منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB

لغات التواصل الاجتماعي  170548925725661


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB

لغات التواصل الاجتماعي  170548925725661
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لغات التواصل الاجتماعي

اذهب الى الأسفل

لغات التواصل الاجتماعي  Empty لغات التواصل الاجتماعي

مُساهمة من طرف محمد جعفر الأربعاء يوليو 20, 2011 10:38 am

لغات التواصل الاجتماعي
د.علي وطفة

تعداللغة المنطلق الأول لعمليات التفاعل الإنساني وتشكل في الوقت نفسه إحدى أهم صيغةوواحداً من أبرز تجلياته. ويأخذ مفهوم الاتصال اليوم أهمية مركزية في علم النفسالاجتماعي وفي علم الإجماع. فالاتصال على حد تعبير كولي "هو العملية التي تأخذ فيهاالعلاقات الإنسانية مجراها وحركة تطورها"(1). وذلك يشر إلى العملية التي يتم فيهاتحويل وتبادل الإشارات بين الأفراد. إن إدراك عملية الاتصال أمر يتميز بالصعوبة إلىحد كبير، وليست مع ذلك هي الصعوبة الوحيدة. لقد بين جورج هيربارت ميد أن الاتصاليسعى إلى إيجاد إحساس مشترك بين الذي يتصل والذي يستقبل.‏
إنحياة مجتمع ما غير ممكنة إذا لم يكن هناك اتصال. إذ لا يستطيع الناس تنظيم أفعالهموفقاً للسببية الفيزيائية: وهذا يعني أن كل تفاعل إنساني يفترض بالضرورة تدخل أفكاراتصالية. ومهما يكن الأمر يلاحظ وجود اتصال بين الأفراد في واقع الأمر.‏
يميزالباحثون في مجال علم النفس الاجتماعي بين نموذجين اتصاليين هما: الاتصال الجماهيريأي تحويل الأفكار إلى عدد كبير من الناس دفعة واحدة. ثم الاتصال الشخصي وهو الاتصالالذي يقوم بين شخص وآخر وهي العلاقات التي يطلق عليها العلاقات الأولية الأساسية.‏
الاتصال من غير لغة:‏
تشكلاللغة من غير شك الوسيلة الراقية لتحقيق التواصل الإنساني ولكن يوجد هناك اتصال بينالناس لا تكون فيه اللغة هي الوسيلة الوحيدة وهذا ما يمكن أن نلاحظه عند العميان: الذين يعانون من غياب إمكانية قراءة التعابير التي تظهر على وجوه الآخرين. ومما لاشك فيه أن العميان يتواصلون بدرجة أقل من المبصرين وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات التيتقوم بين المحبين(2).‏
ونستطيع أن نحدد أركان الاتصال في ثلاثة جوانب أساسية هي: الحضورالفيزيائي والإشارة وتعابير الوجه. وتلعب هذه العناصر دوراً هاماً في عمليةالاتصال. وهي تجانس اللغة في تحقيق فعاليتين أساسيتين هما: تحويل الأفكار والمشاعرإلى الآخر من جهة ثم التمييز بين هذه الأفكار والمشاعر وفهمها من جهة أخرى.‏
لايملك العنصر الأول ـ الحضور الفيزيائي بالنسبة للشخص المعني تأثيراً مباشراً علىنفسه أي على جسده أو على سمات وجهه. ومع ذلك فإن طريقة اللبس والزينة تعطي الشخصنفسه، إرادياً أو عفويأن بعض الانطباعات وهي انطباعات حقيقية أو متوهمة. فالمظهرالفيزيائي عنصر أساسي من عناصر وعي الشخص الآخر بشكل متبادل. ومع ذلك يجب أن نلاحظأن غياب المظهر الخارجي لا يمنع ولا يقلل من أهميته الاجتماعية فكل فرد، في أيمجتمع، يحول في إطار محيطه رسالة حقيقية أو وهمية عن نفسه وعما يملك وما يؤديه منعمل. والمظهر الفيزيائي يشكل مثيراً اجتماعياً يعلب دوراً هاماً لا يقل شأنه علىأهمية الحضور الفيزيائي. ومما لا شك فيه أنه يمكن للفرد أن يكون سيد إيماءاتهوحركاته وذلك بدرجة أكبر من قدرته على السيطرة على هيئته الجسدية الفيزيائية. ومعذلك لابد من الإشارة إلى أن نظام الإشارات والإيماءات عند فرد ما يرتبط إلى حد كبيربطبيعته النفسية الفيزيائية أو طبيعته الاجتماعية والثقافية وذلك بالقياس إلىالحرية التي يتميز بها سلوكه.‏
فالحركات العادية التي يؤديها الشخص ويقوم بها مثل مظاهر الاحترامالدبلوماسي، حرارة المصافحة لرجل السياسة، عصا المعلم المرفوعة، هي حركات تعبر عمايريد إيصاله إلى الآخر.‏
فالإشارة الرمزية التي نعبر عنها عبر إيماءات الجسد مثل موافقتنااللامبالاة، الحماس، الرغبة في رؤية صديق ليست في نهاية الأمر سوى عناصر لغة محددةثقافياً. ولكن العنصر الأكثر أهمية ومحورية في عملية التفاعل والاتصال الاجتماعي هيتعابير الوجه. فالإيماءات تقوم بعملية تحريض وإثارة الأفراد الذين يتفاعلون. والإيماءات هي سلوك اجتماعي متبادل أو سلوك متبادل اجتماعياً مثل المناقشة والتيتمثل سلسلة من ردود الأفعال القوية.‏
فالمشاعر التي تقوم بين المتخاطبين تكون محدودة ولكن تعابير الوجهالخاصة بالمحدث تؤدي إلى عملية استثارة. إذ نلاحظ أن تعابير الوجه هذه توجه عمليةالتفاعل، وبالتالي فإن تعابير الوجه هذه هي أفضل من الكلمات أن تقول للآخر أشياءكثيرة مثل: أرجوك أو لو سمحت لطفك..الخ. أو الدلالة على معنى مثل لهجة الأمروالتأكيد والجدية والهزل والإثارة والاعتراف.‏
وفيهذا السياق يمكن القول أن اتجاه النظر يمكن له أن يحدد موضوع التفكير عند الشخص علىسبيل المثال أن قدرة فرد ما على تركيز نظراته باتجاه الآخر تحمل معنى أو دلالةالنزعة العدوانية. ويمكن أن يستدل من هذه النظرات على ميل الإنسان إلى الخضوع فيأحيان أخرى: إذ يلاحظ أن البائعين يركزون أنظارهم على أنف الزبائن. وتبين الدراساتالمخبرية أن الأفراد الذين ينجحون في تحقيق عمليات هندسية ناجحة من دون خفض أنظارهمأمام الملاحظ هم أكثر عدوانية من غيرهم.‏
لقدتكونت أدبيات متكاملة تقليدية عند علماء النفس الاجتماعيين وهي تتضمن إمكانيةالإدراك المباشرة لتعابير الآخرين ومشاعرهم. وغني عن البيان أن تعابير الوجه "كالإشارة"، تشكل جانباً كبيراً من اللغة التي يتحدثها إنسان ما. وإذا كان من السهلإدراك هذه اللغة بسهولة وذلك لأن وظيفتها أن تكون مفهومة وبالتالي فإن الإنسانيستخدمها لأنها مفهومة ومن أجل أن تكون مفهومة. ولكن وكما هي الحال في أي لغة مناللغات فإن دلالة إشارة ما ليست أكثر من دلالة كلمة ما، وهذا يعني أن دلالة إشارةما يمكن أن تتحدد في سياق نظام من الدلالات الاجتماعية.‏
إنعملية الاتصال الأكثر أهمية تكمن في لغة الكلمات أو في لغة الشفوية. ويمكن لنا فيهذا الخصوص أن نميز بين اللغة العادية وهي اللغة الشفوية واللغة الأدائية التيتتمثل في منظومةأو في لغة تن القواعد النحوية التي تنظم حركة اللغة.‏
وفيهذا السياق إن علم النفس الاجتماعي يولي أهمية لدراسة جوانب اللغة المختلفة ويتمركزاهتمام علم النفس الاجتماعي في ما يسمى علم النفس اللغوي الذي يدرس اللغة كما هيوكما تستخدم في واقع الأمر(3).‏
إذاكانت اللغة أداة لتحويل المعلومات فما هي هذه المعلومات؟ حيث تسعى المعلومات هنالتبديد الشكوك أي بمعنى خفض عدد الاحتمالات وإمكانيات الخيار أمام الشخص. ويجريتحديد وحدة المعلومات التي يمكنها أن تقلص إمكانيات الخيار إلى اقل من النصف. يقولأفلاطون في هذا الصدد أن الكلمة تعبير عن جوهر الشيء وهذا يعني أن الدلالة تتحدد فيإطار العلاقة القائمة بين الشي والكلمة. ولكن ماذا تعني كلمة مثل أفلاطون؟ إن مثلهذه الكلمة لا يمكن لها أن تعطي دلالتها إلا بالعلاقة مع كلمات أخرى متعددة. وهذايعني أن دلالة كلمة ما ليست ولا يمكن أن تكون مستقلة بذاتها ومن هذا المنطلق يمكنالقول أن دلالات الكلمات تشكل كلاً متكاملاً يتجه أن يصبح نظاماً دلالياً وهذا يعنيأن دلالة كلمة ما لا تكمن في العلاقة بين الكلمة والشيء المشار إليه ولكنها تكمن فيالنظام الدلالي على وجه العموم.‏
ومنالضرورة بمكان الإشارة إلى أهمية دلالة الكلمة والتي تشير إلى العلاقة الرمزية التيتقوم بين الكلمة والشيء الذي يرمز إليه وهذه العلاقة ليست بسيطة كما يبدو للوهلةالأولى. وفي هذا الصدد يشير أفلاطون إلى أن الكلمة تحاكي جوهر الشيء وهذا يعني علىالأقل أن دلالة الكلمة تتحدد بالعلاقة بين الكلمة والشيء ولكن ماذا تعني كلمة مثلأفلاطون؟ إن مثل هذه الكلمة لا تأخذ دلالتها إلا في سياق نظام من الدلالات الرمزيةأي أن دلالة كلمة ما لا يمكن أنتكون مستقلة عن دلالات كلمة أخرى كثيرة وبناء علىذلك يمكن القول أن دلالات الكلمات تشكل نظاماً متكاملاً وهذا يقود بالضرورة إلىالقول بأن دلالة الكلمة لا تكمن في العلاقة بين الكلمة والشيء المشار إليه فحسب. بلتكمن في إطار النسق الدلالي الذي تنتمي إليه.‏
وتأخذالنظرية السلوكية في اللغة انطلاقاً من ذلك خصوصية عملية كنظرية سكنر. وهي التيتبدو أكثر اتصالاً بالواقع، ولكنها مع ذلك تبدو غير كافية أو مرضية إلى حد كبير. فمعاني الكلمات كما يقول سكنر تتحدد بعملية التعزيز RENFORCEMENT وذلك لأنالاستجابات الصحيحة لمثير ما تؤدي إلى عملية تعزيز إيجابي.‏
ويمكنإيجاد التفسير الخاص بمسألة التباين اللغوي الذي يظهر في قطاعات اجتماعية مختلفة. وهذا يعني أن هذا التباين يعود إلى دور الثقافة والمجموعات الاجتماعية على وجهالعموم. بعض الثقافات تغني مفردات اللغة في جانب من جوانب الحياة العامة، وتحمل بعضجوانب الحياة الأخرى حيث يؤدي ذلك إلى الاقتصار على مفردات أولية فجة وخاصة فيمجالات الحياة التي ليس لها أهمية كبيرة على مستوى الحياة الاجتماعية.‏
وعلىالرغم من الجهود التي يوليها علم نفس اللغة، ونظرية الدلالة اللغوية للجوانبالاجتماعية في اللغة، فإن هذه الجهود ما تزال قاصرة عن دراسة كافة المسائل الخاصةباللغة والتي يطرحها علم النفس الاجتماعي حيث يلاحظ أن الدراسات حتى اللحظة الراهنةتكرس نفسها لدراسة "اللغة" وليس لدراسة من يتحدثون هذه اللغة.‏
وتتضحهذه المسألة في مجال الاقتصاد عندما يقال على سبيل المثال أن نفقات المستهلك هيوظيفة لدخوله الاقتصادية. وهذا يعني أننا أبعدنا المستهلك نفسه عن أطراف القضية أوالمسألة. فالتبادل الشفوي يشكل نسقاً من السلوك القابل للدراسة وخاصة بالنسبةلهؤلاء الذين يتبادلون اللغة أو بالنسبة لمضمون الكلمات التي يتم تبادلها بينالأفراد أو من خلال السياق الاجتماعي الذي تجري في إطاره هذه العلاقة اللغوية. ويمكن القول هنا أن هذه الفكرة الخاصة بعلم النفس الاجتماعي هي فكرة في غايةالأهمية وهي فكرة لم تأخذ ما تستحقه من الأهمية حتى اللحظة الحاضرة.‏
فاللغة كما يبدو للإنسان العادي هي استخدام وسائل لغوية من أجلتحويل الأفكار وتبادلها بين الناس. والحق يقال إن استخدام اللغة في عملية التفاعلالاجتماعي يستجيب إلى ثلاثة أنواع من الغايات. وهي غايات محددة ومحسوسة: استجراراستجابات شفوية وتبادل التحيات والمجاملات، نداءات، إجابات ثم استجراء الفعلوالنشاط مثل إعطاء الأوامر، وأخيراً استثارة الانتباه الذي يتصف بالديمومة عبرتأكيدات افتراضية.‏
وتنطوي اللغة بوصفها مؤسسة اجتماعية على أشكال واضحة ومتعارف عليهامثل: الصلاة والخطابة والتصريحات والمحادثان. وكل شكل من هذه الأشكال ينطوي تفرعاتمحددة فعلى سبيل المثال تتفرع أحاديث الصالونات إلى أنواع مختلفة لمثل: الحديثالسري، حديث الثقة الحديث العابر، وحديث العشاق أو الغزل. ويضاف إلى ذلك مختلفالأساليب الجمالية والأدبية والنكتة والأغنية والحكاية الشعبية، ويتضمن ذلك علىالتوالي على قواعد ومبادئ النشاط اللغوي المتعارف عليه.‏
وتنطوي اللغة بوصفها مؤسسة اجتماعية على إسقاطات رمزية تحدد شكلاللغة ومسارها. فالحديث على سبيل المثال لا يأتي من أجل التعبير عن شيء ما فحسب أولأن أحداً يرغب بالحديث، إذ يتوجب على المرء أن يتحدث أحياناً فيما لا يرغب فيه. فيبعض الأحيان يوجد المرء في مواقف سلبية فالموظف لا يتحدث في حضرة رئيسه في العمل مالم يطلب منه أن يتحدث، وهو لا يتحدث لأن ذلك من مقتضيات احترام الذات. وعلى خلافذلك قد يقتضي الموقف من المرء أن يكون إيجابياً فهو قد يتحدث بغاية تحقيق التوافقمع الآخرين أو مساعدة الآخرين على تحقيق التوافق أي من أجل الحد من المسافةالاجتماعية الفاصلة، أي من أجل وضع حد لتأثير الخجل. ويجب على المرء أحياناً يتحدثلأنه المعني بإلقاء كلمة أو خطاب.‏
ويوجدفي إطار اللغة، كمؤسسة اجتماعية، تحديد اجتماعي تتباين فيه أدوار الأفراد. ومثالذلك الناطق الرسمي، والمحاضر في المحاضرة، ومدير الندوة الفكرية والمهرج..الخ.‏
ويتمثل أحد جوانب المؤسسة اللغوية في الموضوعات التي يتم طرحها فيهذه المناسبة أو تلك أو في إطار هذا الدور أو ذاك.‏
فاختيار الموضوعات عملية تتم تحت تأثير نسق من الواجبات والرموزوالأعراف وبالتالي فإن مخالفة القواعد العامة أو احترامها من شأنه أن يؤدي إلىالعقاب عن طريق الاستحسان أو الابتسامة أو الإهانة أو بالعداء الذي تظهره الجماعةفيما بعد للشخص.‏
ويمكنلنا أن نتحدث عن وجود بعض أشكال التنوع بنغمة الصوت ففي بعض الأحيان تأخذ هذهالنغمة نمطاً إدارياً كان قد شكل موضوعاً لإحدى الدراسات. ويجب أن نعترف أيضاًبوجود خصوصيات لغوية جغرافية واجتماعية في عملية أداء اللغة وفي استخداماتها. والتيشكلت مجال دراسة لعدد كبير من الباحثين والدارسين في هذا المجال.‏
يتنوعهذا النسق المتكامل من القواعد والاتفاقات والاستخدامات بتنوع الثقافات وفي داخلالثقافات الفرعية نفسها. فالمناقشات العامة تخضع في البلدان الغربية إلى قواعدمحددة مكتوبة أو عرفية وهي قواعد لا تجدها في مجتمعات أخرى. فالخطابة عند هنودالأريزون التي تتصف بأنها مطولة ومملة، والتي يستند فيها إلى خطباء سابقين يستشهدبهم، وتكرس نفسها لمعالجة مسائل سبق لها أن طرحت، وتبحث عن تفاصيل دقيقة مطولة تجعلمن الشخص الذي يستمع لأول مرة إلى هذه الخطب يشعر أن هذه التفاصيل لا علاقة لهابالموضوع المطروح. "إن انتخاب المرشحين أو اتخاذ القرارات يعد اختراعاً جديداًأوجده البيض وهي عملية تقض مضاجع النافاجوز المعمرين وذلك لأنهم اعتادوا إطالة مدةالمناقشة من أجل الوصول إلى إجماع في اتخاذ قراراتهم أو من أجل إيصال الخصوم إلىقناعة بعدم أهمية أفكارهم والتوقف عن المطالبة أو التعبير".‏
ويجبفي النهاية أن ينظر إلى اللغة من خلال الوظائف التي تؤديها بالنسبة إلى الفرد أوإلى الجماعة. فاللغة وفقاً لذلك المنظور تعد أداة أساسية لابد منها لكي يتحقق للفردتكيفهُ مع الجماعة التي يعيش فيها: فاللغة هي التي تتيح للفرد أن يتمثل المفاهيموالأفكار والتصورات الاجتماعية. وهي بالإضافة إلى ذلك تؤدي وظائف متعددة أكثرخصوصية فهي بمثابة فعل اجتماعي يسعى إلى تحقيق غاية محددة تحقق للفرد هويتهالاجتماعية. وفي هذا الخصوص يرى علماء النفس الذين يعتمدون التحليل العاملي فيأبحاثهم وجود عامل آخر يطلقون عليه اليسر اللفظي AISANCE VERBALE. وهم في هذاالسياق يعترفون بوجود استعدادات متباينة بين الأفراد.‏
لقدأكد برت على أهمية وضرورة البحث عن عوامل أخرى فأسباب الصمت الذي يوجد عند طفل قدتعود إلى انخفاض مستوى الإثارة العاطفية لديه أو لأنه يعاني من كبت شديد وقلما يعودذلك إلى وجود استعداد APTITUDE شفوي منخفض. والطفل الثرثار من جانب آخر هو طفل تعرضللإثارة العاطفية من جهة وقل مستوى تعرضه لعملية الكبت.‏
فاللغة لا تعبر عن الشخص فحسب بل تمكنه من اكتساب قيمته الاجتماعية. وفي هذا الخصوص تبين الدراسات الجارية أن الأسئلة التي يطرحها الأطفال في عمرالخامسة من العمر لا تهدف إلى إشباع فضول الأطفال فحسب بل تسعى إلى إثارة اهتمامالراشدين.‏
لقدلاحظ ديرو أن الشعب يحب الحديث وذلك سر وضاعته". ومما لا شك فيه أن هناك بعضالنشاطات الاجتماعية التي يمكنها إثارة اهتمام الناس بالشخص الذي يؤدي هذه النشاطاتولكن أي نشاط من هذه النشاطات لا يمكنه أن ينافس اللغة من حيث السهولة والأهمية. فاللغة تتيح لنا أن نفرض وجودنا على الآخرين كأشخاص ونجعلهم ينصتون إلينا وأنتستحوذ على اهتمامهم وأن يستجيبوا لنا. وندفعهم عن طريق اللغة أيضاً إلى المشاركةفي المسائل التي تشغلنا وأن يستمعوا إلى ما نريد أن نقوله وأن يبادروا إلى المشاركةبإعطاء آرائهم الخاصة.‏
ومنهنا يمكن لنا أن ندرك الدقة النسبية للتنظيم الذي يوجه التبادل الشفوي. فنحن عندمانتهيب أن نتحدث أولاً قبل الآخرين فإن ذلك يصبح مرغوباً عندما تجمل الأنظمةالاجتماعية ذلك.‏
ويمكنلنا هنا أن نجد بعض الملاحظات تتعلق بالنموذج النفسي للمتحاورين: فالثرثار على سبيلالمثال، مهما يكن من أمره، يحاول أن يفرض نفسه على الآخرين لأنه لا يحظى بالأمنالشخصي.‏
وتتضمن اللغة أخيراً وظيفة علاجية على المستوى النفسي. فعندما يكونالعنف الجسدي ممنوعاً فإن السباب والشتائم تصبح بديلاً عنه. فالثرثرة المنزليةوالنميمة بين الناس وروح التمرد تشكل ضرورة اجتماعية غير معروفة فهي تعيد إلى الشخصاعتباراته القيمية أمام أعين الآخرين، وتعزز تقدير الذات وهي تعوض أحياناً عن مركزلا يحقق للفرد أشياء نفسية. واللغات الخاصة مثل اللغات العامية تؤدي هذه الوظائففالعامية تؤدي وظائف علاجية نفسية واجتماعية. فهي تستطيع أن تخفف من طاقة النزعةالعدوانية عند الأفراد ومن السلوك المباشر وتعزز وجود الجماعات المغلقة وتسمح للشخصأن يعبر عن انتمائه.‏
هوامش‏
1 – Charles Horton Cooly, “Social organization: A study of the Lagrge mind, New yourk, Scribners, 1909”.
2 – Pirre Henri, “Les aveugles et la societe”, P. U. F., Paris, 1958.
3 – Geroge A Miller, “Langage et Communication”, trad. fr., Paris, P. U. F., 1956”.
4 – Marcel Cohen, "Pour une sociologei du Langage, Paris Allin, Michel, 1956".
5 – A. Meillet, "Linguestique historique et linguestique generale, Paris, Champion, 1921".
محمد جعفر
محمد جعفر
♕ المعالي ♕
♕ المعالي ♕
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام
تاج 100 موضوع
تاج المواضيع
عدد المشاركات بالمواضيع المميزه
جائزه المواضيع امميزه

عدد الرسائل : 840
العمل/الترفيه : اخصائي نفسي تربوي
الابراج : الجوزاء التِنِّين
الموقع : فلسطين
احترام القانون : لغات التواصل الاجتماعي  69583210
المزاج : ربنا يسهل
نقاط : 11333
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 18/11/2010
ذكر لغات التواصل الاجتماعي  0012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» كشف الشذوذ والتوجه في النصوص القصيرة المكتوبة باللغة العربية في شبكات التواصل الاجتماعي
» كشف الشذوذ والتوجه في النصوص القصيرة المكتوبة باللغة العربية في شبكات التواصل الاجتماعي
» استخراج واصفات المستخدمين باعتماد التنقيب في وسائط التواصل الاجتماعي باللغة العربية
» تحليل توجهات الطلاب الجامعيين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي (تطبيق رأي خاص بطلاب الجامعة الافتراضية)
» صور حزينة مع عبارات حزينة جدا للنشر على مواقع التواصل الاجتماعي

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى