الاضطرابات النفسية: الخوف وقلق الانفصال

الاضطرابات النفسية: الخوف وقلق الانفصال
تعريف الاضطرابات النفسية: يسود الاعتقاد بأن فترة الطفولة هي أجمل فترات الحياة، وأنها خالية من الضغوط والمعاناة النفسية التي يعاني منها الكبار، غيرأن الحقيقة العلمية تقول: إن الأطفال يعانون من اضطرابات نفسية مثل الكبار ولكن تنقصهم الوسيلة للتعبير عن معاناتهم، فمنهم من يعاني من القلق، والكآبة، والتوحد، وضعف الانتباه، واضطرابات سلوكية وأمراض نفسية .. دون أن يتمكنوا من التعبير عنها، وتبقى المشكلة قائمة معهم أحيانا إلى سن المراهقة ، لهذا ارتأيت أن أعرف ببعض الاضطرابات النفسية البارزة والتي تتجلى في المشاكل السلوكية والتي منها: الخوف والقلق.
أولا – مخاوف الأطفال:
قبل الدخول في الموضوع نذكر بعض نقاط هامة:
1- إن الطفل يخاف من بعض المثيرات ولكن إن بعض هذه المخاوف صحي ويؤدي وظيفة حيوية لكي يحمي جسده مثل: الخوف من الطريق ومن السيارات ....إلخ وهذا الخوف أمر طبيعي، أما إذا كان كثير ومتكرر الوقوع فإنه يكون شاذا، كما أن انعدام الخوف في شخص ما أمر غير عادي ـ وهو نادر للغاية ـ وغالبا ما يكون سببه قلة الإدراك.
2- أهم ما يثير مخاوف الطفل هو الخوف من فقدان حب والديه له؛ خاصة إذا كان يصدر من الوالدين ما يدعم هذا الشعور عنده، فلابد أن يسمع الطفل من والديه أنهما يحبانه.
3- كذلك يرتبط الخوف من فقدان الأمن بالخوف من فقدان الحب؛ (فإذا افتقد الطفل الإحساس بالحب والإحساس بالأمن فقد غابت الدعامة الأساسية التي تبنى عليها الشخصية السوية).
تصنيف مخاوف الأطفال:
1- المخاوف الحسية : وهذه المخاوف يدركها الطفل بحواسه المختلفة: كالخوف من حيوان ما ، أو الطبيب..
2- المخاوف غير الحسية :لا يدرك الطفل حقيقة هذه
من بين ما يخاف منه الطفل الموت أو جهنم أو العفاريت أو الغول...
مصادر خوف الطفل :
أ- خوف الآباء أنفسهم :قد ينتقل الخوف من فرد إلى أخر خصوصا من الوالدين إلى أبنائهم ويؤدي هذا إلى إصابة الأطفال بالخوف.
ب- خوف الآباء و الأمهات على أبنائهم:إن هذا الخوف ينتقل عادة إلى الأبناء فيصبحون بذلك قلقين خائفين على أنفسهم، ونجدهم يتأثرون بسرعة ولديهم حساسية شديدة لأقل ألم، كما أنهم يهتمون بأنفسهم كثيرا.
ج- تشاجر الكبار والوالدين أو كثرة صخب الأب وغضبه:
هذه البيئة المشحونة بالتوترات لها أثر سيء على الطفل، لأنهما يمثلان له مصدر الأمان والحماية في العالم فإن تشاجرا فأين الأمان؟
د- كذلك قد تستخدم الأسرة الخوف لوظيفة حفظ النظام أو لدفع الطفل لعمل معين، أو منعه من القيام بعمل معين كاللعب أو الضوضاء أو غير ذلك .
هـ- يخطئ الآباء عندما يكتشفون خوف الطفل من أمر معين فيتخذونه تسلية خاصة لهم.
و- ومن أخطاء الآباء المعروفة في استثارة الخوف في أطفالهم أنهم قد يربطونه بأمر لم يقصد به أن يكون مخيفا مثلا الطبيب والدواء والمعلم.. وهذه كلها يجب أن تكون محبوبة للأطفال.
كيف نتغلب على مخاوف الأطفال :
1- أن يروِّض الآباء أنفسهم على عدم القلق على أبنائهم.
2- عدم استخدام الخوف كوسيلة للتربية.
4- إذا صادف الطفل ما يخيفه أو يزعجه: لا نساعده على النسيان حتى لا تدفن مخاوفه وتسبب له اضطرابات نفسية فيما بعد، لكن يجب أن نتفاهم معه و نوضح له الأمور بما يهوّنه على نفسه مع عدم خداعه.
4- في هذه المرحلة من العمر يستحب أن يكون الحث على التدين والسلوك القويم عن طريق زيادة حبه لله تعالى، و ما عنده في الجنة من نعيم أعده للذين يطيعونه، أكثر من التخويف بالنار وعذابها.
5- تعاون المدرسة مع الآباء في دفع المعاناة عن الطفل وعدم استخدام التخويف في التوجيه .
6- أن نقوم بإدخال الطمأنينة إلى نفوسهم دائما.
7- أن نؤكد لهم أنهم موضع رعاية و حب.
8-أن نعطي لهم تفسيرات مقبولة لكل الأحداث والوقائع التي يرونها غريبة.
9- ألا تسخر الأم من ابنها إذا عبر عن خوفه من أشياء أو أشخاص بل تبقى بجانبه وتطمئنه حتى يزول خوفه.
10- ألا نحكي لهم القصص المخيفة.
11- ألا نخوفهم إجبارا على الطاعة .
12- أن يستر الآباء خوفهم أمام أبنائهم، ذلك لأن الخوف ينتقل بالإيحاء، وإيحاء السلوك أقوى من إيحاء الألفاظ.
ثانيا: قلق الانفصال :
يعتبر قلق الانفصال من الاضطرابات المشهورة في مرحلة معينة من عمر الطفل، وليس هناك سن معينة لبدء هذا القلق، ولكن هناك فترات تمرّ عليه قد تؤدي لازدياد حجم هذا الاضطراب.
تعريفه: تعلق الطفل بأحد والديه أو إخوته أو أحد أقاربه تعلقا غير طبيعي .
مظاهره :
1- لا يستطيع مغادرة المنزل دون مرافقه أحد والديه .
2- يرفض العمل خارج نطاق الأسرة الصغيرة (أي نشاط يقوم به لا بد من وجود أفراد الأسرة )
3- رفض خروج أحد الوالدين من البيت أو ابتعاده عنه (وإذا خرج من المنزل فهو يبقى قلقا ويسأل عن موعد عودته لأن الطفل يخشى أن يحدث مكروه لهما، وهناك من يتخيّل أن والدته إذا خرجت فلن تعود فتنتابه نوبات البكاء ولا يفلح شيء في طمأنته حتى يراها أمامه، ودائما يكون لديه شعور بعدم الأمان في غياب أحد والديه، وربما يبقى جاثما في المكان الذي يذكره بوالدته مثل غرفتها أو خزانتها...إلخ. وهذا ما نسميه برهاب القلق فهو يظل قلقا إلى ما لا نهاية حتى تعود أمه .
4- رفضه الذهاب للمدرسة ( فهو يطلق أعذارا واهية مثل ادعاء أنه مريض وليس بصحة جيدة، خاصة عند وقت الذهاب للدراسة وعند تجاوزها يظهر على أنه أحسن حال، وقد يلجأ أحيانا إلى إعادة ما فعله في اليوم التالي و بنفس الأسلوب والتصرف.
علاجه: يجب علاجه بأسرع وقت ممكن فكلما تأخر الأهل في مواجهة الطفل كلما صعب إعادته إلى طبيعته.
1- ربما يظن بعض الأهل بأن إجبار الطفل على الذهاب إلى المدرسة قد يخلق ردة فعل عكسية ( يكره المدرسة مثلا)، لذلك يحاولون مسايرته باللين الذي لا يجدي في أكثر الحالات. والأحسن إعادة الطفل إلى المدرسة بأسرع وقت وإن كان باستخدام الحزم وقد يستغرق الوقت بضع أيام وقد تكون الفترة قصيرة.
2- و قد يؤدي تعاطف أحد الوالدين معه إلى تأخر في الدراسة فيجد زملاءه قد اجتازوا الكثير من المواد. إذن النتيجة هي كرهه للمدرسة وفعل المستحيل كي لا يذهب إليها لأنه يحس بالنقص الدائم أمام زملائه.
3- يجب أن يكون هناك اتفاق تام بين الوالدين ولا يضعف أحدهما ويتعاطف معه خاصة إذا كان يشعر بالتقصير اتجاهه.
4- يجب أن لا يرضخ للابتزاز العاطفي كأن يقول لها بأنه مكروه و لا أحد يحبه ... إلخ.
5- يجب أن يكون هناك أسلوب الثواب و التشجيع على عمل جيد يقوم به، مثلا: الطفل يحب اللعب إذن عندما يخرج الأهل يتركونه مع لعبته ولا يسأل عنهم فيكافئونه وكذا إذا خرج لوحده بدون أهله.
5- و إذا استعصى الأمر على الأهل يجب عليهم التعامل مع أشخاص متخصصين في الصحة النفسية للأطفال.
الطفل
إذا عاش في بيئة تنتقده تعلم أن يلعن الآخرين
إذا عاش في بيئة تكرهه تعلم أن يحارب الآخرين
إذا عاش في بيئة تخيفه تعلم أن يكون متوجسا للشر
إذا عاش في بيئة تشفق عليه تعلم أن يأسى لنفسه
إذا عاش في بيئة حقودة تعلم الإحساس بالذنب
إذا عاش في بيئة متساهلة تعلم أن يكون مريضا
إذا عاش في بيئة تشجعه تعلم أن يثق في نفسه
إذا عاش في بيئة تمتدحه تعلم أن يكون قادرا
إذا عاش في بيئة تشعره بالتقبل تعلم أن يكون محبا
إذا عاش في بيئة توافقه تعلم أن يحب نفسه
إدا عاش في بيئة تنصفه تعلم أن يقدر العدالة
إذا عاش في بيئة تأتمنه تعلم أن يقدر الصدق
إذا عاش في بيئة توفر الأمن تعلم أن يتعامل بصدق
إذا عاش في بيئة تصادقه تعلم أن العالم مكان يستحق أن يعيش فيه

إليزابيث هيروليك
من كتابها" التطور الفكري النفسي"

اشكرك للمرور
احترامي

كتاب مميز
اشكرك على الموضوع

حسان
مشكوووووووووور للمرور