الاتصال الفعال ...... حل للمشكلات

من طرف **محمد جعفر** الإثنين أكتوبر 29, 2012 10:21 am

الاتصال الفعال ...... حل للمشكلات

بالرغم
من أن الاتصال يحدث بين المعلم والطالب فترة طويلة من اليوم تمتد لأكثر من
ست ساعات, فإنه ثمة خلل يعيق هذا الاتصال, مما يجعله لا يحقق النتائج
المرجوة خاصة من النواحي الانفعالية, ولو تأملنا في معنى الاتصال وهو:
عملية إنتاج ونقل وتبادل المعلومات والأفكار والآراء والمشاعر والعواطف من
شخص إلى آخر بقصد التأثير والاستجابة. فإن بعض عمليات الاتصال التي تحدث
بين المعلم والطالب يتم نقل أثرها بقدر معقول مثل المعلومات والأفكار,
وبعضها الآخر يتم بقدر ضئيل أو بشكل غير مناسب مثل انتقال المشاعر
والعواطف, وينجم عن هذا الضعف في التواصل اختلاف بين الطالب والمعلم, يؤدي
إلى مشكلات عميقة من النواحي النفسية والسلوكية والتحصيلية .

وبما
أن الاتصال الذي يحدث بين المعلم والطالب هو في الغالب من النوع المباشر, (
وجها لوجه ) فإنه يفترض في المعلم أن يستخدم مجموعة من مهارات الاتصال,
تزيد من قوة تأثيره على كل طالب, ومن هذه المهارات: تعود الإصغاء, والصياغة
اللغوية واللفظية المناسبة التي تعبر عن المعاني والأهداف بيسر وسهولة,
وتنويع نبرة الصوت, والإنصات للمشاعر والأحاسيس, ومزج المرح وخفة الظل في
المادة التعليمية المعطاة للطلبة, واستخدام الإيماءات غير اللفظية, وتعابير
الوجه, وحركات الأيدي, والتواصل البصري ولغة العيون, ولغة الجسم عموما,
والمظهر واللباس والقيافة, والأهم هو نمذجة هذه المهارات كي يحبها الطلبة
من داخلهم لتساعدهم في التواصل العاطفي, فإذا أحب الطالب المعلم فإنه يعمل
أقصى طاقاته لإرضائه , ويمسي شغوفا لملاقاته والتتلمذ على يديه في اليوم
التالي .

تساعد
مهارات الاتصال في اكتشاف العواطف والمشاعر والحالة المزاجية السائدة في
الصف والبيئة المدرسية, والمعلم معني بتوفير فرص الصداقة والتعاون وخفض
وإزالة التوتر, وتعزيز الثقة وتنمية مشاعر الحب والاحترام المتبادل بينه
وبين الطلبة من جهة, وبين الطلبة أنفسهم من جهة أخرى, ولديه كثير من
الوسائل التي إن أحسن استخدامها سوف يحقق ما يريد, ومنها الوسائل الحديثة
المحببة للطلبة مثل العروض التقديمية والإنترنت .. وأرى أنه إذا جوَد
المعلم نظام اتصاله فإنه سوف يكون قادرا على حل معظم مشكلاته ليس في
المدرسة فحسب, بل في أسرته الصغيرة ومجتمعه الكبير.

إن
إدراك المعلم لكيفية تجنب معوقات الاتصال, والحالات الانفعالية للطلبة,
والبعد عن التحيز وعمليات الحكم الشخصي, كلها سوف تزيد من إثمارية الاتصال
وكفاءته وتحقيق الأهداف المخطط لها, وحتى يتقن المعلمون مهارات الاتصال, لا
بد من عقد ورش عمل تدريبية لهم, ومتابعة الأثر التدريبي, كما أنه يلزم
الطلبة تعزيز دروس مهارات الاتصال, والنشاطات الهادفة الخاصة بها, ومهارات
التعامل مع الآخرين, واحترام وتقدير المعلم, والإحساس بأهمية وقيمة عمله.
وتشكر وزارة التربية لإضافتها كثير من هذه المهارات في الكتب المدرسية
الجديدة.

أما
حدوث بعض الحالات الفردية المتجاوزة على المعلم, كسوء الأدب معه أو التعدي
عليه, أو حالات تجاوز المعلمين على الطلبة, تبقى حالات فردية وغريبة
ومستنكرة من الجميع, إلا أنها في الوقت نفسه تعتبر مؤشرا لمشكلة نواجهها في
مدارسنا, وتستحق هذه التجاوزات الدراسة والاهتمام والمتابعة, وتحسين
البيئة المدرسية بكل عناصرها ومقوماتها, لتصبح بيئة آمنة وجاذبة للطلبة
والمعلمين على حد سواء, بدلا من كونها الآن بيئة منفرة, يتمنى الطلبة يوم
العطلة ويفرحون له, وكذلك المعلمون, ونتمنى أن يأتي اليوم الذي تتوفر في
مدارسنا كل الإمكانات المادية والمعنوية التي تحفز الجميع إلى حب الذهاب
إليها والاستمتاع والسعادة بالتعلم في مرافقها.
منقول للفائدة