايرة
♝ آســاتذة ♝
♝ آســاتذة ♝
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام
جائزه المواضيع المميزه
جائزة الاعضاء كتاب المواضيع
جائز المجموعات
جائزه عدد النقاط
جائزة الاعضاء المبدعون

عدد الرسائل : 95
الابراج : الجوزاء الثعبان
الموقع : https://stst.yoo7.com
احترام القانون : القيادة الإدارية والرئاسة 69583210
نقاط : 8997
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 30/11/2008
تعاليق : حتى و ان أحتضنتُ جميع الناس من بعدكِ ..
لا الهمسُ همسكِ ..
ولا العطرُ عطركِ ..
ولا هم أنتِ ...
ذكر القيادة الإدارية والرئاسة 167835030241522

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القيادة الإدارية والرئاسة Empty رد: القيادة الإدارية والرئاسة

مُساهمة من طرف جاسم المسعودي الثلاثاء فبراير 01, 2011 7:28 pm

نقآء آلروح كتب:
القيادة الإدارية والرئاسة

المقدمة


القيادة الحكيمة هي التي تكون قادرة على قيادة الآخرين من أجل تحقيق إنجازات

متميزة وهذا النوع من القيادة يكون له السبق في فهم الوضع الحالي وما يؤثر عليه من

مستجدات كما أنها تكون قادرة على فهم ما سيكون عليه المستقبل حيث تنظر إليه

بطريقة ذكية وتعمل على تطويعه لخدمة أهدافها.


فإن لم تستطع هذه القيادة تطويع المستقبل ليتلاءم مع خططها، أبدعت أساليب متطورة

وغيرت من خططها لخلق ظروف أفضل للنجاح. إن هذا النوع من القيادة تكون متبصرة

للمستقبل آخذة بعين الاعتبار إنجازاتها في الماضي. فهي كقائد السيارة، ينظر في

معظم الوقت إلى الأمام لكنه يلتفت بين الفينة والأخرى في المرآة ليرى ما خلف وراءه.

هذه القيادة تكون قادرة وبكل المقاييس على الإبداع والخلق وهي قادرة على إحاطة

نفسها بأناس قادرين على مد يد العون والمساعدة لها في أي وقت لإتمام الخطط التي

وضعتها. وهؤلاء الناس هم دعامة القيادة الرئيسية وهم الفرق التي تحقق النجاح لها

بشكل خاص وللمؤسسة التي يعملون فيها بشكل عام، حيث يسمو الهدف الأكبر لهذه

الفرق على الهدف الخاص لكل فرد من أفراد الفريق.


إن وجود الفرق يؤدي إلى طمأنة الأفراد خاصة عندما يخرجوا من نطاق "منطقة الراحة"

التي تعودوا على العمل داخلها، فهم يشعرون بالراحة والطمأنينة ما داموا بداخل هذه

المنطقة، ويشعرون بشيء من القلق إذا خرجوا منها.


القيادة المتبصر تُخرج أفراد الفرق خارج منطقة الراحة ليتدربوا على ظروف وأعمال

وأوضاع ليست مألوفة إليهم، وليتحصنوا بالبصيرة ووسع الأفق والتدرب على العمل

بفعالية اكبر مع بعضهم البعض. إن العمل خارج منطقة الراحة يضع الفرق أمام تحدٍ

لانفعالاتهم ومقدرتهم الجسدية والعقلية كذلك.


إن بعض التمرينات والتحديات التي تمارسها الفرق خارج منطقة الراحة تساعد أفراد

الفرق على فهم بعضهم بعضاً وتركز على الكيفية التي يستطيعون بموجبها أن يكونوا

أكثر فعالية. وهنا فإن الفرق تسعى إلى استنباط حلول للمهام التي تود إتمامها، ويتبادل

أفراد الفرق الآراء ويضعون القرارات السريعة ويستطيعون التواصل بشكل سريع وفاعل.

كما أن هذه التمرينات والتحديات تساعد على تطوير مهارات جديدة لحل المشاكل وكذلك

لتطوير المهارات القيادية لدى الأفراد.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

القيادة الإدارية والرئاسة

إن القيادة بصفة عامة هي نوع خاص من العلاقة بين فرد ( قائد ) وجماعة ، تؤدي إلى

قدرته على دفعها على العمل كفريق متعاون منسجم نحو تحقيق هدف مرغوب .

وتعرف القيادة الإدارية بأنها ( القدرة على التأثير في الناس – أفراد وجماعات – لكي

يتعاونوا في سبيل تحقيق هدف مرغوب فيه ، أو بأنها ( القدرة على توجيه سلوك جماعة

معينة لتحقيق هدف مشترك ) ولكي لا يتبادر إلى الذهن أن القيادة عملية تسير من

جانب واحد فإنه يكفي أن تتأمل في العديد من تلك المواقف التي نجد فيها فرداً تتوفر

فيه صفات القيادة المتعارف عليها ولكنه يفشل في قيادة جماعة معينة من الناس . إن

السبب في فشل بعض الأفراد المشهورين بالنزعة القيادة – إذا جاز لنا هذا التعبير – إنما

يرجع إلى أسباب خارجية تماماً عن ذواتهم ، وتتلخص في عدم استجابة أفراد الجماعة

استجابة إيجابية لمحاولاتهم القيادية ، فتصبح تلك المحاولات عديمة الجدوى ، ولا تحقق

الهدف منها . من أجل هذه الحقائق التجريبية فإننا نميل إلى تعريف القيادة على أنها

( تلك الصفة التي تخلعها جماعة معينة على فرد من أفرادها تتوافر فيه خصائص

وقدرات معينة تجعله في نظرهم أهلاً للصدارة وأحق بالقيادة ).

ويؤيد هذه النظرة الأخيرة إلى القيادة أصحاب ( النظرية الموقفية ) ففي رأيهم أن القيادة

لا ترتبط كلية بخصائص وصفات الفرد ( القائد ) ولكنها ترتبط أيضاً بالعلاقة الوظيفية بينه

وبين أعضاء الجماعة التي يحاول قيادتها . إن الموقف الذي يعيشه القائد مع الجماعة هو

الذي يحدد مصير قيادته .


ويختلف أنصار ( نظرية السمات ) في نظرتهم إلى القيادة عن نظرية أصحاب ( النظرية

الموقفية ) . إنهم ينادون بأن القائد يتمتع دون أتباعه من أفراد الجماعة ببعض السمات

والخصائص الفريدة التي تؤهله للقيادة . غير أنه يعاب على هذه النظرية – ضمن ثغراتها

العديدة – أنه حتى الآن لم يتمكن العلماء والباحثون من التعرف على أس سمات أو

خصائص على درجة عالية من الثبات يتصف بها القادة دون غيرهم .


وفي إطار هذا المفهوم للقيادة فأننا نميل مع من يميلون إلى التفرقة بين القيادة الإدارية

والرئاسة . فالرئاسة في نظرنا لا تتعدي كونها الإشراف على أداء الأعمال وفق تعليمات

محددة بطريقة رسمية ، وتقوم علاقة الرئيس بالجماعة التي يرأسها على أساس

سلطة رسمية مقررة .

وهناك من يحاولون التمييز بين القائد الإداري والرئيس على أساس بعض الصفات

السلوكية والسمات الشخصية ، فيقولون مثلاً أن القائد الإداري هو الذي يدفع العاملين

معه إلى العمل في تعاون ومحبة ، وهو الذي يعمل مع أعضاء الجماعة على قدم

المساواة ، وهو الذي يلتزم بمبدأ الحرية والقيادة الجماعية ، وهو الذي يحسن الانتماء

للجماعة التي يقودها ، وغير ذلك من الصفات . ونحن وإن كنا نؤمن بأهمية الصفات للقائد

الإداري إلا أننا نرى أنها وغيرها من الصفات ليست هي الأصل والفيصل وإنما الأصل

والفيصل يتركزان في المصدر الذي تنبع منه سلطة كل من القائد الإداري والرئيس .

وهنا نجد أن الرؤساء يستمدون سلطاتهم في العادة من خارج الجماعة التي يرأسونها .

فالتشريعات والقوانين واللوائح التي تحكم حياة المنظمات هي التي تنص على نوع

السلطة التي يجوز أن يمارسها الرؤساء ومدي هذه الممارسة وهفي في نفس الوقت

تلزم الأفراد باحترام سلطة الرؤساء والامتثال لأوامرهم وتعليماتهم وتوجيهاتهم . أما

القادة الإداريون فأنهم يستمدون سلطاتهم عادة من رضا الجماعة النابع من إحساس

وإيمان بقدرتهم على قيادة الجماعة نحو تحقيق الأهداف المرغوبة . وطبيعي أنه لا

يستطيع فرد أن يتوصل إلى رضا الجماعة على قيادته ما لم تتوفر فيه خصال وميزات

تجعله موضع ثقة الجماعة وحبها واحترامها .


وعلى الرغم من هذا الفرق الواضح بين القيادة الإدارية والرئاسة فإننا لا نميل إلى

المفاضلة بينهما ، ولكن نكتفي بالتمييز بينهما فحسب . ونحن عندما نميز بينهما لا نقول –

كما يقول البعض – أن القيادة الإدارية أسمى درجة من الرئاسة أو أن الرؤساء ينبغي أن

يعملوا جاهدين على أن يصبحوا قادة إداريين ، وذلك لأننا نؤمن بأن هناك من المواقف

تتطلب تفضيل سلوك القيادة الإدارية . ولعل الباحثين يولون اهتمامهم يوماً لدراسة مثل

هذه المواقف بهدف إبراز خصائصها ومعالمها الأساسية .


هذا ومن المهم أن نشير إلى نظرتنا إلى القيادة الإدارية على أنها نوع خاص من العلاقة

بين قائد وتابع في إطار تنظيم رسمي تحتم علينا أن ندرك أن فعالية هذه العلاقة لا

تتوقف على شخصية القائد فحسب وإنما تتوقف وتتأثر أيضاً بشخصية التابعين – أو

المرءوسين – وبالمهمة والهدف الذي تسعى إلى تحقيقه المؤسسة .


أن دور التابعين دور واضح في استخدام مواهبهم وقدراتهم في أداء الأعمال التي توكل

إليهم وفقاً لتوجيهات القائد . وهم بحكم وضعهم في المؤسسات أقرب إلى الواقع وأول

من يحس بمشاكل العمل . وفوق ذلك فأن دورهم خطير في تكريس الجهود من أجل

تحقيق أهداف المؤسسة . وإنهم بتعاونهم أو بنفورهم من بعضهم البعض قادرون على

تيسير دور القائد أو جعل هذا الدور ضرباً من المستحيل .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001


نطاق التمكن ( نطاق الإشراف )



نطاق التمكن من المفاهيم الشائعة الاستعمال في مجالات الإدارة منذ أمد بعيد

والمقصود بنطاق التمكن هو عدد العاملين الذين يمكن لرئيس واحد أن يقوم بتوجيههم

والإشراف على عملهم بكفاءة وبدون إرهاق .

وقد تعددت البحوث والدراسات التي استهدفت تحديد النطاق الأمثل

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

القيادة والإشراف


فن القيادة


تعتبر القيادة من المواضيع المهمة والبالغة الخطورة في حياة الشعوب ، فالقائد الجيد هو

الذي يوصل شعبه إلى شاطئ الأمان ، وبعكس ذلك القائد الفاشل هو الذي يؤدي

بشعبه الى الهاوية ، ويؤكد علماء النفس الأجتماعي على أهمية القيادة والدور الذي

تلعبه في بناء الشعوب وتطورها وتماسكها.


ولما كان السلوك البشري يسعى دائماً إلى تحقيق أهداف حيوية متجددة لشعوبها ، فإن

القيادة تعمل على بلورة هذا الهدف حتى يكون محدداً واضح المعالم وذلك باستخدام

وسائل مناسبة لتحقيق الهدف. لذا يعتبر فن القيادة ظاهرة اجتماعية توجه حياة الناس

نحو تحقيق أهدافهم.

أذن القيادة : هي إدارة وتنفيذ وتخطيط وتمثيل شعبها وضبط

العلاقة بين أجهزتها والأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في تسيير الأمة للوصول الى هدفها

المنشود.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

تعريف القيادة:

للقيادة أكثر من تعريف وأكثر من معنى ، ويرجع السبب في ذلك الى تحديد نوع القيادة ،

فقسم من يحدد القيادة بالمركز الذي يشغله الفرد في الأمة ، وقسم من يحددها

بقدرات الفرد وسماته الشخصية.

واليك بعض تعريفاتها :

1- هي فن التأثير في الناس وتوجيههم بأسلوب يتم به الحصول على طاعتهم الراضية

وثقتهم واحترامهم وتعاونهم المخلص لأنجاز العمل المطلوب وتحقيق الهدف أو الأهداف

المنشودة .

2- ويعرف المارشال (William slim) القيادة : بأنها مزيج من القوة والقدرة على الإقناع

والإكراه ، ويضيف بأنها ظاهرة إبراز شخصيتك الخاصة بك ، بحيث تجعل أفرادك يعملون

ما تريده منهم حتى ولو كانوا غير متحمسين للقيام بالعمل المطلوب .

ويشير أيضاً الى أن القيادة هي شئ ذاتي وشخصي ولأجل أن تصبح قائداً لابد أن كونت

شخصيتك ، والشخصية هذه ينبغي أن تتسم بسجايا معينة التي أهمها الشجاعة وقوة

الإرادة والإبداع والمعرفة.

3- ويعتبر القائد العسكري مونتغمري القيادة : بأنها المحرك الأساس للقوات ومقومة

أساسية من مقومات الحرب.

4- ويذكر فوش بأن قيادة الرجال لا تعني أبداً أن يكون القائد غامضاً ، ذلك أن القيادة أمر

بسيط ، ولكن المهم أن نفهم من نتعامل معهم وإفهامهم رأينا.

ولكن للأسف الشديد أقولها بكل بصراحة وحرقة أن قادة الفصائل الستة في مؤتمر

المعارضة الأخير الذي عقد في لندن مؤخراً لم يكونوا متفاهمين وواضحين مع غيرهم ،

لا بل أكثر من هذا أنهم غير متفاهمين وغير واضحين فيما بينهم ، وأذكر لك دليلاً واحداً لا

أكثر ، ذُكر ترشيح أسم مشعان الجبوري من قبل مسعود البارزاني على المنصة عند

قراءته أسماء مرشحيه ، ولم يطرح أسم مشعان في أية قائمة خلال الأربعة أشهر من

اجتماعات اللجنة التحضيرية ولا في اجتماعات المؤتمر. وهذا يدل على أنهم نسيج غير

متجانس لا يستطيعون قيادة العراق ديمقراطياً ، وقد سائل يسأل ما هو دليلك على ذلك

؟ أجيب عليه باختصار: الفصائل الستة منذ تأسيسها ولحد الآن لم تجري أي عملية

انتخابات في أحزابها ، رغم مطالبة الجماهير بذلك ، ولكنها رفضت بقوة ، والآن لا يوجد

لديهم كرسي حكم فكيف غداً ؟

5- ويمكن تعريفها بأنها عملية تربوية اجتماعية تستهدف توجيه الجماهير إلى تحقيق

أهدافها وتنفيذ برامجها . وبتعريف أكثر اختصاراً : هي عملية كسب العقول والقلوب.

إذن القيادة هي ظاهرة توجد في الجماعات الاجتماعية ومنها الجماعات السياسية ،

وعادة يستخدم القائد ذكاءه وآرائه ومشاعره وكل ما يملكه من جهة ومعرفة ومهارة

للتأثير على سلوك الأفراد وتوجيه ما عندهم من قدرات واستعدادات توجيهاً خاصاً يخدم

أغراض الجماعة وتطلعاتها وأهدافها البعيدة. ان كل هذا يدل على أن القيادة هي عملية

حيوية أساسها العلاقات المتبادلة بين القائد وأتباعه.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001


صفات القائد:

لا يمكن أن ينجح القادة في مهامهم ومسؤولياتهم السياسية والاجتماعية إذا لم يتسموا

بالصفات الإيجابية للقيادة الناجحة التي تمكنهم من كسب عقول الناس والتفاعل معهم

بصورة حية وجيدة .

ويقول الفيلسوف الفارابي في كتابه الشهير (المدينة الفاضلة) القائد : هو منبع السلطة

العليا والمثل الأعلى الذي تتحقق في شخصيته جميع معاني الكمال ، وهو مصدر حياة

المدينة ودعامة نظامها. ومنزلة القائد للأفراد كمنزلة القلب بالنسبة لسائر أنحاء الجسم ،

لذلك لا يصلح للقيادة إلا من زود بصفات وراثية ومكتسبة يتمثل فيها أقصى ما يمكن أن

يصل إليه الكمال في الجسم والعقل والعلم والخلق والدين.


ويذكر الفارابي بأن قائد المدينة الفاضلة (القائد السياسي أو العسكري) يجب أن يتصف

بالمزايا التالية:

1- أن يكون شجاعاً .

2- أن يكون ذكياً.

3- أن يكون تام الأعضاء وسليم الحواس.

4- أن يكون جيد الفهم والتصور لكل ما يقال أمامه.

5- أن يكون حسن العبارة وقوي اللسان.

6- أن يكون محباً للعلم والعلماء.

7- أن يكون صادقاً ومحباً للصدق والوفاء.

8- أن يكون محباً للعدل ويكره الظلم.

9- أن يكون كبير النفس محباً للكرامة .

10- يجب أن لا يهتم بجمع المال.

11- يجب أن يكون اجتماعيا ومتواضعاً.

12- أن يكون قوي العزيمة على الشيء الذي يرى أنه ينبغي أن يفعل ، جسوراً مقداماً

غير خائف ولا ضعيف النفس.


القيادة الإدارية والرئاسة 152001


تصنيف القادة :

يمكن تصنيف القادة حسب عامل التوازن بين العقل والقلب إلى ثلاثة أصناف:

1- قائد يتمتع بعقل كبير وقلب ضعيف ، أي أنه قائد ذكي ولكنه ليس شجاع وبالتالي

ليس قائداً جريئاً ، يرتبك ويتردد في المواقف الصعبة ، فلا يستطيع إعطاء القرار الملائم

في الوقت المناسب ، فأوامره يشوبها التردد وغير قطعية.

2- قائد يتمتع بعقل صغير وقلب كبير ، أي أنه ليس ذكياً ولكنه شجاعاً وجريئاً ، فأن مثل

القائد يكون اندفاعه أهوجاً ينقلب وبالاً عليه وعلى شعبه ، فهو لا يبالي بالخسائر التي

تصيب شعبه ، ولا يتحسب للنتائج مسبقاً .

3- قائد يتمتع بعقل كبير وقلب كبير ، أي أنه ذكي وشجاع ، وهذا الشخص هو الذي وهبه

الله الموازنة المطلوبة بين العقل والقلب ليخلق منه قائداً ذكياً شجاعاً مقتدراً على تجاوز

الصعاب والمحن .

المطلوب من المعارضة العراقية البحث عن هكذا قائد وتشخيصه والالتفاف حوله ودعمه

والاهتمام به ، خوفاً من فوات الفرصة مرة أخرى عندما انتفضت أربعة عشر محافظة

عراقية ولم يدخل أي قائد من القادة المعروفين إلى داخل العراق أو وقوفه على الحدود

لكي يوجه الثوار والمنتفضين إلى تحقيق هدفهم المنشود.


القيادة الإدارية والرئاسة 152001

أنواع القيادة :

هناك ثلاثة أنواع من القيادات ، يمكن تصنيفها من حيث أسلوب تعامل القادة مع شعوبها

وهي:

1- القيادة الديكتاتورية (الاستبدادية) : هي التي تضع السلطة

أو المسؤولية في يدها ، وتعطي الأوامر إلى أجهزتها وتصر على إطاعتها دون مراعاة

للجو الانفعالي المحيط بها ، وسواء كان الأمر الصادر منها صحيحاً أم خطأ ، وتتسم

بالسيطرة والتحكم ، وهي التي تحكم الشعب بالنار والحديد .


2- القيادة الفوضوية : هي التي تترك الأمور تجري على هواها

وتضع المسؤولية على أتباعها ولا تشترك معهم أو توجههم ، وتتميز باطلاق الحبل على

الغارب وترك الأمور دون ضوابط .


3- القيادة الديمقراطية : هي التي تقوم بتوزيع السلطة

والمسؤولية على العناصر الكفوءة والمخلصة لوطنها ولشعبها وفق قدراتهم وإمكاناتهم

، وأساسها الشورى وحرية الرأي والاحترام المتبادل ، وتشترك القيادة مع شعبها كواحد

منها ، لا كفرد متميز عنها ، تشجع كل فرد على إبداء رأيه ، والديمقراطية لا تعني

الفوضى أو التنكر للنظام ولا تعني ضياع نفوذ القيادة ، لأن القيادة في الشعب

الديمقراطي أقوى ، إذ الشعب كله من ورائها وإلى جانبها ، كذلك فالديمقراطية لا تعني

مجرد حكم الأغلبية لأن القيادة الماهرة تعمل على توضيح الآراء والأفكار وتركيزها

وترمي الى أبعد من ذلك وهو الظفر برأي الأغلبية لذلك فإن النظام الديمقراطي أشق

وأصعب من غيره من نظم القيادة .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

معني القيادة :

يمكن أن ندرك معنى القيادة وأهميتها إذا حاولنا أن نربط بينها وبين طبيعة سلوك الكائنات

الحية بوجه عام والإنسان منها بوجه خاص . يتميز سلوك الكائنات الحية بأنه يسعى إلى

تحقيق هدف أو أهداف حيوية متجددة وهذه الأهداف يكون لها أهمية خاصة بالنسبة

لبقاء الكائن الحي واستمراره ، فمنذ بدء الخليقة نجد الإنسان يسعى دائماً ويبحث عن

أشياء ضرورية لبقائه وتحسين حالته ، ونجده يشعر بالرضا والارتياح إذا تحققت أهدافه

هذه ، ويحاول أن يعدل من سلوكه وتصرفاته إذا لم يستطع تحقيقها .


وقد أدرك الإنسان بحكم حياته وتجاربه الطويلة العديدة أن الأهداف التي يرنو إليها

ويسعى إلى تحقيقها ليست كلها من النوع الذي يمكن تحقيقه بجهوده الفردية المستقلة

، وأيقن بفطرته أن التعاون مع غيره من بني الإنسان يساعد على تحقيق أغراضه

وأهدافه بشكل أيسر وفي وقت أقصر . وبالتدريج أخذ إيمان الإنسان يزداد في قيمة

العمل الجماعي ، وبدأ يقينه يتضاعف في أن العمل كلما أزداد تعقيده نقصت قدرة الفرد

على القيام به وحده . وحقيقة الأمر في ظل الحياة الاجتماعية المعقدة التي يعيشها

المجتمع الإنساني المعاصر أن غالبية الأعمال – إن لم تكن كلها – أصبحت تحتاج لأدائها

إلى عمل ونشاط جمعي تتضافر فيه جهود مجموعات من الناس في تناسق ونظام لكي

تحقق الأهداف المنشودة من ورائه .

ولما كان هذا العمل الجمعي بتلك المواصفات المذكورة لا يمكن أن يتحقق بدون جهد

خاص وموجه لتحقيقه ، فقد أصبح لزاماً أن يتوفر لكل جماعة تعمل معاً لتحقيق هدف أو

أهداف مشتركة واحد منهم – أو من خارج الجماعة أحياناً – تكون مهمته الأولي هو

توجيه وتنسيق العمل الجمعي وتسديد خطاه نحو أهدافه المنشودة ، وهذا الشخص هو

ما جرى العرف على تسميته بالقائد .

في ضوء هذا إذن يمكن تعريف القائد بأنه الشخص الذي يعمل على الوصول بالجماعة

إلى تحقيق أهدافها وأغراضها الخاصة . وفي سبيل تحقيق هذا فإن القائد يعمل دائماً

على تقوية وتدعيم العلاقات بين أفراد الجماعة حتى يزيد من تماسكها ومن صلابتها .

وفي سبيل تحقيق أهداف الجماعة أيضاً فهو يعمل على تعديل سلوك الجماعة بما

يكفل عدم حيودها عن الخط الذي يوصل إلى تلك الأهداف هذا هو مضمون كلمة

( القائد ) في أبسط صوره وأوضحها .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

نظرية القيادة :

لقد شغلت ظاهرة القيادة الجنس البشري منذ حقبة طويلة من الزمن ، وكان طبيعياً أن

تصدر فيها آراء كثيرة وأن تقوم حولها بحوث عديدة للوقوف على طبيعتها وأبعادها

ومقوماتها . وقد أسفرت هذه البحوث عن نتائج مفيدة وحقائق عن ظاهرة القيادة

والقادة .وأهم هذه النظريات :


أولاً : نظرية الرجل العظيم :

تقوم هذه النظرية على الافتراض بأن التغييرات الجوهرية العميقة التي حدثت في حياة

المجتمعات الإنسانية إنما تحققت عن طريق أفراد ولدوا بمواهب وقدرات فذة غير عادية

تشبه في مفعولها قوة السحر ، وأن هذه المواهب والقدرات لا تتكرر في أناس كثيرين

على مر التاريخ . وهذه ا لنظرية ، على الرغم من وجاهتها ، إلا أنها تصطدم ببعض

الحالات التي تقلل من صدقها . ففي بعض الحالات نجد أمثال هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين

نجحوا في دفع جماعتهم إلى الأمام عجزوا في بعض الظروف عن تحقيق أي تقدم مع

نفس الجماعات وفي بعض الحالات الأخرى عجز هؤلاء الرجال الأفذاذ عن قيادة جماعات

أخرى غير جماعتهم الأصلية .

من هذا نستطيع أن نخلص بأن القيادة ليست صفة مطلقة يتمتع بها أفراد دون أفراد

آخرين وإنما هناك عوامل أخرى تتدخل في الأمر ، منها الظروف المحيطة بالجماعة

وكذلك نوعية الجماعة ذاتها .


ثانياً : نظرية السمات :

تقوم هذه النظرية على أن القادة يتصفون عادة بمجموعة من الصفات الشخصية التي

تلازم النجاح . وقد أدت دراسة هذه الصفات إلى الخروج بنتائج طريفة منها أنه وجد أن

القادة والمشرفين الناجحين يكون طولهم عادة أكثر من 180سم . غير أن الباحثين الذين

قاموا بهذه الدراسات لتحديد الصفات الشخصية للقادة الناجحين خرجوا بنتائج متباينة من

بحث لآخر وإن كان هناك اتفاق بينهم من حيث صفات الذكاء والشجاعة والقدرة على

التوجيه والإقناع .


ومع ذلك فإن بعض الصفات التي توصل إليها البحث لا يمكن أن تكتسب صفة العمومية .

فصفة الطول مثلاً بينما تصلح لقائد فريق من فرق السلة فإنها لا تلزم بنفس الدرجة

رئيس منظمة هندسية . هذا بالإضافة إلى أن مثل هذه الصفات الذاتية لا تحتفظ بنفس

أولويتها وأهميتها من موقف لآخر ، فإذا وجدنا قائداً حربياً على سبيل المثال تتوفر فيه

غالبية الصفات المرغوبة في القادة ولكن تنقصه روح ا لمبادأة والأقدام ، فهل يصلح مثل

هذا الشخص لأن يكون قائد في موقعه العسكري إن هذه النظرية لا تستطيع الإجابة

على مثل هذا التساؤل . هذا بالإضافة إلى أن السمات القيادية نفسها تتوزع على مدى

واسع بين غير القادة .

واصطدام نظرية السمات بمثل هذه التساؤلات لم يمنع من الأخذ بها أساساً لاختيار

القيادات في بعض المواقع حتى أصبحت الصفات الذاتية للقيادة من المقاييس المطبقة

على نطاق واسع في بعض المنظمات في مجال اختيار أصلح المديرين .



ثالثاً : النظرية الموقفية :

تقوم هذه النظرية على افتراض أساسي مؤداه أن أي قائد لا يمكن أن يظهر كقائد إلا إذا

تهيأت في البيئة المحيطة ظروف مواتية لاستخدام مهاراته وتحقيق تطلعاته ، أو بمعني

آخر فإن ظهور القائد لا يتوقف على الصفات الذاتية التي يستمتع بها وإنما يعتمد في

المقام الأول على قوى خارجية بالنسبة لذاته لا يملك سوى سيطرة قليلة عليها وقد لا

يملك سيطرة عليها بالمرة .

ويرد على أنصار هذه النظرية بأن القيادة يصعب أن تكون وقفاً تماماً على الموقف

والظروف ، وأن الفروق الفردية تؤثر بوضوح في إدراك الأفراد اجتماعياً للآخرين ، ومن ثم

تلعب دورها الهام في تحديد ما هو مناسب من المواقف لظهورهم كقادة .

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

وظائف القائد :


تختلف الوظائف التي يمارسها القائد باختلاف الجماعات التي يقودها ، مدنية كانت أم

عسكرية ، ومن هذه الوظائف :

1- أن يكون القائد أباً للجماعة التي يقودها.

2- أن يكون القائد القدوة الحسنة لجماعته .

3- أن يكون لدى القائد ثقافة وخبرة ومعلومات في كل المجالات ، لأنه يعتبر المرجع

بالنسبة إلى جماعته.

4- يعتبر القائد كممثل لجماعته مع الآخرين.

5- يقوم القائد بدور الموجه والمشرف والمنسق والمخطط لجماعته ، فهو الذي يحدد

الأهداف ويرسم السياسات.

6- أن يقوم بتقوية وتحسين العلاقات القائمة بين أعضاء جماعته.

7- أن يعمل بمبدأ الثواب والعقاب مع جماعته.

8- أن يقوم برفع معنويات جماعته ، وذلك من خلال الاختلاط بهم ومحادثتهم وزيارة

أماكنهم ومواقع تواجدهم والتعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم ومشاركته لهم في كل

الظروف ، في السلم والحرب ، وتقديم الهدايا لهم في المناسبات الوطنية والدينية.

9- الاهتمام بالعناصر الكفوءة والمخلصة وتسليمها المسؤوليات كل حسب طاقته

وكفاءته.
10- متابعة جماعته والأشراف على تنفيذ واجباتهم.

11- وضع جهاز استشاري تحت تصرفه يستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم ويستشيرهم

في الظروف الحرجة.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001


الخاتمة



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد بن عبد الله أشرف المرسلين

من عند رب العالمين عليه أفضل الصلاة والتسليم إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه

وسلم أجمعين … وبعد

فهذه بحث عن القيادة وأنواعها نقل لتعم به الفائدة والله من وراء القصد.

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

المراجع

1- مقدمة في إدارة وتنظيم التعليم تأليف الدكتور / صلاح الدين جوهر
2-القيادة والآمرة – جامعة البكر للدراسات العليا ، ص3 ، بغداد ، 1984م.
3-السبيل إلى القيادة – مونتغمري – ترجمة العميد الركن حسن مصطفى ، بيروت ، دار الطليعة ، 1966م.
4-القيادة عقل وقلب – الفريق الركن إسماعيل تايه النعيمي ، ص10 ، مديرية التطوير القتالي ، العدد 30 ، 1984م .
5-علم الاجتماع ومدارسه – د. مصطفى الخشاب ، ج1 ، الدار القومية ، القاهرة ، 1965م.
6-القيادة عقل وقلب – الفريق الركن إسماعيل تايه النعيمي ، ص22-23.
7-علم النفس – كامل علوان الزبيدي ، ص47 ، الدار العربية للموسوعات ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1988

القيادة الإدارية والرئاسة 152001

لا تنسوني من دعائكم

دمتم بحفظ الله
جاسم المسعودي
جاسم المسعودي
☆ الأعضاء ☆
☆ الأعضاء ☆
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام

عدد الرسائل : 1
الابراج : الاسد الحصان
احترام القانون : القيادة الإدارية والرئاسة 69583210
نقاط : 4965
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 01/02/2011
القيادة الإدارية والرئاسة 0012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القيادة الإدارية والرئاسة Empty رد: القيادة الإدارية والرئاسة

مُساهمة من طرف احمد الطاهر الثلاثاء أكتوبر 23, 2012 1:17 am

برافو موضوع ممتع حقيقى
احمد الطاهر
احمد الطاهر
☆ الأعضاء ☆
☆ الأعضاء ☆
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام
جائزه المواضيع المميزه

عدد الرسائل : 4
الابراج : الميزان القط
احترام القانون : القيادة الإدارية والرئاسة 69583210
نقاط : 4339
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 22/10/2012
ذكر القيادة الإدارية والرئاسة 0012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى