منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
سنتشرف بالتسجيل عضويتك و الانضمام الي المنتدي العلمي
مرآة الوجه الآخر Act_bottom


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
سنتشرف بالتسجيل عضويتك و الانضمام الي المنتدي العلمي
مرآة الوجه الآخر Act_bottom
منتـديات مكتـــوب الاستراتيجية للبحث العلمي MAKTOOB
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرآة الوجه الآخر

اذهب الى الأسفل

مرآة الوجه الآخر Empty مرآة الوجه الآخر

مُساهمة من طرف أيمن الأحمد الجمعة 17 ديسمبر 2010 - 17:30

مرآة الوجه الآخر

د. الزين عباس عمارة

أستاذ الطب النفسي

أن لكل إنسان مرآته الخاصة التي تعكس له صورة الحياة ، ولكن قوة أو ضعف هذه الانعكاسات لا تتوقف علي سلامة سطح الزجاج العاكس فقط ، وإنما علي تأثير نوعية عدسة العين التي تتحكم في عكس الإشعاعات الضوئية الصادرة من المحيط الخارجي ، وهذه عيوب موروثة أو عادات مكتسبة من البيئة بالتعلم والتدريب ، بجانب التكوين النفسي بالداخل الشبيه بشكل العدسة المحدبة أو المقعرة فأما أن يقطع الضوء سليما في داخل شبكة العين ويعطي انطباعا حقيقيا للصورة الخارجية وأما أن يتكسر فيقع بعيدا إلى الخلف أو كثيرا إلى الأمام فيكون من علامات مرض قصر أو طول النظر .. وليس هذا الوصف مرادفا بالضرورة للتعبير المجازي عن بعد النظر للاستدلال علي عمق التفكير وقوة الاستبصار أو قصر النظر للتعبير عن ضيق الأفق وسطحية النظرة التي لا تري ابعد من أرنبة الأنف . إذن فالمرآة الخاصة وعدسة العين الخارجية والتكوين النفسي الداخلي تمثل بعض عناصر رؤية الإنسان للأمور وما بين النظرة في المرآة الخاصة والتعامل مع الحدث الماثل يتحرك الفرد بين النرجسية التلقائية التي لا تتعدي غريزة الإشباع برؤية النفس في أروع صورها ولذة الإمتاع بتحقيق الذات في اجمل أطرها ، وبين الوقفة التلقائية الواقعية التي تبحث عن عيب للإصلاح أو خلل للترتيب ، وخلال المسافة الزمنية القصيرة بين نرجسية الإشباع وواقعية الإبداع تتكون وتتشكل اهتمامات الفرد في حياته الخاصة بشكل مباشر وحياته العامة بصورة غير مباشرة .. والفرد لا يستطيع الفصل بين الخاص والعام في حياته إلا من خلال قوة إرادة أسطورية وإيمان خارق منقطع النظير يجعله قادرا علي الاحتفاظ بدرجة من الاتزان النفسي لا يخلط فيها أوراق اللعبة في المساحة الضيقة المتاحة له للحركة في إطار غاية في الانضباط . صراعات الحياة علي غير ما يعتقد الكثيرون فان الكثرة الغالبة من الناس تملك حظا وافرا من القدرة علي التمييز بين ما يقع في البقعة العمياء في نظرها نتيجة خلل في المرآة الخاصة أو عيب في عدسة العين ، وتملك الاستعداد لتصحيح الخطأ بعدسة طبية مساعدة أو وقفة شخصية شجاعة علي النفس ، ولكن ما يفتقده الكثيرون هو القدرة علي التعامل مع الأحداث بدقة في توقيت الفعل ورد الفعل ، ولذلك كثيرا ما يصبح الفرد ضحية الشعور بالذنب وعقاب الضمير بعد فوات الأوان ، لان الحكم لم يكن قاطعا في لحظته والتصرف لم يكن ملائما في ساعته لظروف خارجة علي الإرادة وهذا بيت القصيد وإحدى شعب الإيمان والإيمان ينبوع الحكمة في قوله تعالي ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا ) . و اتصور أن بعض فوائد الخير في مفاتيح القدرة علي التمتع بنعمة الجوارح في المرآة الخاصة والعدسة السليمة وانضباط التكوين النفسي الداخلي الذي يعطي المعني المناسب والحجم الطبيعي للأشكال الخارجية بأبعادها الثلاثة ولاضرر ولا ضرار .. أن هذه المعطيات العلمية في إطار فلسفي ميسر تقودنا إلى رؤيتنا للحياة الخاصة التي تلتقط صور الواقع من خلال عدسة العين السليمة أو المعطوبة تلقي بالأشياء في بؤرة المخ في إحدى شرائح العقل وهي تخطئ أو تصيب الهدف اختلافا أو اتفاقا مع طبيعة التكوين النفسي لشخصياتنا .. فعيون الرضا لا يمكن أن تصيب في التعامل مع الأحداث .. إلا إذا تركنا في عملية الإدراك هامشا لحركة التبديل والتحويل يتناسب وكل الاحتمالات في حالة ردود الفعل المباشر ، وإلا نكون قد ظلمنا الحقيقة المجردة ، وعيون السخط لا يمكن بالمقابل أن تكون بالمقابل أن تكون قادرة علي التحقق والتدقيق إلا إذا تعاملنا بالمثل في ظل الظروف المتناقضة .. أن ردود أفعالنا مع المواقف لا تنطلق من قناعات مسبقة فقط ولكننا نتأثر أيضا بالحالة النفسية التي تتحكم فينا لحظة الفعل . إننا نعلم أن هناك ردود فعل لا إرادية تعمل في حياة الإنسان لحمايته والدفاع عن حياته من خلال اندفاعه في حرب الإرادة في شكل صراعات الحياة ، وإذا تعطلت ردود الفعل اللاإرادية يصبح الإنسان عرضة للهلاك والموت . فرد الفعل للخوف هو الهرب من موقع الخطر هروبا ماديا بالابتعاد عن محيط الدائرة أو نفسيا باللجوء إلى وسائل نفس دفاعية تحول أذهاننا وتفكيرنا إلى نشاطات أخري تجعل الخطر بعيدا عن رؤيتنا وهامشيا في واقعتا المعاش .. ولكن اكثر الناس قادر علي أن يتمثل هذا الواقع الخطر ويتعايش فيه ويتكيف معه من خلال قوة الإرادة التي تصنع له خوذة في حجم رأسه وسيفا في قوة ساعده يستطيع خوض حربا عادلة ومعركة تليق به وتتفق مع قناعته وتتلاءم مع ظروفه . وهنا يتحقق نوع من الإمتاع المادي والإشباع المعنوي يسمي بالسعادة وهي نسخة طبق الأصل من عبارة التوافق الاجتماعي وعندما يصل الإنسان هذه الدرجة من النضج في الرؤية والسمو في المعاملة والقناعة في السلوك والرضا بالواقع يحدث التجانس في صراعات الحياة . مرآة للأخرين يقولون أن الحقيقة بنت التاريخ ولابد أن يولدها الزمان ، وهذا في حد ذاته يحمل شفاء للنفس من كل سقم وعزاء للمرء في كل مصيبة ، ولان مرآتنا الخاصة وعدسات عيوننا قابلة للخطأ والصواب حسب زاوية الرؤية والتكوين النفسي فان خط الرجعة المتمثل في حتمية ولادة الحقيقة بشكل أو بأخر بصورة نسبية أو مطلقة في لحظة عاجلة أو أجله يمثل صمام الأمان لمن يضع في قائمة حساباته عامل الربح والخسارة في التعامل مع لغة الأرقام ولأن الحقيقة أحد الأرقام الثانية في لوحة الحياة ، مهما تغيرت الآلات الحاسبة والعقول الإلكترونية ، فإذا يجب أن ندرك المتغير الأنف في هذه المعادلة وهو عامل الزمن .. وهو العدو الأنف في معركة الوصول إلى قاعدة تحديد شكل وخواص وجه المرآة في أبعاد الرؤية واتجاه الهدف . إننا لكي نكسب هذه المعركة علنا أن ننظر في مرآة الأخرين .. أن وجوه الأخرين تحمل مرايا مشابهة أو متناقضة وتحمل عدسات عيون متحركة أو ثابتة وتحمل تركيبة نفسيات مبسطة أو معقدة وهذا الاختلاف في الشكل والتنوع في المضمون يعطينا بعدا ثالثا ورابعا يدخل في نطاق التجريد في المقارنة والتشبيه . أن الإنسان بقدر ما يظلم الأخرين كثيرا فهم يظلمونه أحيانا .. وبقدر رغبته في الابتعاد عن دائرة الظلم عليه الاقتراب للنظر في مرآة وجوههم . فهي تعكس بدرجات متفاوتة من الصدق في التعبير .. والمجاملة في التقدير .. والغلو في التأثير .. تعكس الأبعاد الخفية في رؤيته الذاتية وتجسد السطور غير المقروءة في صفحات كتابه الخاص المخطوط بأصابع هلامية ومنقوش بماء الذهب والذي يري فيه وجهه بلا عيوب ويشاهد سلوكه بلا مآخذ ، وعندما يلتفت إلى مرآة الأخرين يري البعد الثالث والجانب الخلفي الذي لا تعكسه المرآة المنصوبة أمام الوجه .. ويري خطا يقول : إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لن تلقي الذي لا تعاتبه إذا أن لم تشرب امرارا علي لقذي علي الأذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه .
أيمن الأحمد
أيمن الأحمد
♝ آســاتذة ♝
♝ آســاتذة ♝
جائزه تسجيل للعام 10 اعوام
جائزه المواضيع المميزه
جائزة الاعضاء كتاب المواضيع

مرآة الوجه الآخر Image

ذكر الابراج : الدلو القط
عدد الرسائل : 79
العمل/الترفيه : مدرس وطالب ماجستير قياس وتقويم تربوي نفسي
الموقع : استراتيجيه البحث العلمي
احترام القانون : مرآة الوجه الآخر 69583210
المزاج : هادئ بعون الله
نقاط : 7255
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى