إدارة الوقت من منظور الدين الاسلامي

مناقشة إدارة الوقت من منظور الدين الاسلامي
حث الدين الاسلامي على المحافظة على الوقت واستغلاله الاستغلال الامثل، واشار الى اهمية الوقت في الكثير من المواقف، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ(112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (114)" سورة المؤمنون (112 – 114) .
ويشير ( معايعة، 1991) الى ان المهارة في إدارة الطالب لوقته بكفاءة وفاعلية تعتبر مهارة أساسية لأنها تعني إدارته لذاته وهي تكتسب بالمران والتدريب والخبرة، بحيث تصبح إدارة الوقت سلوكا يوميا يقتضي من معلم المستقبل الناجح أن يمارسه في العمل وفي البيت وفي كل مكان والإسلام دين يهتم ببناء الإنسان سلوكيا ووجدانيا ومن جميع الجوانب لذلك اهتم الدين الإسلامي الحنيف بالوقت وحث على الاستفادة منه، ونبه إلى أن الشخص سيحاسب على كيفية إنفاقه، فقد قال الله – تعالى- مبينا أهمية الوقت وعظيم نعمته عز وجل: ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفه لمن أراد أن يذكَر أو أراد شكورا" )(سورة الفرقان، 62 ) وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بأجزاء معينة من الوقت مثل الليل والنهار والفجر والضحى والعصر، وأورد الجريسي أيضاً في معرضه لقصة سيدنا يوسف عليه السلام مع عزيز مصر وتأويل رؤياه من أن ما فعله يوسف في تفسيره لرؤية الملك هو وضع خطة زمنية بإلهام من الله عز وجل لكسب الوقت في سنوات الرخاء بمضاعفة الإنتاج و تخزينه بأسلوب علمي للاستفادة منه في سنوات الجدب (السدحان،2003).
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الوقت في حياة الإنسان المسلم، حيث قال في الحديث النبوي الشريف "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " رواه مسلم، وحث صلى الله عليه وسلم في حديث آخر على اغتنام الوقت بقوله " أغتنم خمساً قبل خمس " وذكر منها " فراغك قبل شغلك " ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا تزول قدما عبد يوم القيامه حتى يسأل عن اربع: عن شبابه فيما ابلاه، وعن عمره فيما افناه، وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه، وعن علمه ماذا عمل به". رواه الترمذي.
ومن هنا فان الإسلام يحثُّ المسلم على الاستفادة القصوى من الوقت حتى في أشد الظروف صعوبة، فعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله : "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل".
كما اهتم صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وسلفهم الصالح بالوقت وعرفوا أهميته وحرصوا على الاستفادة منه، ففي وصية أبي بكر الصديق لعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - حين استخلفه قوله له: ( إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل ولله في الليل حق لا يقبله في النهار ) ( الغامدي، 1990 )، ويقول عمر بن عبد العزيز- رحمه الله إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما)(حلواني وآخرون، 1990 ) ويقول الحسن البصري في ذلك: ( يا ابن آدم إنما أنت أيام مجموعة كلما ذهب يوم ذهب بعضك ( السالم، 1989 ) وهذا (البعض) يتبعض أيضاً إلى ساعات ودقائق وثوانٍ.. كلما ذهبت دقيقة أو ثانية ذهب بعضك؛ فالوقت هو الحياة، وهذا معنى مشترك يعرفه الناس جميعاً.